تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حياة الحكام والشخصيات التاريخية دائمًا ما تكون مصدر إلهام ودهشة، حيث تكشف تفاصيل حياتهم اليومية وأسلوبهم الفريد عن شخصياتهم وأنماط حياتهم في هذا الإطار، نسلط الضوء على فاروق الأول، ملك مصر والسودان، الذي اتسمت حياته بنمط غير تقليدي يعكس طبيعته المتمردة وذوقه الفريد، من خلال استكشاف عاداته وتفضيلاته، نكتسب رؤية مميزة لشخصيته وعهده.

كان فاروق الأول ينتقد بشدة كل من يرتدي حذاء بلونين، رغم أن هذه الموضة كانت شائعة في عصره، حيث كان يفضل اللون الواحد والنغمة المتناسقة، وكان يعجب بخاتم معين من مجموعته الكبيرة ويرتديه لفترات طويلة حتى يمل منه، وكذلك كانت الحال مع ولاعته الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة، وعلب السيجار، وساعاته النادرة التي كان يحتفظ بها عند أمين خاص يسجلها في سجل خاص مع جميع متعلقاته الشخصية.

عندما ظهرت الولاعات البلاستيكية، قرر فاروق تجربتها مثل عامة الناس، ووفقًا لقواعد البروتوكول، لم يكن يُشعل أي من ضيوفه سيجارته قبل أن يُشعل فاروق سيجارته الكوبية، ويذكر بعض رفاقه أنه بعد إحدى المآدب الرسمية، تحدث إلى فؤاد سراج الدين قائلاً: "ليس من الضروري أن يلتقط المصورون صورك بالسيجار"، وكانت ملاحظة صحيحة تؤكدها صور سراج الدين التي لم تخلُ معظمها من السيجار الشهير.

في جناحه الخاص، كان فاروق يرتدي الشورت صيفًا ولا يرتدي البيجامات، وعندما أصيب في ساقه في حادث القصاصين، فوجئ الجميع بعدم امتلاكه بيجامة، واضطروا لاستعارة واحدة من حلاقه الإيطالي بترو، وفي الشتاء، كان يكتفي بارتداء قميص قطني، وإذا كان الجو باردًا جدًا، يرتدي الروب دي شامبر، المفاجأة الكبرى كانت إقلاعه عن النوم في حجرته الخاصة صيفًا، واستبداله السرير بمرتبة توضع بجوار الشرفة المجاورة لجناحه الخاص، يغطى عليها بناموسية ضخمة. كان يفضل هذه النومة الأرضية في قصور عابدين والمنتزه ورأس التين، غير مكترث بالرطوبة أو تيارات الهواء.

كانت معظم بدلاته فضفاضة، ورفضه إجراء بروفة لها أمام الترزي كان أمرًا طريفًا، حيث كان يكتفي ببروفة المراسلة، فيرتدي البدلة ويقوم الشماشرجي بكتابة الملاحظات، ثم ترسل البدلة إلى الترزي لتعديلها، وكان حريصًا جدًا على وقته فيما يخص شؤون أناقته.

أما عن الطعام في قصوره، فقد كان فاروق يمَلُ من تكرار القوائم، وكان يعتقد دائمًا أن أي طعام خارج قصوره ألذ مذاقًا، لديه مواقف غريبة تؤكد تمرده على طعام وشراب القصور الملكية.

وفي إحدى المرات، أوقف القطار الملكي في محطة دمنهور وطلب من أحد رجال الحاشية شراء طبق فول ساخن من محل العاصي الشهير، وفي مرة أخرى، استجاب لدعوة سيدة اعترضت موكبه ونزل لتناول كوب شاي في مقهاها بحي بحري بالإسكندرية، وذات مرة دخل مع حاشيته مقهى متواضعًا بين المنتزه والسيوف في الإسكندرية وطلب فنجانًا من القهوة التركية.

لم يكن يحرم نفسه مما كان يستمتع به الناس، ولشدة حبه للآيس كريم، كان يذهب إلى أي مكان يشتهر بجودته، مثل كافتيريا سان سوسي الشهيرة.

 أطباقه المفضلة

أما عن أطباقه المفضلة، فلم تكن الأرستقراطية منها، بل كان شغوفًا بالأطعمة الشعبية، عاشقًا للمكرونة السباجيتي والحلويات، كان له ذوق خاص في الطعام، وكان يقول إن من يعصر الليمون على السمك أو الكافيار لا يفهم في الطعام، ويفضل طهي السمك الذي يصطاده بنفسه.

ظل وزنه تحت السيطرة في حياة والده، لكن بعد وفاته ازداد وزن فاروق تدريجيًا، بالإضافة إلى تأثير حادث القصاصين عليه، كان الحمام بالطين من أكثر الأكلات المحببة لديه في الحفلات والرحلات، وتعد هذه الأكلة بطريقة مميزة حيث يدفن الحمام في الطين ويدخل الفرن لمدة ساعتين، مما ينتج طعامًا شهيًا ولذيذًا.

