بعد الاعتقال والتنكيل.. عمال غزة يعانون سلب حقوقهم المادية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
رام الله- بموازاة حربه المدمرة ومجازر الإبادة في قطاع غزة يخوض الاحتلال الإسرائيلي حربا موازية على عمال القطاع الذين منحهم تصاريح عمل داخل الخط الأخضر في مجالات مختلفة وأوقف تلك التصاريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان آخر تلك الإجراءات وقف مخصصات عمال فلسطينيين تعرضوا لإصابات عمل وأصيبوا بعجز استوجب حصولهم على تلك المخصصات، وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأحد الماضي.
جاء ذلك بعد أيام من إجراء "لجنة العمل والرفاه" في الكنيست الإسرائيلي نقاشا لحرمان 23 من سكان غزة من مخصصات التأمين، والذين يتقاضون نحو 7.3 ملايين شيكل (نحو مليوني دولار) في كل عام، وما زالت تقوم بذلك حتى خلال الحرب.
ويطالب أعضاء الكنيست المبادرون إلى الجلسة بمعرفة سبب استمرار تحويل الأموال، وإعادة فحص هويات مستحقي تلك الأموال.
وقد وصفت شخصيات مختصة الإجراء الإسرائيلي بأنه "انتقامي" بحق أشخاص أصيبوا بإعاقة دائمة، وتطرقت إلى صنوف العذاب والملاحقة التي يتعرض لها عمال القطاع منذ نحو 7 أشهر.
عقوبة وانتقامالمستشار القانوني لنقابة العمال العرب في الناصرة وهبة بدارنة قال للجزيرة نت إن ما يجري لعمال غزة هو "ضمن سلسلة العقوبات والانتقام الجماعية الإسرائيلية منذ شهور".
وأضاف بدارنة أن ما نشرته صحفية هآرتس يشير إلى قرار بقطع مخصصات هي حق لأصحابها الفلسطينيين في غزة.
وفي توضيحه لحيثيات تلك المخصصات بيّن بدارنة أن كل عامل فلسطيني من الضفة أو غزة حاصل على تصريح عمل من منسق الحكومة الإسرائيلية ومسجل بوزارة الداخلية يعتبر عاملا أجنبيا، ومن حيث الحقوق له نفس حقوق العمال الإسرائيليين.
وبالتالي، عندما يتعرض العامل الفلسطيني لإصابة عمل فمن حقه -وفق القانون- الحصول على كل النفقات والتغطيات الطبية عن طريق "صندوق المرضى"، ثم يتولى "التأمين الوطني" الإسرائيلي معالجة قضايا المصابين، يضيف بدارنة.
وعلى سبيل المثال، فإن القانون ينص على إجازة مدتها 90 يوما مدفوعة الأجر من قبل التأمين الوطني لمصابي العمل، بعدها يحق لمن لديه نسبة عجز تصل 50% فما فوق الحصول على معاش شهري، بغض النظر عن مكان السكن سواء داخل إسرائيل أو الضفة أو غزة، والكلام لبدارنة.
لكن الجديد -حسب بدارنة- هو التوجه إلى وقف تلك المخصصات "ضمن سياسة مبرمجة للانتقام من العمال الفلسطينيين استكمالا لخطوات سابقة من ملاحقة واعتقال وفتح لمراكز الاحتجاز الخاصة بالعمال وتعذيبهم واستشهادهم في السجون، إضافة إلى معاقبة المشغلين الذين يشغلون عمالا فلسطينيين".
وتعتزم نقابة العمال العرب في إسرائيل التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بإلغاء هذا القرار لأنه "لا مبرر من الناحية القانونية لقطع المخصصات إذا اعترف التأمين الوطني بوجود الإصابة".
ويرى بدارنة أن فرصة نجاح القضية في المحكمة العليا "كبيرة جدا، خاصة أننا نتحدث عن أشخاص معاقين يحق لهم الحصول على مخصصات الإعاقة ومخصصات إصابات العمل".
وناشد المستشار القانوني للنقابة عبر الجزيرة نت أي عامل لديه إصابة -سواء من الضفة أو غزة ولم يحصل على مخصصاته- أن يتوجه إليهم لتتابع قضيته "لأننا كنقابة لا نستطيع المتابعة دون التوجه لنا".
من جهته، يقول عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عبد الهادي أبو طه إن سلطات الاحتلال تحتجز مليارات الشواكل (الدولار يساوي 3.7 شواكل) منذ عقود وترفض إعطاءها لأصحابها أو للسلطة الفلسطينية.
