القدس المحتله - سار آلاف الإسرائيليين وهم يرقصون ويغنون في شوارع القدس القديمة الأربعاء 05-06-2024 حاملين الأعلام الإسرائيلية، في أجواء متوترة ووسط تدابير أمنية مشدّدة على خلفية الحرب في قطاع غزة. 

وينظم إسرائيليون من اليمين المتطرف سنويا هذه المسيرة في "يوم القدس" الذي يحيون فيه ذكرى "إعادة توحيد" شطري المدينة بعد احتلال الدولة العبرية جزءها الشرقي في العام 1967.

 

وكانت الشرطة الإسرائيلية أشارت الى أن "مسيرة الأعلام التقليدية (...) في الذكرى "ال57 لإعادة توحيد القدس" ستمرّ "من وسط مدينة القدس حتى حائط المبكى عبر أبواب البلدة القديمة وأزقتها بدون المرور عبر الحرم القدسي أو بواباته".

وأغلقت الشرطة عددا من شوارع القدس الشرقية والغربية من الساعة الثانية بعد الظهر (11,00 ت غ) حتى السابعة مساء (16,00 ت غ)، ونشرت ثلاثة آلاف عنصر في كل أنحاء المدينة "للحفاظ على النظام العام والسلامة". 

واعتدت مجموعات من المشاركين في المسيرة على صحافيين، وفق ما افاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

وقالت الشرطة إنها  اعتقلت خمسة مشتبه بهم شاركوا في المسيرة في منطقة باب العمود قاموا بإلقاء أشياء على الصحافيين الذين كانوا يقفون في زاوية خصصت لهم.

وأضافت أنها تأخذ "على محمل الجد أي محاولة للإضرار بالصحافيين وأعضاء وسائل الإعلام الذين يؤدون واجباتهم، وأي شخص آخر".

وهتف شبّان إسرائيليون عند باب الخليل وهم يلوّحون بأعلام إسرائيلية كبيرة، "شعب إسرائيل حي"، و"القدس.. القدس الى الأبد".

أمام باب الخليل، وضعت طاولة عليها سترات كتب عليها بالعبرية "أرضي لا أريد تقسيمها". ووُزّعت مناشير كتب عليها "الأمن أكثر مع قوة الصلاة"، و"من أجل إنقاذ إسرائيل كلها"، و"من أجل تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة مع  كل الأرض المقدسة".

تحذير من حماس

وألقى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير كلمة في المتظاهرين أمام الكنيس الكبير في شارع الملك جورج قال فيه "شعب إسرائيل حي. في هذا اليوم السعيد نرسل رسالة لحماس: القدس لنا. باب العمود لنا، جبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا".

وأضاف "بعون الله النصر الكامل لنا. ندعو رئيس الوزراء إلى أن يكون قويا. نحن لا نخضع ولن نستسلم".

ويرفض بن غفير وأعضاء الحكومة من اليمين المتطرف وقف الحرب في قطاع غزة قبل القضاء على حماس التي شنت هجوما غير مسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل تسبب باندلاع الحرب.

وأوقع الهجوم 1194 قتيلا في إسرائيل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وترد إسرائيل بقصف مدمر وعمليات برية في القطاع المحاصر أوقعت 36586 قتيلا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

واعتبرت حركة حماس في بيان أن "مسيرة الأعلام في القدس المحتلة عدوانٌ على شعبنا ومقدساته".

 وحذّرت "الاحتلال من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى"، ودعت الشعب الفلسطيني "في كل مكان، خصوصاً في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال".

 وحذّرت المرجعيات الإسلامية التي تضمّ دار الإفتاء والأوقاف "من مغبة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، واستباحته بشكل غير مسبوق من الجماعات اليهودية المتطرفة"، مشيرة الى حصول "اعتداءات واقتحامات مقززة" واكبتها "جملة من الانتهاكات الصارخة من أداء طقوس الصلاة والرقص والصراخ ورفع الاعلام والانبطاح داخل باحات المسجد بحماية شرطة الاحتلال".

"من سيء الى أسوأ"

في القدس القديمة، قال زكي (52 عاما) مفضلا عدم كشف اسم عائلته، "أنا ضد إغلاق دكاكيننا أثناء عبور المسيرة في البلدة القديمة، لكن الناس يريدون حماية أولادهم".

وقال أحد المارة مقدّما نفسه باسم ابراهيم "يجب عدم إغلاق الدكاكين وعدم إفساح المجال للمستوطنين للاستيلاء على المدينة".

