بوابة الوفد:
2025-03-10@16:12:36 GMT

«يونيو».. الانكسار والانتصار!

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

عودنا شهر يونيو أنه يأتى ساخنًا مناخيًا وسياسيًا واقتصاديًا، يذكرنا بأحداث حزن وفرح، ويفاجئنا بقرارات تثير الغضب، ثم يعدنا بإجراءات نهايتها جنى التمر، حياتنا تشبه ركاب طائرة يقودها طيار ماهر، متمكن، واثق، الطائرة تواجه أحوالًا جوية سيئة، الركاب بين الجذع والطمأنينة، قائد الطائرة يعبر الأجواء الصعبة وفى قرارة نفسه أنه سيهبط بسلام بعد ترويضه الرياح العاتية، ويصفق له الركاب على سلامة الوصول، الحياة ليست كلها سعادة فيها ابتسامة وفيها آه، فيها أوقات تتطلب ربط الحزام، وشده على الوسط، وفيها أوقات يتم فك الحزام، وتستمر بين الشد والراحة، لأنها الحياة، فهى ليست لهوًا ولعبًا، هى جد كثير، وراحة بين الأشواط، واستئناف الحياة معناه العمل والتعب والعرق، والدموع أيضًا، لا يوجد شىء مجانًا، من طلب العلا سهر الليالى، ومن تخلف عن الدرب هلل، والشعوب النائمة لا تستمتع بضوء القمر.


