لجريدة عمان:
2024-09-19@15:41:12 GMT

فخ العمل البائس الذي نسميه مهنية

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

تذهب المقولة التي تُنسب إلى ستيڤ جوبز كالآتي «الوسيلة الوحيدة لإنتاج عمل عظيم، هي بأن تحب ما تفعل»، وهي واحدة من مئات المقولات التي تُشجعنا على أن نضع قلوبنا في أعمالنا، إذ «ليس على العمل أن يُشعرك بأنك تعمل»، بل ويتم توصيتنا بأن لا نرضى بالاستمرار في عمل لا نحبه، نُوصى أيضا بأن لا نجعل المال بل الشغف هدفا لنا، وممن تخرج هذه التوصيات الذهبية؟ إنها غالبا ما تأتي من مليونير مولود بملعقة فضة في فمه.

النظام ذاته، الذي يُشجعنا على أن نحب ونعمل بشغف لا يُرحب بالعواطف إلا عندما تصب في مصلحة الإنتاجية. ولا يسمح بالتعبير عن أي شعور يُعد «سلبيا».

أفضل المديرين الذين حظيت بهم في حياتي هم أولئك الذين احترموا كل ما يُوضع عادة في خانة انعدام المهنية، وعرفوا أن «إدارة البشر» تعني الانتباه إلى تعقيدهم، عواطفهم، اختلافهم، وقيمهم الخاصة. من تسامحوا وتفهموا القصور، المزاج، الانفعال. بالمثل، فأكثر زملائي إبداعا هم أولئك الذين ينفعلون، الحديين، والذين لا يسمحون لنظام العمل أن يمحو شخصياتهم، يتكلمون بأصوات عالية، ويعبرون عن خيبتهم وتوجسهم دون مواربة. هذا لا يعني أنهم يترقون في السلم المهني، فالترقي بحاجة لأن يُجيد المرء اللعبة. وإجادة اللعبة لا تحمل دائما معنى سلبيا، فهي تشمل مهارات مثل القدرة على التفاوض، التواصل، الإقناع. مهارات إما أن تكون معك أو لا تكون، قد ينجح التدريب في جعلك أفضل بدرجة، بعدة درجات، لكنك على الأغلب لن تنجح في أن تحوزها كمن ولد بها.

لا أود بهذا ترسيخ أسطورة العبقري المجنون، ولا الذكي المظلوم. إنما أقول إن هذا الإنسان (مجموعة الإنسان) لابد أن يُعامل باعتباره إنسانا.

الفصل بين العواطف والعمل -في النهاية- ليس ضمن المشاكل الأولى. فنحن أمام مشاكل أهم من قبيل انخفاض الدافع، عدم المبادرة، انخفاض الدعم والشراكة بين أفراد الفريق. أمور تسعى المؤسسات والشركات إلى حلها -دون كثير من الجدوى- عبر الاستثمار في أنشطة من قبيل قضاء يوم خارج المكتب، أو فعاليات بناء الفريق.

مشاكل يُمكن حلها -في الواقع- إذا ما كان الموظف راضيا عن بيئة العمل. العمل الذي يُمكن أن يحقق إذا ما كان رفاه الموظف أولوية لدى صاحب العمل.

كوني عشت في ألمانيا لفترة، كثيرا ما يُوّجه لي ما يُقصد به الثناء، لكني لا أقرأه كذلك، إذ يُشار إلى أنني ومن خلال احتكاكي بالألمان، اكتسبت «احترافيتهم»، وقدرتهم على العمل كماكينات. اعتراضي على هذا الكلام ينطلق من عدة أمور؛ أولا، يحترم نظام العمل الألماني مثله مثل النظام الصحي الأمراض النفسية. يُمكن أن يصف لك الطبيب إجازة مرضية إذا ما كنت تعاني من نوبة اكتئاب، هذا بالطبع مشروط بالمكان الذي تعمل فيه، وهذا لا يعني أنني أضع الأمزجة اليومية في كفة القلق والاكتئاب، إنه يعني فقط أن ثمة مساحة لاستيعاب «المشاعر السلبية» لا توجد لدينا في عُمان مثلا. ثانيا، فيما يتعلق بالاستغلال، فألمانيا نسخة مخففة من الخليج. أي أنها دولة تعتمد على المهاجرين، والوجه الإيجابي المتفهم لا ينطبق على الجميع. وغالبا ما يكون الموظفون الذين يتلقون أدنى الأجور، محرومين من مثل هذه الامتيازات، على العكس، يسعى هؤلاء جاهدين لأن يتقدموا في مسيرتهم المهنية للحد الذي يسمح لصاحب العمل أن يفرض عليهم ساعات عمل إضافية، أو يوكل إليهم مهاما خارج نطاق عملهم.

ختاما أود أن أقول أن الإخلاص في العمل، احترام الزملاء، تقديم الدعم متى ما أمكن هي قيم أساسية نتفق على أهميتها، أما افتراض أن المهنية تعني المعاملة الروبوتية، عدم التفهم، والجلافة فهذا ما يجب ألا يُقبل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

العلاج الجيني يمنح رؤية أوضح للمرضى الذين فقدوا جزءا من بصرهم

منح العلاج الجيني رؤية أفضل 100 مرة للأشخاص المصابين بحالة وراثية نادرة تسبب لهم فقدان جزء كبير من بصرهم في وقت مبكر من الطفولة. بل إن بعض المرضى شهدوا تحسنا في بصرهم بمقدار 10 آلاف ضعف بعد تلقيهم الجرعة الأعلى من علاج الطفرة الجينية المسببة لهذا المرض.

