بلاسخارت قلقة من تطوّرات الجنوب: لعمليّة سياسيّة لتنفيذ القرار 1701
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تنطلق المنسّقة الخاصّة الجديدة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت التي تسلمت مهامها حديثاً خلفاً للمنسّقة السابقة يوانا فرونتسكا، في تولي مسؤولياتها، وسط تحديات ضخمة متفاقمة فرضتها التطورات الدراماتيكية المتسارعة جنوباً، مع ارتفاع حدة التصعيد على الحدود، فيما قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١ مطروح بنداً أساسياً ووحيداً ربما على طاولة أي مفاوضات محتملة قريباً بين لبنان وإسرائيل برعاية أممية.
وكتبت سابين عويس في" النهار": أمام بلاسخارت فترة قصيرة لا تتجاوز الأشهر الثلاثة لإعداد إحاطتها الأولى إلى مجلس الأمن في شأن تطبيق القرار الدولي. ليست ولن تكون هذه الأشهر المقبلة على لبنان سهلة في ضوء الانتهاكات اليومية المتصاعدة للقرار جنوباً أو حتى للتجديد للقوات الدولية العاملة هناك التي تنتهي ولايتها في آب المقبل، من دون إغفال أن التجديد الأخير حصل في ظل خلافات كبيرة حول صياغة القرار الذي أعدّته فرنسا وتناول توسيعاً لمهمات هذه القوات وهامشاً أوسع في حرّية تنقلاتها، وعدم التنسيق مع الجيش، ما اعتُبر انتقاصاً من دور الجيش وقفزاً فوق مندرجات القرار الدولية، وأثار ردود فعل قوية لدى "حزب الله" الذي اعتبر في حينها أنه مهما تكن اللغة أو الصياغة المعتمدة فستبقى حبراً على ورق! الأمر الذي تُرجم على أرض الواقع خلال الأشهر الماضية، إن على مستوى الاستهدافات التي طالت دوريات اليونيفيل أو على صعيد هامش التحرك.
لا تخفي بلاسخارت حجم التحديات التي يواجهها لبنان، وقلقها خاصةً من التطورات على الخط الأزرق. وفي أولى محادثاتها مع مسؤول لبناني، كشفت المسؤولة الأممية أنها ناقشت مع وزير الخارجية ضرورة عودة الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية وإعادة الالتزام بتنفيذ القرار الدولي لضمان الأمن المتبادل والمستدام.
وإن كانت المهمة الرئيسية لبلاسخارت تتصل في الدرجة الأولى بمتابعة تنفيذ القرار الدولي، فإن هذا لا يحول دون توقفها عند ما وصفته بالجمود السياسي الطويل الأمد والحاجة إلى انتخاب رئيس جديد والى مؤسسات فاعلة لقيادة البلاد للخروج من الأزمة والتحرك نحو التعافي المستدام.
في أول حديث لها خصّت به "النهار"، تحدثت عن انطباعاتها فقالت "إن انطباعي الأوّليّ عن لبنان لم يُبن فقط على أزماته وتحدياته. فلبنان هو أيضاً بلد يفتخر شعبه بثقافته الغنية ومجتمعه التعددي ويواصل السعي والابتكار والتطلّع لدفع البلد نحو مستقبلٍ أفضل. وهذه الطاقة معدية. بعبارة أخرى: لبنان يُلهم".
وقالت "يشرّفني ويسعدني أن أعمل ضمن فريق الأمم المتحدة في لبنان. مع الأسف، يتزامن وصولي مع فترة مضطربة مليئة بتحديات غيرمسبوقة للبنان وللمنطقة ككلّ. إنّ التخطيط المشترك والجهود الجماعية سيكونان أساسيين لإحداث التأثير المرجوّ. إنّني أتطلع للعمل عن كثب مع جميع الشركاء، في لبنان وخارجه، لتحقيق هذا الهدف".