فى 5 يونيو 1967، أى منذ 57 عامًا فى مثل هذا الشهر حدثت النكسة، كانت هزيمة قاسية، وأول من ظلم فيها الجيش المصرى الذى نسبت له الهزيمة، رغم أنه لم يخض الحرب، وعلى النقيض نسب لجيش إسرائيل نصرًا لا يستحقه. ويعتبر يوم الخامس من يونيو يومًا فارقًا فى تاريخ مصر والعالم العربى، كان يومًا مشئومًا بكل معانى الكلمة صحا فيه الشعب المصرى من كابوس انهيار حلم، بل أحلام بالتنمية وبالعدالة الاجتماعية، كما كانت أحلام التحرر من بقايا الاستعمار هدفًا ساميًا، ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم أجمع.
وفى السادس من اكتوبر 1973، نجحت القوات المسلحة المصرية الباسلة من محو هزيمة 5 يونيو، وكسرت أنف الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وأثبت الجندى المصرى قدراته العالية، وحول الحزن إلى أفراح، وألحق بالجيش الإسرائيلى أكبر هزيمة فى تاريخه؛ وعبر الجيش المصرى قناة السويس - أكبر مانع مائى فى العام - وحطم أكبر خط دفاعى «خط بارليف» وكانت هذه الحرب سببًا فى تحرير سيناء.
وفى 30 يونيو 2013 أى منذ 11 عامًا، استولت جماعة الإخوان الإرهابية على السلطة فى مصر، وقضت فى الحكم عامًا وثلاثة أيام، ارتكبت خلالها جرائم فادحة أنهت العلاقة بينها وبين الشعب المصرى بعد أن رسخت الجماعة على مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد وتقسيم المجتمع بين مؤيد لمشروع الإخوان وهو تحويل مصر إلى إمارة اسلامية تحكمها فقيه، وبين معارض له، ووضعت البلاد على حافة الحرب الأهلية، فثار الشعب المصرى ونزل إلى الميادين، واستدعى القوات المسلحة لإنقاذه من الفصيل الإخوانى الإرهابى، وإنقاذ البلاد من مصير مجهول كان ينتظرها على أيدى الجماعة الإرهابية، وسقط حكم الإخوان عندما أراد الشعب بفضل انحياز الجيش والشرطة إلى مطالبه، واستردت مصر عافيتها بعد أن كانت على حافة الانهيار وطلبت الملايين من السيسى قيادة البلاد، فلبى طلب الشعب وقبل المهمة الصعبة وخاض معركتين من أشد المعارك فى وقت واحد، هما معركة مواجهة الإرهاب ومعركة البناء، وانتصرت مصر على الإرهاب وجففت منابعه، وما زالت تبنى وتعلى البناء لإقامة الجمهورية الجديدة التى يتمتع فيها الجميع بالحقوق والواجبات المتساوية تحت شعار كبير اسمه المواطنة.
مواجهة الإرهاب التى نجحت فيها مصر، هى مسئولية مجتمعية يجب أن يقوم بها المجتمع بالكامل بكافة مؤسساته، وتبدأ محاربة الإرهاب بالتصدى للفكر المتطرف، وتأتى المواجهة الأمنية فى النهاية، بعد الدور الإعلامى والتشريعى، والحزبى والدين.. تقريبًا المواجهة الأمنية كان لها الدور الأكبر فى المواجهة، وفقدت مصر المئات من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم حتى تتطهر مصر من الخونة الذين كانوا يهدفون إلى تقديم مصر قربانًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، مع اقتطاع جزء لهم «للإخوان» لإقامة إمارة يأكلون فيها ويشربون ويتكاثرون ويتلقون تعليمات المرشد والفقيه لاشعال نار الفتنة بين المصريين بعد اجبار المسيحيين على الهجرة. ولكن بهت الذين رفعوا السلاح فى وجه الوطن. وجاءت نهايتهم على يد أحفاد أبطال نصر أكتوبر.
تكلفة مواجهة الإرهاب كانت باهظة ولأن القائد السيسى لا يعمل بعيدًا عن المصريين فهو دائمًا ينسب لهم كل نجاح ويتحمل عنهم كل مصاعب، فقد اتخذ قرارًا صعبًا وهو الإصلاح الاقتصادى، الذى لم يكن هناك شيء آخر بدلاً عنه، لم يعبأ بشعبيته لكنه كان يلجأ إلى الدواء المر لعلاج المرض قبل أن يستفحل فى البلد التى أعياها الإرهاب الذى كان يمول من أجهزة استخبارات عالمية ومدعومًا من دول تريد لهذا الوطن أن يسقط.. المصريون يتقبلوا قرار السيسى لأنه كان صادقًا معهم، وتحملوا أعباء الإصلاح الاقتصادى التى وصلت إلى تحريك أسعار الخبز، هو قرار صعب، الرئيس كاره له، لكنه ضرورة لمواجهة التحديات الاقتصادية التى طالت كل دول العالم، فقد تعاهدنا على الحلوة والمرة منذ بداية تحرير الوطن من حكم الإخوان وتحملنا تحولهم إلى الإرهاب لأن خطتهم كانت الاستيلاء على مصر حية أو ميتة!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب يونيو حكاية وطن الغضب ركاب طائرة الرياح العاتية

إقرأ أيضاً:

جوجل تجري تغييرات كبيرة على ميزة Timeline .. إليك ما يجب فعله قبل 9 يونيو

تستعد شركة جوجل لإجراء تعديل جذري على ميزة Timeline في تطبيق Google Maps، ما قد يؤدي إلى فقدان بيانات سجل المواقع للمستخدمين الذين لا يقومون بتحديث إعداداتهم قبل 9 يونيو المقبل.

ما الذي سيتغير في ميزة Timeline؟

تتيح Google Maps Timeline للمستخدمين استعراض الأماكن التي زاروها سابقًا، ما يساعد جوجل في تحسين التوصيات الخاصة بالمطاعم والمعالم السياحية، إضافة إلى تقديم أوقات وصول تقديرية أكثر دقة بناءً على أنماط التنقل الشخصية.

لكن جوجل أعلنت أنها ستقوم بنقل تخزين بيانات Timeline من خوادمها إلى أجهزة المستخدمين، ما يمنحهم تحكمًا أكبر في خصوصيتهم، ونتيجة لهذا التغيير، يحتاج المستخدمون إلى تحديث إعداداتهم قبل الموعد النهائي المحدد، وإلا فإن بيانات سجل المواقع القديمة ستُحذف تلقائيًا.