وكشف أبو طه أن السلطات الإسرائيلية تقتطع مبالغ كبيرة من مستحقات عمال الضفة وغزة تحت مسميات مختلفة -بينها خصومات التأمين- ضمن نظام يسري أيضا على العمال من داخل الخط الأخضر، وأن تلك الخصومات تذهب على شكل راتب تقاعدي لمن هم داخل الخط الأخضر، لكنها تحتجز بالنسبة لفلسطينيي الضفة وغزة.
وطالب الجانب الفلسطيني على الدوام بهذه المستحقات التي بدأ اقتطاعها منذ عام 1972 وفق أبو طه الذي أوضح أن الاحتلال اعترف بعد اتفاق أوسلو واتفاق باريس الاقتصادي بتلك الحقوق لكن لفترة ما بعد قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، ولدى مطالبة السلطة بها اشترطت إسرائيل وجود مؤسسة للضمان الاجتماعي، وعندما بدأت الحكومة الفلسطينية تشكليها أفشلتها دولة الاحتلال.
وأشار المتحدث إلى وجود تحركات فلسطينية على مستوى منظمة العمل الدولية "لوقف التمييز ضد العمال وصرف مستحقاتهم".
وبعد منع فلسطينيي الضفة من العمل في إسرائيل تشير تقديرات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين إلى وجود نحو 500 ألف عاطل عن العمل بالضفة وغزة خسائرهم الشهرية تصل إلى مليار و350 مليون شيكل.
سجون وتعذيب
وبالتوازي مع الملاحقات المالية يتعرض عمال غزة للتعذيب والتجويع وفق مدير نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري الذي أكد في حديثه مع الجزيرة نت أن موضوع أسرى قطاع غزة -وبينهم العمال- "من أكبر التحديات التي تواجه مؤسسات الأسرى بشكل عام لأن الاحتلال ما زال ينفذ سياسة الإخفاء القسري والمصير المجهول وعدم الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بهم".
وتحدث مدير نادي الأسير عن "شهادات مروعة تخرج من المعسكرات تؤكد أن المعتقلين يتعرضون لأساليب تعذيب قاتلة ومميتة"، وانتقد دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر "التي لا تقوم بأي دور حاليا وعلى مدار الأشهر الثمانية الماضية".
وتفيد معطيات -حصلت عليها الجزيرة نت من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين- بأن نحو 19 ألفا و200 عامل غزي كانت لديهم تصاريح عمل في إسرائيل تم إلغاؤها مع بدء العدوان.
ولا تُمنح تصاريح العمل للفلسطينيين إلا بعد فحص أمني مشدد تجريه سلطات الاحتلال لضمان ما تسمى "السلامة الأمنية"، وأساسه ألا يكون العامل منتميا لأي حزب أو حركة مقاومة فلسطينية أو بيت فيه مقاوم فلسطيني.
وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شن الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف العمال ونقل معظمهم إلى الضفة الغربية.
???? بينهم عمال من غزّة.. مواجهات واشتباكات خلال حملة اعتقالات واسعة بالضفة
اقرأ المزيد: https://t.co/Uk1muQ0nHD pic.twitter.com/klOVLqV3t0
— فلسطين أون لايـن (@F24online) June 2, 2024
ورصد اتحاد العمال وجود نحو 10 آلاف عامل داخل إسرائيل وقت وقوع هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مستوطنات غلاف غزة، تم اعتقال نحو 4 آلاف منهم داخل أماكن عملهم، ثم أفرج عن نحو 3200 وأعيدوا إلى قطاع غزة، في حين تم تأمين احتياجات نحو 5800 منهم من قبل الاتحاد بعد إبعادهم إلى الضفة الغربية.
وعن مصير العمال المبعدين إلى الضفة، أشار اتحاد العمال إلى بقاء أغلبهم واعتقال نحو 80 أثناء عودة 1488 عاملا من الضفة إلى غزة، في حين رصدت منظمات حقوقية حملات مداهمة مستمرة لأماكن وجود الغزيين في الضفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عمال فلسطین قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الإتحاد الوطني لنقابات العمال: لرفع الحد الأدنى للاجور والتعويض على العمال المتضررين من العدوان
عقد المجلس العام للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان إجتماعاً لبحث خطة عمل الاتحاد خلال العام الحالي.
في بداية الاجتماع، دان المجلس، بحسب بيان، "الإعتداءات الصهيونية التي ادت الى سقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة الى عمليات التدمير والِتهجير الممنهج الذي ادى الى تدمير عشرات الاف المنازل واحراق الاراضي والمحاصيل الزراعية، هذا العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني وعلى كل لبنان، وما نتج عنه من تهجير آلآف من عائلات القُرى الحدودية التي سويت بالأرض، وكل هذه الجرائم المنفذة ومدعومة من الولايات المتحدة الأميركية ، وعدد من الدول الأوروبية وغيرها".
