لجريدة عمان:
2024-09-30@18:38:18 GMT

الناخبون الهنود يستيقظون أخيرا

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

في الأسابيع التي سبقت إعلان نتائج الانتخابات في الهند، سيطر شعور بالخوف على الملايين من الأفراد الذين يعتزون بمبادئ الديمقراطية العلمانية في البلاد.

طوال عملية التصويت الماراثونية، كان من المحتم أن يحقق رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي حشد قاعدته الهندوسية اليمينية بالاعتداءات المستمرة على القيم التأسيسية للهند والأقليات والآداب العامة، فوزًا ساحقًا للمرة الثالثة على التوالي.

وكان حزبه بهاراتيا جاناتا متأكداً من فوزه بحصة أكبر من المقاعد البرلمانية، حتى أنه خلال فترة التحضير الطويلة للانتخابات العامة، سخر من المعارضين بشعار: «هذه المرة، 400 أكثر».

ولكن مع بدء ظهور نتائج الانتخابات يوم الثلاثاء، بدا الأمر كما لو أن شخصًا ما شعر بالارتياح، وخرجت الهند من فترة طويلة من التنويم المغناطيسي. ومودي، الذي ادعى مؤخراً أن ولادته لم تكن حدثاً «بيولوجياً» بل كان مرسلاً من الله، فشل حتى في منح حزبه أغلبية برلمانية بسيطة، مما جعله غير قادر على تشكيل حكومة بمفرده. ومن المرجح أن يظل رئيسا للوزراء لفترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات، ولكن يبدو أن سحره على الناخبين قد انكسر، ومعه ربما وصل مشروع «هندوتفا»، مشروع حزب بهاراتيا جاناتا لتحويل الهند إلى دولة قومية ذات أغلبية هندوسية، إلى طريق مسدود أخيرا.

لقد جعل مودي نفسه فوق مستوى الدولة منذ وصوله إلى السلطة لأول مرة في عام 2014، إلا أنه قد تضاءل الآن. في انتخابات 2019، حصل حزبه على 303 مقاعد من أصل 543. وتعاملت حكومته، التي ضمت أيضاً 50 برلمانياً من شركاء صغار في الائتلاف، مع المعارضة بقسوة. هذه المرة، حصل حزب مودي على عدد أقل بكثير من المقاعد البالغ 240 مقعدا، لكنه سيكون قادرا على تشكيل حكومة ائتلافية أخرى فقط بمساعدة الشركاء الذين تشتد الحاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى. تحالف المعارضة (I.N.D.I.) الذي شكله حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي كان مهيمنًا في السابق، بتحالفه مع أكثر من عشرين حزبًا معظمها أحزاب إقليمية، كان يعادل تقريبًا حزب بهاراتيا جاناتا على الرغم من عدم وجود ساحة انتخابية عادلة إلى حد كبير.

خلال الأعوام العشرة التي قضاها في السلطة، نجح حزب مودي، بأسلوب الأنظمة الاستبدادية، في الاستيلاء على كل المؤسسات المهمة في الهند تقريبًا. يعد الحزب أحد أغنى الأحزاب السياسية في العالم، وقد أنشأ آلية لجمع الأموال، التي أعلنت المحكمة العليا في الهند عدم دستوريتها في وقت سابق من هذا العام، للاستفادة من التبرعات السياسية مجهولة المصدر. لقد طارد الحزب منافسيه باستخدام المؤسسات الحكومية، وورطهم في تحقيقات لا نهاية لها، وجمّد الحسابات المصرفية للأحزاب، بل وسجن اثنين من رؤساء الحكومات من الولايات التي تسيطر عليها المعارضة في الفترة التي سبقت التصويت. استعمل حزب بهاراتيا جاناتا سلطته وأمواله وضغوطه لتقسيم الأحزاب السياسية الأخرى وبث الانشقاقات فيها. لقد نجح فعلياً في تحويل محطات البث التلفزيوني والصحف الكبرى إلى أذرع دعائية، حيث يُكافأ مالياً أولئك الذين يدعمون الحزب، ويحول أولئك الذين لا يدعمونه إلى المؤسسات القانونية.

تعاملت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة مع الانتخابات باعتبارها منافسة بين فائز طبيعي مضمون، ومجموعة من الطامحين. في النهاية، نجح تحالف المعارضة I.N.D.I.، الذي يمثله (راهول غاندي) من حزب المؤتمر، في كسب تأييد الناخبين الذين عانوا من عواقب أخطاء حكم مودي ومن المعلومات غير الصحيحة التي نشرها عبر وسائل الإعلام.

