خلال “مسيرة الأعلام”.. فلسطينيون يتصدون لاعتداءات المستوطنين على القدس والأقصى
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
اقتحم مستوطنون إسرائيليون، اليوم الأربعاء، البلدة القديمة في القدس المحتلة من جهة باب العمود خلال “مسيرة الأعلام الاستيطانية”، لإحياء ذكرى ما يُسمّى بـيوم “توحيد القدس”، بينما تصدّى فلسطينيون لاعتداءات المستوطنيين في أحياء القدس القديمة.
وشارك في “مسيرة الأعلام الاستيطانية” مستوطنون مُسلحون، بحمايةِ شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأغلقت شرطة الاحتلال بالتعاون مع المستوطنين شوارع القدس القديمة، أمام المقدسيين، وذلك بدعوى حماية “مسيرة الأعلام الاستيطانية”.
واعتدى المستوطنون بالضرب والمضايقات على صحافيين وفلسطينيين في منطقة باب العمود في القدس المحتلة، وأجبرت قوات الاحتلال الصحافيين على الابتعاد عن المنطقة. وكذلك، ردد المستوطنون شتائم ضد الدين الإسلامي وضد نبي الإسلام محمد.
وشارك وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي، إيتمار بن غفير في “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة.
مقطع مؤلم من داخل المسجد الأقصى المبارك. تدنيس ورقص واحتفالات داخل وفي باحات المسجد لسارقي الأراض المىَـطرفين pic.twitter.com/qMkbcCFIos
— اخترنا لكم (@MediaBank21) June 5, 2024
وصباح اليوم، اقتحمت مجموعاتٌ كبيرة من المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة من عدّة جهات، ودخلت تحت حماية قوات الاحتلال من عدّة أبواب إلى ساحات المسجد.
وكانت مجموعات المستوطنين قد بدأت إقامة الطقوس والممارسات الاستفزازية بإحياء “الذكرى السنوية لاحتلال القدس عام 1967″، عبر مسيرة سمحت شرطة الاحتلال بعبورها من باب العمود.
واقتحمت مجموعات من المستوطنين البلدة القديمة في القدس المحتلة وبلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وأدت طقوساً تلمودية عند باب القطانين بالبلدة القديمة، في ظل عرقلة الاحتلال حركة المواطنين المقدسيين في البلدة، إضافةً إلى تشكيلهم حلقات رقص وغناء داخل بؤرة استيطانية في الحي.
3 آلاف شرطي إسرائيلي لحماية المستوطنين
بدورها، أفادت الميادين في فلسطين المحتلة بأنّ “أكثر من 1200 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى” في القدس المحتلة.
وأضافت أنّ المستوطنين اعتدوا على المقدسيين، وأصحاب المحال الفلسطينيين في القدس خلال اقتحاماتهم للبلدة القديمة.
وتابعت أنّ أكثر من 3 آلاف عنصر شرطة يقومون بحماية اقتحامات المستوطنين في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وقالت الصحافية أسيل عيد من القدس المحتلة إنّ قوات الاحتلال أغلقت العديد من مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة في ظل اقتحامات المستوطنين وانطلاق “مسيرة الأعلام” لإحياء ذكرى “احتلال القدس”.
ولتأمين الحماية الأمنية لهذا الاحتفال، تُجبر سلطة الاحتلال تجار البلدة القديمة في القدس على إغلاق محالهم التجارية، وينشر الاحتلال السواتر الحديدية وفرق الخيالة، ويستدعي مركبة المياه العادمة، فيتحول باب العمود إلى ثكنة عسكرية يُقمع فيها الفلسطينيون ويُعتقلون.
المستوطنون يريدون تدمير الأقصى
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيانٍ لها إنّ “مسيرة البلطجة الصهيونية في مدينة القدس الشريف اعتداءٌ سافر على قبلة المسلمين الأولى والمقدسات.
وتابعت الجهاد الإسلامي في بيانٍ لها إنّ “النازيين الصهاينة يظنون أنّهم باعتدائهم على المسجد الأقصى قد يُعوّضون بعضاً من الإذلال الذي يلحق بهم في قطاع غزّة”.
من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي، إحسان عطايا خلال اتصالٍ مع الميادين إلى “تصعيد العمل الجماهيري الرافض للعدوان على المسجد الأقصى والقدس المحتلة”.
وأضاف أنّ “كل ما يجري اليوم في القدس يؤكد همجية وإجرام العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنّ “المشروع الأميركي الإسرائيلي مشروعٌ واحد هو مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
من ناحيته، قال مسؤول العلاقات العربية والقومية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد خلال اتصالٍ مع الميادين إنّ المستوطنين يريدون تدمير المسجد الأقصى المبارك.
