إبراهيم عيسى: خطاب تنحي عبدالناصر الأكثر كذبًا وتزويرًا في التاريخ
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن خطاب تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقبب نكسة 5 يونيو 1967 أكثر خطاب في تاريخ مصر كذبًا وتزويرًا وتزييفًا، وبه أكاذيب عديدة، بيانات كذب والذي كان كذابًا هو جمال عبدالناصر، موضحا أن هذه الأمة التي خرجت من أجل الإصرار على بقاءه في الحكم وهو من نضج الشعب المصري وعظمته ووعيه الحضاري والتاريخ، بسبب أن البلاد كانت تمر بفترة صعبة وحالة من التفكك.
وأضاف إبراهيم عيسى، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أننا نجهل الكثير من الحقائق حول هزيمة 67 نتيجة سياسات التعتيم، وجريمة 67 جريمة كاملة والتعتيم عنها جريمة أخرى"، مشيرا إلى أن حلقات الاستاذ هيكل "تجربة حياة" وكتاب الانفجار ومذكرات أعضاء مجلس قيادة الثورة كشفت تفاصيل الهزيمة.
ونوه بأن خطاب التنحي عنوان كامل للمأساة، موضحًا ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طلب عدم إذاعة خطاب التنحي مرة أخرى، وتجاهل الأستاذ هيكل كل ما جاء في خطاب التنحي، وأضاف: "عبدالناصر زعيم خالد بما فعله من إيجابيات وسلبيات، موضحًا أن الشعب خرج في 10 يونيو يطالبون بعدم تنحي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أننا نكرر الأخطاء دائمًا وتكرار الخطأ يعني أننا نجرم بحق التاريخ، قائلا: "لم نتعلم من التاريخ لأننا لم نقرأه ولم ندرسه ولم نفكر فيه"، مشددًا على أنه لم يدرس أحد النظام العربي وأصبحنا نعتمد على الاسطوانات والكذب بشأن الأحداث والتاريخ.
وأضاف : "لم نغير منهج 67 حتى الآن ونكرر اخطاءه ولم نتعلم من نصر أكتوبر المجيد، وكأنه لم يحدث وعدنا لنفس أمراض نكسة 67"، مشددًا على أننا لسنا مجتمعات معنية بالتاريخ وتكرر الأخطاء دائمًا.
وأوضح إبراهيم عيسى، أن حرب 1967 أنتجت 9800 شهيدًا مصريًا من جنود وضباط مصر، لم نعرف هذا الرقم الصحيح للشهداء إلا في عام 1971، وهي أرقام مروعة، ولم يتم إعلان الحقائق ولم يتم دراستها بشكل كبير.
ويرى إبراهيم عيسى أن نكسة يونيو هي منتج مجتمع يعاني من غياب الديمقراطية ووجود قيود على الحرية والصحافة، قائلا إن المشير عبد الحكيم عامر نصح الرئيس جمال عبدالناصر بتغيير نظام الحكم وتوسيع هامش الحريات في خطاب استقالته من قيادة الجيش.
اقرأأيضًا.. إبراهيم عيسى: نكسة 67 كانت كارثة.. وخرجنا منها بفضل نوابغ العسكريين (فيديو)
وأوضح أن هزيمة يونيو مناسبة حتى نعرف السر، قائلا: "منتج يونيو 67 هو ليس هزيمة عسكرية فقط وهي منتج مجتمع وبهذه المناسبة لازم الشعب المصري يعرف، ومن المعروف أن الوثائق تنشر بعد 30 سنة واحنا بقالنا 55 سنة بعد النكسة ومن حقنا جميعا أن نعرف".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلامي إبراهيم عيسى الراحل جمال عبد الناصر أكاذيب هزيمة 67 هيكل إيجابيات وسلبيات جمال عبدالناصر إبراهیم عیسى
إقرأ أيضاً:
رحيل محمد بن عيسى.. الوزير العاشق للثقافة
سعد عبدالراضي (أبوظبي)
رحل عن عالمنا، أمس الأول، محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي الأسبق، عن عمر ناهز 88 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً دبلوماسياً وثقافياً استثنائياً. وهو مؤسس أحد أبرز المنتديات الثقافية المغربية «موسم أصيلة الثقافي» المستمر منذ أكثر من 40 عاماً. تلقى محمد بن عيسى تكريمات عدة خلال مسيرته، أبرزها «جائزة الشيخ زايد للكتاب» كأفضل شخصية ثقافية للدورة الثانية 2007 - 2008، وجائزة الأغاخان للعمارة الإسلامية عن إعادة تأهيل مدينة أصيلة عام 1988.
