معوّض يلوّح بفصل عبد المسيح: مقاربات وتصرفات تضرّ بالكتلة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
كتبت رلى ابراهيم في" الاخبار": كتلة «تجدّد» النيابية التي تضمّ النواب ميشال معوض وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح وفؤاد مخزومي، تترنّح وقد تخسر «ربع» أعضائها قبل الاحتفال ببلوغها عامها الثاني، وهو ما أكّده معوض في مقابلة على الهواء أخيراً بالإشارة إلى «خلاف يتوسّع بين أعضاء الكتلة وأديب (عبد المسيح) بسبب مواقف ومقاربات وتصرفات تضرّ بالكتلة»، مشيراً إلى أن ترك الأخير للكتلة هو «موضع نقاش».
تصفية الحسابات بين الزميلين وتلميح معوض إلى احتمال خروج عبد المسيح من الكتلة، ينفيهما الأخير تماماً، ويؤكد لـ«الأخبار» أنه «باق حتى إشعار آخر»، نافياً علمه بخلفيات كلام معوض، ومؤكداً أن عضوَي الكتلة الآخريْن، مخزومي وريفي، اتصلا به للاستيضاح وأنه أبلغهما بعدم علمه بأسباب هذا الموقف. وأكّد عبد المسيح لـ«الأخبار» أن ريفي ومخزومي «فوجئا بكلام معوض أيضاً». ولفت إلى أن إيحاء النائب الزغرتاوي باستثنائه من لقاء الكتلة بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع الماضي «ليس صحيحاً، بل غبت بداعي السفر».
يؤكد عبد المسيح أن الناخبين «اقترعوا لي لأوصل صوتهم ولم أساوم على ذلك»، مشيراً إلى أنه يشكل اليوم بمفرده ما يسمى بـ«اليمين المعتدل» في المجلس. لكن هل يمنح هذا التمايز معوض اتخاذ قرار فصلك من الكتلة؟ يجيب: «كلا، فلا رئيس للكتلة والأمر يحتاج إلى تصويت وإذا تعادلت الأصوات فسنكون بحاجة إلى طاولة حوار... ربما يترأسها الرئيس نبيه بري».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عبد المسیح
إقرأ أيضاً:
دمى الكلام
#دمى_الكلام
#شبلي_العجارمة
يا نوفة هاتي الخاير ، يا صبحا وديلي الماخوذ، يا فاطمة عيالچ وين ؟ ، قشي الحوش يا بنت ، يا عبدالكريم بيع الشياة وعمرلنا حوش.
هكذا كانت تدير جدتي نواشي علاقاتها الشخصية مع الجارات وزوجها وعائلتها ، مصطلحات لا يفهمها أحد إلا هي ونوفة ، وصبحا ،وفاطمة وابنتها وعبدالكريم ، مع أن نوفه لم تعطها الخاير ، وصبحا جحدت الماخوذ ، وفاطمة لم تسمعها ، وعبدالكريم باع الغنم ولم يعمر طوبة واحدة.
تشخيص الخطأ مؤلم ، لكن الأكثر إيلامًا هو الاعتراف بالخطأ ، وبهذا علينا أن نعترف أنه ليس لدينا مجلس نواب بكل الأبعاد الحقيقية التي نعرف ، نحن ليس لدينا سوى نظام صوتي متطور ، ومايكات حساسة جميعها تعمل على كبسة زر من المايسترو أقصد رئيس مجلس النواب ، ولدينا ديكور خشبي فاخر كلف جيوب الشعب النزف المالي الكبير .
لدينا سيناريو متقن وحوار مقنع وممثلون بارعون في أداء الأدوار ، والموجع بأننا نحن من يمنحهم إجازة التمثيل ونحن من يعود ليدفع التذكرة ويجلس في الصف الأخير ويكون على هامش الأولويات ، ومطالبون بالتصفيق والضحك حد البكاء .
صار طراز النائب من منظورنا العاطفي الشعبوي هو من لديه جعجعة مدوية، ومن لدية نكتة وبراعة في صف الكلام ، صار النائب النموذج هو من يبتكر طريقة جديدة في سرد الحكايات وخرط الكلام الفارغ والهش كما هي حلوى غزل البنات ؛ لون وبريق وبائع محترف وسرعان ما يذوب من لمسه بالأصابع .
نائبنا يحكي ، نائبكم ما عرف يحكي ، نائبهم قلبه قوي حكا شغلات ما حدا يقدر يحكيها تحت القبة .
في كل صباح نستفيق على قانون جديد ، حتى النائب يقول :لم أسمع بهذا الكلام ، في كل مساء نبيت على قصة مؤلمة وقرار جائر.
نحن لدينا مسبحة فاخرة بيد ساحر من الكلام ، ولدينا أسطول من النمر الحمراء ، لدينا حقول من قطن البدلات وربطات العنق ، ولدينا معرض كبير للهواتف الفاخرة بأيدي النواب ، ثلاثة هواتف ، هاتف مع السائق ،وهاتف خاص بطلبات البيت ، وهاتف مختص بحفظ أرقام مفاتيح الخدمات الخاصة للوزراء والباشاوات.
الموجع أن هاتف البيت الوحيد الذي لا يجيب عليه أثناء جولته الانتخابية ؛ وهاتف الشعب الذي كان يخزن جميع أرقام الشعب الكادح من منتخبية هو الذي يصمت ولا يجيب عليه لمدة أربع سنوات غارق بالوحشة والصمت والوضع الصامت والطيران .
نحن لدينا أصنام ودمى من الكلام ، نحن من صنعها ومهد لها الطريق بالورد وشوك الخصومات والفرقة الاجتماعية ، نحن من اكتفى من هذه الدمى الحجرية التي تواري سوأة فكرها بالسائق والسيارة الفاخرة والبذلة الأنيقة والهاتف الأحدث ، نحن من أقنعهم بأن المؤسسة التشريعية هي مضمار للثرثرة وحسب ، نحن من أوصلهم لنرجسية شوفوني وانا بحكي وانضخ وارفع صوتي وأجعجع.
واقع الموت واليباب من فقر ومديونية وفساد بجميع نكهاته ومذاقاته وألوانه وأشكاله ؛ يحدثنا عن كل هذا الدمار التشريعي الذي لا يراعي فينا إلًا ولا ذمة .
وما دام مشهد الاحتفاء بهم في جميع مناسباتنا من طلبة العرائس ، وتصدر المشهد الاجتماعي وتخريج رياض الأطفال ، ونقتفي أثره حين نقول : هنا جلس سعادته، قبل شوي سعادته شرب بهاي الكاسة ، سعادته سلم علي من بعيد، فلننتظر المزيد من سراديب العتمة وأنفاق الظلام والظلم .
لدينا واقع مرير ومستقبل خارج من أجابة يتضمنها أي خيار في أي سؤال يقول : ضع دائرة حول رمز الإجابة الصحيحة!