شارك باحثون من كلية طب بيرلمان بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية في قيادة التجربة التي أجريت على البشر والتي نُشرت نتائجها في مجلة "اللانسيت" في 7 سبتمبر/أيلول الحالي.

وقال مؤلف الدراسة، الدكتور آرثر سيديشايان، الأستاذ الباحث في طب العيون والمدير المشارك في مركز أمراض الشبكية الوراثية: "إن هذا التحسن بمقدار 10 آلاف ضعف يشبه قدرة المريض على رؤية محيطه في ليلة مقمرة في الهواء الطلق، بدلا من احتياجه إلى إضاءة داخلية ساطعة كتلك التي كان يحتاجها قبل العلاج". وأضاف: "أحد المرضى قال إنه وللمرة الأولى تمكن من التنقل في منتصف الليل في الهواء الطلق باستخدام ضوء نار المخيم فقط".

شارك 15 شخصا في التجربة، بينهم ثلاثة مرضى من الأطفال. كان لدى كل مريض طفرة في الجين (جي يو سي واي2 دي "GUCY2D") الأمر الذي أدى إلى حالة تسمى "العمى الخلقي لليبر" ولبير هو العالم الذي وصف هذه الحالة لأول مرة. تؤدي هذه الحالة -والتي تؤثر على أقل من 100 ألف شخص حول العالم- إلى فقدان كبير في البصر منذ الطفولة المبكرة.

العمى الخلقي لليبر

وفقا لموقع الجمعية الأمريكية لأخصائي شبكية العين فإن العمى الخلقي لليبر يشير إلى مجموعة من الأمراض التي تسبب فقدانا شديدا في الرؤية في مرحلة الطفولة المبكرة. يحدث فقدان الرؤية نتيجة لخلل في وظيفة الشبكية، وهي الطبقة الموجودة في الجزء الخلفي من العين التي تلتقط الصور، تماما مثل الفيلم في الكاميرا. في حالة العمى الخلقي لليبر لا تعمل الخلايا المستشعرة للضوء في الشبكية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التقاط الصور.

يتم توريث العمى الخلقي لليبر من خلال الجينات. هناك على الأقل 19 طفرة جينية مختلفة يمكن أن تُنقل وتسبب العمى الخلقي لليبر. الجينات المتأثرة هي التي تُعطي تعليمات للجسم لصنع البروتينات الضرورية للرؤية.

الدراسة ونتائجها

كان جميع المشاركين يعانون من فقدان شديد في الرؤية، حيث كانت أفضل قياساتهم للرؤية مساوية أو أسوأ من 20/80، مما يعني أنه إذا كان بإمكان شخص طبيعي البصر رؤية جسم بوضوح على بعد 80 قدما (24 متر تقريبا)، فإن هؤلاء المرضى كان عليهم الاقتراب حتى 20 قدما (6 متر تقريبا) لرؤيته. وكانت النظارات توفر فائدة محدودة لهؤلاء المرضى لأنها تصحح تشوهات في القدرة البصرية للعين، ولكنها غير قادرة على معالجة الأسباب الطبية لفقدان البصر مثل الأمراض الجينية للشبكية مثل "العمى الخلقي لليبر".

اختبرت التجربة مستويات مختلفة من جرعات العلاج الجيني، المسمى (إيه تي إس إن-101 "ATSN-101")، والذي تم تطويره من كائن حي مجهري وتم حقنه جراحيا تحت الشبكية. في الجزء الأول من الدراسة، تلقت مجموعات من ثلاثة بالغين جرعات مختلفة: منخفضة، متوسطة، وعالية. تم تقييم سلامة المرضى بين كل مستوى من الجرعات قبل زيادتها للمجموعة التالية. أما المرحلة الثانية من الدراسة، فقد تضمنت فقط إعطاء الجرعات العالية لكل من مجموعة البالغين ومجموعة الأطفال، مرة أخرى بعد مراجعات السلامة للمجموعات السابقة.

تم ملاحظة التحسن سريعا، غالبا خلال الشهر الأول من تطبيق العلاج الذي استمر لمدة لا تقل عن 12 شهرا. من بين المرضى التسعة الذين تلقوا الجرعة القصوى، اثنان حققوا تحسنا بمقدار 10,000 ضعف في الرؤية.

وقال سيديشايان -وفقا لموقع ساينس دايلي-: "على الرغم من أننا تنبأنا سابقا بإمكانية تحسين كبير في الرؤية لدى مرضى "العمى الخلقي لليبر"، لم نكن نعلم مدى استجابة المستقبلات الضوئية لدى المرضى للعلاج بعد عقود من العمى". وأضاف: "إنه لأمر مُرضٍ للغاية رؤية تجربة أجريت في عدة أماكن ناجحة وتظهر أن العلاج الجيني يمكن أن يكون فعالا بشكل كبير".

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة اللبناني: عدد الجرحى الذين وصلوا للمستشفيات في هجمات 17 سبتمبر هو 2323
  • من الأشخاص والجهات الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟
  • بعد حادثة لبنان.. من الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟
  • “العمل الإسلامي” : تشكيلة الحكومة جاءت مخيبة للآمال وتكرس ذات النهج السابق الذي أوصل الوطن لما يمر به من أزمات
  • من هم أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • آخرها تفجيرات البيجر.. من أبرز قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • من هم المزورون الذين يتم الإعلان عن اعتقالهم بشكل شبه يومي في العراق؟
  • من هم المزورون الذين يتم الإعلان عن اعتقالهم بشكل شبه يومي في العراق؟ - عاجل
  • العلاج الجيني يمنح رؤية أوضح للمرضى الذين فقدوا جزءا من بصرهم
  • السياحة: العثور على الغواصين الذين جرفهم التيار بمرسى علم