يستمرّ التصعيد الإسرائيلي الميداني ضد جنوب لبنان بالتزامن مع التهديدات التي يطلقها العدو بشن حرب واسعة النطاق.الا ان هذا التهديد ، بحسب المصادر السياسية، بقي في إطار التحذير والدعوة إلى خفض منسوب التوتر في الجنوب، ولم يحمل إنذاراً إسرائيلياً، وهذا ما أكده وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لـ«الشرق الأوسط» بقوله إن لبنان لم يتبلغ أي إنذار إسرائيلي من قبل سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أو سواهم من السفراء المعتمدين لدى لبنان، وجميعهم ينصحون بترجيح كفة الخيار الدبلوماسي والسعي من أجله، وهذا ما «نحبذه ونعمل من أجله في الاتصالات التي نقوم بها لإعادة الهدوء إلى الجنوب»، بتطبيق القرار الدولي 1701، الذي يلزم إسرائيل التقيد بحرفية ما هو وارد في اتفاقية الهدنة، ووقف تماديها في خرق الأجواء اللبنانية.


وكتبت" النهار": إذا كان "الهجوم الداعشي" الفاشل على مقر السفارة الأميركية في عوكر صباح أمس رسم شبهة تحريك أو توظيف ما لفلول خلايا هذا التنظيم الأصولي ربما لغايات تتصل برسالة إقليمية الى واشنطن أو لمقاصد أخرى تبرز خطر تفشي هذه الظاهرة بين صفوف النازحين السوريين واستغلالها وتوظيفها من أي جهة خارجية أو داخلية تتربص شراً بلبنان، فإن ما لا يمكن تجاهله هو التزامن المتعمد بين تحريك" الدواعش" وتصاعد التهديد والوعيد الاسرائيلي الى ذروته بشن عملية كبيرة في لبنان.

المعطيات المتجمعة في الأيام الأخيرة باتت تنذر بتشريع لبنان على المجهول الأخطر سواء قرنت إسرائيل تهديداتها بترجمة ميدانية أم ظل الوضع على تصعيده المتدحرج ضمن الميدان المباشر بين جنوب الليطاني وشمال إسرائيل مع تفلتات ظرفية تحكمها تطورات الميدان.
لذا وإن أُدرجت احدث التهديدات التي اطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية "قوية" في لبنان ضمن مأزقه السياسي الداخلي فإن ذلك لا يقلل من الدلالات الخطيرة لهذا الانتقال بسقف التهديدات للبنان من وزراء وجنرالات وسياسيين متطرفين إلى رئيس الوزراء واضعاً لبنان في مرتبة الأولية الميدانية التي توازي غزة.
وكتبت" الشرق الاوسط": يتعامل «حزب الله» بجدية مع التهديدات التي يطلقها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وفريق حربه بتوسعة الحرب على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، ولن يقف مكتوف اليدين، كما أعلن التعبئة العامة في صفوف مقاتليه الذين هم الآن في جاهزية تامة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، وإن كان لا يريد الحرب، ولا يسعى إليها، كما يقول مصدر بارز في الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أن توجيه الحزب ضرباته لتطول العمق الإسرائيلي يأتي رداً على استهداف تل أبيب مناطق في عمق البقاعين الشمالي والغربي، وهذا ما أبلغه الحزب تباعاً إلى كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، وإلى قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» التي لم تنقطع عن الاحتكاك اليومي بقيادة الحزب وبأركان حرب نتنياهو في مواكبتها للوضع المشتعل في الجنوب، وتوليها من حين لآخر نقل الرسائل بين تل أبيب والحزب.

