الجزيرة:
2025-11-13@07:34:57 GMT

كيف يتعامل الوالدان مع كذب الأطفال؟

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

كيف يتعامل الوالدان مع كذب الأطفال؟

من الطبيعي أن يلجأ الأطفال للكذب بين الحين والآخر. لكن ماذا لو تكرر الكذب وأصبح عادة لدى الطفل؟ وكيف يتحقق الوالدان من الأسباب التي تدفع الصغار -المعروفين بعفويتهم وبراءتهم- للامتناع عن قول الحقيقة؟

يقول خبراء التربية إن لكذب الأطفال أسبابا عدة تختلف تبعا للمرحلة العمرية، فالطفل دون الرابعة قد يلجأ للكذب لعدم قدرته على وضع حدود فاصلة بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قبل اختيار شريك الحياة.. هل يتجاذب الأضداد فعلا؟ أم إننا نميل لمن يشبهنا؟قبل اختيار شريك الحياة.. هل يتجاذب ...list 2 of 2عجوز تركية وزوجة ابنها تحترفان تصليح الأجهزة الكهربائية في ورشة بقونياعجوز تركية وزوجة ابنها تحترفان تصليح ...end of list

أما الطفل ما دون السادسة، فقد يكذب بطريقة مغايرة كأن يقوم مثلا بوضع كل ألعابه تحت السرير عندما يُطلب منه ترتيب غرفته.

لكن بعد بلوغ سن التعليم الأساسي، قد يكذب الطفل بشكل مقصود ليخلق مساحة حرية وخصوصية لنفسه.

لا يستطيع الأطفال الأقل من عمر 6 سنوات التمييز بين الخيال والواقع بشكل واضح (بيكسلز) لماذا يكذب الأطفال؟

لمعالجة هذه المشكلة، ينبغي على الوالدين أن يأخذا عمر الطفل، وظروف وأسباب الكذب، ومدى تكرار هذا السلوك في الاعتبار.

فعلى سبيل المثال، لا يستطيع العديد من الأطفال الصغار، الأقل من عمر 6 سنوات، التمييز بشكل واضح بين الخيال والواقع، وقد تكون "كذباتهم" مجرد تعبير عن خيالهم.

ومع ذلك، فإن الطفل الذي لا يتجاوز عمره 4 سنوات قادر تماما على الكذب عمدا لتجنب الوقوع في مشكلة أو الحصول على شيء يريده، وفق تقرير نشره موقع "فري ويل فاميلي".

وأشار التقرير إلى بعض الأسباب الشائعة للكذب عند الأطفال في سن المدرسة، وهي:

الانخراط في اللعب الخيالي. الخوف من العقاب. التفاخر أمام الأصدقاء، أو زملاء الدراسة لتعزيز مكانته وإثارة إعجابهم. تجنب القيام بمهام لا يرغبون في القيام به، مثل تنظيف الألعاب أو ترتيب غرفهم. الرغبة في عدم إحباط الوالدين عندما تكون التوقعات عالية جدا. الشعور بعدم الرضا عن شيء ما في حياتهم. محاولة لفت الانتباه. الأطفال قد يلجؤون إلى الكذب إذا عاشوا في بيئة صارمة أو مليئة بالتهديد (بيكسلز) كيف تكتشف كذب طفلك؟

يكذب معظم الأطفال في وقت أو آخر، وأحيانا يكون من الصعب اكتشاف كذبهم، إلا أن موقع "بيرانتس إركال" استعرض بعض العلامات التي تشير إلى أن طفلك يكذب:

تجنب/تغيير موضوع المحادثة: إذا أظهر طفلك شعورا بالارتياح لدى انتهاء محادثة حول موضوع معين.  تجنب الاتصال بالعين: عادة، يتجنب الأطفال الأكبر سنا النظر إليك أو التواصل البصري معك عندما يكذبون. نقل ارتكازه من ساق إلى أخرى أثناء التحدث معك: قد يكون علامة على أنه غير مرتاح، وربما لا يقدم رواية حقيقية. الإيماءات الجسدية: ظهور ردود الفعل الدفاعية مثل حركات اليد، أو لمس الوجه أو الأنف، أو حك الأذن، وكلها علامات خفية تدل على الكذب. شرح التفاصيل: عندما يقدم لك طفلك معلومات أكثر من المعتاد حول شيء ما. تأخير الإجابة: تكرار السؤال قبل الإجابة، أو تأخره بالإجابة قد يعني أن طفلك يحاول كسب بعض الوقت ليتوصل إلى إجابة مناسبة قد لا تعكس الحقيقة. رواية غير متناسقة: عندما تبدو نسخة طفلك من القصة غير متسقة وبها روابط مفقودة، قد تكون علامة كذب. تغير طريقة الكلام: أحيانا، عندما يتحدث طفلك بصوت منخفض أو مرتفع، قد يعني ذلك أنه يحاول الكذب. التعبيرات المقنعة: محاولة الكذب يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الخوف أو الارتياح أو الغضب أو الألم.

