قرار السماح بقصف أراضي روسيا يضع الغرب أمام أسئلة صعبة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
من يجرؤ على توقيع أمر تنفيذي بقصف العمق الروسي؟ حول ذلك، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد":
يحتفل ممثلو نظام كييف و"الصقور" الغربيون بقرار الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي السماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى ضد روسيا، أي تلك التي يمكن استخدامها لضرب عمق الأراضي الروسية.
من وجهة نظر سياسية، لا توجد حتى الآن وحدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن مسألة السماح بضرب الأراضي الروسية. تم اتخاذ القرار، لكن الأميركيين فرضوا عليه قيودا كثيرة.
وفي الصدد، قال الباحث السياسي دميتري سوسلوف: "بالنسبة للأميركيين، كان القرار قسريًا، ويرجع إلى حقيقة أن أوكرانيا تعاني من هزيمة عسكرية. إنهم يخشون بشدة أن تقترب روسيا على الأقل من خاركوف. في خضم الانتخابات الرئاسية، هذا غير مرغوب فيه بالنسبة لإدارة بايدن".
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالانتخابات الرئاسية. لو نظرنا إلى الخريطة، لرأينا أن منطقة خاركوف تشكل عمقًا روسيًا. وإذا وقعت هذه المنطقة تحت سيطرة موسكو، فإن الأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا المتبقية بالنسبة للولايات المتحدة ستنخفض بشكل حاد. ونتيجة لذلك، قامت واشنطن بتعديل فهمها للمخاطر غير المقبولة. و"لكن في الوقت نفسه، يعتقد الأميركيون بأن ضرب المناطق الحدودية لن يؤدي إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وبالتالي إلى حرب نووية".
هناك أيضًا جانب شخصي- إذ يوقّع على الإذن بتنفيذ هجمات على أهداف محددة شخص ما، من القيادة الأميركية أو الناتو، فيتحمّل المسؤولية عن أفعال قد تكلفه حياته المهنية، بل وقد تؤدي به إلى السجن".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
قلق عميق في أوروبا! ماذا يعني عصر ترامب بالنسبة للغرب؟
تتواصل أصداء الفوز الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية في جميع أنحاء العالم. قامت صحيفة فاينانشيال تايمز، إحدى الصحف الإنجليزية الرائدة، بتحليل ما يعنيه فوز ترامب الثاني بالنسبة للاتحاد الأوروبي .
وعليه، فرغم أن الدول الغربية وعدت بالتعاون مع ترامب، إلا أنها تشعر بالقلق بشأن ولاية ترامب الثانية. فيما يلي نظرة من وراء الكواليس على حقبة ترامب المستقبلية بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
تعهد الزعماء الأوروبيون بالعمل معًا وتشكيل جبهة موحدة مع دونالد ترامب، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
لكن كبار المسؤولين الأوروبيين الذين تحدثوا إلى “فاينانشيال تايمز” أعربوا عن قلقهم بشأن العواقب المحتملة لعودة ترامب إلى السلطة.
وفي التحليل، فإن القلق الرئيسي لأوروبا هو أن “الولايات المتحدة وعدت بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا للدفاع ضد العدوان الروسي ” .
واتهم ترامب رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوضع مليارات الدولارات في جيبه وسرقة الغرب في كل مرة يعود فيها من الولايات المتحدة.
“قد ينهي الحرب، لكن لصالح بوتين”
وأشار التحليل أيضًا إلى أن العديد من العواصم الأوروبية تشعر بالقلق من أن ترامب قد يجبر كييف على الموافقة على اتفاق لإنهاء الحرب من شأنه أن يفيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تهديد “الولايات المتحدة تسحب دعمها”.من ناحية أخرى، ذكر أن تهديد ترامب بسحب الدعم الأمريكي لحلفاء الناتو الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع هو موضوع آخر يخيف أوروبا.
وبطبيعة الحال، صرح ترامب بأن الناتو شكل عبئا ماليا ثقيلا على الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته بين عامي 2016 و2020.
وذكّر التحليل أيضًا بأن فريق ترامب كان يقوم بحملة من أجل خطط لفرض رسوم جمركية شاملة تصل إلى 20 بالمائة على الواردات الأوروبية.
“أخشى أن تكون القضية التجارية سيئة”
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي شارك في محادثات غرفة الحرب بالاتحاد الأوروبي، والتي تم إنشاؤها للتحضير لرئاسة ترامب المحتملة : “أخشى أن قضية التجارة ستكون سيئة. أوكرانيا تواجه أيضًا مشكلة كبيرة”. وزعم أنه قال: “ترامب قد يقسم الاتحاد الأوروبي من خلال العلاقات الثنائية”
وشدد المسؤولون في بروكسل وبرلين وباريس على أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة يجب أن تظل موحدة، نظرا للمخاوف العميقة من أن يسعى ترامب إلى تقسيم الدول من خلال اقتراح صفقات ثنائية بدلا من إشراك الكتلة الأوروبية ككل.