رزان المبارك تدعو لتبني استراتيجيات المناخ الشاملة والحلول المبنية على الطبيعة
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةدعت رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في مؤتمر الأطراف COP28، إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة لمواجهة تغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص، على الحفاظ على الطبيعة واستعادتها بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.
وشددت، خلال مشاركتها، في مؤتمر بون للمناخ، على الحاجة الماسة إلى تحقيق مستقبل عادل وخالٍ من الكربون وصديق للبيئة، يدعمه «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي تم اعتماده العام الماضي في مؤتمر الأطراف COP28 في دبي.
وقالت رزان المبارك، في كلمتها خلال الفعالية الرئيسة التي تُقام بالاشتراك مع نيجار أرباتاي، رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في COP29 تحت عنوان «حوار حول الشراكات متعددة المستويات لتعزيز الخطط المناخية الوطنية».. «يجسد اتفاق الإمارات التزامنا عالمياً بقضايا البيئة والطبيعة، إذ يتضمن تعهدات مهمة بوقف إزالة الغابات واستعادة الموائل الطبيعية ومراعاة اعتبارات التنوع البيولوجي في العمل المناخي، وذلك بالتوازي مع أهدافنا بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050».
كما قدمت رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ في COP28 وثيقة «حلول المناخ 2030»، وهي خريطة طريق وضعتها شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي، وقالت «إن تنفيذ (حلول المناخ 2030) لا يقتصر على تقليل مستويات الغازات الدفيئة، بل يساهم أيضاً في حماية الطبيعة والمحافظة عليها، ما ينعكس على إنشاء أنظمة بيئية مرنة وضرورية للتخفيف من آثار تغير المناخ».
وأضافت: «تستعرض هذه الوثيقة، التي تجمع بين مبادرات عديدة، أهدافاً شاملة في ثمانية مجالات رئيسة، مثل حماية واستعادة الموائل الطبيعية، واستخدام الأراضي، وإدارة المياه، إلى جانب قطاعي الطاقة والصناعة التقليديين».
وحثت رزان خليفة المبارك، في إطار التأكيد على الدور الاستراتيجي للحلول المبنية على الطبيعة في مواجهة تغير المناخ، على تعزيز الحوكمة لتسريع وتيرة الدور الريادي للمدن والولايات والمناطق بإدراج حلول قائمة على الطبيعة ضمن خطط عملها المناخية.
وقالت: «تتوافر الغالبية العظمى من الحلول المناخية الفعالة في إدارتنا للموارد الطبيعية، وبتعزيز الحوكمة الطبيعية، يمكننا تحقيق قفزة كبيرة نحو مستقبل مستدام».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ التغير المناخي تغير المناخ رزان المبارك الإمارات على الطبیعة
إقرأ أيضاً:
القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟
يركز تناول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عادة على ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي، ولكن أغلب ظاهرة الاحتباس الحراري تحدث في الواقع في المحيطات، التي تعد "رئة الكوكب".
وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم مناخ الأرض، فهي تُعتبر "القلب النابض" للنظام المناخي بسبب تفاعلها المعقد مع الغلاف الجوي واليابسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 2 of 2الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخend of listوتشكل المحيطات مصدرا هائلا للحرارة. فهي تغطي ثلثي سطح الأرض، ويمكن للمياه أن تمتص قدرا كبيرا من الحرارة مقارنة بالهواء، وعلى هذا فإن المحيطات تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة التي تحتجزها الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
ولولا المحيطات لكانت درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت إلى أكثر كثيرا من 1.2 درجة مئوية التي سجلتها منذ أواخر القرن الـ19، كما تعمل التيارات على توزيع حرارة المحيطات في مختلف أنحاء العالم، فتلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم المناخ.
ولكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات كان سببا في إحداث مشاكله الخاصة. فالمياه تتمدد عندما ترتفع درجة حرارتها، وهو ما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر.
