إسرائيل قوة نووية هوجاء.. وعلى العالم أن يتحرك
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تعدّ "إسرائيل" ضمن الدول النووية في العالم، لكنها لا تعترف رسميًا بامتلاك السلاح النووي، إذ تتّبع ما يمكن أن يطلق عليه سياسة الغموض النووي. "الفيل في الغرفة" عبارة مجازية تستخدم في اللغة الإنجليزية للدلالة على مشكلة واضحة وكبيرة، يتم تجاهلها وعدم التطرّق لها، ويستعاض عن ذلك بالحديث عن قضايا قد تكون هامشية وأقل أهمية، هذا هو بالضبط حال الكيان والسلاح النووي، ولكنه أصبح من المعلوم بالضرورة أن الكيان الصهيوني دولة تمتلك ترسانة من القنابل والرؤوس النووية، إضافة إلى ما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل الكيماوي والبيولوجي.
ولكن هذه المعلومات على مدار عقود أنكرها الكيان، وتبنّى سياسة "التعتيم النووي"، ورفض السماح لأي جهات دولية بالتفتيش على مواقعه المشبوهة، أو الالتزام بأي اتفاقيات دولية لمنع انتشار الأسلحة النووية. بيد أنه يُعتقد أن "إسرائيل" تمتلك 90 رأسًا حربيًا نوويًا صنعتها من البلوتونيوم، إلى جانب أنها أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما بين 100 إلى 200 سلاح نووي.
ويقوم على تطوير ورعاية هذه المشاريع مجموعة من المعاهد أهمها: معهد "إسرائيل" التقني (التخنيون)، ومعهد "وايزمان" للعلوم، ومؤسسة الطاقة الذرية "الإسرائيلية" والجمعيّة الإسرائيلية للأشعة.
وتتواجد هذه الأسلحة، حسب تقارير متعددة في سبعة مواقع، أهمها موقع ديمونة الشهير، كما يجري الحديث أن كل المواقع بُنيت في أماكن قريبة من مناطق السكان العرب.
مفاعل ديمونة الذي أنشئ بمساعدة فرنسية عام 1957م بناءً على اتفاق سري مع الكيان، دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي؛ بسبب انتهاء عمره الافتراضي قبل 22 سنة، واستنادًا إلى التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية الفرنسية والروسية – التي نشرتها مجلة "جينز أنتلجنس ريفيو" المتخصصة في المسائل الدفاعية والصادرة في لندن عام 1999م – فإن مبنى المفاعل يعاني أضرارًا جسيمة؛ بسبب الإشعاع النيتروني، الذي يُنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى، ما يجعله قابلًا للتصدّع، وعرضة للتحول إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية ستحصد أرواح مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، وحسب الخبراء فإن التسرّب الإشعاعي من المفاعل يعتبر مصدرًا لأمراض السرطان سواء لدى سكان المناطق المحيطة بالمفاعل، أو العاملين فيه.
اختلال الموازينإنّ ما ينبغي الإشارة إليه أن الكيان الصهيوني من الدول القليلة القادرة على استعمال السلاح النووي برًا وبحرًا وجوًا، فإسرائيل تمتلك مخزونًا من القنابل النووية والصواريخ ذات الرؤوس النووية، وكذلك الغواصات النووية القادرة على إطلاق الصواريخ من البحر.
لذا فإن المخاوف تنبع من الاختلال في موازين القوى العالمية، وتفرّد الولايات المتحدة الأميركة بدور شرطي العالم الفاقد للقيم النبيلة والأخلاق الكريمة، الذي شكّل طوال عقود حاميًا وظهيرًا لهذا الكيان المارق، بما فيه قدراته النووية. ففي الوقت الذي تلاحق فيه الولايات المتحدة كلّ من يفكر في تطوير قدراته النووية، وتفرض عليه أشد العقوبات، فإنها تقدم الغطاء الكامل والحماية لهذه الدولة الهوجاء.
الأهم اليوم في سياق مقالنا، أن فكرة امتلاك الكيان القدرات النووية كانت فكرة نظرية تقلق العالم؛ بسبب الخوف من استعمالها في أي لحظة، وكانت قيادة الكيان دائمًا تدّعي أن هذه القوة هي للردع، طبعًا دون الاعتراف المباشر بامتلاكها، وأن الكيان دولة مؤسّسات تحكمها أنظمة عمل وقرارات محكمة لا تسمح بأي هامش من الخطأ.