واحدة من الشائعات التي ارتبطت بطعام فاروق الأول هي شوربة قيل إنها تصنع من خلاصة خمسين خروفًا، لكن الحقيقة أن شوربته المفضلة كانت تُعد بوضع كيلوجرامات من اللحم الجاموسي في إناء كبير وسلقها مع البصل والجزر والطماطم لعدة ساعات، ثم تصفى بالشاش وتُشرب باردة بلون ذهبي يشبه لون البيريل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فاروق الأول فاروق

إقرأ أيضاً:

خلال ندوة بالمعرض.. كيف كانت الحياة اليومية في عصر الرعامسة؟

استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وتحت محور "مصريات"، ندوة لمناقشة كتاب "الحياة اليومية في مصر في عصر الرعامسة" لعالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه.

وتولي إدارة النقاش الباحث محمود أنور، بينما قدم التحليل العلمي للكتاب الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بجامعة القاهرة.

واستهل محمود أنور الندوة بالإشارة إلى عظمة الحضارة المصرية القديمة وما قدمته للبشرية من إنجازات لا تزال ماثلة حتى اليوم.

وأوضح أن كتاب "الحياة اليومية في مصر في عصر الرعامسة" يعد دراسة رائدة تبتعد عن السرد التاريخي التقليدي، وتقترب من تفاصيل الحياة اليومية للمصريين القدماء، متناولًا المساكن، الحرف، الفنون، النشاط الزراعي، الأسرة، والمعابد، ليقدم صورة أكثر حيوية وإنسانية عن المجتمع المصري القديم.

وأضاف أن مونتيه استند إلى مصادر أصلية غنية، وهو ما دفعه لاختيار عصر الرعامسة تحديدًا، إذ يتميز بوفرة الوثائق والنقوش التي تسجل ملامح الحياة خلال تلك الحقبة التي شهدت ازدهارًا حضاريًا واسع النطاق.


من جانبه، أكد الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أن الكتاب يشكل علامة فارقة في دراسات التاريخ المصري، حيث يتناول عصر الرعامسة، وهو العصر الذي شهد استعادة أمجاد الإمبراطورية المصرية بعد تأسيسها في الأسرة الثامنة عشرة.

عمق الدراسات الأثرية 

وأوضح أن بيير مونتيه ينتمي إلى المدرسة الفرنسية في علم المصريات، وهي إحدى أهم المدارس الأثرية التي أسهمت بعمق في دراسة الآثار المصرية، حيث كان على رأسها جان فرانسوا شامبليون، مكتشف رموز حجر رشيد. كما أشار إلى أن علم الآثار المصرية كان يُصنّف في الماضي ضمن الآثار الشرقية، إلا أن جهود علماء مثل مونتيه جعلته مجالًا مستقلاً بذاته.

وسلط الدكتور ميسرة عبد الله حسين الضوء على الرحلة البحثية لـبيير مونتيه، حيث بدأ اهتمامه بالآثار الشرقية، ثم انتقل إلى مصر عام 1932، وتوجه إلى منطقة تانيس حيث أجرى أهم اكتشافاته. وكان من أبرز إنجازاته العثور على المقابر الملكية للأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين، حيث اكتشف خمس مقابر ملكية بحالة جيدة الحفظ عام 1939. وعلى الرغم من أهمية هذه الاكتشافات، إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، مقارنة بمقبرة توت عنخ آمون التي اكتُشفت في ظروف أكثر استقرارا.

وأوضح الدكتور ميسرة عبد الله، أن مونتيه اتبع منهجية دقيقة في دراسة الحياة اليومية، حيث اختار فترة تاريخية محددة بدلًا من التعميم الذي لجأ إليه بعض الباحثين. فبدلًا من تقديم صورة شاملة عن مصر القديمة بكل عصورها، ركّز على عصر الرعامسة، مستعرضًا تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على تفاصيل الحياة اليومية.

وأشار إلى أن الكتاب يختلف عن الدراسات التقليدية من حيث التعمق في تفاصيل معيشة المصريين القدماء، إذ يناقش جوانب مثل أنماط السكن، أساليب الزراعة، النشاط الحرفي، وشكل الحياة الأسرية، مقدمًا بذلك صورة نابضة بالحياة عن المجتمع المصري في تلك الفترة.

مقالات مشابهة

  • “انتيريرز” تضفي أناقةً خالدة على غرف النوم مع تشكيلة “كورسو كومو” من “ألف إيطاليا”
  • يرتدي تيشيرت الاتحاد السكندري.. أحمد كشك فى العتاولة 2 | ما القصة ؟
  • رويترز: طائرة الإسعاف الأمريكية المحطمة في فيلادلفيا كانت تحمل شخصين
  • أشرف بن شرقي يرتدي القميص رقم 11
  • أشرف بن شرقي سادس مغربي يرتدي قميص الأهلي
  • خلال ندوة بالمعرض.. كيف كانت الحياة اليومية في عصر الرعامسة؟
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • أناقة التصميم.. سيارة هيونداي كونا موديل 2025 «اعرف المواصفات»
  • ترامب يعلق على حادث تحطم طائرة الركاب في واشنطن: "وضع سيء وكان يمكن منعه"
  • كتف وكتف.. أنغام تثير الجدل بظهورها بعد قبلة عبد المجيد عبدالله