برغم أن الغضب ضد "إسرائيل" تحول من هادئ إلى درجة الغليان، بسبب إعلان معهد "ليمكين" لمنع الإبادة الجماعية أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، إلا أن الرد من زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر على هذا كان محيرا لأنصاره. ففي الأسبوع الماضي قام بوضع واحد من الشخصيات الرئيسية المؤيدة لـ"إسرائيل" كمرشح لواحدة من مقاعد الحزب المضمونة.

وعبر ناخبو الحزب في نورث درهام عن غضب من فرض رجل من خارج دائرتهم بدون استشارة منهم. واشتكى مؤيد على "فيسبوك" بأن المرشح "ليس له علاقة بمنطقتنا".

 

وبحسب آخر، لم يجب اللوبي النشط المؤيد لـ"إسرائيل" لوك إكهيرست على أسئلة أثناء لقاء لدائرة نورث درهام في مركز بيلتون الاجتماعي عقد يوم الأحد. وسيرى الكثيرون في هذه الخطوة المستفزة في وقت يشعر فيه الكثير من ناشطي الحزب بالرهبة مما يرونه دعم ستارمر للحرب في غزة، بحسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي".

 

ولوضع الحقائق في سياقها، قام حزب العمال في الأسبوع الماضي باختيار المؤيد لـ"إسرائيل" لوك إكهيرست كمرشح في دائرة نورث درهام المضمونة. ويتناقض التحرك مع تعهد ستارمر أثناء حملته لقيادة الحزب "يجب أن ننهي فرض المرشحين من قبل اللجنة الوطنية التنفيذية، ويجب على أعضاء الحزب المحليين اختيار مرشحيهم للانتخابات".

 

وبحسب الصحفي في موقع "بايلاين تايمز" آدم  بينكوف، حذف إكهيرست أكثر من 2,000 منشور على حسابه في منصة "إكس"، مع أنه لم يحذفها كلها، حيث تردد كلام الحكومة الإسرائيلية.

 

وقبل عامين، سئل عما إن كان يعتبر الأمم المتحدة مؤسسة معادية للسامية بسبب  قرار مجلس الأمن الدولي (بريطانيا هي عضو دائم فيه) بأن "إنشاء الحكومة الإسرائيلية مستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية لا أساس قانوني له" أجاب إكهيرست "نعم". وقال في تشرين الثاني/ نوفمبر إنه يجب ضم "الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية" إلى "إسرائيل" كجزء من تبادل الأراضي مع فلسطين وأن مرتفعات الجولان يجب أن "تظل جزءا من إسرائيل".

 

وبحسب تقرير للأمم المتحدة فإنشاء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان يصل إلى مستوى جريمة حرب.

 

وفي ورقة حقائق نشرتها منظمة إكهيرست "نؤمن بإسرائيل" عام 2016، وصفت تصويت مجلس الأمن الشاجب لنشاطات إسرائيل الاستيطانية والمطالبة بوقفها بأنها "إشكالية". وظهر إكهيرست وهو يرتدي قميص "زيونست شتلورد" (المؤيد للصهيونية) وهو جالس في اجتماع للجنة التنفيذية لحزب العمال التي تقوم باختيار مرشحي الحزب في الانتخابات.

 

وجمعت مجموعة "تمويل جماعي" على الإنترنت أقامها الناشط العمالي غاري سبيدنغ حوالي 3,000 جنيه لمعارضة اللوبي الإسرائيلي لوك إيكهيرست في نورث درهام. وكان إيكهيرست ناشطا في العمال وهو في عمر 16 عاما وعمل كعضو مجلس محلي ما بين 2002- 2014. وفي ظل قيادة جيرمي كوربن، كان أمينا عاما لحركة "العمال أولا" التي عارضت كوربن وأنصاره. ومنذ وصول ستارمر لقيادة الحزب، فهو من أشد المؤيدين له.