ففي العام 2006م، أقرّ رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إيهود أولمرت ضمنًا – في حديث لقناة تلفزيونية ألمانية – بامتلاك "إسرائيل" السلاح النووي بقوله: "هل يمكنكم أن تقولوا إن الأمرين متساويان عندما يتطلعون (الإيرانيون) لامتلاك أسلحة نووية، مثل؛ أميركا وفرنسا وإسرائيل وروسيا؟". كما أنّ الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر يقول – في تصريحات نشرتها صحيفة "تايم" اللندنية-: إن "إسرائيل" تمتلك 150 رأسًا نوويًا، إلا أن "تل أبيب" قالت إنها "غير معنية بالرد عليه". ويحضر في هذا السياق، ما تابعه العالم من كثب، حين اختطف الموساد، الفني النووي المغربي الأصل أفيغدور فعنونو من بريطانيا عبر إيطاليا إلى الكيان، بعدما سلّم العديد من الوثائق حول المفاعل النووي في ديمونة.
إذا كانت هذه الفكرة النظرية يمكن تسويقها سابقًا بأي شكل وعلى أية صورة، فإننا اليوم نواجه خطرًا حقيقيًا ماثلًا أمام أعيننا بعد ما سمعناه من قادة الكيان وحلفائه في الولايات المتحدة، في ظلال معركة "طوفان الأقصى" بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023 دعت ريفيتال "تالي" جوتليف، عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم، لاستخدام سلاح يوم القيامة النووي ضد غزة وتسويتها بالأرض، كما تبعها وزير التراث "الإسرائيلي" عميحاي إلياهو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردًا على سؤال أحد الصحفيين: ما إذا كان يتوقع أن تلقي "إسرائيل" "نوعًا من القنابل النووية غدًا على غزة؟"، لم يستبعد إمكانية إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، معتبرًا أنها "إحدى السُّبل" للتعامل مع القطاع.
خطر داهملم يتوقّف الأمر عند متطرفي الحكومة، بل في مايو/أيار 2024م أيّد السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام هذه الأطروحات الكارثية والمجنونة، حيث أكدّ "أنه يحق لـ "إسرائيل" تسوية قطاع غزة بالأرض باستخدام سلاح نووي لإنهاء الحملة العسكرية، كما فعلت بلاده بمدينتي هيروشيما وناغازاكي في الأربعينيات".
إذًا نحن أمام حقائق لا يمكن لأي محبّ للسلام والخير للبشرية أن يشيح ببصره عنها، أو أن ينشغل بأية قضية غيرها، فنحن أمام دولة تمتلك كل أسلحة الدمار الشامل، وقيادة منفلتة من عقالها.
قد يدّعي البعض أن "إسرائيل" دولة مؤسسات، ولن تسمح لهؤلاء المجانين بالوصول إلى الزر النووي، كما أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح للكيان بمثل هذا الجنون. نقول لهؤلاء من كان منكم يتخيل أن يصل بن غفير ليكون وزيرًا للأمن في الكيان، وهو المتهم بالمشاركة المباشرة باغتيال رئيس وزراء الكيان السابق إسحق رابين، والمدرَج على قوائم الإرهاب حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة، بل إن حركة "كاخ" التي أنجبته حُظِرت في الكيان، وأُدرجت على قوائم الإرهاب؟
من كان يتخيل أن أحد فتيان التلال والمتهم بالعديد من القضايا الجنائية والأمنية "بتسلئيل سموتريتش" سيصبح وزيرًا للمالية، ونائب وزير الدفاع المسؤول عن ملايين الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس؟ هل كان أحد يتوقع أن رئيس مجلس الاستيطان في الضفة الغربية نفتالي بينيت، سيصبح رئيسًا لوزراء الكيان وتحت تصرّفه "الزر النووي" بحكم المنصب؟
إذًا نحن أمام حالة طوارئ، لا تخصّ الفلسطينيين فقط، بل تهمّ البشرية جمعاء، ويجب التحرّك العاجل لتفكيك هذه المنظومة الخطيرة والمجنونة في نفس الوقت.. ساعة التوقيت تدقّ.. والخطر داهم.. والجميع يجب أن يقف عند مسؤولياته.
وأخيرًا؛ شكرًا للمقاومة الباسلة ولشعبنا المحبّ للسلام والخير للجميع، والذي وقف متحدّيًا هذه الظاهرة المارقة، رغم الأثمان الكبيرة والمؤلمة التي دفعها، إلى الحدّ الذي كشفت فيه عن حقيقتها التي حاولت إخفاءها عقودًا، وترويج صورة مضلّلة لطبيعتها العنصرية البغيضة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة وزیر ا
إقرأ أيضاً:
ماذا دار في اجتماع الدول الخمس النووية بدبي؟.. ملف روسيا يتصدر
اجتمع مبعوثو الدول الخمس النووية، ومن بينهم روسيا والولايات المتحدة، في دبي الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا حساسة تتعلق بالأمن النووي.
