بوابة الوفد:
2025-02-07@09:18:53 GMT

«يونيو».. الانكسار والانتصار!

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

عودنا شهر يونيو أنه يأتى ساخنًا مناخيًا وسياسيًا واقتصاديًا، يذكرنا بأحداث حزن وفرح، ويفاجئنا بقرارات تثير الغضب، ثم يعدنا بإجراءات نهايتها جنى التمر، حياتنا تشبه ركاب طائرة يقودها طيار ماهر، متمكن، واثق، الطائرة تواجه أحوالًا جوية سيئة، الركاب بين الجذع والطمأنينة، قائد الطائرة يعبر الأجواء الصعبة وفى قرارة نفسه أنه سيهبط بسلام بعد ترويضه الرياح العاتية، ويصفق له الركاب على سلامة الوصول، الحياة ليست كلها سعادة فيها ابتسامة وفيها آه، فيها أوقات تتطلب ربط الحزام، وشده على الوسط، وفيها أوقات يتم فك الحزام، وتستمر بين الشد والراحة، لأنها الحياة، فهى ليست لهوًا ولعبًا، هى جد كثير، وراحة بين الأشواط، واستئناف الحياة معناه العمل والتعب والعرق، والدموع أيضًا، لا يوجد شىء مجانًا، من طلب العلا سهر الليالى، ومن تخلف عن الدرب هلل، والشعوب النائمة لا تستمتع بضوء القمر.


فى 5 يونيو 1967، أى منذ 57 عامًا فى مثل هذا الشهر حدثت النكسة، كانت هزيمة قاسية، وأول من ظلم فيها الجيش المصرى الذى نسبت له الهزيمة، رغم أنه لم يخض الحرب، وعلى النقيض نسب لجيش إسرائيل نصرًا لا يستحقه. ويعتبر يوم الخامس من يونيو يومًا فارقًا فى تاريخ مصر والعالم العربى، كان يومًا مشئومًا بكل معانى الكلمة صحا فيه الشعب المصرى من كابوس انهيار حلم، بل أحلام بالتنمية وبالعدالة الاجتماعية، كما كانت أحلام التحرر من بقايا الاستعمار هدفًا ساميًا، ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم أجمع.
وفى السادس من اكتوبر 1973، نجحت القوات المسلحة المصرية الباسلة من محو هزيمة 5 يونيو، وكسرت أنف الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وأثبت الجندى المصرى قدراته العالية، وحول الحزن إلى أفراح، وألحق بالجيش الإسرائيلى أكبر هزيمة فى تاريخه؛ وعبر الجيش المصرى قناة السويس - أكبر مانع مائى فى العام - وحطم أكبر خط دفاعى «خط بارليف» وكانت هذه الحرب سببًا فى تحرير سيناء.
وفى 30 يونيو 2013 أى منذ 11 عامًا، استولت جماعة الإخوان الإرهابية على السلطة فى مصر، وقضت فى الحكم عامًا وثلاثة أيام، ارتكبت خلالها جرائم فادحة أنهت العلاقة بينها وبين الشعب المصرى بعد أن رسخت الجماعة على مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد وتقسيم المجتمع بين مؤيد لمشروع الإخوان وهو تحويل مصر إلى إمارة اسلامية تحكمها فقيه، وبين معارض له، ووضعت البلاد على حافة الحرب الأهلية، فثار الشعب المصرى ونزل إلى الميادين، واستدعى القوات المسلحة لإنقاذه من الفصيل الإخوانى الإرهابى، وإنقاذ البلاد من مصير مجهول كان ينتظرها على أيدى الجماعة الإرهابية، وسقط حكم الإخوان عندما أراد الشعب بفضل انحياز الجيش والشرطة إلى مطالبه، واستردت مصر عافيتها بعد أن كانت على حافة الانهيار وطلبت الملايين من السيسى قيادة البلاد، فلبى طلب الشعب وقبل المهمة الصعبة وخاض معركتين من أشد المعارك فى وقت واحد، هما معركة مواجهة الإرهاب ومعركة البناء، وانتصرت مصر على الإرهاب وجففت منابعه، وما زالت تبنى وتعلى البناء لإقامة الجمهورية الجديدة التى يتمتع فيها الجميع بالحقوق والواجبات المتساوية تحت شعار كبير اسمه المواطنة.
مواجهة الإرهاب التى نجحت فيها مصر، هى مسئولية مجتمعية يجب أن يقوم بها المجتمع بالكامل بكافة مؤسساته، وتبدأ محاربة الإرهاب بالتصدى للفكر المتطرف، وتأتى المواجهة الأمنية فى النهاية، بعد الدور الإعلامى والتشريعى، والحزبى والدين.. تقريبًا المواجهة الأمنية كان لها الدور الأكبر فى المواجهة، وفقدت مصر المئات من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم حتى تتطهر مصر من الخونة الذين كانوا يهدفون إلى تقديم مصر قربانًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، مع اقتطاع جزء لهم «للإخوان» لإقامة إمارة يأكلون فيها ويشربون ويتكاثرون ويتلقون تعليمات المرشد والفقيه لاشعال نار الفتنة بين المصريين بعد اجبار المسيحيين على الهجرة. ولكن بهت الذين رفعوا السلاح فى وجه الوطن. وجاءت نهايتهم على يد أحفاد أبطال نصر أكتوبر.
تكلفة مواجهة الإرهاب كانت باهظة ولأن القائد السيسى لا يعمل بعيدًا عن المصريين فهو دائمًا ينسب لهم كل نجاح ويتحمل عنهم كل مصاعب، فقد اتخذ قرارًا صعبًا وهو الإصلاح الاقتصادى، الذى لم يكن هناك شيء آخر بدلاً عنه، لم يعبأ بشعبيته لكنه كان يلجأ إلى الدواء المر لعلاج المرض قبل أن يستفحل فى البلد التى أعياها الإرهاب الذى كان يمول من أجهزة استخبارات عالمية ومدعومًا من دول تريد لهذا الوطن أن يسقط.. المصريون يتقبلوا قرار السيسى لأنه كان صادقًا معهم، وتحملوا أعباء الإصلاح الاقتصادى التى وصلت إلى تحريك أسعار الخبز، هو قرار صعب، الرئيس كاره له، لكنه ضرورة لمواجهة التحديات الاقتصادية التى طالت كل دول العالم، فقد تعاهدنا على الحلوة والمرة منذ بداية تحرير الوطن من حكم الإخوان وتحملنا تحولهم إلى الإرهاب لأن خطتهم كانت الاستيلاء على مصر حية أو ميتة!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب يونيو حكاية وطن الغضب ركاب طائرة الرياح العاتية

