عربي21:
2025-03-31@23:58:39 GMT

متاهة خطاب بايدن

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

تقول الطرفة اليهودية إنه يمكن لأي حوار أو نقاش عادي عابر بين أي اثنين في العالم أن ينتهي إلى توافق، في أحسن الحالات، أو إلى وجهتَي نظر. أما أي حوار أو نقاش عادي عابر بين أي يهوديين اثنين فإنه ينتهي، في غالب الأحيان، بثلاث وجهات نظر، على الأقل، بل ويمكن له أن ينتهي إلى ما هو أكثر من ذلك أيضاً.

هكذا هو، عملياً، ما نراه ونلمسه من خطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن.

على أن ما يتوجب علينا تعديله، في هذا السياق، هو أن أي حوار بين صهيونيين اثنين مثل بنيامين نتنياهو وجو (ليس ضرورياً أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً) بايدن، لا يُنتج وجهتَي نظر فقط، بل عنقوداً كاملاً من وجهات نظر، تتلاقى وتتعارض، تتوافق وتتناقض، تتصالح وتتحارب… وتتسع لكل المتناقضات التي يمكن أن تخطر على البال، وما يمكن أن لا تخطر على بال.

بايدن، الكاثوليكي الصهيوني، (مع الأسف) والمتحدّر من جذور إيرلندية كاثوليكية، (مع الأسف) أدخل نفسه، ومعه نتنياهو، وكل الفلسطينيين والعرب في العالم، في متاهة، لها، مثل كل المتاهات، بداية ومدخل، ولكنها تختلف عن كل ما عداها من متاهات: إنها متاهة بلا نهاية.

على أن في الإدارة الأمريكية، على ما يبدو، عقلاء. فاختار هؤلاء العقلاء أن يلقي الرئيس الأمريكي خطابه الذي كشف فيه هذه «المبادرة الإسرائيلية» بعد دقائق فقط من بدء دخول عطلة يوم السبت اليهودي بتوقيت فلسطين، لكي يعطي ذلك 24 ساعة، على الأقل، لنتنياهو للتعاطي مع خطاب بايدن، وردود الفعل عليه، أثناء حرمان الوزيرين اليهوديين الإثنين في حكومته بالغة العنصرية: بن غفير وسموطرتش، ومعهما القناة التلفزيونية 14 الإسرائيلية، من إصدار أي تعليق ورد فعل على الى ما بعد انتهاء عطلة السبت اليهودية.

جاء هذا التطور، الذي يمكن له أن يكون علامة على بدء العد التنازلي لتوقف الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة وأهله واللاجئين فيه، في مرحلة معاناة إسرائيل من حالة ارتباك وتخبّط غير مسبوقة، وعلى جميع الأصعدة:

ـ صعيد السلطة التنفيذية: خلافات داخل الحكومة. خلافات داخل «الحكومة المصغّرة» الكابينيت. خلافات داخل «مجلس الحرب» المنبثق عن الحكومة المصغرة، وآخر التطورات هو إعلان بن غفير أنه وأعضاء حزبه سيصوتون في الكنيست «بموجب ما يمليه عليهم ضميرهم» ولا يلتزمون بشروط اتفاقية الإئتلاف الحكومي، الى أن يكشف لهم نتنياهو نص مسودّة المقترحات التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي. ويضاف الى ذلك طبعاً إنذار غانتس بالانسحاب من الحكومة، ومن مجلس الحرب بعد غدٍ، ما لم يستجب نتنياهو لطلباته وشروطه، دون أن ننسى ما تقوله المصادر الإسرائيلية عن قطيعة منذ أشهُر بين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته، يوآف غالَنت.

لا حاجة للتوسع أيضاً في الحديث عما تعانيه الأقلية الفلسطينية في إسرائيل من حاملي بطاقة الهوية الإسرائيلية
ـ صعيد الجيش وقوات الأمن: وصلت الخلافات داخل القيادة العليا للجيش، حد مطالبة عدد من الجنرالات في هيئة الأركان باستقالة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، كما ذكرت الصحف الإسرائيلية والقنوات الفضائية خلال أيام الأسبوع الماضي. إضافة لما تم نشره عن دعوة عسكري في شريط فيديو جاء فيها أن آلاف جنود الاحتياط سيلتزمون بأوامر نتنياهو، وليس بأوامر غالنت وهليفي، وهو الشريط الذي أعاد نشره يائير، ابن رئيس الحكومة، نتنياهو على صفحته، ثم سحبه بعد ساعات.