بعد ذلك، طرح رئيس الاتحاد الوطني النقابي كاسترو عبدالله برنامج العمل، فشدد على "كيفية مواجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والضرائبية التي وضعتها الحكومة في بيانها الوزاري"، مؤكدا "ضرورة إقرار الحقوق للعمال والطبقة العاملة، وبخاصة في تصحيح الأجور ورفع الحد الادنى الى ما يعادل مبلغ 1000 دولار وكذلك العمل على تعزيز التقديمات الاجتماعية لكل الذين هم خارج اي حماية اجتماعية، وتحديدا اليوم في ظل هذه الظروف ونتائج العدوان الصهيوني على بلدنا التي تسبب في ضرب وحرق كل مقومات العيش للطبقة العاملة والمزارعين ولكل العاملين في الاقتصاد غير المنظم".
وأعلن "التحضير للاحتفال ببعض المحطات المهمة، ومنها يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار، وعيد العمال العالمي في الاول من أيار، بالإضافة الى يوم السلامة المهنية ويوم العمال المهاجرين وتنفيذ عدد من دورات التدريب النقابي في الداخل والخارج".
ولفت الى "المُضي في العمل والنضال من أجل مواجهة السياسات التي تُفرض من الحكومة اللبنانية الحالية والتي هي امتداد لسياسات الحكومات المتعاقبة بتنفيذ السياسات وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين والدليل القاطع على عدم إقرارها لحقوق الإنسان وحقوق المواطنين في البيان الوزاري، وبخاصة لعدم محاسبة من سرق اموال الناس وما تبقى من خيرات في هذا البلد ، وصولا الى رغيف الخبز، في وقت يستمر فيه العدوان الصهيوني على قرى الجنوب وتتم فيه حماية الكارتلات وتتضاعف فيه الرسوم والضرائب غير المباشرة وتترك فيه الأملاك البحرية والنهرية والمشاعات وأملاك الدولة مُغتصبة ومنهوبة من المافيات، أتباع سلطة الطوائف والمذاهب، والكانتونات والمحميات".
ودان "هذه السياسات كونها تحرُم المواطنين، وبالتحديد العمال وذوي الدخل المحدود، حق العيش بكرامة"، مجددا الدعوة لهذه الحكومة العاجزة عن القيام بواجباتها ولا هم لها سوى إفقار المواطنين الى التعديل في سياساتها الاقتصادية"، وطالبها "بحماية حقوق العمال والطبقة العاملة من خلال اعادة الحقوق الى العمال، وبخاصة في التعويضات وفي الاجور التي فقدت قيمتها واعادة النظر في العديد من المراسيم والقوانين التي يجب تعديلها واقرار التشريعات الجديدة لتتماهى مع العمل اللائق والاتفاقيات الدولية".
وطالب "بدفع التعويضات الى العمال والمزارعين والمياومين والعاملين في الاقتصاد غير المنظم من خلال المساعدات الدولية".
ودعا الى "تعزيز التقديمات الصحية في كل الهيئات الضامنة، وبخاصة الضمان الاجتماعي، عبر رفع قيمة التقديمات للمضمونين كي تُتساوي مع واقع الحال، وفي هذا المجال يؤكد على المطلب الداعي الى أن تقوم الدولة بدفع مستحقاتها للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بما يؤمن استمراره في خدمة المضمونين".
وتوقف عند "موضوع الايجارات القديمة، فدعا إلى إصدار قانون عادل ينصف صغار المالكين والمستأجرين القُدامى".
كما دعا "الحكومة والمجلس النيابي الى التصديق على الاتفاقيات الدولية وخاصة الإتفاقية 87 حول حق التنظيم النقابيي وكذلك كل الاتفاقيات ذات الصلة وايضا الاتفاقية 189 و190 وغيرها".
وأقر المجلس "خطة العمل المقدمة من المكتب التنفيذي، كما جرت المُصادقة على تقارير اللجان المُختصة، ومنها لجنة العلاقات الخارجية، لجنة التنظيم، لجنة الضمان الاجتماعي ، لجنة المرأة العاملة، لجنة الشباب، لجنة الإدارة والمالية ولجنة التدريب النقابي.
وأعلن "الانتساب الى الاتحاد الدولي للنقابات وتم تكليف المكتب التفيذي لمتابعة هذا الموضوع ومن ثم، صدق الحاضرون على قطع الحساب للأعوام السابقة، وخاصة عام2024 ، وأقروا الموازنة الجديدة لعام 2025 وتم ابراء ذمة المكتب التنفيذي والتصديق على اعمال الاتحاد عن العام 2024".