التطور الذى جرى أول هذا الأسبوع فى الحرب الروسية الأوكرانية، لم تشهده هذه الحرب منذ قيامها فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢.
ذلك أن الحرب التى دخلت عامها الثالث فى الرابع والعشرين من فبراير الماضى، لم تكن بين روسيا وأوكرانيا فقط فى حدودهما، ولكنها كانت بين روسيا من ناحية، وبين أوكرانيا ومن ورائها الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما من الناحية الثانية.
ورغم طبيعتها هذه، إلا أن المعسكر الغربى كان حريصًا فى كل مراحلها على أن يسيطر على أوكرانيا وهى تحارب، وكان أشد حرصًا على أن تكون الحرب محسوبة، فلا تذهب إلى حد استفزاز الروس بأكثر مما يجب.
وكان الغرب كلما أعطى الأوكرانيين سلاحًا اشترط عليهم ألا يستخدموه فى ضرب أهداف داخل روسيا، وكان يقيد استخدام السلاح فى يد أوكرانيا دائمًا، وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى يطلب إعطاءه حق استخدام السلاح فى ضرب أهداف داخل روسيا، وكانت الولايات المتحدة ترفض باستمرار وكذلك أوروبا.
ولكن التقدم الذى أحرزته روسيا على جبهة القتال مؤخرًا، دفع الأمريكيين والأوربيين فى غالبيتهم إلى أن يعيدوا التفكير فى الموضوع، لأن عقيدتهم الثابتة منذ بدء الحرب تتركز فى عدم السماح للروس بتحقيق انتصار.
وما حدث أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أعطى أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام السلاح الأمريكى فى ضرب أهداف داخل روسيا دفاعًا عن مدينة خاركييف، التى تمثل وضعية استراتيجية حساسة فى الشرق الأوكرانى، ولا يرغب الأمريكان فى أن تكون فى يد روسيا.. وما كادت الولايات المتحدة تمنح أوكرانيا الضوء الأخضر حتى كانت ألمانيا قد لحقت بها، ومن قبلهما كانت فنلندا وكندا قد أعطتا الأوكرانيين الضوء نفسه، وقد وصل عدد الدول الأوروبية التى اصطفت فى هذا الطابور إلى ١٢ دولة أوروبية.
وليس سرًا أن هذا أمر شديد الحساسية لدى موسكو، ولذلك قال ديمترى ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى، إن بلاده عندما لوحت باستخدام السلاح النووى فإن تلويحها لم يكن من النوع الأجوف.
وليس لهذا الكلام من معنى سوى أن الروس قد تأتى عليهم لحظة يستخدمون فيها هذا السلام ضد أوكرانيا، إذا ما اكتشفوا أن حربهم هى مع الغرب بشكل شبه مباشر، لا مع الأوكرانيين وحدهم.. وعندما تصل الأمور إلى هذه الدرجة، فليس للعالم سوى أن يضع يده على قلبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر الحرب الروسية الأوكرانية روسيا الحرب محسوبة
إقرأ أيضاً:
بمشاركة المجتمع المدني.. اجتماع أممي يناقش نزع السلاح وإعادة الإدماج
عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اجتماعًا لمجموعة العمل ضمّ مؤسسات ليبية ومنظمات مجتمع مدني من مختلف أنحاء البلاد، إلى جانب نظرائها الدوليين، لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بدعم جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا.
ووفقًا للمكتب الإعلامي للبعثة الأممية، أكد الاجتماع التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم عملية السلام في ليبيا، مع التركيز على تعزيز الوحدة، وتيسير الحوار بين الأطراف الليبية، وبناء الثقة، بهدف منع النزاعات ووضع أسس للسلام الدائم.
وشددت البعثة على أهمية دور المجتمع المدني في دعم المؤسسات الوطنية لمناصرة حقوق الإنسان والدفاع عنها.
الوسومبعثة الأمم المتحدة نزع السلاح