في باب العمود، جرت مناوشات بين فتيان فلسطينيين وشبان إسرائيليين، وألقيت حجارة من سطح مبنى على المتظاهرين.

ووصف جلال السمان (38 عاما) الذي يملك متجرا الوضع بأنه "سيء نتيجة التضييق الكبير جدا على الناس، واستفزازات المستوطنين الذين يحطمون كلّ ما يجدونه في طريقهم".

وأضاف "نحن سكان المدينة لا نعلم كيف نخرج منها اليوم. سياراتنا مركونة خارج أسوار المدينة... يقومون بتكسيرها. المحال التجارية أغلقت أبوابها. إنه وضع يتكرّر كلّ سنة". 

وتابع "الحقد أصبح أكبر والوضع من سيء إلى أسوأ. لقد أفرغوا البلدة القديمة والناس يخشون دخولها بسبب التفتيش والإهانات من الجنود".

بعد وقت قصير، مرّ عشرات الشبان بالقرب من السمان ورشقوه بالقذارات.

وحصل حادث مماثل مع جاره اللحام.

في المقابل، وزّع نشطاء إسرائيليون من أجل السلام زهورا على التجّار العرب في باب الخليل.

"حزينة"

واحتلّت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بعد حرب حزيران/يونيو 1967.

وتعتبر إسرائيل القدس كاملة عاصمة لها، فيما ينظر الفلسطينيون إلى القدس الشرقية على أنها عاصمة لدولتهم المستقبلية.

في 2021، وفي اليوم المحدّد ل"مسيرة الأعلام" وبعد أعمال عنف بين إسرائيل وفلسطينيين في القدس الشرقية، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ على إسرائيل، وتلت ذلك حرب استمرت 11 يومًا بين الجانبين. 

في العام 2022، اندلعت اشتباكات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خلال "مسيرة الأعلام"، ما أسفر عن إصابة 79 شخصًا على الأقل بجروح. 

في سوق أفتيموس التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس في البلدة القديمة، وضع مستوطنون إسرائيليون ثلاثة أعلام كبيرة حول نافورة السوق قرب تجمّع سكني كبير للمستوطنين.

وقال أحمد البيتوني (50 عاما) "كلّ التجّار يهربون خارج المدينة تجنبا للمشاكل، لأنهم سوف يهانون من الشرطة والمستوطنين إذا لم يغلقوا محالهم".

ويوضح التجار أن الشرطة لا تجبرهم على الإغلاق، لكنها تحذّرهم من أنها غير مسؤولة عمّا قد يحصل.

وقالت صابرين عريقات (32 عاما) التي جاءت الى المدينة القديمة للتسوّق "وجدتها حزينة وممّلة وخالية من الناس. لقد فقدت حيويتها. نتمنى أن يعمّ السلام لتعود الحياة الى طبيعتها".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: البلدة القدیمة مسیرة الأعلام القدس الشرقیة قطاع غزة فی القدس

إقرأ أيضاً:

جوتيريش يطلب من إسرائيل العدول عن قرار وقف عمل الأونروا في القدس

طلب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، من الحكومة الإسرائيلية سحب قرارها الذى يستوجب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وقف عملياتها فى القدس وإخلاء كل المبانى التى تديرها فى المدينة فى موعد أقصاه 30 يناير الحالي.

رسالة من جوتيريش لإسرائيل بشأن مكتب الأونروا بالقدس.. تفاصيل جوتيريش يدعو إلى منع محاولات تشويه الحقائق التاريخية

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "جوتيريش" إنه يأسف لهذا القرار وطلب من الحكومة الإسرائيلية سحبه نظرا لإطار العمل القانونى المتعلق بأنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين (الأونـروا) وطبيعتها التى لا يمكن استبدالها".

وأشار إلى أنه فصّل هذا الأمر فى خطابين لرئيس الوزراء الإسرائيلى فى الرابع من أكتوبر والثامن والعشرين من أكتوبر 2024 وخطاب لرئيس الجمعية العامة فى الثامن والعشرين من الشهر نفسه، وخطابين متطابقين لرئيسى مجلس الأمن والجمعية العامة فى التاسع من ديسمبر 2024 والثامن من يناير 2025.

وأكد "جوتيريش"، أن أى أعمال تمنع الأونروا من مواصلة أنشطتها ستقوض بشكل حاد تقديم الاستجابة الإنسانية الملائمة فى الأرض الفلسطينية المحتلة. مشيرا إلى تأكيد الجمعية العامة فى قرارها الصادر فى دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة يوم 11 ديسمبر 2024، على عدم وجود منظمة يمكنها أن تحل محل أو تستبدل قدرة الأونروا وتفويضها لتوفير الخدمات والمساعدات المطلوبة.