كما يتسبب ذلك في موت الشعاب المرجانية، وإضافة الطاقة إلى الأعاصير، الأمر الذي يجعلها أكثر تدميرا، وإذابة الحواف الأمامية للصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية من تحتها.
إعلانوكما يحدث مع الحياة البرية، فقد أثر ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات على نطاق وتوزيع عديد من أنواع الأسماك والمحاريات. فالمحيطات لا تمتص الحرارة فحسب، بل إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون أيضا، فالتيار الضخم الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية يزيل كثيرا من ثاني أكسيد الكربون الذي كان ليبقى في الغلاف الجوي لولا ذلك ويحتجز مزيدا من الحرارة.
ولكن مع زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، تصبح المياه أكثر حمضية. ويضر هذا التغير في كيمياء المياه بعديد من الكائنات الحية الصغيرة في المحيطات التي تشكل جزءا أساسيا من سلسلة الغذاء البحرية.
يصف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة المحيطات بكونها الحليف الأعظم ضد تغير المناخ، نظرا للأدوار التي تقوم بها في السياق، ومن بينها:
امتصاص الحرارة: تمتص المحيطات نحو 90%من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، مما يبطئ ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. توزيع الحرارة عبر التيارات: تنقل التيارات البحرية (مثل تيار الخليج) الحرارة من المناطق الاستوائية إلى القطبية، مما يُنعش مناخ مناطق مثل أوروبا الشمالية. مصيدة للكربون: تمتص المحيطات حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية عبر عملية الذوبان والتمثيل الضوئي للعوالق النباتية، لكن زيادة ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى حموضة المياه، مما يهدد بشكل ما الحياة البحرية.ويمكن للموائل في المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف، والشبكات الغذائية المرتبطة بها، عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما تستطيعه الغابات في البر. تبخير المياه: تعد المحيطات مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي، الذي يتكثف ليشكل السحب والأمطار، كما تزود المحيطات الدافئة (مثل المحيط الأطلسي) الأعاصير بالطاقة عبر تبخير المياه السطحية. مصدر للأكسيجين: تنتج المحيطات 50% من الأكسيجين الذي نحتاجه. إعلان
وفي المقابل، تؤدي المحيطات أيضا إلى التقلبات المناخية الطبيعية مثل ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع حرارة سطح المحيط الهادي الاستوائي، مما يؤدي إلى اضطرابات عالمية، وكذلك ظاهرة النينيا التي تعني تبريد المنطقة نفسها، مما يتسبب في عواصف أكثر في بعض المناطق.
من جهة أخرى، يؤدي تسخين مياه المحيطات إلى تمددها، مما يساهم في 40% من ارتفاع مستوى البحر، كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تسريع ذوبان الصفائح الجليدية (مثل غرينلاند)، مما يضيف مياها عذبة إلى المحيطات.
وتطرح التحديات الحالية بسبب تغير المناخ عدة إشكالات بالنسبة للمحيطات، مثل تباطؤ التداول الحراري-ملحي (AMOC)، إذ إن ذوبان الجليد يقلل ملوحة المياه في المحيطات، مما يهدد بإبطاء التيارات المحيطية التي تنقل الحرارة (مخاطر تجمد مناطق في الشمال). كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على اختفاء الشعاب المرجانية، مما يهدد التنوع البيولوجي وتوازن النظم البيئية.
وتؤثر زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على صحة المحيط، مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر وزيادة حمضيتها، مما يتسبب في تغييرات ضارة بالحياة تحت الماء وعلى الأرض، وتقليص قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وحماية الحياة على الكوكب.
وبذلك، فإن المحيطات ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل هي عنصر فاعل رئيسي في استقراره. وأي اختلال في توازنها (مثل ارتفاع الحرارة أو التحمض) قد يُطلق تأثيرات متتالية تعقّد أزمة المناخ، لذلك يعتمد مستقبل المناخ العالمي بشكل كبير على صحة المحيطات وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها الطبيعية.