تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مثل هذا اليوم، 5 يونيو 1916، انطلقت الثورة العربية ضد الدولة العثمانية بقيادة الشريف حسين بن علي، حاكم مكة، وكان العرب يتطلعون إلى الاستقلال عن الحكم التركي، لكنهم وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف تحت وطأة الاحتلال البريطاني والفرنسي لسنوات طويلة.

الثورة العربية الكبرى، وهي حركة مسلحة بدأت في الحجاز بمبادرة من الشريف حسين قبل فجر يوم التاسع من شعبان 1334هـ (الخامس من يونيو 1916)، امتدت لتشمل مناطق أخرى بعد تحرير الحجاز من العثمانيين، حتى وصلت إلى سوريا والعراق، وأسقطت الخلافة العثمانية هناك.

الأسباب المعلنة للثورة:

الظلم التركي للعرب، وسياسة التتريك ومحاربة اللغة العربية، وابتعاد الأتراك عن الدين الإسلامي بعد وصول حزب القوميين الأتراك بقيادة مصطفى كمال أتاتورك إلى السلطة.مطالبة العرب بمكانة أفضل في المناطق العربية والتمتع بمزيد من الحريات اللامركزية والاستقلال الذاتي.مراسلات الشريف حسين مع السير هنري مكماهون، حيث طالب حسين بريطانيا بضمان استقلال الدول العربية (سوريا، فلسطين، العراق، والجزيرة العربية عدا عدن) مقابل دعم العرب للإنجليز والسماح لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين.دخول تركيا الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول المحور، مما دفع العرب إلى اختيار الثورة للحصول على حرياتهم بدلاً من دعم تركيا.تأسيس الجمعيات العربية السرية مثل "الجمعية العربية الفتاة"، و"القحطانية 1909"، و"المنتدى الأدبي"، و"حزب اللامركزية"، و"العهد"، و"لجنة الإصلاح"، مما ساهم في تنامي الشعور القومي والرغبة في التحرر من الحكم التركي.تصرفات الإتحاديين ودعاة الحركة الطورانية، ومحاولاتهم المساس بالعقيدة الإسلامية وشخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مثل إلغاء إلزامية الصلاة في المدارس الدينية.تذمر القبائل البدوية في الحجاز من تشغيل الأتراك لسكة الحديد في الحجاز، مما كان يقطع عليهم رزقهم من نقل متاع الحجاج.

الأسباب الخفية: كانت تتمثل في رغبة الشريف حسين في أن يصبح خليفة للمسلمين، وسعيه للحصول على دعم الدول الكبرى مثل إنجلترا وفرنسا مقابل السماح لليهود بإقامة وطن قومي في فلسطين.

سير الأحداث:

بدأت المعارك في جدة في 13 يونيو، حيث انهزمت الحامية التركية وسقطت مكة، ثم استسلمت الطائف وسقط ميناء العقبة.عندما احتل البريطانيون بغداد، احتج الشريف حسين، لكن بريطانيا علقت بأن ذلك تدبير عسكري مؤقت.بين عامي 1916 و1917، انضم للجيش الشريفي عدد من الضباط من سوريا وفلسطين ممن كانوا في الجيش العثماني، وتطوع كثير من عرب المشرق، فوصل عدد مقاتلي الجيش الشريفي إلى 70,000.بعد ذلك، سقطت بيروت وحلب وحماة وطرطوس وصيدا وصور وحمص، وأعقب ذلك تأليف الحكومة العربية الأولى في بيروت.

اقترب العرب من إقامة دولة عربية موحدة في الجزيرة والمشرق، إلا أن بريطانيا بدأت بتنفيذ مخططاتها في التجزئة والاحتلال، فقسمت البلاد إلى ثلاث مناطق عسكرية:

جنوبية تشمل فلسطين تحت الانتداب البريطاني.شرقية تمتد من العقبة جنوبًا حتى حلب شمالًا تحت إدارة فيصل بن الحسين.غربية تضم المنطقة الساحلية من سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.

النهاية المؤلمة: وقع العرب تحت وطأة الاحتلال الأوروبي، وبدلاً من الحكم التركي الذي استمر لأربعة عقود، واجه الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي جلب معه تجزئة الأمة وزرع الشقاق بين أبنائها. تحطمت آمال العرب في الوحدة والاستقلال، وتبخرت أحلامهم في إقامة دولة عربية موحدة. بدلاً من ذلك، استغل المستعمرون طاقات العرب واستخفوا بتاريخهم العريق، واقتطعوا فلسطين من خاصرة الأمة العربية ليضعوها في عنق الحركة الصهيونية.

ملخص الأحداث:بدأت الثورة العربية الكبرى في 5 يونيو 1916 بقيادة الشريف حسين بن علي، وسرعان ما امتدت من الحجاز إلى سوريا والعراق.كانت الأسباب المعلنة للثورة تتضمن الظلم التركي، سياسات التتريك، والمطالبة بمزيد من الحريات والاستقلال الذاتي، بالإضافة إلى الاتصالات مع بريطانيا لضمان دعمهم.تبلور الشعور القومي العربي من خلال الجمعيات السرية، ورفض العرب لتصرفات الإتحاديين ودعاة الطورانية.وقعت عدة معارك وانتصارات، مثل سقوط مكة، الطائف، وميناء العقبة، وصولاً إلى تحرير بيروت وتأسيس الحكومة العربية الأولى.