 

وقال إن هذا التأكيد لا يزال قائما بعد صفقة تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن فى غزة، والتى رحب وأشاد بها الأمين العام.

وأضاف أن الأمم المتحدة، بما فيها الاونروا، تدعم تنفيذ الاتفاق عبر زيادة توصيل المساعدات الإنسانية لأعداد لا تحصى من الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم.

وقال "جوتيريش": "من الحتمى أن يوفر وقف إطلاق النار كل الفرص لتوصيل المساعدات بأنحاء غزة لنتمكن من مؤازرة الزيادة الكبيرة فى الدعم الإنسانى المنقذ للحياة وإعادة الإعمار فى نهاية المطاف". محذرا من أن تطبيق التشريع الذى اعتمده "الكنيست" الإسرائيلى فى الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، سيُحبط تحقيق تلك الأهداف.

الأونروا: تطبيق التشريع الإسرائيلي بشأن حظر نشاط الوكالة الأممية سيكون كارثيًا

الأونروا: تطبيق التشريع الإسرائيلى بشأن حظر نشاط الوكالة سيكون كارثيا

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين (الأونروا) "فيليب لازارينى" أن التطبيق الكامل لتشريع الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى بشأن الوكالة سيكون "كارثيا"، محذرا من أن تقليص عمليات الأونروا من شأنه أن يقوض وقف إطلاق النار فى غزة.

 

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "لازاريني" فى إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع فى الشرق الأوسط، إن الوكالة ضرورية لدعم السكان المحطمين ووقف إطلاق النار.. ومع ذلك، فى غضون يومين، ستتعطل عملياتنا فى الأرض الفلسطينية المحتلة، مع دخول التشريع الذى أقره الكنيست الإسرائيلى حيز التنفيذ.

 

وحذر من أن مصير ملايين الفلسطينيين ووقف إطلاق النار وآفاق الحل السياسى الذى يجلب السلام والأمن الدائمين على المحك.كما حذر من أن "تقويض عمليات الأونروا فى غزة من شأنه أن يعرض الاستجابة الإنسانية الدولية للخطر، وأن يؤدى إلى تدهور قدرة الأمم المتحدة فى الوقت الذى يتعين فيه زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير،وهذا من شأنه أن يؤدى إلى تفاقم الظروف المعيشية الكارثية بالفعل لملايين الفلسطينيين.

 

وأشار المفوض العام للأونروا إلى أن حكومة إسرائيل تزعم أن خدمات الأونروا يمكن نقلها إلى كيانات أخرى، مشددا على أن تفويض الوكالة بتقديم خدمات عامة لسكان بأكملهم هو تفويض فريد من نوعه.

 

وقال "لازاريني" إن الفلسطينيين يعرفون الأونروا ويثقون بها، فبالنسبة لهم، الأونروا هى الأطباء والممرضون الذين يقدمون الرعاية الصحية؛ والعمال الذين يوزعون الغذاء؛ والميكانيكيون والمهندسون الذين يبنون ويصلحون الآبار لتوفير مياه الشرب النظيفة.

وأكد أن إنهاء عمليات الوكالة فى الضفة الغربية المحتلة من شأنه أن يحرم اللاجئين الفلسطينيين من التعليم والرعاية الصحية، وحذر من أن الهجوم المستمر على الأونروا يضر بحياة ومستقبل الفلسطينيين فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ويعمل على تآكل ثقتهم فى المجتمع الدولي، مما يعرض أى احتمال للسلام والأمن للخطر.

 

مقالات مشابهة

  • قرار قطع علاقات إسرائيل مع «الأونروا» يدخل حيز التنفيذ
  • تقرير: إسرائيل تقطع علاقاتها مع وكالة الأونروا
  • قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ
  • هكذا تدرجت إسرائيل في استهداف الأونروا
  • قرار إسرائيل حظر "الأونروا" يدخل حيز التنفيذ اليوم
  • إسرائيل تهدم 10 منازل ومصلى في الضفة والقدس
  • إسرائيل تعلن إسقاط مسيرة اخترقت الأجواء من مصر
  • إسرائيل تهدم 10 منازل ومصلى في الضفة الغربية والقدس
  • جوتيريش يطلب من إسرائيل العدول عن قرار وقف عمل الأونروا في القدس
  • الاحتلال يحتجز أطفالا بعد مداهمة منزلهم بالبلدة القديمة في الخليل