واشنطن تستعد لإشعال الحرب الثالثة .. مخاطر متزايدة في ثلاث مناطق تنتظر الادارة الأمريكية .. تحديات تغيير الإستراتيجية
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، لإشعال فتيل حرب ثالثة في آسيا بالتزامن مع الحربين الدائرتين في أوكرانيا وقطاع غزة، بحسب تقرير لمجلة “فورن أفيرز”.
وناقش التقرير، قدرة الولايات المتحدة على تعديل إستراتيجيتها وخوض حرب في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط في وقت واحد.
وبحسب التقرير، ارتكزت إستراتيجية الدفاع الأمريكية، في عهد الرؤساء باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، على “فكرة متفائلة مفادُها أن الولايات المتحدة لن تحتاج أبدًا إلى خوض أكثر من حرب واحدة في وقت واحد”.
وفي مواجهة التقشف المالي، تخلت وزارة الدفاع الأمريكية عن سياستها الطويلة الأمد المتمثلة في الاستعداد لخوض حربين كبيرتين والفوز فيهما للتركيز على اكتساب الوسائل اللازمة للقتال والفوز في حرب واحدة فقط.
وأدت هذه الخطوة إلى تسريع الاتجاه نحو جيش أمريكي أصغر.
كما إنها ضيقت الخيارات المتاحة أمام صناع القرار في الولايات المتحدة، نظرًا لأنَّ إلزام الولايات المتحدة بالحرب في مكان ما، من شأنه أن يحول دون القيام بعمل عسكري في مكان آخر.
وأضاف التقرير، أن هذا التحول في إستراتيجية أمريكا أصبح غير فعال الآن.
وتابع أن “الولايات المتحدة متورطة حاليًّا في حربين، حرب أوكرانيا في أوروبا وحرب إسرائيل في الشرق الأوسط، في حين تواجه احتمال خوض حرب ثالثة حول تايوان أو كوريا الجنوبية في شرق آسيا”.
ورأى التقرير، أن “الإستراتيجية المعمول بها أدت إلى تقليل الاهتمام بأوروبا والانفصال عن الشرق الأوسط، وهو ما قد يتسبب بإضعاف أمن الولايات المتحدة”.
ويتعاون خصوم الولايات المتحدة مع بعضهم البعض: إيران تبيع النفط للصين، وترسل الصين الأموال إلى كوريا الشمالية، وترسل كوريا الشمالية الأسلحة إلى روسيا، بحسب التقرير.
حلفاء أمريكا
وأشار التقرير، إلى أن “واشنطن محظوظة بوجود حلفاء وأصدقاء أكْفاء في شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط؛ وبشكل جماعي، لديهم القدرة على مساعدتها في تقييد المحور الاستبدادي” على حد تعبير التقرير.
ويتعيَّن على الغرب بشكل خاص أن يعمل على إنشاء المزيد من الذخائر والأسلحة والقواعد العسكرية ومشاركتها.
واعتبر التقرير، أنه “يتعين على الولايات المتحدة، أيضًا، صياغة إستراتيجيات عسكرية أفضل للقتال إلى جانب شركائها؛ وإلا فإنها تخاطر بقدرتها على التغلب على أعدائها المتزايدي القدرة والمتشابكين”.
وأكد ضرورة أن “تُحسِّن أمريكا وحلفاؤها من قدراتهم على الدفاع عن منشآتهم ضد الصواريخ ذات القدرة المتزايدة باتباع تقنيات أكثر حداثة، مثل: الليزر، والنبض الكهرومغناطيسي، وأقل كلفة”.
وتابع: “من المرجح أن يفوز الأمريكيون بالحروب على جبهات متعددة عندما يعملون مع شركاء متعددين”.
وبينما تواجه واشنطن مخاطر متزايدة في ثلاث مناطق، يجب عليها أن تتعلم كيفية التعاون والمشاركة بشكل أفضل مع أصدقائها الكثيرين.
وخلُص التقرير إلى أنه في الحروب الكبرى، لا تستطيع أي دولة، ولا حتى أقوى دولة في العالم، أن تخوض غمارها بمفردها.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أسئلة حقيقية ومغالطات
الذين يفْرطون في الامتثال للفقاعة “الإسرائيلية” الكبرى، ويرونها مطلقة القدرة وصنو القدر، وغير المقتنعين بموتها يوم السابع من أكتوبر، سؤالٌ واحدّ قد يجردهم من سيوف أوهامهم الوقحة، وهو كم من الأيام تستطيع “إسرائيل” الصمود والبقاء دون الدعم الأمريكي والغربي؟ دون جسور الإمداد اليومية العسكرية والسياسية والمالية والقانونية.