وتساءل أبو أحمد فؤاد “أين هي المسيرات الشعبية في البلدان العربية والإسلامية التي تدعم المسجد الأقصى في وجه ما يرتكبه المستوطنون؟”.
وقال الخبير بشؤون الاستيطان، خليل التفكجي للميادين إنّ “مسيرة الأعلام الاستيطانية هي جزء من استخدام الدين لأهدافٍ سياسية”.
وأضاف أنّ ما يجري في القدس المحتلة من حشد للمستوطنين في “مسيرة الأعلام الاستيطانية” هو محاولة لرفع المعنويات، في ظل ما يتعرض له الاحتلال في قطاع غزّة وشمالي فلسطين المحتلة”.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بياناً اعتبرت فيه “أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين بتنظيم ما يسمى بمسيرة الأعلام في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا بحماية كاملة من شرطة الاحتلال، هو تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم”.
مرجعيات إسلامية في القدس تُحذّر من تصاعد الانتهاكات بحق الأقصى
دانت المرجعيات الإسلامية في القدس المحتلة ارتكاب المستوطنين اعتداءاتٍ غير مسبوقة بحقّ المسجد الأقصى المبارك، بينما تفرض السلطات الإسرائيلية “طوقاً أمنياً مشدداً يحول دون وصول آلاف المصلين إلى المسجد”.
وتضمّ المرجعيات الإسلامية التي أصدرت البيان في القدس: مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة قاضي القضاة، ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف.
وحذّرت المرجعيات، في بيانٍ لها، من مغبّة تصاعد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، مضيفةً أنّ الاستباحة “جاءت ضمن احتفالات الإسرائيليين بما يُسمى “توحيد القدس”، وعبر سلسلة متواصلة من الاعتداءات والاقتحامات المقززة التي قد تدفع بالعالم بأسره إلى حربٍ دينية لا تُحمد عقباها.
كما استنكرت المرجعيات الإسلامية في القدس احتشاد المستوطنين عند أبواب المسجد الأقصى المبارك واعتداءاتهم على جيران المسجد وبيوتهم، وكذلك رقصهم وركضهم فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة بحماية وصمت شرطة الاحتلال في مشهدٍ هستيري عارٍ من أيّ خجل، ما يُؤكد افتعال الاحتلال وسلطاته للعنف والأزمات والإمعان في سياسة الاستهتار بمشاعر المسلمين ومنعهم من حماية مقدساتهم، حيث تفرض سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً مُشدداً يحول دون وصول الآلاف من المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك.
ولفت البيان إلى أنّ أفعال الاحتلال ومستوطنيه تزعزع الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يستدعي دقّ نواقيس الخطر واستنهاض همم المسلمين للقيام بواجبهم اتجاه أولى قبلتهم ومسرى ومعراج نبيهم محمد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البلدة القدیمة فی القدس المسجد الأقصى المبارک فی القدس المحتلة شرطة الاحتلال باب العمود
إقرأ أيضاً:
آخرهم أم لطفل.. هجمة إسرائيلية غير مسبوقة على صحفيي القدس
أعاد اعتقال المصورة الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيف (35 عاما)، أمس الأحد، قضية استهداف الاحتلال صحفيي القدس إلى الواجهة، والتي لم تهدأ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023، حيث استُهدف عشرات الصحفيين، اعتقالا وإبعادا وغيرهما من أساليب الترهيب والردع.
ووفق مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال اعتقلت الصحفية لطيفة ـوهي أم لطفل ومبعدة عن المسجد الأقصى- من منزلها في البلدة القديمة، بذريعة "التحريض ودعم الإرهاب" وفق ما نشرته شرطة الاحتلال، وتعاقبتها وسائل إعلام إسرائيلية بالتحريض وتلفيق التهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بحثا عن أبنائها.. عائلات معتقلين في عهد الأسد تتظاهر في درعاlist 2 of 2رايتس ووتش تدعو لتحقيق عاجل بشأن "مذبحة" في بوركينافاسوend of listووفق بيان الشرطة، فإنها بدأت منذ أسابيع بمراقبة نشاط المصورة الصحفية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واطلعت على محتوى وصفته بالتحريضي، نُشر قبل أشهر، يتضمن مقطعا مصورا لرئيس حركة حماس يحيى السنوار، ومنشورا يظهر فيه عز الدين مسالمة منفذ عملية حاجز النفق في ديسبمر/كانون أول الماضي.
