توماس فريدمان للجزيرة: المنطقة على شفير حرب قد تعيدها إلى ما قبل 1948
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن منطقة الشرق الأوسط تقترب من حرب كبرى مدمرة، وإن العام الجاري قد يشهد سلاما حقيقيا يضمن تنفيذا جادا لحل الدولتين أو حربا تعود بالمنطقة إلى ما قبل 1948.
وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن ما يجعل الأمر صعبا في الحرب الحالية هو "أن الأسوأ هم من يحكمونها حاليا، وأن المتطرفين يجلسون في قمرة القيادة"، حسب تعبيره.
ولفت الصحفي الأميركي المخضرم إلى أن احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله تتزايد بشكل كبير في ظل عدم التوصل لاتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدا أنها "ستكون حربا مدمرة للطرفين وربما للمنطقة".
عام فاصلوبحسب رؤية فريدمان فإن العام الجاري إما أن يشهد حلا جذريا للصراع الإسرائيلي العربي يقوم على تنفيذ جذري وجاد لحل الدولتين أو أنه سيشهد عودة بالصراع إلى 1947 (قبل قيام إسرائيل) لكن بأسلحة جديدة.
وأعرب عن اعتقاده بأن المنطقة تقف حاليا في مفترق طرق غاية في الخطورة وخصوصا بالنسبة لإسرائيل ولبنان وربما الأردن، مؤكدا أن هذه الدول قد تشهد انهيار كل ما تم بناؤه خلال السنوات الماضية، وفق قوله.
وفيما يتعلق باتفاق وقف الحرب المطروح حاليا، قال فريدمان إنه لا يعرف كيف سيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار في ظل موقف حكومته اليمينية، مؤكدا أن التوصل للصفقة يتطلب تنازلات من الجانبين.
وأضاف أنه "من غير الواضح أيضا ما إذا كان زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الداخل يحيى السنوار يمكنه القبول باتفاق لا يضمن عدم عودة إسرائيل إلى القتال مجددا او اغتيال قادة الحركة، مؤكدا أن كلا الطرفين يتخذ أكثر المواقف صعوبة في هذه اللحظة".
وعن الموقف الأميركي من وقف الحرب، قال فريدمان إن الرئيس جو بايدن "يود إنهاء الحرب لأسباب إنسانية وجيوسياسية منها أنه ربما يتمكن من إنجاز خطة مع المملكة العربية السعودية (بشأن التطبيع) فضلا عن إنهاء احتمال اندلاع مواجهة بين إسرائيل وحزب الله".
وأشار إلى أن هذه الحرب أضرت بالقاعدة الانتخابية لبايدن وهو ما يعزز رغبته في وقفها، مشيرا إلى أنه لا أحد يعرف إن كان هذا الأمر يخدم نتنياهو والسنوار أما لا؟
وأكد فريدمان أنه لا يعرف ما يفكر به نتنياهو وأنه لا يتواصل معه، لكنه أعرب عن شعوره بأنه ممزق بين أمرين أحدهما أن وقف الحرب سيضعه أمام تهديد سياسي، والثاني أن عدم وقفها يعني دخوله في مواجهة مفتوحة مع واشنطن والداخل الإسرائيلي وربما مع جبهة لبنان.
وأضاف "بالنسبة للسنوار فإن وقف الحرب أيضا سيمثل إشكالية سياسية للسنوار مع فلسطينيي القطاع لأنهم سيسألون عن سبب الحرب كلها إذا كان أقصى ما تحقق هو عودة الوضع السياسي والعسكري لما كان قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وعن فرص نجاح المقترح المطروح لوقف الحرب، قال فريدمان إن المشكلة تكمن "في أن الأمور تدار من جانب أكثر الناس يمينية في الجانبين"، مضيفا "ما من أحد أضر بإسرائيل أكثر من الحكومة الحالية وبالنسبة لفلسطين فإن حماس هي أكثر من أضر بهم أيضا كما أضرّت طهران بالشعب الفارسي"، حسب تعبيره.
مفترق طرقوخلص إلى أن الأحداث على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تشي بأن الأمور تتجه نحو التصعيد والمواجهة الشاملة وهو أمر سيؤدي إلى تدمير لبنان وإسرائيل معا، مضيفا أنها "ستكون حربا مختلفة عن حرب غزة لأن كلا الطرفين لديه صواريخ دقيقة ستجعله قادرا على تدمير الآخر، وربما تتحول إلى حرب إقليمية".
ولفت إلى أن معادلة الردع التي ضمنت عدم اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله خلال السنوات الماضية بدأت تتآكل، مضيفا "نحن لا نتحدث عن نزاع دولتين وإنما عن الطرف الذي سيفرض سيطرته على تلك المساحة من الأرض".
وقال فريدمان إن المشكلة "تكمن في أن المتطرفين هم من يجلس في قمرة القيادة ليس في إسرائيل وفلسطين فقط وإنما في المنطقة كلها"، معربا عن اعتقاده بأن الشيء الوحيد الذي يضمن مستقبلا مغايرا "هو وجود دولتين لشعبين".
وقال إن التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مقابل حل الدولتين قد يكون بداية لشرق أوسط يضم الجميع، مضيفا أن هذا الأمر يتطلب قيادتين إسرائيلية وفلسطينية مختلفتين للغاية.
وختم بالقول إنه ليس متفائلا بشأن التوصل لاتفاق ينهي الحرب ويعيد الرهائن (الأسرى)، لكنه قال إن بعض القادة يمكنهم اتخاذ قرارات كبرى تقضي على هواجس، غير أنه ليس متأكدا من مدى قدرتهم على القيام بذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین إسرائیل وقف الحرب مؤکدا أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ممثل حزب الله في طهران: دول المنطقة استيقظت لمواجهة “إسرائيل” وولّت أيام الهزيمة
يمانيون../
قال ممثل حزب الله في العاصمة الإيرانية طهران اليوم الثلاثاء: “لقد استيقظت دول المنطقة لمواجهة “إسرائيل” المجرمة ولقد ولت أيام الهزيمة”.
وفي اجتماع لقوات التعبئة “البسيج” في محافظة مازندران شمال إيران بحسب مما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية، اليوم الثلاثاء أضاف صفي الدين: رغم أن الظلم الذي تتعرض له شعوب المنطقة، وخاصة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران، إلا أن النصر بالتأكيد سيكون حليفا للمسلمين”.
وتابع قائلاً: اليوم فشل الكيان الصهيوني هو بمعنى فشل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكما أن هذا الكيان مُني بهزيمة كبيرة في حرب الأيام الـ6 والـ33 يومًا، فستتلقى الهزيمة اليوم.
وأردف: “إن هذا الكيا يسعى دائماً إلى الانتقام من إخفاقاته في الماضي، يجب أن تعلموا أن دول المنطقة لقد استيقظت والحقيقة هي أن الشرق الأوسط الجديد قد نشأ مع الصحوة الجادة لجبهة المقاومة ووقوف الشعوب.
وأشار صفي الدين إلى أن حزب الله استهدف اليوم وسط “تل أبيب” عاصمة الكيان الصهيوني.. مضيفاً: إن حزب الله يواصل المقاومة والصمود، ولقد ولت أيام الهزيمة وإن كل جهود الكيان الصهيوني الغاصب بمساعدة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد شعبي لبنان وفلسطين أصبحت غير مجدية.