وإذا كان هذا السؤال افتراضيًا، وقد يُعتبر مخرجًا ملائمًا للمتهربين من وقائع الأشياء وحقائق الأمور، هناك الكثير من الأسئلة الواقعية والحاضرة، ولا تزال الوقائع ماثلة أمامنا جميعًا، ومن أمثلة تلك الأسئلة، هل مطلق القدرة المنتصر متى أراد، يقوم بإقالة كل أركان حربه، وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية؟ بل إنّ هذا يدخل في قاعدة “الهزيمة يتيمة وللنصر ألف أب”، وهؤلاء المقيلون والمقالون كلهم أيتامها.
وكذلك من أمثلة تلك الأسئلة، هل استطاع هذا الكيان مطلق القدرة إخضاع حركة حماس وفصائل غزة؟ وإجبارهم على التنازل والاستسلام، رغم بشاعة جرائمه ورغم ترسانته العسكرية التي لا تنضب، مقابل مجتمعٍ أعزل إلّا من بعض فصائل تمتلك ما تيسّر من أسلحةٍ تكاد تكون أسلحةً فردية، وهل استطاع تحرير أسراه بالقوة العسكرية؟ وهل استطاع تدمير الأنفاق؟ وهل تحققت له أهدافه المعلنة من الحرب؟
وأسئلة أخرى عن مطلق القدرة صنو القدر، هل استطاع إعادة كل مستوطنيه إلى الشمال؟ رغم أنّ الحرب في لبنان توقفت، والتزم حزب الله باتفاق وقف النار والقرار الأممي 1701، فلا زالت نسبة عودة المستوطنين في حدودها الدنيا، وهل استطاع إقناع مستوطنيه بأنّ الجيش قادر على حمايتهم؟ والإجابة ما زالت بالنفي.
وأسئلة أخرى كذلك، من قبيل هل استطاع الكيان المؤقت إعادة تشغيل ميناء “إيلات”؟ بل هل استطاعت البحرية الأمريكية فتح طرق الملاحة أمام السفن “الإسرائيلية”؟ وهل استطاعت أمريكا أصلًا تأمين سفنها الحربية والمدنية في البحر الأحمر؟ وهل سيستطيعون ذلك مستقبلًا؟
ولكن، هناك نوعٌ من الأسئلة يثير قريحة أولئك الموحدين بألوهية صنو القدر، وتداعب مشاعرهم الجياشة تجاه أربابهم، من أمثلة هل دمرت “إسرائيل” غزة واغتالت كل قادة حماس عسكريًا وسياسيًا في الداخل والخارج؟ هل استطاعت تدمير جنوب لبنان واغتيال قادة الصف الأول لحزب الله؟ هل توغلت في الأراضي السورية واحتلت واعتقلت وقتلت؟ وهل تدمر في اليمن؟ أوليس قلب أمريكا في “إسرائيل” وعقل “إسرائيل” في البيت الأبيض؟
أولم يطبّع العرب جميعًا، منهم سرًا ومنهم المجاهر؟ ألا ترى أنّ العالم مجتمعًا يحابي “إسرائيل” ويعاملها باعتبارها فوق المساءلة، وأنّ القانون الدولي والمؤسسات الدولية في خدمتها، كأنّها أُسست لها حصرًا ولحمايتها؟
هناك أسئلة حقيقية، وإجاباتها حقيقة ماثلة، وهناك أسئلة هي مجرد مغالطات منطقية، لإثارة الشبهات والتشويش على الحقائق والوقائع، وتنطلق من تجييش العواطف واللعب على غريزة الخوف، وتستخدم الإيحاءات للتأثير في الوعي الجمعي، وإجباره على التخلي عن حريته وقيمته.
وبالعودة للسؤال الافتراضي الأول، إنّ “إسرائيل” ماتت يوم السابع من أكتوبر، بدليل أنّها لا تستطيع الصمود أيامًا معدودة بعيدًا عن أجهزة التنفس الأمريكية، وبالتالي فهذه حربٌ أمريكية من ألفها إلى يائها، وعليه فإنّ هذه الحرب لن تنتهي قريبًا، وهي جولةٌ في صراعٍ ممتد مع الهيمنة الأمريكية، وهذا الصراع ليس بلا أثمان، ولكن الأثمان الثقيلة دول، إلّا لمن أراد أن يدفعها وحده فيستسلم.