يحافظ على مسافة: إذا حافظ طفلك على مسافة منك أو كان لديه كتاب أو وسادة مرسومة على صدره كحاجز، فمن المحتمل أن يكون ذلك دليلا غير لفظي آخر يثير الشك.

من المهم أن يمثل الوالدان قدوة للطفل وألا يكذبا أمامه (غيتي)

ماذا تفعل عندما يكذب طفلك؟

وللإجابة عن هذا السؤال، أوضحت أستاذة علم النفس كريستينا سوخوتسكي الألمانية أنه ينبغي على الوالدين تجنب العقاب القاسي للطفل بسبب كذبه، نظرا لأنه غالبا ما يؤدي إلى نتيجة عكسية.

وأوضحت أن نتائج دراسة كندية حديثة توصلت إلى أن الأطفال الذين عوقبوا في كثير من الأحيان بسبب سلوكهم، كذبوا في كثير من الأحيان وبشكل أكثر إقناعا من الأطفال الذين لم يتلقوا أي عقوبة بسبب الكذب.

ولا تنصح سوخوتسكي بالعقاب القاسي، وبدلا من ذلك، تؤكد أنه ينبغي على الوالدين التحدث مع الطفل بشكل واضح بشأن الكذب، مع التأكيد له على أن هذا السلوك خاطئ ومرفوض، والبحث عن السبب الحقيقي، الذي دفع الطفل إلى الكذب كالخوف من العقاب مثلا، إضافة إلى مراعاة ما يلي:

منح الطفل الثقة وتشجيعه على قول الحقيقة بغض النظر عن الموقف، الذي يمر به، مع مدحه ومكافأته عند قول الحقيقة. تشجيع الطفل على التحلي بالصدق من خلال قصص التي تظهر الأثر الإيجابي للصدق، وليس العواقب السلبية للكذب. ومن المهم أيضا أن يمثل الوالدان قدوة للطفل، وذلك من خلال عدم الكذب أمامه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اجتماعي

إقرأ أيضاً:

العمانيون وحدهم من حرر بلدهم من الاستعمار البرتغالي

نشر موقع وكالة تسنيم الدولية للأنباء التصريحات التي أدلى بها علي أكبر ولايتي مستشار الشؤون الدولية للمرشد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار حوار كان قد أجراه مراسل وكالة تسنيم الدولية وسؤاله للمستشار ولايتي عما وصفه بالتصريحات المعادية لإيران في حوار المنامة 2025 الذي عقد في مملكة البحرين.

وقال ولايتي حسب ما نقلته الوكالة بتاريخ 9 نوفمبر الجاري: «إيران كانت دائما تربطها علاقات ودّية بالمشيخات العربية المطلة على الخليج الفارسي، وكانت الدول الصغيرة دوما موضع دعم من قبل إيران».

وأضاف: «كلما واجهت الدول المجاورة أو دول ساحل الخليج الفارسي مشكلات كانت إيران تقف إلى جانبها وتقدّم العون». واستشهد قائلا: «على سبيل المثال في عام 1492 عندما هاجم البرتغاليون هذه المنطقة، واحتلوا جزيرة هرمز وميناء كمبرون ومسقط في عُمان تصدى لهم الإيرانيون في عهد الشاه عباس الكبير، فهزموهم واستعادوا الأراضي المحتلة، وأعادوا مسقط إلى أصحابها الأصليين دون أي طمع أو مصلحة شخصية».

(انتهى الاقتباس من وكالة تسنيم) من حق المستشار أن يدافع عن بلده من منطلق حسه الوطني وعلى طريقته، لكن الذي لفت انتباهي ما ساقه من مغالطات تاريخية واضحة لتسويق سرديته عن طبيعة علاقة إيران آنذاك بالمشيخات العربية المطلة على الخليج العربي ـ الذي يسميه الإيرانيون بالخليج الفارسي ـ معتبرا إياها دولا صغيرة كانت موضع دعم من قبل إيران، ثم يذهب في معرض سرديته إلى أبعد من ذلك في مغالطاته عندما تحدث عن حقبة الغزو البرتغالي للمنطقة عندما هاجموا في عام 1492م المنطقة واحتلوا جزيرة هرمز وميناء كمبرون ومسقط في عُمان علماً بأن الوثائق البرتغالية تشير إلى أنهم وصلوا مسقط في العام 1507م، وقد تزامن ذلك مع البدايات الأولى لتأسيس الدولة الصفوية، وذكر كيف أن فارس في عهد الشاه عباس الكبير «استعادوا الأراضي المحتلة، وأعادوا مسقط إلى أصحابها الأصليين دون أي طمع أو مصلحة شخصية».

