#سواليف
تحولت آلاف “الهكتارات” من الأراضي الزراعية في #السودان إلى ساحات #قتال، وأصبحت #المزارع نهبًا للمتناحرين، بعد أن هجرها أصحابها وفرّوا بحثًا عن الأمان.
وبلغت نسبة من يعتمدون على #الزراعة من المواطنين السودانيين قبل الحرب نحو 60%، غير أن هذه النسبة تقلصت كثيرًا بعد نشوب الاقتتال في البلاد بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأظهر تقييم للمحاصيل أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن الإنتاج الوطني للحبوب تراجع في العام الحالي بنسبة 46% عن مستويات عام 2023، وبنسبة 40% عن متوسط 5 سنوات، بعدما دمرت الحرب مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق إجبار المزارعين على ترك أراضيهم.
مقالات ذات صلة صحفي فلسطيني يتحدث عن الحـرب في غزة تحت تأثير البنج.. ماذا قال؟ / فيديو 2024/06/06يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من نقص كبير في السيولة النقدية، تزامنًا مع ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود ما جعل المزارعين غير قادرين على الاستمرار في فلاحة حقولهم.
السودان.. سلة غذاء العالم معرّض للمجاعة pic.twitter.com/ijXpqMG24s
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 4, 2024وفي ظل استمرار الصراع، فإن السودان لن يتمكن من تمويل استيراد مخزونات غذائية كافية لتغطية النقص، مما سينعكس بشكل مدمر على ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مستويات قياسية من الجوع والمرض وسوء التغذية.
وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، الاثنين الماضي، على هامش مؤتمر دولي في باريس بشأن السودان، من أن الأزمة الغذائية التي يمر بها السودان قد تكون “الأكبر من نوعها على الإطلاق”.
وفي تصريح لوكالة “فرانس برس” أفادت ماكين أن الوضع في السودان “شبه كارثي، هناك الكثير من الجوع، وحتى لو أعلنّا حالة المجاعة، سيكون قد فات الأوان”.
ودعت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، الأطراف المتحاربة إلى تيسير انتقال العاملين الإنسانيين في الأراضي السودانية، إذ إنهم عاجزون عن الوصول إلى “90% من السكان”.
ويحتاج نحو 30 مليونًا، بما يشكل نحو ثلثي سكان البلاد لمساعدات، وهو ضعف العدد المعلن قبل الحرب، لتتزايد التحذيرات من احتدام الأزمة الإنسانية في الأشهر التالية.
وخلّفت الحرب التي اندلعت في السودان منذ عام ونصف العام، آلاف القتلى، وشردت أكثر من 8.5 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة، وتسببت في أوضاع إنسانية صعبة دفعت البلاد إلى هاوية المجاعة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف السودان قتال المزارع الزراعة
إقرأ أيضاً:
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحذر من أن نقص التمويل يهدد حياة السودانيين في مصر الفارين من العنف
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن الأزمة العالمية في التمويل الإنساني أجبرتها على تقليص دعمها للاجئين وطالبي اللجوء في مصر، حيث أصبح عشرات الآلاف – من بينهم العديد من السودانيين الذين أجبروا على الفرار من النزاع – غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الحيوية وخدمات حماية الطفل وأشكال المساعدة الأساسية الأخرى.
وقالت المفوضية إنها اضطرت إلى تعليق جميع أشكال العلاج الطبي للاجئين في مصر، باستثناء التدخلات الطارئة المنقذة للحياة، مما أثر على حوالي 20 ألف مريض، بما في ذلك من يحتاجون إلى جراحات السرطان والعلاج الكيميائي وجراحات القلب والأدوية لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
"الكثيرون سيفقدون حياتهم"
وأوضح جاكوب أرهم، مسؤول الصحة العامة بالمفوضية في القاهرة، أن الحصول على الرعاية الصحية كان أحد العوامل الرئيسية التي دفعت العديد من اللاجئين السودانيين إلى الفرار إلى مصر، هربا من العنف والنزاع.
وقال: "كان النظام الصحي في السودان من أوائل القطاعات التي انهارت بعد اندلاع القتال، والعديد من العائلات التي فرت كانت تضم أفرادا مرضى لم يتمكنوا من تلقي العلاج في السودان".
وأشار أرهم إلى أن اللاجئين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى النظام الصحي الوطني المصري، لكن قلة منهم يستطيعون تحمل تكاليف الخدمات الصحية.
وأضاف: "العواقب الناجمة عن وقف الدعم ستكون وخيمة، حيث لن يتمكن العديد من المرضى من تحمل تكاليف العلاج بأنفسهم، مما سيؤدي إلى تدهور صحتهم، وضعفهم، ومن المحتمل أن يفقد الكثيرون حياتهم. إيقاف الأنشطة التي نعلم أنها تنقذ الأرواح هو أمر في غاية الصعوبة، وهو عكس ما يسعى إليه أي شخص يعمل في المجال الإنساني".
"ماذا سيحدث لي؟"
من بين المتضررين، عبد العظيم محمد الذي يعاني من حالة قلبية مزمنة، والذي فر من العاصمة السودانية الخرطوم مع زوجته خلال الأشهر الأولى من النزاع. ويقول عبد العظيم: "عندما أصبحت الحياة لا تُطاق في السودان، خاصة مع انهيار المرافق الصحية وصعوبة العثور على الدواء، شعرت أن البقاء هناك مع حالتي الصحية سيكون بمثابة حكم بالإعدام".
بمساعدة المفوضية السامية، خضع عبد العظيم لعمليتين ناجحتين لوضع دعامات في شرايينه التاجية، ولكن مع عدم قدرتها حاليا على توفير الأدوية اللازمة للسيطرة على حالته الصحية، يشعر بأن وقته ينفد.
وقال: "لقد كافحت كثيرا لأبقى على قيد الحياة، لكن الآن لا أعرف إن كنت سأتمكن من النجاة. إذا لم أستطع تحمل تكاليف الدواء، ماذا سيحدث لي؟ وماذا سيحدث لزوجتي إذا أصابني مكروه؟"
زيادة الاحتياجات ونقص التمويل
وأكدت مفوضية اللاجئين إنها لم تتلق في العام الماضي سوى أقل من تصف المبلغ المطلوب لدعم أكثر من 939 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين من السودان و60 دولة أخرى يقيمون حاليا في مصر.
وقالت إنها تركز جهودها على الأنشطة المنقذة للحياة ودعم الفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم والناجين من العنف الجنسي والتعذيب، بسبب الانخفاض الحاد في التمويل الإنساني منذ بداية هذا العام. وحذرت من أنه حتى هذه البرامج معرضة للخطر إذا لم يتم تأمين تمويل عاجل.
وفي هذا السياق، قالت مارتي روميرو، نائبة ممثلة المفوضية في مصر: "تزداد احتياجات اللاجئين الفارين من السودان يوما بعد يوم، لكن التمويل لا يواكب ذلك. مصر تواجه ضغوطا هائلة، والخدمات الأساسية تُدفع إلى أقصى حدودها. إذا لم يتم اتخاذ إجراءات دولية عاجلة، فإن اللاجئين والمجتمعات المضيفة سيواجهون مزيدا من المصاعب. نحن بحاجة إلى دعم فوري ومستدام لمنع تفاقم هذه الأزمة".
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين جميع المانحين – بما في ذلك الحكومات والشركات والأفراد – إلى تقديم دعم عاجل للاجئين والنازحين حول العالم الذين يعانون بالفعل من التأثير المدمر لنقص التمويل.