الإعلام الصهيوني يحتفي بالإنجاز السعودي بشأن تغيير صورة اليهود في المناهج الدراسية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تبذل السعودية جهوداً كبيرة من أجل أن تقتنع إسرائيل بالتطبيع معها، ليس على المستوى السياسي وحسب، بل على مستويات أخرى تتعلق بتغيير ثقافة المجتمع بما يجعلهم يتقبلون التطبيع مع العدو التاريخي للعرب والمسلمين، ويتكيفون مع ثقافة القبول به، وتحديداً دأبت السلطات السعودية على تغيير المناهج الدراسية وحذف كل ما كان مقرراً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تكشف سلوكيات اليهود وأخلاقهم ومعصيتهم الأزلية لله وإضمارهم السوء لكل بني البشر، وبالمقابل وضعت بدلاً عنها دروساً تقدم اليهود على أنهم أسوياء ودعاة سلام لا ينبغي معاداتهم.
هذه الجهود التي تبذلها السعودية نالت إعجاب اليهود واحتفى الإعلام الإسرائيلي بأحدث الدراسات التي تصدرها مؤسسات تعنى بمتابعة ما تبذله السعودية على صعيد تهيئة المجتمع لتقبل التطبيع، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريراً عن دراسة حديثة أعدتها إحدى المنظمات المهتمة بهذا الأمر، والتي وجدت أن الكتب المدرسية السعودية تحرز تقدماً متزايداً في تصوير المملكة لإسرائيل والصهيونية، استمراراً للاتجاه الإيجابي الذي ظهر في الإجراءات السعودية خلال السنوات الأخيرة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن منظمة IMPACT-se غير الربحية، والتي تراقب المناهج التعليمية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نشرت الأسبوع الماضي دراسة وجدت أن الكتب المدرسية للعام الدراسي 2023-2024 لم تعد تُعَلِّم أن الصهيونية حركة أوروبية “عنصرية”، ولم تعد تنكر الوجود اليهودي التاريخي في المنطقة.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن نمرود غورين، الذي يرأس منظمة ميتفيم– المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية- قوله إنها “خطوة صغيرة تظهر تغييراً في الخطاب تجاه إسرائيل، وتظهر المزيد من التسامح والانفتاح”.
وأشارت الدراسة إلى أنه تم حذف تسميات إسرائيل باعتبارها “دولة معادية”، لكنها استدركت أنه لا يزال في المناهج السعودية إشارات إلى “الاحتلال الإسرائيلي”، ولا يزال المنهج الدراسي يكرس الالتزام بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى أنه لا يزال اسم “إسرائيل” لا يظهر على الخرائط، ولكن اسم “فلسطين”، الذي كان يغطي في السابق كامل الأراضي الإسرائيلية، قد أزيل الآن.
وذكر جورين، أن السعوديين “إذا كانوا يتجهون نحو التطبيع، فإنهم يفعلون كل ذلك بما يتماشى مع نموذج الإمارات والبحرين”، في إشارة إلى تطبيع المملكتين الخليجيتين علاقاتهما مع إسرائيل تحت ما يسمى بالاتفاقيات الإبراهيمة في عام 2020م.
وأوضحت أن العلاقات مع الإمارات والبحرين تُرجمت إلى تعاون ثقافي واتصالات بين الشعبين، وهو ما يسمى بـ “السلام الدافئ”، على النقيض من “السلام البارد” السائد مع الأردن ومصر، حيث لا يزال الرأي العام فيهما معادياً لإسرائيل بشكل كبير.
جورين أكد أن الانفتاح التدريجي للسعودية بدأ منذ حوالي عقد من الزمن. وقال: “إن العملية تشبه ما كانت تفعله الإمارات والبحرين في العقد الذي سبق الاتفاقيات الإبراهيم ية، وهي خطوة تدريجية بطيئة للغاية تعكس التسامح وتطبيع المشاركة، مما يجعلها أكثر روتينية من حيث التصور العام”، موضحاً أن الإمارات لعبت كثيراً على ورقة التسامح الديني، من خلال بناء بيت العائلة الإبراهيمية، وهو المبنى الذي يضم مسجداً وكنيسة ومعبداً يهودياً في العاصمة الإماراتية أبو ظبي والذي تم افتتاحه عام 2023، ووصف جورين هذه الخطوة بأنها “كانت تلك نقطة دخول سهلة لإظهار تصور أفضل للإسرائيليين واليهود”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تعزيز التسامح الديني هو المسار الذي يتبعه حكام السعودية لإعداد الرأي العام لفصل جديد محتمل في العلاقات مع إسرائيل.
وأكدت “تايمز أوف إسرائيل” في تقريرها أن الدراسة الحديثة التي أجريت على الكتب المدرسية السعودية وجدت أن معاداة السامية قد تم استئصالها عملياً من المناهج الدراسية في المملكة. وأشار التقرير إلى أن الطلاب السعوديين كانوا يتلقون في الكتب المدرسية الكراهية والتحريض على اليهود، موضحاً أن مما تمت إزالته من ذلك هو “وصف اليهود بأنهم خونة، والآيات القرآنية التي تُعَلِّم أن اليهود تحولوا إلى قردة”.
كما أشار التقرير إلى أن “المحتوى الإشكالي الذي يروج للجهاد العنيف والاستشهاد قد تمت إزالته أيضاً في السنوات الأخيرة من المناهج السعودية، ويتم بدلاً عن ذلك الترويج لما وصفه بـ(التفسير اللاعنفي للجهاد)، باعتباره كفاحاً فردياً من أجل تحسين الشخصية بدلاً من الكفاح المسلح ضد غير المسلمين”.
