أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، الأربعاء، عن اختتام رئيسها غابرييل مونويرا فينيالس، وسفراء كل من فرنسا كاثرين كورم-كمون، هولندا جانيت سيبن، وألمانيا هيوبرت ياغر، زيارة رسمية مشتركة إلى العاصمة عدن، هي الثانية من نوعها منذ مطلع العام 2024.

تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع احتدام المعركة المصرفية التي تخوضها الحكومة الشرعية مع مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، ضمن الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجها مجلس القيادة الرئاسي منذ العام الماضي وبشكل مستمر حتى اليوم.

التقى السفراء الأوروبيون هذه المرة عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، الثلاثاء، وكانت الإصلاحات المصرفية والمالية على رأس القضايا التي تمت مناقشتها في اللقاء، بحسب وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"-النسخة الشرعية، والموقع الرسمي لبعثة الاتحاد الأوروبي على الانترنت. وأكد السفراء على دعم الاتحاد ودوله الأعضاء لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، كما حثوا على تضافر الجهود لمعالجة التحديات الاقتصادية وتحسين تقديم الخدمات في ظل الظروف بالغة الصعوبة التي تعيشها البلاد.

وبحسب وكالة "سبأ"، فقد استعرض اللقاء تداعيات الأزمة الاقتصادية جراء استمرار توقف صادرات النفط والغاز بسبب التهديد الحوثي بقصف منشآت التصدير، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها المواطنون في العاصمة عدن والمحافظات الأخرى بسبب نقص إمدادات الكهرباء والمياه، وتأخر صرف المرتبات. وطالب الزُبيدي الأصدقاء في دول الاتحاد الأوروبي والدول المانحة، تعزيز دعمهم الإنساني المُقدم لليمن لانتشال الوضع الاقتصادي ووقف انهيار العملة المحلية، ومساعدة الحكومة على تحمّل مسؤولياتها تجاه المواطنين.

وناقش السفراء مع الزبيدي الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها قيادة البنك المركزي لوقف العبث الحوثي بالاقتصاد، وفي هذا الشأن جدد اللواء الزُبيدي التأكيد على مساندة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتلك الإجراءات، باعتبارها الطريق الأمثل لإخضاع المليشيات الحوثية والقضاء على مصادر تمويل إرهابها. 

ولم يخل اللقاء من نقاش عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، حيث دعا السفراء إلى "مواصلة الانخراط البنّاء في جهود السلام التي تقدم أفضل السبل نحو مستقبل أفضل لليمن". وبالمقابل أوضح الزبيدي للسفراء تقدير مجلس القيادة الرئاسي والحكومة للموقف السياسي الراهن في ظل استمرار تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وباب المندب، وعملية التحشيد واعتداءاتها المستمرة على القوات الحكومية في جبهات الضالع، وكرش، وشبوة، ومأرب وتعز. وجدد عضو مجلس القيادة تأكيده أن وقف التصعيد الحوثي وكبح جماح مليشياته شرط أساسي لأي عملية سياسية، منوها في السياق إلى أن فرص السلام تضاءلت في ظل تعنت هذه المليشيات، وإصرارها على مواصلة إرهابها الذي يستهدف الشعب اليمني وأمنه الغذائي بدرجة رئيسية.

كما التقى السفراء الأوروبيون في هذه الزيارة كلا من وزير التخطيط والتعاون الدولي واعد باذيب، وزير المالية سالم بن بريك، وزير الكهرباء مانع بن يمين، ومحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي. وفي سياق المسار الدبلوماسي لخفض التصعيد، التقوا رئاسة هيئة التشاور والمصالحة.