التجزئة والاحتلال:

بعد تحقيق العديد من الانتصارات، بدأت بريطانيا بتنفيذ مخططاتها لتقسيم البلاد:فلسطين تحت الانتداب البريطاني.منطقة تمتد من العقبة إلى حلب تحت إدارة فيصل بن الحسين.المنطقة الساحلية من سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.

الخاتمة:

أدت الثورة العربية الكبرى إلى وقوع العرب تحت الاستعمار الأوروبي بدلاً من الحكم التركي، مما أدى إلى تجزئة الأمة العربية وزرع الشقاق بين أشقائها، واستغلال طاقاتهم واستخفافهم بتاريخهم العميق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الثورة العربية الدولة العثمانية الثورة العربية الكبرى الاستعمار البريطاني الثورة العربیة الکبرى الحکم الترکی الشریف حسین

إقرأ أيضاً:

عاجل- أحمد الشرع: رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية

تنصيب أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية في سوريا، وفقًا لما أعلنه الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية حسن عبدالغني، مساء اليوم الأربعاء.

وجاء الإعلان خلال فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية.

وقال عبدالغني: "نعلن تولية القائد أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية"، موضحا: "الشرع سيقوم بمهام رئاسة الجمهوية ويمثلها في المحافل الدولية".

وأضاف أنه "تقرر إلغاء العمل بدستور 2012 وبالقوانين الاستثنائية"، مؤكدا "كما تقرر حل مجلس الشعب السوري وكل اللجان المنبثقة منه"، إلى جانب "اعتبار الثامن من ديسمبر يوما وطنيا".

وتابع: "نعلن حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد وحل جميع المليشيات التي أنشأها النظام المخلوع ونعلن حل الجيش وإعادة بنائه على أسس وطنية".

وأردف قائلا: "تفويض الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم ودخوله حيز التنفيذ".

وأبرز: "تحل جميع الفصائل العسكرية والأجسام السياسية الثورية والمدنية وتدمج في مؤسسات الدولة".

وتابع: "حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان".

وقبل ذلك، قال الشرع في كلمة له خلال المؤتمر: "ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى فكما عزمنا في السابق على تحريرها فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".

وأضاف: "الأولوية في سوريا اليوم هي ملء فراغ السلطة والحفاظ على السلم الأهلي.. الأولوية في سوريا أيضا لبناء مؤسسات الدولة".

وتابع: "نعمل كذلك على بناء بنية اقتصادية تنموية واستعادة سوريا لمكانتها الدولية والإقليمية".

تصريحات وزير الخارجية الشيباني

من جهته، قال وزير الخارجية أسعد الشيباني: "نجحنا في رسم هوية سورية لائقة تعبر عن تطلعات شعبنا، وتؤسس لبلد يقوم على الحرية والعدل والكرامة، ويشعر فيه الجميع بحب الوطن والانتماء والبذل والتضحية".

وأبرز: "تنتهج سوريا في خضم التحديات الحالية سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد، في سياق طمأنة الخارج وتوضيح الرؤية وكسب الأصدقاء وتمثيل شعبنا في الداخل والخارج".

وأكد: "الهدف الأساسي للسياسة السورية الخارجية هو المساهمة في خلق وضع إقليمي ودولي يتمتع بالتعاون المشترك والاحترام المتبادل والشراكات الاستراتيجية".

وأردف قائلا: "تولي سوريا أهمية خاصة لروابطها العربية، وتستمر في تعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، وتواصل مسيرتها بحزم وإصرار، وترسم صورة قوية تزداد فاعليتها في السياسة الخارجية عبر شراكات جديدة".
 

من هو أحمد الشرع؟

أحمد حسين الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، وُلد في 29 أكتوبر 1982. هو القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام، التي كانت تُعرف سابقًا بجبهة النصرة، والتي لعبت دورًا بارزًا في الحرب الأهلية السورية. في 29 يناير 2025، أفادت مصادر متعددة بتنصيبه رئيسًا للمرحلة الانتقالية في سوريا.

تتفق المصادر على أن الشرع وُلِد في الرياض، المملكة العربية السعودية، لعائلة سورية من مرتفعات الجولان. انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق قبل غزو العراق عام 2003، وقاتل ضد القوات الأمريكية. بعد فترة من السجن بين عامي 2006 و2011، أُطلق سراحه مع بداية الثورة السورية، حيث أسس جبهة النصرة في عام 2012.

في 29 يناير 2025، أعلنت الرئاسة السورية في بيان مقتضب عن تنصيب أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا للجمهورية العربية السورية بشكل رسمي.


في أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع، استقبل قائد الإدارة السورية أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفدًا نسائيًا من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية.
 

مقالات مشابهة

  • عمر الشريف أسير مقدسي محرر حكم بـ18 مؤبدا وأبعد خارج فلسطين
  • خطاب النصر لرئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية
  • عاجل- أحمد الشرع: رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية
  • جامعة برج العرب التكنولوجية تبحث سبل التعاون مع الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة
  • مباركة قيادة جيش سوريا الحرة للقائد الشرع بانتصار الثورة السورية
  • مندوب مصر بمجلس الأمن: المجموعة العربية تؤكد تمسكها بدعم صمود فلسطين
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • وزير التجارة التركي: سوريا انتقلت إلى نظام جمركي جديد مع دول الجوار
  • الشِّعر ديوان العربية الفصحى
  • وزير التجارة التركي: سوريا خفضت الرسوم الجمركية على 269 سلعة تركية