يمانيون:
2025-05-01@05:38:45 GMT

معركة التحرّر برسم الطوفان

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

معركة التحرّر برسم الطوفان

يمانيون – متابعات
لن يخضع الردّ اليمني للحسابات المعقّدة ولن نتعامل بمرونة مستقبلاً مع الجوار الذي يصرّ على تقديم نفسه كجندي مجنّد للإملاءات الغربية، وإذا كانت صنعاء قد اتكأت على جروحها وانتهجت الصبر الاستراتيجي خلال سنوات العدوان التسع، في تقصيدها الردّ على تحالف العدوان وفق قراءات راعت مخاطر وتأثيرات وحسابات بعيدة المدى لهذه الحرب، وبغية إبقاء المساحة لالتئام الشرخ الداخلي الذي أحدثته سياسات السعودية، وعلى أمل إحداث تقارب مع الجوار المعتدي، وهو تقارب ترى صنعاء أنه مطلوب وتفرضه التحديات الاستراتيجية المشتركة ومنظومة القيم الدينية التي يتسلّح بها الشعب وقيادته.

إلّا أنّ الحال سيختلف اليوم مع تبعثر هذه المحاذير ونجاح صنعاء في جرجرة خصومها في الداخل والإقليم إلى مزالق لا أخلاقية سحيقة، كشفت فيها هوية مشاريعهم على الملأ، لقد توافرت اليوم حزمة من المعطيات السالبة التي رصدتها صنعاء في سلوك الجارة في تعاملها مع هذا الحرص اليمني، على المستوى الداخلي اليمني أو في سياق الموقف المخزي والمهين تجاه ما يحدث في فلسطين.

إذ إنه وقبل ما استجدّ في الشهور الأخيرة، ظلّت صنعاء ترصد استمرار التنصّل السعودي عن الالتزامات والاستحقاقات الشعبية الإنسانية والاقتصادية، وفي مقدّمتها ملف الأسرى والطرق ورواتب موظفي الدولة من إيرادات اليمن السيادية، ناهيك عن استمرار الخروقات السعودية على الحدود وحالة التفريخ لأدواتها المحليّة، وصناعة النزاعات التي تزيد المشكلة تعقيداً.

وإنه بشكل عام لا بوادر نحو تقدّم في عملية السلام أو حتى بوادر لحسن النوايا، بل على العكس من ذلك ظهرت ملامح تصعيد النظام السعودي مؤخّراً بإعلان موقفه من عمليات البحر الأحمر والبحر العربي، ثمّ بالإيعاز لحلفائه المحليّين اتخاذ خطوات خطيرة وكارثية تجاه البنوك والعملة الوطنية بهدف تعميق المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي أحدثها العدوان السعودي الإماراتي على البلاد.

إذا ما تعاملنا مع هذا التصعيد بكونه أمريكياً في الأساس وجاء علىذمّة الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني، وهذه هي ملامحه الواضحة، فإنّ الغضب الشعبي والعسكري والرسمي سيكون أكبر وأكثر حدّة في اللهجة وردود الفعل، لكون هذا السلوك تجاوز المنظور المحلي للصراع في دوافعه وأهدافه، وهو ما يزيح الستار الأخير عن الذرائع والمبرّرات التظليلية التي كانت تصنع التشويش داخلياً بحقيقة العدوان وتموضعات أطرافه، والتي كانت صنعاء تحاول جاهدة أن يحيط بها الجميع، اليوم تبدو الصورة أكثر وضوحاً، والحجج الوطنية أكثر اندفاعاً ومعنوية.

هكذا ظهر مضمون الخطاب للسيد القائد الخميس الفائت، وهو يعرّي الموقف العربي الجمعي تجاه فلسطين، انتهاء بالإجراءات العقابية التي تعتزم السعودية الإقدام عليها في اليمن في سياق الخذلان للقضية والتواطؤ مع سدنتها، وكعادته يبدأ بالنصح ثم يرسل عبارات التحذير التي خبر الإقليم والعالم مصاديقها.

تجاوز السيد القائد أدوات الداخل وهو يتحدّث عن قرار الرياض بشلّ حركة البنوك في المناطق الحرّة ومنع تداول العملة الوطنية في المناطق المحتلة، قرارات لا تصبّ بطبيعة الحال في خدمتها أو خدمة المواطن الواقع تحت سيطرتها، خاطب السيد النظام السعودي مباشرة برسائل تتجاوزه إلى من يقف وراء هذه الإجراءات العقابية، الولايات المتحدة الغارقة في دوامة فشل عسكري كبير في البحار المتاخمة لليمن.

للتذكير، لطالما كانت الورقة الاقتصادية سيف أمريكا الذي لوّحت به مبكراً في وجه صنعاء منذ تهديدات مفاوضات الكويت في السنتين الثانية والثالثة من العدوان، ومؤخّراً كانت واشنطن قد فقدت خطابها الدبلوماسي التظليلي في معمعة المعركة البحرية وتحدّثت صراحة عن أنّ ما تقوم به صنعاء سينعكس سلباً على عملية السلام المحلية والإقليمية، كاشفة عن أنّ أطراف الداخل والإقليم في متناولها تحرّكها بحسب أهوائها، ومطروحة على طاولة صنعاء للمساومة بالخيارات اليمنية المساندة لفلسطين.