غير أن الحقائق التاريخية حسب ما تؤكده الوثائق والمصادر والدراسات تنفي أي دور أو مساعدة كان قد قدمها الإيرانيون آنذاك لليعاربة حكّام عُمان إبان السيطرة البرتغالية، وهو ما أكده لي كذلك الدكتور إبراهيم البوسعيدي الأكاديمي المختص بالتاريخ البرتغالي في منطقة الخليج. صحيح أن الفرس في عهد الشاه عباس الكبير نجحوا في استعادة هرمز من البرتغاليين بعد تحالفهم مع الإنجليز سنة 1622م، وتعقّبوهم في السواحل العمانية من جلفار حتى بركاء، ولكن كان هدفهم توسيع نفوذهم، ولو أمكن لهم البقاء لبقوا كما كانوا يطمحون، غير أن البرتغاليين سرعان ما تمكنوا من طرد الفرس، واستعادوا الساحل العماني مرة أخرى.

عندما قامت دولة اليعاربة، واستعادت الدولة العمُانية قوتها وهيبتها جاهدت البرتغاليين جهاد الأبطال دون مساعدة من أي قوة خارجية أجنبية أو حتى إسلامية. وكانت يومئذ الإمبراطورية العثمانية قائمة، وكان يمكن أن تمد يد العون والمساعدة للعمانيين في جهادهم ضد البرتغاليين، لكنهم لم يبادروا، والعمانيون لم يطلبوا منهم ذلك؛ فراية التحرير تبدأ من وحدة الداخل والأخذ بالأسباب. وللمفارقة؛ نظر الفرس لليعاربة آنذاك كمنافسين لا كإخوة في العقيدة، وتحالفوا في أكثر من مناسبة مع القوى الاستعمارية الغربية كالإنجليز والهولنديين والفرنسيين؛ لتحقيق مصالحهم الخاصة في المنطقة، ولكن محاولاتهم تلك لم تنجح في إضعاف القوة العمانية الناشئة. وكان بإمكانهم تقديم الدعم والإسناد لطرد الغزاة من المنطقة، وإرساء دعائم السلم والأمن في المنطقة.

في المقابل؛ جاهد اليعاربة البرتغاليين في الساحل الفارسي؛ حيث هاجم العمانيون المراكز البرتغالية في لارك، وهرمز، وقشم، وهاجموا ميناء كنج البرتغالي في أكثر من مرة. وقد تكبد البرتغاليون من جراء الحملات العمانية تلك خسائر فادحة. وتعقّب العمانيون البرتغاليين في سواحل الخليج العربي، وسواحل المحيط الهندي وشرق أفريقيا. وجاء ذلك في إطار دورهم المشرّف في طرد الغزاة، وحماية خطوط الملاحة والتجارة؛ ليعم السلام والخير الجميع.

كان العمانيون عبر التاريخ دعاة سلام قولا وفعلا، وما زالوا يتبنون نفس الرسالة ونفس المسير، وقد عبر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- عن ذلك بقوله: «نحرص على أن تظل رسالة عُمان للسلام تجوب العالم حاملة إرثا عظيما، وغاياتٍ سامية تبني ولا تهدم، وتقرب ولا تباعد».

إن استدعاء التاريخ بهذه المغالطات الواضحة، وتسويق سردية لا تستطيع الصمود أمام الحقائق فعل لا يخدم أحدا لا على السياق العلمي والتاريخي، ولا على السياق السياسي؛ ولذلك من المهم -كما هو معروف عند المؤرخين- التثبت من الحقائق التاريخية، وإسنادها إلى الوثائق والمراجع؛ حتى لا تتحول بقصد أو بغيره إلى مساحة للتضليل وقلب الحقائق، وبناء سرديات تاريخية دون مرجعية علمية.

د. علي بن سعيد الريامي

رئيس قسم التاريخ، جامعة السلطان قابوس

مقالات مشابهة

  • العمانيون وحدهم من حرر بلدهم من الاستعمار البرتغالي
  • محافظ الدقهلية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل
  • محافظ المنيا: تنظيم سلسلة ورش عمل تدريبية ضمن برنامج مناهضة زواج الأطفال
  • محافظ المنيا: بناء وعي مجتمعي لحماية الأطفال والحد من زواج القاصرات
  • نشرة المرأة والمنوعات | أخطاء يومية تُدمّر مناعة طفلك.. هل تُسبّب الماتشا تساقط الشعر؟
  • أخطاء يومية تدمر مناعة طفلك .. احترس من الوقوع فيها
  • مدير تعليم بورسعيد يفتتح غرفة مصادر جديدة لطلاب الدمج بمدرسة الحديدي والنادي
  • استشاري: سمنة الأطفال أصبحت ظاهرة مقلقة 
  • ماذا لو خالف المحامي القانون؟
  • بين ترقب وحماس ولا مُبالاة.. كيف يتعامل العراقيون مع الانتخابات؟