ـ صعيد المجتمع والشارع اليهودي: لا حاجة للتوسع في الكلام عن التشققات الطولية والعرْضية في الشارع اليهودي في إسرائيل، فالجميع يعرفها ويتابعها. تشققات بين اليمين الفاقع العنصرية، واليمين المتشدد، واليمين المعتدل، وكل هؤلاء مع الليبراليين، (بالمقاييس الإسرائيلية الصهيونية العنصرية) وما تبقى ممن يعرّفون على أنفسهم باعتبارهم يسارا إنسانيا عقلانيا مستنيرا. يضاف إلى ذلك الحريديم (الأرثوذكس) والمتدينين العاديين والعلمانيين بتفرّعاتهم. كذلك بين الأشكناز (الأوروبيين والغربيين عموماً) والسفاراديم (الشرقيين، من الدول العربية وإيران وتركيا وغيرها). ويلتقي كل هؤلاء في ساحة صراع نشيطة منذ سنوات بين من هم «ضد بيبي» (نتنياهو) ومن هم «مع بيبي» مهما عُرف وما قيل ويقال عنه.

أما عن بسطاء الناس من المواطنين اليهود في إسرائيل، فيكفي أن أسجل ملاحظتين فقط مقتبستين مما جاء في الصحف الإسرائيلية في الأسبوعين الماضيين: (1) امرأة إسرائيلية تقول وتعترف لمراسل الجريدة، إنها منذ السابع من أكتوبر، لم تعد تكتفي بتسكير باب منزلها فقط، عندما تدخله، بل تحرص على تسكير كل أبواب غرف بيتها، بين الصالون وغرفة الجلوس والمطبخ وغرفة النوم. و(2) ما قاله إيتان دافيدي، رئيس لجنة مستوطنة مرغاليوت، (المقامة على أراضي قرية هونين المهجرة) في الجليل الأعلى، عند الحدود الشمالية مع لبنان، يوم 27 أيار/مايو الماضي، إثر تعرض مستوطنته لثلاث قذائف مضادة للدروع، دمرت مبنى سكرتارية المستوطنة، قال (معاريف 30.5.2024): «نعلن الانفصال والقطيعة مع حكومة إسرائيل، وسنغيّر الوضع هنا، حيث لا أحد يؤمّن للمستوطنة (المشاف.. قرية زراعية) الحماية والدفاع عنها، وطلبت من ضابط الأمن أن يسحب الجنود من هنا، وأن يقفل غرفة الحرب وبوابات المستوطنة، ونريد قطيعة كاملة مع الجيش والحكومة. وموشاف مرغاليوت ليس في حاجة لمن يحميه من «حزب الله» بل إلى من يحميه من حكومة إسرائيل التي تسحقه بقراراتها، موشاف مرغاليوت يعاني من قرارات حكومة إسرائيل ووزارة الزراعة فيها أكثر مما يعانيه من صواريخ حزب الله المضادة للدبابات». (ومعروف أن مستوطنة مرغاليوت فازت في مناقصة قبل نحو سنتين، لتزويد الجيش الإسرائيلي بـ144 ألف بيضة يومياً).

لا حاجة للتوسع أيضاً في الحديث عما تعانيه الأقلية الفلسطينية في إسرائيل من حاملي بطاقة الهوية الإسرائيلية، ومن الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية. يكفي مثال واحد فقط: تم اعتقال سيدة فاضلة، مغنيّة ذات حضور ساحر، تم اعتقالها والتحقيق معها لأنها نشرت على صفحتها في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أيام من بدء حرب إسرائيل الهمجية الإجرامية على غزة، إثر زلزال السابع من أكتوبر، تعبيراً دارجاً شبه ديني:: «لا غالب إلا الله».



ـ الصعيد السياسي الدولي: يكفي ملاحظة ومتابعة حجم وتواصل واتساع المظاهرات في عواصم ومدن العالم ( والغربي خاصة) وما تشهدة كبريات الجامعات في أمريكا وأوروبا وغيرها، لنتيقّن بأن زلزال السابع من أكتوبر، وما تلاه من حرب دموية إسرائيلية على غزة، واحتلاله للدرجة الأولى على سلّم أوليات الإهتمام العالمي، لنعرف مدى ما لحق بإسرائيل والحركة الصهيونية العنصرية من أضرار وخسارات.

ـ الصعيد القضائي الدولي: هنا أيضاً تبدو الصورة أكثر من واضحة. كانت إسرائيل والحركة الصهيونية هي المُدّعي في محكمة العدل الدولية، المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة، وهي اليوم جليسة مقعد المتّهَم. ويضاف إلى ذلك قرار كريم خان، المدّعي العام في محكمة الجنايات الدولية، طلب إصدار المحكمة قرار اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه، غالنت، للمثول أمام تلك المحكمة الدولية بتهمة الإباددة الجماعية.

إن كان من مجال ومتّسع للقول، فإن واجب منظمة التحرير الفلسطينية، المبادرة الفورية للتعاطي مع ما يتعامل معه العالم اليوم، وهو مبادرة نتنياهو/بايدن، بالتأكيد على أن من يملك حق تحديد من الذي يحكم غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، هو من يحرز الأغلبية في انتخابات ديمقراطية فلسطينية، يتم إجراؤها خلال أشهر من وقف الحرب الإسرائيلية الهمجية على جميع الفلسطينيين بين النهر والبحر، ولتكون تلك الخطوة الأولى على طريق ومراحل استعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن نتنياهو غزة غزة نتنياهو بايدن مقالات مقالات مقالات صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی إسرائیل على أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة بغزة تصدر بياناً بشأن جريمة إسرائيل في رفح

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الاثنين 31 مارس 2025، بياناً صحفياً عقب من خلاله على جريمة إسرائيل بإعدام 15 شهيداً من الطواقم الإنسانية خلال مهمة استغاثة بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.