لسان حال اليمنيين اليوم “ردّنا هذه المرّة سيكون قوياً ومدّعماً بالحجج الدامغة التي أظهرت النظام السعودي جبهة متقدّمة للكيان إلى جانب كونه عدواً مستمراً للسلام المحليّ والإقليمي، وهي حجج حاضرة ومتقادمة، غير أن المسار اليمني الجديد حاول أن يتعامل معها بالنصح على أمل إحداث مراجعة جذرية للمواقف، لكن ما استجدّكشف بشكل أوضح وأكبر إمعان هذه الجارة في الانصياع التام لأميركا، وفي تأكيد مسارها القديم الجديد تجاه اليمن تحديداً، تحدث هذه المكاشفة اليوم أمام الوعي العام الداخلي والعربي عموماً.

ووفقاً لتصعيد الرياض بهذه الإجراءات الاقتصادية الخطيرة، وتحذيرات القائد لها، فإنّ المؤشّرات توحي بأنّ صنعاء ستخوض جولة جديدة من الصراع مع السعودية، بمتغيّرات كثيرة عمّا حدث من جولات سابقة، وباصطفاف داخلي أكبر، وحتى تضامن شعبي عربي وعالمي أوسع.

أما على صعيد القدرات العسكرية، فثمّة فوائد كثيرة معنوية وتقنية ومبدئية حصدها الجيش اليمني خلال سنوات خفض التصعيد، وحصل عليها المقاتل اليمني على هامش المساندة للأشقّاء في غزة، يراهن الداخل اليمني أنه لن تكون أيّ جولة تصعيد لتحالف العدوان وأدواته إلا مراكمة للإنجازات واستئنافاً لمعركة التحرّر الوطني، وانتقالاً من أسوأ مراحل الصراع والمتمثّلة في حالة اللاسلم واللاحرب التي شابت السنوات الأخيرة، مع بقاء البلاد مقسّمة جغرافياً بلا أفق، والمقدّرات منهوبة بلا وعاء، والمعاناة الشعبية متفاقمة بشكل ممنهج ومخطّط له.

والخلاصة كما يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله، إذا تحرّكت في المسار الصحيح والصائب، ستجد حتى أعداءك يخدمونك ويقدّمون لك الوسائل للنصر بغير قصد، وما هذا التصعيد السعودي الخاطئ في توقيته ومبرّراته، الكارثيّ في ارتداداته، إلا دافعاً للإرادة الوطنية لاستئناف وحسم المعركة المتعثّرة والمؤجّلة.

* الميادين نت- سند الصيادي

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قطاع الحج يدين عرقلة النظام السعودي تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء

وأكد قطاع الحج والعمرة في بيان ، أنه قام بمتابعة كافة الإجراءات المتعلقة بتفويج الحجاج اليمنيين وتسهيل كل ما من شأنه خدمتهم في إطار مسؤوليات قطاع الحج والعمرة ودوره في خدمة حجاج بيت الله الحرام. وعبر القطاع عن الأسف الشديد جراء اصطدام جهوده بالعديد من العراقيل والصعوبات التي فرضها النظام السعودي صدًا عن المسجد الحرام وتسييسًا لشعائر الحج بغرض حرمان ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج، وفي مقدمتها عدم السماح بتسيير رحلات جوية لنقل الحجاج عبر مطار صنعاء لا سيما وأن غالبيتهم من كبار السن.

وأشار البيان إلى أن النظام السعودي لا يزال حتى اللحظة يعرقل ويؤخر إصدار التصاريح اللازمة للنقل الجوي لحجاج بيت الله الحرام عبر مطار صنعاء رغم ضيق الوقت ومحدودية شركات الطيران المسموح لها بالعمل في البلد، مع العلم أن أكثر من 80 بالمائة من الحجاج هم من العاصمة صنعاء والمناطق التي حولها، ومن الصعوبة عليهم السفر عبر مطار عدن أو عبر منفذ الوديعة البري بسبب الفوضى الأمنية في تلك المناطق، والمشقة والتكدس في المنفذ البري الوحيد، لا سيما ومطار صنعاء جاهز ويستقبل الرحلات بشكل يومي، وقد أثبت نجاح تفويج الحجاج خلال المواسم السابقة.

وحمل قطاع الحج والعمرة، النظام السعودي المسؤولية جراء حرمان حجاج بيت الله من السفر عبر مطار صنعاء الدولي من خلال منع أو محاولة صنع العراقيل أمامهم بسبب الإجراءات التي يقوم بها هو ومرتزقته.. داعيا النظام السعودي إلى تسهيل جهود تفويج الحجاج اليمنيين عبر مطار صنعاء لأداء مناسك الحج

مقالات مشابهة

  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • قطاع الحج يدين عرقلة النظام السعودي تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 30 أبريل
  • عاجل| وردنا للتو خبر يهم كافة أبناء الشعب اليمني.. إليكم تفاصيله
  • الريال اليمني في مهبّ الريح: فجوة الصرف تتسع بين صنعاء وعدن اليوم الأربعاء
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 29 أبريل
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين جريمة استهداف العدوان الأمريكي لمركز إيواء المهاجرين بصعدة
  • وردنا الآن من صنعاء.. خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني (تفاصيل ما سيحدث)