لقد حطّم التحالف الجديد هالة مودي الذي لا يقهر، برسالته الداعية إلى العودة إلى أصول العمل السياسي، مركزا على عدم قدرة رئيس الوزراء في تحقيق حتى الحد الأدنى من المكاسب الاقتصادية للعديد من المواطنين، الذين يواجهون معدلات بطالة مرتفعة تاريخياً، وارتفاع الأسعار، وتزايد عدم المساواة حتى فترة إزدهار الأسواق المالية.

إنّ الإيمان بتحالف I.N.D.I. يعد بمثابة قفزة مليئة بالأمل، وأداءه في الانتخابات يعد إعلانا مهما بأنه لا تزال هناك أحزاب في الهند، على الرغم من الخلافات بينها وثقافة الخوف التي ساعدت في حفاظ مودي على سلطته، يوحدها الالتزام بالقيم الدستورية والإرادة للوقوف ضد مشروع هندوتفا. يضم التحالف قاعدة سياسية وطنية واسعة، منهم سياسيون من الولايات أكثر تقدمًا اجتماعيًا واقتصاديًا من العديد من الولايات التي يسيطر عليها الحزب الحاكم. يستطيع التحالف البناء على نجاحه، والوقوف في وجه السيد مودي، وهو أمر يعد بمثابة بشائر جيدة لمستقبل البلاد.

في وقت سابق من هذا العام، افتتح مودي معبدًا هندوسيًا جديدًا في مدينة أيوديا المقدسة. وكان ذلك تتويجاً لحملة هندوسية يمينية لبناء معبد في موقع مسجد عُمْرُهُ قرون من الزمن، والذي هدم بشكل غير قانوني على يد حشد من الهندوس في عام 1992. وكان من المفترض أن يمثل هذا البناء انتصار مشروع هندوتفا، وتهميش 200 مليون هندي مسلم، الذين شوه مودي صورتهم، وهوجموا بعنف من قبل بعض المتطرفين الهندوس، وبذلك يضمن مودي ولاء الناخبين الهندوس الذي كان يظن أنهم سيحملونه إلى نصر سهل. ولكن حتى مع وجود المعبد، بالإضافة إلى مطار جديد بالقرب من أيوديا وطرق جديدة ومحطة سكة حديد مجددة لجلب المصلين الهندوس، خسر حزبه المقعد البرلماني في دائرة فايز آباد، حيث تقع أيوديا.

وفي الوقت الذي ركزت فيه حملة تحالف I.N.D.I. على حكم مودي وهدف حزب بهاراتيا جاناتا المتمثل في تغيير كامل للدستور، لجأ رئيس الوزراء إلى إجراءات متطرفة، واتهم المعارضة بالتخطيط لمنح السيطرة للمسلمين. ومع ذلك، يبدو أن هذا الخطاب المتزايد المعادي للمسلمين يأتي بنتائج عكسية، فبالرغم من احتفاظ مودي بمقعده رئيسا للوزراء، كان هامش فوزه أقل مما كان عليه في الانتخابات الأخيرة.

لقد نجح التحالف في تقليص حجم مودي، وأعاد فتح الأفق السياسي في البلاد. سيبقى مودي في السلطة، ولكن هناك بارقة أمل في أن حكومته، التي تعتمد في بقائها على شركاء لا يتبنون مشروع هندوتفا، سيكون لديها نطاق ضيق لتقويض الديمقراطية، أو إرهاب المسلمين ومنتقدي الحكومة، وأن البرلمان ومؤسسات الدولة، مثل المحاكم، سوف تعود للعمل مرة أخرى كما كانت عليه من قبل.

على أرض الواقع، لم يتم التخلص من التغييرات التي أحدثتها حركة هندوتفا التابعة لمودي على مدى السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير مما يتعين القيام به. ولكن أنصار الهند الديمقراطية العلمانية أصبح بوسعهم الآن أن يتنفسوا الصعداء ولو قليلاً.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب بهاراتیا جاناتا فی الهند

إقرأ أيضاً:

قائمة قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال

 تتعقب إسرائيل وتغتال قادة من جماعة حزب الله في لبنان، وحركة حماس في قطاع غزة، وسط تصاعد حاد في المواجهات المستمرة منذ قرابة العام.

وفيما يلي قائمة ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في حزب الله وحماس وأشارت أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

 حزب الله حسن نصر الله

أعلنت الجماعة اليوم السبت مقتل زعيمها حسن نصر الله، في تأكيد لإعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتله في قصف جوي على بيروت في اليوم السابق.