في جميع هذه اللقاءات، كانت المعركة الاقتصادية والمصرفية على رأس القضايا التي تمت مناقشتها من قبل السفراء الأوروبيين والمسؤولين اليمنيين. وقالت وكالة "سبأ" إن لقاء السفراء بوزير المالية سالم بن بريك، تطرق إلى مستجدات الأوضاع الاقتصادية والمالية والآثار السلبية المترتبة على تصعيد مليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية المدعومة من إيران، لحربها الاقتصادية واستهدافها للمنشآت النفطية، وتوقف تصدير النفط الخام الذي يشكل ما نسبته نحو 65 إلى 70 في المائة من إجمالي الموازنة العامة للدولة، منذ نحو عام ونصف، إضافة إلى تصعيد المليشيا الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، وما سببه ذلك من تفاقم لمعاناة المواطنين والأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وتعميق المعاناة الإنسانية.

كما تطرق اللقاء إلى الجهود الحكومية للتعامل مع الأوضاع الصعبة الراهنة بسبب استمرار حرب مليشيا الحوثي التي دخلت عامها العاشر، وتكريسها للانقسام المالي في البلاد واستغلالها للموارد المالية بمناطق سيطرتها لدعم ما يُسمى "المجهود الحربي"، وكذا تنفيذ الحكومة الإصلاحات الشاملة في الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية، بدعم إقليمي ودولي.

أمام الموقف الرئاسي والحكومي الذي لمسه السفراء الأوروبيون في هذه الزيارة، إضافة إلى ما يعرفونه من معلومات عن الوضع الراهن في اليمن وتعنّت المليشيا الحوثية وتصعيدها العسكري والاقتصادي، لم يجد سفراء الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أي مبرر للتحفظ عن إبداء دعمهم لخطوات وإجراءات الحكومة والبنك المركزي لإصلاح الاقتصاد الوطني والقطاع المصرفي وحمايتهما من العبث الحوثي، وبذلك يرتفع المزيد من الغطاء الدولي الذي كانت المليشيا الحوثية تطالب به المجتمع الدولي والإقليمي تحت مبرر الوضع الإنساني. ومع استمرار الجانب الحكومي في تنفيذ قرارات الإصلاح الاقتصادي والمالي بما يشمل عموم المحافظات اليمنية، ستجد مليشيا الحوثي نفسها مكشوفة تماما أمام الرأي العام الوطني والعربي والعالمي.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی الاتحاد الأوروبی ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

المشاط تبحث مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية نتائج حشد التمويلات الميسرة

بحثت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع  أوديل رينو باسو، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، محفظة التعاون الحالية والمستقبلية بين جمهورية مصر العربية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والمشاريع المشتركة، وتحديد المجالات الجديدة للتعاون في المستقبل بما يتماشى مع أولويات الحكومة المصرية، كما بحثتا جهود حشد التمويلات الميسرة واستثمارات القطاع الخاص لمشروعات الطاقة ببرنامج «نُوَفِّي»، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات قمة المناخ COP29، في«باكو» عاصمة أذربيجان.

وفي بداية اللقاء، أعربت الدكتورة رانيا المشاط، عن تقديرها للعلاقات الاستراتيجية المثمرة التي تربط مصر بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكدةً أن هذه العلاقة تعكس التقدم المستمر في التعاون بين الجانبين والنجاح في بناء شراكات قوية ومؤثرة، كما أن تولى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، مسئولية شريك التنمية الرئيس لمحور الطاقة ببرنامج «نُوَفِّي»، خلق تجربة استثنائية تمكنت من خلالها مصر بالتعاون مع البنك، من حشد الاستثمارات المناخية والتمويل الميسر، لمشروعات الطاقة المتجددة.

وأوضحت أنه حتى الآن، تمكنت الجهود المشتركة بين الوزارة والجهات الوطنية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، من توقيع اتفاقات مشروعات طاقة متجددة مع القطاع الخاص بقدرة 4.7 جيجاوات وحشد تمويلات ميسرة للقطاع الخاص من البنك الأوروبي وغيره من بنوك التنمية والشركاء الدوليين بقيمة تزيد عن 2.5 مليار دولار، مؤكدة أن الجهود مع البنك مُستمرة من أجل تنفيذ القدرات المستهدفة بالبرنامج والتي تقدر بنحو 10 جيجاوات، بالتزامن مع إيقاف تشغيل 12 محطة كهرباء تعمل بالطاقة الحرارية بقدرة 5 جيجاوات، وذلك من أجل تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتكاملة والمستدامة والوصول بنسبة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الطاقة بحلول 2030.