إبراهيم القانص
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکتب المدرسیة لا یزال إلى أن
إقرأ أيضاً:
من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟
سلّط عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، الضّوء، خلال الساعات القليلة الماضية، على المرأة الوحيدة التي انضمّت للوفد السوري الرسمي خلال زيارته للسعودية؛ بين من يستفسر: من تكون وما مسيرتها المهنية والشخصية، وبين من أشاد بحضورها.
وقالت رزان للوفد السعودي الذي استقبلهم: "لقد شهد السوريون خلال السنوات الماضية حياتهم تدمّر، بينما وقف المجتمع الدولي متفرجًا، لكنهم ما زالوا متمسكين بالأمل في تحقيق العدالة مع القيادة الجديدة والرئيس أحمد الشرع".
مستشارة أحمد الشرع:
الشابة التي ظهرت ضمن الوفد المرافق للرئيس السوري خلال زيارته إلى السعودية هي الناشطة السورية رزان بنت وليد سفور،وتحمل الجنسية البريطانية،وحاصلة على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والإفريقيةSOASبجامعة لندن وتُعرف بنشاطها في القضايا السورية pic.twitter.com/V4z4f8c85z — إي٘ثٖآ٘ݛ ﭑݪٖݛڪۭۘا٘ۈيٰ٘☪︎ (@daghth_m45690) February 3, 2025
من تكون؟
خلال الزيارة الرسمية الأولى خارج البلاد، للرئيس السوري، أحمد الشرع، لفتت الناشطة البريطانية من أصول سورية، رزان سفور، الأنظار، حيث كانت ضمن الوفد الرئاسي السوري، الذي التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالسعودية.
سفور، هي ناشطة سورية في العشرينات من عمرها، من مواليد مدينة حمص، تحمل الجنسية البريطانية، وحصلت على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) بجامعة لندن.
رافق السيد الرئيس #أحمد_الشرع_في_المملكة كل من :
معالي : أسعد الشيباني .. وزير الخارجية والمغتربين
سعادة : حازم الشرع .. مستشار في الرئاسة
سعادة : عبدالرحمن سلامة .. مدير المكتب الخاص
سعادة : محسن مهباش .. معاون وزير الخارجية
سعادة : ياسر الجندي .. مستشار في الخارجية
سعادة :… pic.twitter.com/OeATxNVYVC — Abduljalil Alsaeid عبدالجليل السعيد (@AAbdulsaeid) February 3, 2025
تُعرف رزان سفور، بنشاطها في القضايا السورية، وهي أحد المشاركين في برنامج: "إعداد القادة السوريين في الشتات" ممّن يعرّفون بتاريخ سوريا ودور الحرب في تمزيق سوريا.
كذلك، إضافة إلى نشاطها الأكاديمي والحقوقي، كتبت رزان في عدد من وسائل الإعلام الموجّهة نحو القضايا السياسية والفكرية للمنطقة. بينهم: صحيفة "ميدل إيست آي"، وموقع "العربي الجديد".
سفور: "هل فشل الربيع العربي فعلاً؟"
بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير 2016، عُرف لرزان، مقالا، نُشرعلى موقع "العربي الجديد"، بعنوان: "هل فشل الربيع العربي فعلاً؟"، قدّمت فيه رأيا وصف بكونه "مغايرا" بخصوص تقييم الثورات التي حدثت بالمنطقة العربية.
واعتبرت رزان، عبر المقال نفسه، أن "تصنيف هذه الثورات على أنها "ناجحة" أو "فاشلة" هو تقييم مختزل ولا يتناول الأبعاد العميقة التي تجسدت في التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها شعوب المنطقة".
إلى ذلك، أكدت أن "الربيع العربي كان بمثابة ثورة في الوعي، وليست مجرد تحركات عابرة في التاريخ". فيما أبرزت أنه: "رغم أن العديد من الثورات لم تحقق أهدافها بشكل فوري، فإنها أحدثت تغييرات غير ملموسة على المستوى السياسي والثقافي في معظم الدول العربية".
وبخصوص السلطة في مصر قالت: "واحدة من أهم نتائج الربيع العربي كانت تحول الهياكل السياسية إلى هياكل أكثر ديمقراطية وأفقية، وعلى سبيل المثال، أصبح هناك إبداع شبابي واضح في النشاط الثوري مثل -ألتراس نهضاوي- في مصر، الذي يعمل بشكل لا مركزي، ويملك قدرة على تعبئة الجماهير بسرعة في مواجهة النظام المصري".
وتابعت: "مثل هذه الهياكل، التي لم تكن لتظهر لولا الربيع العربي، هي أمثلة على انتقال الشعوب العربية من الانصياع إلى النظام الاستبدادي إلى التفكير الجماعي الديمقراطي"، مؤكدة أنّ: "الربيع العربي لم يكن مجرد لحظة عابرة بل هو عملية مستمرة من التغيير، وتحول مستمر في وعي الشعوب العربية".
ختمت بالقول: "حتى وإن كانت الأنظمة الاستبدادية قد نجحت مؤقتًا في مقاومة هذه التحولات، فإن الفكرة الثورية التي انطلقت في 2011 لا تزال حية في أذهان الناس، ولن تعود إلى الوراء".