يمثل مقتله ضربة موجعة لحزب الله الذي يعاني من حملة هجمات إسرائيلية تتصاعد حدتها. كما أنه ضربة كبيرة لإيران، نظرا للدور الرئيسي الذي كان يلعبه في إطار "محور المقاومة" الإقليمي المدعوم من طهران.

 إبراهيم قبيسي

قال مصدران أمنيان في لبنان إن غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 24 سبتمبر أيلول تسببت في مقتل قبيسي القائد بمنظومة الصواريخ التابعة لحزب الله والعضو الكبير فيها.

 إبراهيم عقيل

قتلت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في 20 سبتمبر أيلول قائد عمليات حزب الله إبراهيم عقيل العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة.

وعقيل الذي استخدم أسماء مستعارة منها تحسين وعبد القادر عضو في مجلس الجهاد، وهو أعلى هيئة عسكرية بجماعة حزب الله.

واتهمت الولايات المتحدة عقيل بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات مفخخة في أبريل نيسان 1983، والذي تسبب في مقتل 63 شخصا، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية بعد ستة أشهر في واقعة أسفرت عن مقتل 241 جنديا أميركيا.

أحمد وهبي

قتل أحمد وهبي في ضربة إسرائيلية استهدفت عددا من كبار القادة، منهم إبراهيم عقيل، على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر أيلول. ووهبي قائد كبير أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان، قوة النخبة في حزب الله، في حرب غزة حتى أوائل 2024.

فؤاد شُكر

تسببت ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو تموز في مقتل القائد العسكري الكبير بالجماعة فؤاد شُكر الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وكان شُكر أحد الشخصيات العسكرية البارزة في حزب الله منذ أن أنشأه الحرس الثوري الإيراني قبل أكثر من أربعة عقود.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شُكر في عام 2015 واتهمته بلعب دور مركزي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

 محمد ناصر

لاقى محمد ناصر حتفه في غارة جوية إسرائيلية في الثالث من يوليو تموز. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها قائلة إنه كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب غرب لبنان.

وبحسب مصادر أمنية كبيرة في لبنان كان ناصر، القائد الكبير في حزب الله، مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على الحدود.

طالب عبد الله

قُتل القائد الميداني الكبير في حزب الله طالب عبد الله في 12 يونيو حزيران في غارة أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها وقالت إنها قصفت مركزا للقيادة والتحكم بجنوب لبنان.

وقالت مصادر أمنية في لبنان إنه كان قائد حزب الله في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي وكان من نفس رُتبة ناصر.

ودفع اغتياله جماعة حزب الله إلى إطلاق وابل هائل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.

 حماسمحمد الضيف

قال الجيش الإسرائيلي إن محمد الضيف قُتل بعد أن شنت طائرات مقاتلة غارة جوية على منطقة خان يونس في 13 يوليو تموز وذلك بعد تقييم استخباراتي. وكان الضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية.

ويُعتقد أن الضيف كان أحد العقول المدبرة للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل. ولم تؤكد حماس مقتله.

 إسماعيل هنية

أعلنت حماس عن اغتيال إسماعيل هنية في ساعة مبكرة من فجر يوم 31 يوليو تموز في إيران.

وقُتل هنية بصاروخ أصابه بصورة مباشرة في مقر ضيافة رسمي في طهران حيث كان يقيم. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتياله.

صالح العاروري

قُتل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير كانون الثاني 2024.

وكان العاروري أيضا مؤسس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

مقالات مشابهة

  • مصطفى تمبور: الذين يرددون شعار لا للحرب هم من أشعلوها بتخطيطهم وتدبيرهم
  • الوداد ينتفض أخيرا ويدك شباك الدفاع الجديدي برباعية
  • من هم قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال؟
  • الهند توقع اتفاقيات تعاون فضائي مع أكثر من 60 دولة
  • قائمة قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال
  • حصة الطاقة المتجددة في الهند قد ترتفع إلى 35% من مزيج الكهرباء بحلول 2030
  • الهند تخفف قيود تصدير الأرز في دعم جديد للمستهلكين
  • أكثر من 70 مليون دولار استيرادات العراق للشاي من الهند
  • الهند..اندلاع حريق في مصنع إلكترونيات
  • دونتهم الصفحات كأسوأ أنواع السياسيين الذين خانوا أوطانهم