وفيما يلي نص البيان كما وصل "سوا":

بيان صحفي رقم (776) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:

جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يرتكب جريمة صادمة بإعدام 15 شهيداً من الطواقم الإنسانية خلال مهمة استغاثة بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة

▫️ندين بأشد العبارات الجريمة الوحشية المروعة التي نفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عبر استهدافه المباشر وإعدامه الميداني لـ 15 من العاملين في المجال الإنساني، بينهم 8 مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، و6 من طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، وموظف تابع لوكالة الأونروا ، وذلك خلال قيامهم بمهمة إنسانية لإجلاء المصابين في محافظة رفح (جنوب قطاع غزة) بعد الاستجابة لنداء استغاثة عاجل.

▫️إن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال بدم بارد، وبعد تعمد جيش الاحتلال منع انتشال الشهداء لمدة ثمانية أيام متواصلة؛ ليست إلا دليلاً إضافياً على السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال لاستهداف الطواقم الطبية والإنسانية، في انتهاك فاضح لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تكفل الحماية الكاملة للعاملين في المجال الإنساني والطبي.

▫️وتؤكد الأدلة والشهادات الميدانية إلى أن بعض الضحايا تعرضوا للتصفية الجسدية وهم مكبلو الأيدي، وأصيبوا في أماكن قاتلة بالرأس والصدر من قبل جيش الاحتلال، مما يؤكد أن هذه الجريمة لم تكن استهدافاً عشوائياً، بل إعداماً متعمداً بقرار رسمي من جيش الاحتلال.

وإننا أمام هذه الجريمة الوحشية الفظيعة نود التأكيد على ما يلي:

- أولاً: نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا؛ نحملهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، ونؤكد أنها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان.

- ثانياً: ندعو المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكافة الهيئات الحقوقية والإنسانية إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية لمحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على هذه المجازر.

- ثالثاً: نطالب بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لكشف تفاصيل هذه الجريمة الوحشية وتقديم مرتكبيها للعدالة.

- رابعاً: ندعو الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى تحمل مسؤولياتها القانونية، وفرض عقوبات فورية على الاحتلال "الإسرائيلي" لوقف مسلسل الجرائم بحق المدنيين والطواقم الإنسانية.

- خامساً: ندعو إلى ضرورة التحرك العاجل لضمان حماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة، وتمكينها من أداء عملها دون استهداف أو عراقيل.

▫️إن هذه المجازر الوحشية التي ينفذها الاحتلال لن تُسقط حق شعبنا الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة، ولن تمنع طواقمنا الطبية والإنسانية من أداء واجبها في إنقاذ أرواح الأبرياء. سنواصل العمل على جميع المستويات لمحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" على جرائمه، ولن نتوقف حتى ينال المجرمون عقابهم العادل.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تحركات مصرية قطرية - صحيفة تتحدث عن أبرز مستجدات مفاوضات غزة أول تعقيب من الخارجية على ما جرى في رفح الاحتلال يقتحم نابلس وعصيرة الشمالية ويخضع عددا من المواطنين للتحقيق الأكثر قراءة محدث: أسوشيتد برس: حماس توافق على مقترح مصري جديد لوقف إطلاق النار الدفاع المدني يكشف تفاصيل ما حدث في حي تل السلطان أمس غزة: تعطيل الدوام الوجاهي في المدارس والنقاط التعليمية الهلال الأحمر يُعقب على استهداف وحصار طواقمه في رفح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إصرار نتنياهو على الحرب.. محاولة نجاة أم سعي لتنفيذ خطط اليمين؟
  • الحكومة السودانية تعلق على خطاب قائد الدعم السريع 
  • الكشف عن استمرار تهريب نفط الإقليم الى إسرائيل.. ما موقف الحكومة؟
  • الحكومة بغزة تصدر بياناً بشأن جريمة إسرائيل في رفح
  • اقرأ غدًا في عدد البوابة: الغطرسة الإسرائيلية مستمرة.. نتنياهو: حماس ستلقى سلاحها.. وسننفذ "خطة ترامب" في غزة
  • لإنهاء الحرب.. نتنياهو يشترط إلقاء حماس سلاحها وخروج قادتها من غزة
  • الحرب علي غزة.. والدة أسير إسرائيلي : نتنياهو يكذب!
  • نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة
  • عاجل| ديوان نتنياهو: إسرائيل قدمت مقترحا جديدا لصفقة تبادل بتنسيق كامل مع الإدارة الأميركية
  • فضيحة مدوية.. تسريب خطة التعامل مع وفاة بايدن أثناء ولايته