 

ويدير منذ عام 2011، مجموعة "نؤمن بإسرائيل"، التي تصف نفسها بأنها "حركة لدعم إسرائيل" وتهدف "لدعم شبكات قاعدة شعبية مؤيدة لإسرائيل في بريطانيا". وتقول المنظمة إنها داعمة لحل الدولتين وتعارض جهود نزع الشرعية عن "إسرائيل" من خلال الحرب القانونية والمقاطعة وفرض العقوبات عليها. وفي الفيلم الوثائقي "اللوبي" الذي أعدته الجزيرة عام 2017 وصف الدبلوماسي الإسرائيلي شاي مازوت في لقطة، إيكهيرست بأنه "مناصر عظيم" و"واحد من الأفضل في الداخل"، في حزب العمال. وأخبرت المنظمة "نؤمن بإسرائيل" الجزيرة بأنها "وإن لم تدر ماليا أو بطريقة أخرى من إسرائيل، إلا أنها تعمل مع أصحاب المصالح بمن فيهم السفارة الإسرائيلية" في لندن.

 

ويعرض اختيار إكهيرست ستارمر لتهمة ازدواجية المعايير في التعامل مع نظام الاختيارات داخل الحزب. وهذا يتناقض بشدة مع منع المرشحة عن دائرة تشينغفورد وود غرين فايزة شاهين التي منعت من الترشح بسبب مشاركتها بمنشورات على منصات التواصل. ومثلما فرض إكهيرست على الدائرة الانتخابية بدون مشاورة، منعت شاهين من الترشح بدون استشارتها أو منحها فرصة استئناف على القرار الذي صدر في 29 أيار/ مايو.

 

ويبدو أنها عوقبت بسبب منشورات تعود إلى عقد من الزمان وقبل أن تنضم لحزب العمال. وأحد المنشورات من مرشح عن حزب الخضر في 2018 أعلن أنه سيرشح نفسه عن مجلس هاكني، وهناك منشور يعود إلى 2014 يعبر عن دعم لمقاطعة البضائع الإسرائيلية بسبب قصف غزة. وعبرت عن  إعجاب بمنشور لوزير مالية الظل جون ماكدونال يدافع فيه عن نعومي ويمبورن إدريسي، المؤسسة المشاركة لأصوات يهودية من أجل العمال وبسبب تعليق عضويتها لأنها عبرت عن "عدم ارتياحها" لرؤية تعليق عضوية زملائها بتهم معاداة السامية.

 

ومع ذلك لم يظهر حزب العمال أي قلق من منشورات إكهيرست المثيرة للجدل والتي لها تاريخ طويل على منصات التواصل الاجتماعي. فمنشوراته نارية ومؤذية أكثر من منشورات شاهين التي دأبت عليها. فالمنشور الذي حظي بتغطية بعد استبعاد شاهين من الاختيار يعود إلى 12 أيار/ مايو "في كل مرة تتحدث فيها وإن بلطف منتقدا إسرائيل، فإنك تتعرض مباشرة لهجوم هستيري من الناس الذين يقولون لك إنك مخطئ ومتحيز ضد إسرائيل".

 

وكان المنشور كافيا لقتل حياة شاهين السياسية. ولكن إكهيرست وصف مسيرة العودة، وهي حركة احتجاج سلمية في غزة ما بين 2018 – 2019 بقوله إن "الجماعات الإرهابية والمسلحة بالبنادق والسكاكين والمتفجرات حاولت وفشلت في اختراق السياج الحدودي لتنفيذ نفس المذابح التي حدثت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

 

ولم تطرح قيادة حزب العمال العليا أسئلة عن هذا مع أن تقييم الأمم المتحدة يقدم صورة مختلفة. فبحسب تحقيق لجنة مستقلة عن الأحداث "جرح أكثر من 6,000 متظاهر أعزل بسبب نيران القناصة وبعد أسابيع من الاحتجاج عند جدار العزل" و"وجدت اللجنة أرضية معقولة للاعتقاد أن قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على الصحفيين وعمال الصحة والأطفال وأشخاص من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وعلى معرفة بأنهم مميزون. ورغم بعض أفعال العنف، لم تجد اللجنة أن التظاهرات تعتبر عملا عسكريا".

 

وطلب الموقع ردا من حزب العمال عن مواقف إكهيرست من الأمم المتحدة وأنها معادية للسامية وتوسع الاستيطان في الضفة، لكن الحزب لم يرد في الوقت المحدد له قبل النشر.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: بريطانيا اسرائيل غزة فلسطين الكيان الصهيوني حزب العمال

إقرأ أيضاً:

آخر مفاجأة عن اختراق حزب الله.. هكذا تمّ كشف القادة!

