«الإفتاء» توضح كيفية رمي الجمرات في الحج.. عددها ومكان جمعها
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على أداء مناسك الحج، باعتبارها أحد أركان الإسلام الخمسة، والتي من بينها رمي الجمرات، إلا أن البعض قد لا يعلم كيفية رمي الجمرات في الحج، وهو ما يستعرضه هذا التقرير، وفقًا لما جاء في دار الإفتاء المصرية؛ تيسيرا على المسلمين الراغبين في معرفة أحكام وأمور دينهم.
كيفية رمي الجمرات في الحجأجابت دار الإفتاء المصرية على تساؤل كيفية رمي الجمرات في الحج، قائلة إنه من واجبات الحج، كما أن كثير من العلماء أجازوا رمي الجمرات بعد نصف ليلة النحر للقادر والعاجز على السواء، مستشهدة بما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأم سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت».
وأضافت دار الإفتاء المصرية في حديثها عن كيفية رمي الجمرات في الحج، أن الجمرات هى عبارة عن 7 حصيات، كل واحدة في حجم حبة الفول، موضحة أن الحاج يجمعها من أي مكان سواء من المزدلفة أو من غيرها، وعليه أن يجمع جميع حصيات الرمي في الأيام الثلاثة بإجمالي 49 حصاة.
توقيت رمي الجمراتوتابعت دار الإفتاء، أن عدد الجمرات مقسمة إلى 7 لجمرة العقبة يوم النحر، و21 للجمرات الثلاث في ثاني أيام العيد، ومثلها في ثالث أيامه، ومن بقي بمِنًى إلى رابع أيام العيد فعليه رمي الجمرات الثلاث كل واحدة بسبع حصيات كما فعل في اليومين الثاني والثالث.والله سبحانه وتعالى أعلم.
دعاء رمي الجمراتوأوضحت «الإفتاء» كيفية رمي الجمرات في الحج، قائلة إنه يجوز شرعًا رمي جمرة العقبة والجمرات أيام التشريق بدءًا مِن منتصف الليل والنفر بعده في الليلة الثانية من ليالي التشريق، ويحسب نصف الليل بقسمة الوقت الذى بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق على اثنين وإضافة الناتج لبداية المغرب.
ويقول الحاج عند رمي الجمرات دعاء: «بسم الله، والله أكبر، رغما للشيطان وحزبه وإرضاء للرحمن».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عدد الجمرات رمي الجمرات الإفتاء الحج الجمرات دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
الإفتاء ترد على زعم أن رحلة الإسراء والمعراج رؤيا منامية
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "زعم بعض الناس أن رحلة الإسراء والمعراج رؤيا منامية، فما ردكم على ذلك؟".
وردت دار الإفتاء موضحة أن رحلة الإسراء والمعراج رحلة إلهية ومعجزة نبوية لا تُقَاس بمقاييس البشر المخلوقين وقوانينهم المحدودة بالزمان والمكان، بل تُقَاس على قدرة مَن أراد لها أن تكون وهو الخالق جل جلاله، فإذا اعتقدنا أن الله قادر مختار لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سهل علينا الإيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يخلق ما شاء على أي كيفية.
وما يستند إليه القائلون بأنها رؤيا منامية من قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ [الإسراء: 61]، وأن "الرؤيا" تكون للمنامية، بينما "الرؤية" للبصرية: فمردود بأنَّ ذلك غير لازم في لسان العرب.
يقول المتنبي:
مَضى الليلُ والفضلُ الذي لكَ لا يمضي *** ورؤياكَ أحلى في العيونِ من الغمض
وبما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية -وهو من أئمة اللسان العربي وحجة فيه- قال: "هي رؤية عين أريها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسري به".
وزاد سعيد بن منصور في روايته قوله: "وليس رؤيا منام"، فكلام ابن عباس رضي الله عنهما حجة لغوية قاطعة، ثم هو مظنة حجة نقلية؛ إذ كان ابن عباس من أعلم الناس بأحواله صلى الله عليه وآله وسلم وشؤونه، على أنَّ بعض المفسرين صرف الآية عن حادثة الإسراء إلى ما في سورة الفتح من قوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 27].
وقد ذهب جمهور العلماء سلفًا وخلفًا إلى أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأنَّ القرآن صرَّح به؛ لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1] والعبد لا يُطلَق إلا على الروح والجسد، وكذا قوله تعالى: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾ [الإسراء: 1] فالبصر من آلات الذات لا الروح.
وممَّا يدل على أنَّ الرحلة كاملة كانت بالروح والجسد معًا أنها لو كانت بالروح فقط لما كان لتكذيب قريش بها معنى؛ وقد قالوا: "كنا نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس، شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، ومحمد يزعم أنه أسرى به الليلة وأصبح فينا"، ولو كان ذلك رؤيا منام لم يستبعدوه ولم يكن لردهم عليه معنى؛ لأنَّ الإنسان قد يرى في منامه ما هو أشدّ من ذلك ولا يكذبه أحد.
قال الإمام القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (1/ 384-385، ط. دار ابن كثير ودار الكلم الطيب): [الذي عليه معظم السلف والخلف أنه أسري بجسده وحقيقته في اليقظة إلى آخر ما انطوى عليه الإسراء، وعليه يدل ظاهر الكتاب وصحيح الأخبار، ومبادرة قريش لإنكار ذلك وتكذيبه. ولو كان منامًا، لما أنكروه ولما افتتن به من افتتن؛ إذ كثيرًا ما يرى في المنام أمور عجيبة وأحوال هائلة، فلا يستبعد ذلك في النوم، وإنما يستبعد في اليقظة] اهـ.
فالظاهر من سياق النصوص أنَّه كان يقظة، ولا يعدل عن الظاهر إلا بدليل، ولأنه لو كان منامًا ما كان فيه عجب ولا غرابة، ولا كان فيه مجال للتكذيب به، ولا افتتن به أناس من ضعفاء الإيمان، فارتدوا على أعقابهم كافرين؛ يقول الإمام الطحاوي في كتاب "العقيدة الطحاوية بشرح البابرتي" (ص: 79، ط. وزارة الأوقاف الكويتية): [والمعراج حق، وقد أسري بالنبي عليه السلام وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله تعالى من العلا، وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه بما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، فصلى الله عليه في الآخرة والأولى].