وعلى الرغم من التكتم الذي أحاط تفاصيل الاجتماع، إلا أن التقارير تشير إلى أن النقاش شمل العقيدة النووية الروسية المحدثة.
أفاد موقع "نيو.ري" الروسي تقريرا ذكر فيه أن مبعوثي الدول الخمس النووية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، عقدوا اجتماعًا على أرض محايدة في دبي الأسبوع الماضي، إلا أن تفاصيله لم تُكشف إلا مؤخرًا.
وحسب البيانات الرسمية المقتضبة، فإن الاجتماع تناول العقيدة النووية الروسية المحدثة، ومن المؤكد أن منظومة "أوريشنيك" الروسية كانت ضمن جدول الأعمال.
وتطرق الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أسباب دفع الغرب إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا، وما إذا كان هذا الاجتماع يبشر بـ"يالطا جديدة" طال انتظارها.
روسيا والولايات المتحدة تجتمعان على طاولة المفاوضات في أرض محايدة
أفادت وزارة الخارجية الصينية الخميس بأن روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا والمملكة المتحدة عقدت اجتماعًا للدول النووية. وأوضح الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية، التي ترأست الاجتماع، أن الاجتماع عُقد على مستوى الخبراء في دبي في 4 كانون الأول/ ديسمبر.
وذكرت الوزارة أن "الجانبين أجريا حوارًا صريحًا حول قضايا مثل الاستراتيجية النووية". وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الاجتماعات كانت تحدث من قبل، ولكنها كانت تعقد عادة في أراضي إحدى دول "الخمسة النووية". في هذه الحالة، يبدو أن الإمارات المحايدة قد تم اختيارها.
ويرى الدبلوماسيون الصينيون أن هذا الاجتماع أتى "في الوقت المناسب للغاية" ومفيد لتعميق فهم السياسات النووية لبعضهم البعض. وكما أشير، سمح الحوار بـ "تجنب سوء الفهم والأخطاء في التقدير". وأكدت بكين أنها ستواصل دعم إجراء المناقشات بين الدول "الخمسة النووية".
وحسب ألكسندر بارتوش، العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية، فإن الاجتماع في دبي لا يرتبط بشكل مباشر بالقتال في أوكرانيا. وأضاف "كانت إحدى القضايا الرئيسية العقيدة النووية الروسية المحسنة. وهذا سبب لمناقشة سيطرة المشاركين في النادي على الأسلحة النووية".
ووفقا لرأيه، فإن الاجتماع كان ممكنا إلى حد كبير بسبب تأثر الدول الغربية بشكل كبير باستخدام "أوريشنيك". وأعرب الخبير عن أسفه قائلا "في الغرب، لا يفهمون إلا الحجج القوية ويواصلون النقاش، مع الأخذ في الاعتبار التهديد بإعادة استخدام الصاروخ. ومع ذلك، في أي حال، لم تتلق موسكو في اجتماع دبي دعوة لإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا، ولم يكن هناك حتى تلميح. حتى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح بأنه لن يجري أي مفاوضات. في مثل هذا الجو، من الصعب الحديث عن اتفاق سلام".
كيف عدّل بوتين العقيدة النووية الروسية؟
ذكرت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تخطط لنشر قنابل نووية حرارية في بولندا وأوكرانيا. ووفقًا للمجلة، قد تتخذ إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر ردًا على اختبار الصاروخ الباليستي الروسي "أوريشنيك". وتصف المجلة هذه الخطط بأنها "مجنونة".
تم تحديث العقيدة النووية الروسية بموجب مرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر. ووفقًا للوثيقة، فإن الرد النووي من جانب موسكو ممكن حتى لو تعرضت روسيا لضربة غير نووية. والشرط الوحيد أن يكون الخصم المحتمل يعمل بالتحالف مع قوة نووية.
هذا الأسبوع، أي بعد محادثات دبي، أدلى بوتين بتصريح آخر: ظهور أحدث الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى "أوريشنيك" يلغي حاجة روسيا لاستخدام الأسلحة النووية. وفي وقت لاحق، أقر نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن خطر تبادل الضربات النووية بين روسيا والولايات المتحدة لا يزال قائمًا.
كما صرح ريابكوف بأن فكرة مؤتمر يالطا الثاني بعد العملية الخاصة قد تتحقق في سياق إجبار الولايات المتحدة على حلول تفاوضية ترسخ التكوين الجيوسياسي الجديد.