إقرأ أيضاً:

بـ450 جنيها.. نجاح استئصال ورم ليفى ضخم وإنقاذ حياة سيدة بمستشفى 30 يونيو

نجح الفريق الطبي المتميز بقسم النساء والتوليد في مستشفى 30 يونيو التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بجنوب بورسعيد في إنجاز طبي جديد، حيث تمكن من إنقاذ حياة سيدة تبلغ من العمر 48 عامًا، كانت تعاني من ورم ليفي ضخم بحجم 18 سم، مما تسبب لها في آلام شديدة ونزيف مستمر.

استئصال الورم وإنقاذ حياة المريضة

وأوضح بيان الهيئة العامة للرعاية الصحية فرع بورسعيد أنه بعد إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل التشخيصية اللازمة، تم التدخل الجراحي العاجل لاستئصال الورم وإنقاذ حياة المريضة، وذلك بمهارة واحترافية عالية على يد فريق طبي متخصص، واستقرت حالتها الصحية بعد الجراحة، وتواصل المستشفى تقديم المتابعة الطبية والدعم المستمر لها.

تكلفة الجراحة 450 جنيها

وأشار البيان إلى أن تكلفة الجراحة لا تتجاوز 450 جنيهًا فقط ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، رغم أن تكلفة العملية خارج المنظومة تصل إلى 20,000 جنيه.

وأفاد البيان أن مستشفى 30 يونيو تخدم أكثر من 60,000 منتفع بجنوب بورسعيد، وتواصل تقديم خدمات طبية متكاملة وفق أعلى معايير الجودة.

تمت العملية بنجاح باهر على يد الفريق الطبي المميز بمستشفى 30 يونيو، وهم: الدكتور محمد شنيشن، دكتوراه النساء والتوليد بمستشفى 30 يونيو، والدكتور محمود المهدي، طبيب مقيم النساء والتوليد بمستشفى 30 يونيو، والدكتورة نهلة ممدوح، أخصائي التخدير بمستشفى 30 يونيو، وأسماء محمد، أخصائي تمريض بقسم العمليات، وتمت العملية تحت إشراف ومتابعة الدكتور أحمد حسن سالم، مدير عام فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية ببورسعيد.

مقالات مشابهة

  • أمة لها ضمير
  • المصريين وحكاية وطن 
  • اتحاد الكيانات المصرية فى أوروبا يشجب تصريحات ترامب بالتهجير
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • الحرية المصرى يدعو المجتمع الدولى للتصدى لمخططات تصفية القضية الفسلطينية
  • البحباح: تقرير نهائي حول أزمة مياه زليتن سيصدر في يونيو المقبل
  • تركيا ومصر تؤكدان رفضهما تهجير الشعب الفلسطيني.. يجب دعم صموده
  • ضياء رشوان: 30 يونيو كابوس للإخوان.. وإعلامهم أداة لخوض معارك سياسية
  • بـ450 جنيها.. نجاح استئصال ورم ليفى ضخم وإنقاذ حياة سيدة بمستشفى 30 يونيو
  • مستشفى 30 يونيو يُنقذ حياة سيدة من ورم ليفي نادر الحجم