وقبل اعتقال لطيفة بساعات قليلة، استدعت شرطة الاحتلال الصحفية المقدسية، لانا كاملة، إلى مركز المسكوبية في القدس، وحققت معها ساعتين عن عملها الصحفي، ومثلها عشرات الصحفيين، الذين أفصح بعضهم عن استدعائه والتحقيق معه، خلال الأشهر الماضية، بينما يتكتم بعضهم الآخر لدواع شخصية أو عملية، ما أدى إلى صعوبة في إحصاء العدد الكلي.
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيفة، من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة، بتهمة نشر محتوى تحريضي على منصة إنستغرام.
وقال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي القدس إن قوات الاحتلال اعتقلت الصحفية من منطقة باب العمود في القدس، ومددت… pic.twitter.com/8pBR7KxMDZ
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 17, 2025
إعلان إبعادات عن الأقصىوفي ذات السياق، شنت شرطة الاحتلال حملة إبعادات عن المسجد الأقصى، قبيل وخلال شهر رمضان المبارك، وصفت بغير المسبوقة بحق صحفيين ومصورين، منهم موظف قسم الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية، وهي دائرة أردنية مسؤولة عن المسجد الأقصى، رامي الخطيب، الذي أبعد عن المسجد والبلدة القديمة شهرين.
ومنعا لتقليص التغطية الإعلامية في المسجد الأقصى ومحيطه، أبعد الاحتلال خلال شهر رمضان، صحفيين ومصورين مُددا متفاوتة تصل إلى 6 أشهر، منهم لطيفة عبد اللطيف، وباسم زيداني، ومحمد أبوسنينة، وندين جعفر، ومحمد دويك، وإبراهيم السنجلاوي، ومحمد الصادق، بعضهم اعتقل وهو على رأس عمله في الأقصى.
وكان الاحتلال اعتقل الزوجين الصحفيين محمد الصادق وبيان الجعبة أثناء وجودهما داخل المسجد الأقصى برفقة طفلتيهما، في مساء 28 فبراير/شباط الماضي، حيث أبعد الصادق عن المسجد الأقصى فورا، أما زوجته فاحتجزت ساعات وأطلق سراحها بشرط الحبس المنزلي والإبعاد عن منزلها في مخيم شعفاط، كما استدعيت بعدها للتحقيق وحددت لها جلسة محاكمة بشبهة التحريض، رغم حملها وهي في الشهر التاسع.
تهمة واحدة جاهزة
وتتصدر تهمة "التحريض" لوائح اتهام الصحفيين المقدسيين، إن وجهت بحقهم لائحة اتهام أصلا، حيث تعمد شرطة الاحتلال إلى تسليم قرار الإبعاد دون محاكمة أو تهم أو إمكانية استئناف قضائي على القرار الذي تصفه الشرطة أحيانا بالاحترازي، أو المحارب للإرهاب.
ووفق إحصاء نشرته لجنة حماية الصحفيين، فإن عدد الصحفيين الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال هو الأعلى منذ عام 1992، قائلة إن "إسرائيل" هي من بين الدول الأكثر سجنا للصحفيين، وإنهم "يواجهون اتهامات بمناهضة الدولة من قبيل نشر أخبار كاذبة أو ممارسة الإرهاب، للانتقام منهم على تغطيتهم الصحفية الناقدة".
إعلانوبينما يطلق الاحتلال يده لتكميم أفواه الصحفيين المقدسيين وحجب عدساتهم، يتجاهل موجة هائلة مضادة من التحريض يمارسها صحفيون ونشطاء إسرائيليون، تتضمن تحريضا مباشرا على قتل الفلسطينيين، ونشر صورهم وبياناتهم الشخصية ومواقع بيوتهم، مثل مجموعة "صيادو النازيين" على تطبيق تلغرام وغيرها العشرات.
وعدا عن ذلك، فإنه لا يزال صحفيون إسرائيليون -معروفون بأسمائهم- طلقاء، ينشرون ويتنقلون بحرية داخل القدس، منهم أحد أبرز مقتحمي المسجد الأقصى المتطرف "أرنون سيغال" الذي حرض ويحرض على تدمير الأقصى والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإلى جانبه المتطرف "يديديا أبشتين" الذي ينتحل صفة صحفي ويلاحق بكاميرته المقدسيين ويحرض على اعتقالهم ويعرقل عملهم، كما فعل العام الماضي مع مراسلة قناة الجزيرة نجوان سمري، والصحفي سيف القواسمي.