AI Mode .. مستقبل بحث جوجل الجديد أم تهديد لمواقع الويب؟اختر ما يناسبك.. جوجل تقدم ميزات تسوق غامرة بالذكاء الاصطناعيجوجل تتفاوض مع الرئيس الأمريكي لإيقاف خطة تفكيكهالمنافسة ChatGPT.. جوجل تحول محرك البحث إلى أداة ذكاء اصطناعي متكاملةجوجل تكشف عن Pixel Sense.. المساعد الذكي بأجهزة Pixelجوجل تعلن عن ميزات جديدة لجميع أجهزة أندروما الخطوات التي يجب اتخاذها قبل 9 يونيو؟

عند الدخول إلى إعدادات Google Maps Timeline، سيتعين على المستخدمين الاختيار بين الاحتفاظ ببيانات Timeline على الجهاز حتى يتم حذفها يدويًا، ضبط الحذف التلقائي للبيانات بعد 3 أو 18 أو 36 شهرًا،  تعطيل الميزة نهائيًا وحذف جميع بيانات التنقل المخزنة.

إذا اخترت الاحتفاظ بالميزة، سيتعين عليك نقل بياناتك إلى جهازك الحالي، وهو ما يعزز الأمان عبر منع تخزين هذه المعلومات على خوادم جوجل السحابية.

كيف تؤثر التغييرات على Google Opinion Rewards؟

إذا كنت تستخدم Google Opinion Rewards، وهو التطبيق الذي يمنح مكافآت مالية مقابل الإجابة على استطلاعات الرأي، فإن بيانات Timeline قد تستخدم لتخصيص الأسئلة التي تتلقاها، عند تحديث الإعدادات، ستُمنح خيار السماح باستخدام بياناتك لهذا الغرض أو رفض ذلك.

كيفية ضمان استمرار ميزة Timeline؟

للاستمرار في استخدام Timeline، تأكد من تفعيل سجل المواقع (Location History) في إعدادات حسابك على جوجل،  تحديث تطبيق Google Maps إلى أحدث إصدار .

هل يجب تعطيل Timeline أم الاحتفاظ بها؟

يعتبر البعض ميزة Timeline وسيلة إضافية من جوجل لمراقبة تحركاتهم، في حين يرى آخرون أنها أداة مفيدة لاسترجاع طرق السفر السابقة والحصول على توصيات مخصصة وتحسين أوقات الوصول.

 قبل اتخاذ قرارك، فكر في مدى استفادتك من الميزة وما إذا كنت ترغب في التخلي عنها نهائيًا.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي في ذكرى انتصار العاشر من رمضان: يوم عظيم يذكرنا بصلابة الشعب المصري
  • الرئيس السيسي: ذكرى العاشر من رمضان تمثل صلابة الشعب المصرى وقدرته على صد العدوان
  • هشام الحلبي: حرب 6 أكتوبر كانت ثمرة جهد 6 سنوات من التخطيط الاستراتيجي
  • المؤتمر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان تجلت فيها التضحية والفداء
  • حزب المؤتمر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان تجلت فيها صور التضحية والفداء
  • أحمد موسى: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من جحيم الإخوان
  • جوجل تجري تغييرات كبيرة على ميزة Timeline .. إليك ما يجب فعله قبل 9 يونيو
  • عبد الغنى الغريب في حوار لـ"البوابة نيوز": رمضان رمز الصبر والانتصار فى تاريخ الأمة الإسلامية.. والصيام تدريب روحانى يعزز الإرادة والتحمل
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يقدر دور الرئيس السيسي في 30 يونيو
  • تشكيل فريق البنك الأهلى لمواجهة المصرى فى كأس مصر