عن أول جولة من الاجتماعات التي عقدتها مع القادة اللبنانيين هذا الأسبوع، كشفت أنه "جرى البحث في عددٍ من الأولويات، أولاها وأهمّها الوضع المقلق للغاية في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق. إنّ تكثيف تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق يسبب خسائر مدنية فادحة، مع وقوع العديد من الضحايا المدنيين، ونزوح داخلي لعشرات الآلاف منهم، وتدمير واسع للبنية التحتية المدنية، على كلا الجانبين. كلّ هذا يؤكد الحاجة الملحّة للعودة إلى وقف الأعمال العدائية، ومن ثمّ الشروع في عملية سياسية تستند إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 (2006)، لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وضمان الاستقرار على المدى الطويل من خلال معالجة بنود القرار العالقة".
أضافت: "كذلك ناقشنا الفراغ الرئاسي الذي طال أمده وضرورة أن تعمل مؤسسات الدولة بشكل كامل، وأهميّة الإصلاحات الاقتصادية والمالية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحفيز التعافي، بالإضافة إلى أزمة اللاجئين السوريين وتداعياتهاعلى لبنان إن لم تتم معالجتها".
وخلصت إلى القول إنه "على الرغم من أنّ هذه التحديات كبيرة ومعقّدة، فإن الحلول ممكنة ويمكن تحقيقها إذا توفّرت الإرادة السياسية اللازمة وسادت روح التعاون، بالإضافة إلى توفر الدعم القادم من الشركاء الدوليين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القرار الدولی
إقرأ أيضاً:
جنبلاط: المطلوب من إسرائيل تنفيذ 1701.. وهذا ما حدث بعد اغتيال نصر الله
شدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، على أن إيران هي "المحاوِر الداخلي" في لبنان بعد اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله، مشيرا إلى أن التعديل على القرار الأممي رقم 1701 "يذكر باتفاق 17 أيار".
وقال جنبلاط في حوار مع صحيفة "النهار" اللبنانية، الثلاثاء، إن "الإسرائيلي سرّب صيغة جديدة مرافقة لـ 1701، من بنودها أنه من المنظور الإسرائيلي - الأميركي يحق القيام بدوريات وطيران وضرب كل ما يريدون".
وأضاف أن "هذا ما يذكرنا إلى حد ما باتفاق 17 أيار، أي نوع من الوصاية الأميركية على لبنان من إسرائيل، وهو ما رفضناه آنذاك، وكانت موازين القوى مختلفة، وإن شاء الله تنذكر وما تنعاد".
وردا على سؤال حول المطلوب في الوقت الراهن من حزب الله، أجاب جنبلاط بالقول إن "المطلوب من إسرائيل وليس من الحزب تطبيق الـ 1701 فحسب، ونحن معه ومع النقاش في القرار1559 الذي أتى في ظرف مختلف لسنة 2004".
واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق أن اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لحسن نصر الله بغارة عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية في نهاية أيلول /سبتمبر الماضي "ألغى المُحاوِر الداخلي".
وأضاف "أصبحت إيران هي المُحاوِر في لبنان، ولم يعد السيد نصرالله ولا البعض من فريق عمله"، حسب تعبيره.
وشدد جنبلاط على ضرورة "التمييز هنا بين حزب الله وسياساته، والطائفة الشيعية، وهي ليست بالضرورة منحازة إلى إيران، وأكبر دليل أن الرئيس بري له زعامته وكيانه التاريخي"، لافتا إلى أن "القسم الأكبر من شيعة لبنان مع المرجعية العربية التي يمثلها السيد علي السيستاني، ولا أعتقد أن كل الشيعة مع وحدة المسارات".
وكان الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قال في كلمة مصورة اليوم الأربعاء، إنه لا مكان في "إسرائيل" ممنوع على طائرات وصواريخ حزب الله، مهددا بجعلها تستجدي وقف إطلاق النار، وتسعى إليه.
وشدد قاسم على أن "أساس أي تفاوض وقف العدوان الإسرائيلي وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.