بوابة الوفد:
2025-04-10@15:49:46 GMT

«النواب الأمريكي».. وتقويض القضاء الدولى!

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

أعتقد أنه ليس لك أو لغيرك أن تندهش أو تبدى أى حالة من مشاعر الذهول من إقرار مجلس النواب الأمريكى فجر أمس مشروع قانون يسمح بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا حاكمت أشخاصًا محميين من واشنطن وحلفائها والمقصود بالطبع وأصلًا إسرائيل وبشكل أكثر تحديدًا نتنياهو، حيث يأتى مشروع القانون كما هو معروف بسبب قرار مدعى المحكمة طلب إصدار أوامر اعتقال بحق مسئولين إسرائيليين فيما يتعلق بالحرب فى غزة.


فقد قيل الكثير فى معرض تناول طبيعة الموقف الأمريكى المؤيد والموالى والمساند لإسرائيل فيما بعد 7 أكتوبر رغم المذابح والمجازر التى ترتكبها ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة. من وجهة نظرى ربما تلخص تلك العبارة التى قالها الدكتور وسيم السيسى بلغته التى تعبر عن طبيعة المصرى العادى فى حوار له مع حمدى رزق القضية بأكملها.. فقد راح الرجل بعفويته المعهودة تعليقًا على الأزمة والحرب الجارية فى غزة يقول: «المفروض العالم كله يحط فى بقه (فمه)–سد الحنك–وما يقعدش (يكف عن) يتكلم على حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية والكلام ده (مثل هذا الحديث)، فى ظل وجود شعب أعزل يذبح أطفاله وشيوخه ونساؤه وهم (الولايات المتحدة) يرسلون أسلحة لإسرائيل».
إذا كان فى هذه الرؤية ما يعبر عن «الينبغيات»، فإن فى كلام كريم خان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية ما يعبر عن الواقع أو «الواقعيات» حين راح يصرح بأنه تلقى تهديدات من ساسة غربيين لم يحددهم راحوا يقولون له ما معناه بالعامية المصرية «إنسى» وأن المحكمة إنما أنشئت فى الأصل لأفريقيا وبوتين!
أظن – وليس كل الظن إثم – أن هذه اللغة (مشروع قانون مجلس النواب الأمريكى والحديث الموجه لكريم خان) كاشفة عن طبيعة النظرة الغربية والأمريكية تحديدًا لطبيعة النظام الدولى ومؤسساته وتعبر عن نوع من العنصرية (نعم عنصرية) والاستعلاء يعيدنا إلى ما كان يتردد خلال فترة الاستعمار عن الرجل الأبيض والعبء – الزائف – الذى يحمله على ظهره تجاه الآخرين. لأن فكرة القانون، أى قانون فى الدنيا، إلهى أو ارضى، دولى أم محلى، أن يتم تطبيقه على الجميع دون استثناء.. وإذا كنا نتصور أن الاستثناءات واردة فى الدول المتخلفة تعبيرًا عن مستوى الفساد فيها، فإن ذلك يكشف لنا حجم العوار فى نظرة الأمريكيين لتطبيق العدالة الدولية.
بعيدًا عن فذلكة البعض ومحاولات دعوتهم للتريث والتأنى فى فهم مشروع قانون مجلس النواب، فإن صدوره بأغلبية 247 صوتًا مقابل 155 وعدم وجود تصويت بالرفض من قبل الجمهوريين يشير إلى قوته وامكانية تحوله إلى قانون يطبق على أرض الواقع حال موافقة مجلس الشيوخ.
وحسبما ورد من تفصيلات بشأن مشروع القانون فإن تطبيقه سيعنى فرض عقوبات على المشاركين فى محاكمات الجنائية الدولية للأمريكيين أو مواطنى حلفاء الولايات المتحدة الذين ليسوا أعضاءً فى المحكمة، بما فى ذلك إسرائيل. كما أنه سيمنع دخول مسئولى المحكمة إلى الولايات المتحدة، ويلغى أى تأشيرات دخول لهم.
فى النظر لهذا القانون أو مشروع القانون يجب تجاوز فكرة أنه يعكس الدعم المستمر لإسرائيل فى الكونغرس بل وفى كافة دوائر السياسة الأمريكية، فذلك أصبح من المعلوم من السياسة بالضرورة، دون أن يعنى قبوله بالطبع، ولكن الفكرة هنا أن هذا التطور يقوض النظام القضائى الدولى الذى كان البعض يعتبره ملاذًا أخيرًا ولو على مستوى الرمز لتحقيق العدالة بين الدول. إذا استبعدنا فكرة العدالة الإلهية أو السماوية، باعتبار أن ليس كل البشر مؤمنين، فإن فكرة العدالة الأرضية والإيمان بتحققها تبقى مهمة، وإلا نكون بذلك نعود بالعالم إلى شريعة الغاب! وتلك أحد المآسى التى كشفت عنها الحرب على غزة.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق النواب الأمريكي تأملات المحكمة الجنائية الدولية والمقصود مجلس النواب الأمريكي مشروع القانون