وكشفت مصادر سياسية أن اشتعال جبهة الجنوب بين الحزب وإسرائيل بشكل تدريجي وغير مسبوق يأتي في سياق ردود الفعل على التصعيد في غزة، انطلاقاً من أن الطرفين يلجآن إلى تصعيد المواجهة العسكرية في محاولة كلٍ منهما لتحسين شروطه في حال توصلت الوساطة الأميركية - المصرية - القطرية إلى وقف لإطلاق النار على الجبهة الغزاوية، على أمل أن ينسحب تلقائياً على الجبهة الجنوبية.
قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن إيران ما زالت على موقفها بعدم توسعة الحرب، وهي تتناغم مع الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لمنعها من توسعتها وإلزامها بالمبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكدت المصادر السياسية أن عدم رغبة إيران في توسعة الحرب تصدرت جدول أعمال اللقاءات التي عقدها وزير خارجيتها بالوكالة علي باقري كني، خلال زيارته الأولى لبيروت، التي شملت رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، والوزير عبد الله بو حبيب، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ومسؤولي الفصائل الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة، وقالت إنه أبدى ارتياحه لسير الحرب الدائرة على الجبهة الغزاوية، وقدرة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي.
ونقلت المصادر عن باقري قوله إن «حماس» لا تزال تحتفظ بما يفوق 80 في المائة من مخزونها من السلاح، وإنها صرفت حتى الساعة في تصديها للعدوان الإسرائيلي نحو 15 في المائة منه.

"حزب الله»، بحسب المصادر السياسية، يدرس ردّه على إسرائيل بدقة، ولن يتورط في رفع منسوب المواجهة، إصراراً منه على عدم استدراجه لتوسعة الحرب، لأن لبنان لا يحتمل إقحامه في حرب مفتوحة، يعرف أين تبدأ، ولا يمكنه التكهن إلى أين ستنتهي، ما يتلاقى مع موقف إيران في إصرارها على عدم خروج مساندة الحزب لغزة عن السيطرة، لئلا يتفلت الوضع نحو مواجهة شاملة غير محسوبة تتعارض مع الدور الذي تلعبه طهران حالياً كضابط لإيقاع المواجهة الدائرة بين محور الممانعة، بقواها اللبنانية والفلسطينية، وبين إسرائيل، تؤدي للإضرار بإمساكها بالورقة اللبنانية، ما يصعب عليها صرفها سياسياً عندما يحين أوان التسوية في المنطقة، هذا إذا كانت الظروف الخارجية ناضجة لإنجازها، على الأقل في المدى المنظور.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إنذار جديد.. الصين :سنبذل قصارى جهدنا لــإعادة التوحيد السلمي مع تايوان

في تهديد جديد لا يكل مطالبة بما تراه حقها الطبيعي، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين إن الصين ستبذل قصارى جهدها لتحقيق "إعادة التوحيد السلمي" مع تايوان، بعد أن أعلن وزير الخارجية الصيني الأسبوع الماضي أن الجزيرة لن تكون "دولة" أبدًا.

عبد العاطي: الإعلام يلعب دور مهم ومؤثر فى التوعية بالتحديات الخارجية غير المسبوقةحماس: المفاوضات مع الوسطاء ومبعوث ترامب ركزت على إنهاء الحرب والانسحاب والإعمارإير ان تنفي صلتها بأعمال العنف في سوريا: لم نقتل أحدامبعوث ترامب: سنعيد بناء غزة وحماس لن تقود هذه العملية وأعتقد أنها تعرف ذلكوزير المالية الإسرائيلي: سنستأنف الحرب على غزة قريبا

وترى الصين أن تايوان التي تحكم ديمقراطيًا هي أراضيها على الرغم من اعتراض الحكومة في تايبيه.

وفي السنوات الأخيرة، كثفت بكين ضغوطها العسكرية على الجزيرة ، بما في ذلك إجراء مناورات حربية.

مقالات مشابهة

  • إنذار جديد.. الصين :سنبذل قصارى جهدنا لــإعادة التوحيد السلمي مع تايوان
  • الجيش اللبناني يعلن تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي بإحدى قرى الجنوب
  • إسرائيل تضغط بالنار على لبنان لمقايضة استقراره بمعاهدة سلام
  • حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
  • الصحة اللبنانية: استشهاد جندي وإصابة شخصين في اعتداء إسرائيلي بكفركلا
  • الاشتراكي.. مواقف حاسمة ضد اسرائيل
  • عاجل من الجنوب.. قصف إسرائيليّ يطال كفركلا!
  • حزب الله لن يسكت و التصعيد قريب
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • غارات عنيفة.. قصفٌ إسرائيليّ يطال وادي العزية في الجنوب