وشددت على أن ما تحقق من خلال برنامج «نُوَفِّي» خاصة في قطاع الطاقة دفع العديد من الحكومات للاستعانة بالخبرات المُشتركة بين الحكومة وشركاء التنمية لتكرار التجربة.

وأكدت «المشاط»، أن التعاون بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شهد تقدمًا ملموسًا خلال السنوات الخمس الماضية، فقد عمل الجانبان بشكل وثيق في مختلف المجالات، مما ساهم في تمهيد الطريق لتحقيق الأهداف التنموية التي تسعى مصر إلى تحقيقها وفقًا لرؤيتها الاستراتيجية، مؤكدة أهمية تنشيط التعاون مع البنك من أجل زيادة التمويل المبتكر للقطاع الخاص.

ولفتت «المشاط»، إلي أن دور بنوك التنمية متعددة الأطراف، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل ما أثبتته تلك البنوك من مرونة وقدرة على التأقلم لمواجهة التحديات الطارئة التي تمثلت في جائحة كورونا، موضحة أن ما يمر به عالمنا اليوم يتطلب تعزيز هذا الدور وتحقيق التكامل بين مختلف الأطراف من أجل دعم قدرة الدول لاسيما النامية والناشئة على المضي قدمًا نحو تنفيذ رؤيتها التنموية، خاصة وأن البنك يعمل على توسيع نطاق أعماله لضم المزيد من الدول.

وعبرت الدكتورة رانيا المشاط، عن تطلعها في العمل بشكل أكثر تعاونًا مع البنك مع التركيز على تطوير رأس المال البشري، بما يشمل قطاعات الصحة والتعليم، وتعزيز التنمية الزراعية من خلال مبادرات مثل “حياة كريمة”، وتطوير القطاع الصناعي، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص بما يساهم في خلق فرص عمل مستدامة وتحقيق نمو اقتصادي شامل.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقة بين جمهورية مصر العربية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تعود إلى عام 1991 حيث تعد مصر عضواً مؤسساً، اتخذ البنك قرارًا بأن مصر دولة عمليات محتملة عام 2012، قبل أن تتحول مصر في عام 2015 إلى دولة عمليات كاملة ، ويعمل التعاون المشترك مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على تسريع وتيرة تحقيق رؤية التنمية الوطنية التي تتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.

وتعتبر مصر أحد الأعضاء المؤسسين للبنك الأوروبي،  وأصبحت دولة عمليات كاملة في عام 2012، حيث ساعد ذلك في دعم جهود التنمية في مصر من خلال استثمار أكثر من 12 مليار يورو موجهة إلى كل من القطاعين الحكومي والخاص، عبر 178 مشروعًا وعملية تمويلية، وأكثر من 80% من هذه الاستثمارات للقطاع الخاص، مما يعزز من دوره في دعم الاقتصاد الوطني وتحفيز النمو.

مقالات مشابهة

  • مجلس مفوضية الانتخابات يستقبل سفراء وممثلي عدة دول أوروبية
  • المشاط تبحث مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار نتائج حشد التمويلات الميسرة
  • البنك المركزي العراقي يبيع نحو 300 مليون دولار بمزاد اليوم
  • المشاط تبحث مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية نتائج حشد التمويلات الميسرة
  • البنك المركزي التركي يكشف موعد الإعلان عن سعر الفائدة الجديد
  • الاتحاد الأوروبي يمهل إيران “6 أشهر” لتحسين جودة صادرات الفستق
  • الاتحاد الأوروبي يشيد بانتخابات البلديات ويدعو لدعم العملية الديمقراطية في ليبيا
  • مبيعات البنك المركزي العراقي تتجاوز مليار دولار في خمسة أيام
  • العلاق: 90% من مشاريع السكن العراقية ممولة من البنك المركزي بـ13 تريليون دينار
  • اتهامات بتحويلات مالية غير قانونية إلى بنك الأهلي اليمني على حساب البنك المركزي