يجب أن تُظهر موسكو نفسها كمفاوض صعب المراس
في البرلمان الروسي يحذرون من أن العالم ينزلق تدريجياً نحو صراع نووي. ويقول النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد، فلاديمير جاباروف: بالإضافة إلى "الدول الخمس النووية"، حصلت دول أخرى أيضًا على مثل هذه الأسلحة، ولكن بشكل غير رسمي. تمتلك باكستان وإسرائيل بالفعل قنابل ذرية. ولا يُستبعد أن تكون دول أخرى على وشك امتلاكها. ولكن في الوقت نفسه، يدرك الجميع: إذا بدأت كارثة نووية، فلن ينجو أحد".
ويشير جاباروف، في تعليقه على الاجتماع الذي عُقد في دبي، إلى أن الخطوات الأولى المترددة تشير إلى أن الإنسانية لم تفقد عقلها تمامًا بعد. ويضيف: "آمل أن يكون هناك نتيجة لهذه المفاوضات. ولكن حتى الآن، كل شيء متزعزع للغاية، ويتوقف الكثير على كيفية تصرف الأمريكيين في عهد ترامب. يجب على أمريكا وروسيا والصين، وهي القوى النووية الرئيسية الثلاث، أن تسيطر على هذا الأمر بجدية شديدة، وبصرامة شديدة، وإلا ستكون هناك كارثة كبيرة". وأكد أن فرنسا وإنجلترا لا يعتمد عليهما أي شيء تقريبًا في هذه الحالة.
ولا يستبعد السيناتور أن يكون ظهور صاروخ "أوريشنيك" قد أخاف السياسيين الغربيين، ولكن من أجل البدء في الإعداد الحقيقي لـ "يالطا الجديدة"، تحتاج روسيا إلى تطوير نجاحها في العملية العسكرية الخاصة.
وأكد السيناتور: "يجب أن نُظهر أنفسنا كمفاوضين صارمين للغاية، وفي الوقت نفسه، نثبت للعالم مرة أخرى أننا لا نسعى إلى استخدام الأسلحة النووية - سواء التكتيكية أو الاستراتيجية، على وجه الخصوص. وإلى ذلك الحين، من السابق لأوانه الحديث عن "يالطا الجديدة".
أي قادة سيطلقون عملية التحضير لـ "يالطا الجديدة"؟
في مجلس النواب بالبرلمان الروسي، يذكرون بأن الاتصالات بين روسيا والغرب لم تنقطع على أي حال، على الأقل على مستوى أجهزة المخابرات، ومن خلال هذه القنوات تجري، على سبيل المثال، مناقشة عمليات تبادل السجناء.
ونقل المواقع عن أليكسي جورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما: "أما فيما يتعلق بالدبلوماسية، فهي كالعادة، صامتة بينما تتحدث المدافع". وأضاف "من الصعب مناقشة أي شيء مع تلك الدول التي تزود العدو بالأسلحة وترسل جنودها لقتل سكاننا المدنيين، فقد شوهد المرتزقة الأمريكيون بالفعل في منطقة كورسك الروسية. من المؤكد أن المواطنين الروس والأمريكيين يمكنهم مناقشة الأمر في محادثات خاصة. الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون يجري مقابلة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، وهذا جزء مهم من التفاعل. ولكن يجب على القادة الوطنيين إعطاء الانطلاقة للمفاوضات".
لماذا يخشى مقر الناتو من رد موسكو؟
في صباح الأربعاء، هاجمت القوات المسلحة الأوكرانية مطارًا عسكريًا في تاغانروغ بصواريخ آتاكيمس الأمريكية. وبعد ذلك، هدد الكرملين بالرد على هذا الهجوم. ويوم الخميس، أعلنت الخدمة الصحفية لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن مقر الحلف قلق بشأن اتهامات موسكو للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأضاف جهاز الاستخبارات الخارجية أن القلق في الناتو قد ازداد بعد الاستخدام الأخير لنظام الصواريخ "أوريشنيك". ووفقًا لبيان الجهاز، يخشى مقر الحلف أن تتمكن روسيا من استخدام هذه الاتهامات ليس في المجال القانوني، وإنما لتبرير الردود الانتقامية.
ويوم الخميس، أعلن القائد العام للبحرية الروسية، الأدميرال ألكسندر مويسييف، أن مجموعة القوات النووية البحرية الروسية قد تم تحديثها بالكامل. وقال الأدميرال: "كانت القوات النووية وستظل هي الضامن لأمن دولتنا على المستوى العالمي".