إقرأ أيضاً:

مناوشات تعطل جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في إقالة رئيس الشاباك

علق رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الاثنين جلسة النظر في التماس ضد قرار الحكومة الشهر الماضي بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس المحكمة العليا أوقف الجلسة بسبب مناوشات في القاعة، وقال "لا توجد محكمة في العالم توافق على إدارة جلسة على هذا النحو.. ما يحدث خطير وسيادة القانون تتطلب عقد جلسة دون تهديد".

وقرر القاضي لاحقا استئناف الجلسة دون جمهور.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المناوشات دارت بين مؤيدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصار رئيس الشاباك.

وأخرج أمن المحكمة عضو الكنيست عن حزب الليكود طالي غوطليب بعد صراخها في القاعة.

ووصل رئيس الشاباك السابق يورام كوهن وقادة أجهزة أمنية سابقين إلى المحكمة لدعم رونين بار.

رفض وتأييد

وقال وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين إن "الصراخ داخل المحكمة العليا يعكس صرخات من انتزع منهم قرارهم من قبل قضاة متغطرسين"، فيما اعتبر وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي إلياهو أن " المشاهد الواردة من المحكمة العليا صعبة وهي نتيجة لنشاط قضائي يتزايد منذ سنوات عدة".

واتهمت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف قضاة المحكمة العليا بـ"دعم المتظاهرين العنيفين الذين يعطلون مناقشات الكنيست"، وقالت إن " النفاق خط واضح في نهج عمل المحكمة العليا".

إعلان

في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "حكومة نتنياهو الإجرامية تمس سيادة القانون عبر إثارة الشغب في المحكمة العليا".

وطعن سياسيون معارضون وجمعيات غير ربحية في إقالة بار فيما انتقدت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا القرار معتبرة أنه "يشوبه تضارب مصالح شخصية" من جانب نتنياهو.

ومن المقرر أن تستمع المحكمة العليا إلى مرافعات عما إذا كان نتنياهو قد اتبع القانون في إقالة رئيس الشاباك وسط فضيحة سياسية أثارت موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال نتنياهو الشهر الماضي إنه فقد الثقة في رونين بار بسبب فشل الجهاز في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن المحكمة العليا أصدرت أمرا مؤقتا يعارض قرار إقالته.

وأثارت خطوة نتنياهو بإقالة بار ردود فعل غاضبة من معارضين، وأذكت زخم احتجاجات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الإسرائيليين الذين يتهمون نتنياهو بتقويض مؤسسات الدولة الرئيسية وتعريض أسس الديمقراطية الإسرائيلية للخطر.

وقال بار في رسائل إلى الحكومة والمحكمة العليا إن إقالته لم تتم على أسس مهنية ويشوبها تضارب المصالح وتبعث برسالة إلى منفذي القانون مفادها أنه من المتوقع أن يظهروا ولاءهم الشخصي لرئيس الوزراء لا للدولة.

مقالات مشابهة

  • شريف العريان: قانون الرياضة الجديد لا يتعارض مع المعايير الدولية
  • مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني مع فرق خيرية
  • قبل مناقشتها في البرلمان.. تعرف على خطوات مناقشة الموازنة العامة الجديدة
  • قانون جديد لتنظيم الحشد الشعبي.. دون أعباء مالية ومع توقعات بتمريره بسلاسة
  • "اجتماعية الشورى" تواصل مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني
  • بقانون من القرن الـ18.. المحكمة الامريكية العليا توافق على ترحيل المهاجرين
  • تواصل مناقشة مشروع قانون مؤسسات المجتمع المدني بـالشورى
  • مناوشات تعطل جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في إقالة رئيس الشاباك
  • "الدولة" ينتهي من مناقشة 3 مشروعات قوانين
  • مواصلة مناقشة "مشروع قانون المؤسسات المدنية" بـ"الشورى"