مسيرة دبلوماسية حافلة
بدأ محمد بن عيسى مشواره المهني في الصحافة والإعلام، ثم انتقل إلى العمل الدبلوماسي، حيث شغل منصب سفير المغرب لدى الولايات المتحدة بين عامي 1992 و1999، وكان له دور فعال في تعزيز العلاقات المغربية الأميركية. في عام 1999، عيّن وزيراً للشؤون الخارجية والتعاون، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2007، حيث قاد الدبلوماسية المغربية في مرحلة مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية..
أصيلة.. أيقونة ثقافية عالمية
بعيداً عن السياسة، كان لمحمد بن عيسى دور بارز في النهضة الثقافية المغربية، حيث كرّس جهوده لخدمة مدينته أصيلة، التي حولها إلى ملتقى عالمي للثقافة والفنون. أسس موسم أصيلة الثقافي الدولي، وهو مهرجان سنوي يجمع كبار المفكرين والأدباء والفنانين من مختلف دول العالم، ليصبح واحداً من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي. ولم يكن محمد بن عيسى مجرد رجل سياسة، بل كان رجل فكر وثقافة، جمع بين الدبلوماسية والفن، وبين السياسة والإبداع، فساهم في ترسيخ مكانة المغرب الثقافية دولياً.
بوفاته، فقد المغرب واحداً من أبرز رموزه السياسية والثقافية، لكن إرثه سيظل خالداً من خلال إسهاماته في مجال الدبلوماسية، ودوره في تعزيز الثقافة كقوة ناعمة لخدمة البلاد. وسيبقى محمد بن عيسى نموذجاً للمثقف الدبلوماسي، الذي آمن بأن السياسة والثقافة وجهان لعملة واحدة.
تكريم للثقافة العربية
جاء في بيان حصول بن عيسى على جائزة زايد للكتاب 2008 أنها تقدير لدوره الهام في تأسيس مهرجان أصيلة للفنون والثقافة والفكر، كمشروع ثقافي حضاري هام منذ عام 1978 وجعله ملتقى للمبدعين والمفكرين العرب والأفارقة والغربيين، ومنارة تتحول بها قرية عربية بسيطة إلى نموذج مبدع للقرية العالمية في العصر الحديث، ولإسهاماته في إنعاش الحياة الثقافية المغربية ووصلها الحميم بالثقافة العربية والإنسانية· وحين أبلغته «الاتحاد» باتصال هاتفي معه بفوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع شخصية العام الثقافية قال بن عيسى حينها: إنني أفاجأ الآن بفوزي بجائزة الشيخ زايد حيث تغمرني السعادة· إنها ليست جائزة لشخصي فحسب وإنما هي تكريم للثقافة العربية، ولكل من ساهم في عملية البحث عن الحقيقة والبناء الحضاري· ولذا فإن جائزة الشيخ زايد، ولأهمية من وضعت باسمه الجائزة، فهي مهمة في ثقافتنا العربية.
المثقف الكبير وعاشق أصيلة
قال معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: لسنوات عديدة كان صديقنا الوزير والدبلوماسي والمثقف المغربي الكبير محمد بن عيسى يدعوني لزيارة موسم مدينة أصيلة الثقافي والسنوي الشهير، ولأسباب عديدة لم أستطع تلبية دعوته، ويشاء القدر أن ألبي تلك الدعوة الكريمة في العام الماضي، فزرنا مدينة أصيلة تلبية لدعوته الكريمة، وتجولنا في أسواقها ومعالمها التاريخية، وصورنا جمالياتها التاريخية والطبيعية. والتقينا بصديقنا محمد بن عيسى في مكتبه في مدينته الحبيبة أصيلة، وبعد الترحيب الحميم حدثنا باستفاضة عن مدينة أصيلة وتاريخها، وعن مهرجان أصيلة، وكيف تطور من فكرة بسيطة لاستضافة المثقفين والفنانين العرب في أصيلة إلى أن أصبح من أهم المهرجانات الثقافية في العالم العربي وأفريقيا. وأمس نعت وسائل إعلام مغربية، رحيل صديقنا السياسي والمثقف الكبير محمد بن عيسى (88 عاماً)، وذلك بعد حياة مهنية وسياسية ودبلوماسية وثقافية حافلة امتدت على مدى عقود طويلة بدأها بالعمل في مجال الصحافة قبل أن يدخل غمار الدبلوماسية والعمل الثقافي.