إبادة بشرية وتنديس للمقدسات.. من يُوقِف البربرية الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تؤكد الممارسات الإسرائيلية الإجرامية سواء بحرب الإبادة الجماعية في غزة، أو بتدنيس المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، أن المجتمع الدولي يُصاب بالعمى حين يتعلق الأمر بالجرائم الإسرائيلية، وكأن الاحتلال الإسرائيلي فوق القوانين الدولية ومصرح له بفعل أي شيء.
لقد ساءنا جميعًا ما شاهدناه بالأمس من صور عن ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" ورقص آلاف المستوطنين في شوارع القدس المحتلة بحماية جنود الاحتلال، وسب النبي صلى الله عليه وسلم، والهتاف بحرق الفلسطينيين ومنازلهم، واقتحام باحات المسجد الأقصى ورفع علم الكيان الإسرائيلي فيه، والاعتداء على الإعلاميين والفلسطينيين، وتدمير المحال.
ويعيش الكيان الإسرائيلي اليوم حالة من الهياج والسعار، ويستغل الصمت الدولي عن المذابح والتجاوزات التي يتركبها، ليمعن في التنكيل بالفلسطينيين وتدنيس مقدسات المُسلمين، لنرى مشهدا عبثيًا يستلزم منَّا وقفة جادة لضمان عدم تكراره مرة أخرى، خاصة في الوقت الذي تسيل فيه دماء الفلسطينيين في غزة يوميا.
إنَّ هذه المحاولات المستمرة لتدنيس المقدسات يجب أن يوضع لها حد من قبل المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع العربي والإسلامي بشكل خاص، ويكفي كل هذه العقود من البربرية الإسرائيلية التي لا تجد رادعًا لها، لكن أملنا أن تكون عملية "طوفان الأقصى" كانت بداية النهاية لهذا الاحتلال الذي جلب الدمار وعدم الاستقرار لمنطقتنا العربية والإسلامية، في ظل الصحوة التي يشهدها الوعي الشعبي والرسمي حول العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
من جنيف أول منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الغارات الإسرائيلية للمنشآت الحيوية اليمنية
في أول موقف للمنظمات الحقوقية على جرائم الاستهداف الصهيوني للمنشئات اليمنية بحجة ملاحقة ومعاقبة المليشيا الحوثية في اليمن، طالبت منظمة سام للحقوق والحريات (مقرها جنيف) المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين والأعيان المدنية في اليمن، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان في اليمن والمنطقة.
جاء ذلك في بيان لها عقب غارات إسرائيلية استهدفت الخميس الفائت، موانئ الحديدة (غرب اليمن)، ومحطتي طاقة في صنعاء (شمال اليمن)، وخلفت تسعة قتلى و3 جرحى ودمار كبير في الموانئ ومحطات الطاقة.
واعتبرت المنظمة الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت حيوية في الحديدة وصنعاء، بأنه "تصعيد عسكري خطير يهدد حياة المدنيين ويستهدف المنشآت الحيوية في البلاد التي تشهد واحدةً من أسوأ الأزمات إنسانية في العالم".
ونوهت في بيانها "أن استخدام القوة العسكرية ضد البنية التحتية المدنية يعد جريمة حرب وفقًا للمادة 8 من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة وفعالة ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان في اليمن والمنطقة".
وأكدت "سام" أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الأساسية، لافتةً إلى أن الهجمات على محطات الكهرباء والموانئ لا تؤثر فقط على حياة الناس اليومية، بل تؤدي أيضًا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن، حيث يعاني السكان بالفعل من نقص حاد في الخدمات الأساسية نتيجة النزاع المستمر.
وأشارت إلى أنه وفي ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها اليمن، حيث يواجه أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، مُحذّرة من أن أي استهداف للموانئ الحيوية قد يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في البلد الذي لا يمكنه تحمل المزيد من الأذى الذي قد ينجم عن الأعمال العسكرية.
وأكدت المنظمة أن هذه الاعتداءات المتكررة على المنشآت المدنية في اليمن لا تعكس فقط تجاهلاً صارخًا للحقوق الإنسانية، بل تشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للسكان المدنيين واستهدافًا ممنهجًا لسبل عيشهم، مشددةً على ضرورة التزام جميع الأطراف المتنازعة بالقوانين الدولية، بما في ذلك حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية، وأن تكون هناك إجراءات واضحة لضمان عدم استهداف المنشآت المدنية في البلاد، كما ينبغي أن يتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأرواح البشرية وتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.
وشددت "سام" على ضرورة وجود التزام واضح من الدول الكبرى بعدم دعم أو مساعدة أي دولة ترتكب انتهاكات جسيمة ضد دولة أخرى