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن عمق وجودة المعلومات الاستخباراتية ساعد إسرائيل في توجيه ضربات قاسية لحزب الله.

وأشارت إلى أن تدخل حزب الله في الحرب التي دارت في سوريا كشف الكثير من أوراقه، والذي مكن إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

خلال حربها مع حزب الله، عام 2006، حاولت تل أبيب قتل نصر الله 3 مرات، وأخطأت إحدى الغارات الجوية هدفها، بسبب أنه غادر الموقع قبل الضربة بقليل، أما المحاولتان الأخريان، فقد فشلتا في اختراق التحصينات الخرسانية لمخبئه تحت الأرض.

ومنذ ذلك الحين، وسعت الاستخبارات الإسرائيلية نطاق المراقبة، وقامت الوحدة المتقدمة 8200 ومديرية الاستخبارات العسكرية أمان، بتحليل كميات هائلة من البيانات، تضمنت مجمل أنشطة الجناح العسكري والقادة البارزين وارتباطاتهم المتزايدة مع الحرس الثوري الإيراني.

سوريا مثلت الجبهة الأبرز، التي أخرجت عناصر الحزب من دهاليز القتال، وصاروا مكشوفين، حيث إن مشاركتهم في الحرب السورية، منذ 2011، سهلت رصد تحركاتهم، بسبب استخدامهم أنظمة اتصال تقليدية قابلة للرصد مثل أجهزة الهواتف الذكية واللاسلكي.

كذلك، اضطر الحزب للبقاء على اتصال ومشاركة المعلومات، مع أجهزة الاستخبارات السورية والروسية، التي كان، يرصدها الأميركيون بانتظام.

الحرب في سوريا، مثلت حصان طروادة، الذي حمل داخله، كنزا ضخما من المعلومات والخوارزميات، لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، ومن ثم قامت بتحليلها ودراستها، ومنها بيانات نعي القتلى التي استخدمها الحزب بانتظام، التي احتوت على معلومات صغيرة ولكنها قيمة، مثل المدينة التي ينتمي إليها المقاتل، ومكان مقتله، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى الجنازات كانت أكثر إفشاء للمعلومات، حيث كانت أحيانًا تُخرج القادة الكبار من الظل، ولو لفترة وجيزة.

وحرص الإسرائيليون على تدارك أخطائهم، من أجل اقتناص لحظة فارقة، وتتبعوا نصر الله في مخبأ بُني في أعماق مجمع سكني في جنوب بيروت، وأمطروه بما يعادل 80 قنبلة فتاكة، دمرت ما لا يقل عن 4 مبانٍ سكنية بهدف قتله. (سكاي نيوز عربية)

مقالات مشابهة

  • لم تقتصر على حزب الله.. لماذا توسع إسرائيل دائرة الاغتيالات في لبنان؟
  • آخر مفاجأة عن اختراق حزب الله.. هكذا تمّ كشف القادة!
  • 4 أسماء مرشحة لتولي منصب مدير الكرة في الأهلي.. موقف سيد عبد الحفيظ
  • عاجل| الرئيس السيسي: مصر فقدت 60% من إيرادات قناة السويس بسبب التوترات الجيوسياسية
  • لم يحلق شعره بسبب الاحتلال البريطاني.. حكاية جد سهير الباروني صديق «المختار»
  • عاجل| صهر «قاسم سليماني» في دائرة الضوء هاشم صفي الدين ومستقبل حزب الله بعد نصر الله (التفاصيل الكاملة)
  • الصناعة البحرية ترفع مستوى التهديد للسفن التي ترسو في الموانئ الإسرائيلية بسبب الحوثيين
  • خاص| اعتذار محمد شاهين عن المشاركة في "سيد الناس" بسبب "لام شمسية"
  • وزير الخارجية الإسرائيلي عن إغتيال نصرالله: أكثر الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل تبريراً
  • هآرتس: نتنياهو طلب تأجيل قرار اغتيال نصر الله حتى عودته من نيويورك لكنه وافق لاحقا بسبب “الفرصة العملياتية التي ظهرت”