بوابة الوفد:
2024-12-24@00:20:01 GMT

إعادة إنتاج الدكتور «مدبولى»

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

الحقيقة ان الدكتور مصطفى مدبولى تجاوز مسألة أنه رجل محظوظ  - ليس لانه استمر كل هذه المدة  - ولكن لصعوبة ما يتخذه  الرجل من قرارات قبل رحيل وزارته السابقة رفع سعر رغيف العيش إلى ٢٠ قرشًا فجأة وبعد ساعات فقط من تصريحات له حول ضرورة تحريك سعر الخبز المدعوم وهو ما لم يستطع فعله الأولون، وعدت كما يقولون على خير رغم تأثر قطاعات كبيرة بهذا القرار.

. ثم بشرنا بعدها بزيادة اسعار الكهرباء لإنهاء مشكلة تخفيف الأحمال وبعد تكليفه الاخير رفع تخفيف الأحمال إلى 3 ساعات ورفع فى نفس الوقت اسعار شرائح الكهرباء رغم تصريحات الرئيس السابقة التى خيرنا فيها ما بين التخفيف والرفع عندما قال «اخفف أحمال ولا أرفع اسعار الكهرباء؟».
الحقيقة يا دكتور مدبولى أنه كما قال احد نواب البرلمان بأن الشعب يتحمل فاتورة فشل الحكومة فى الملفات الاقتصادية، نعلم انك رجل مجتهد ومشهود لك بالتفانى ونظافة اليد، وقد تكون تلك المقومات هى معيار تقديرك لدى الرئيس وسبب تحمل الشعب لقراراتك الصعبة ولكن!.. لم يعد الشعب يستطع تحمل مثل هذه القرارات، ولا يعنيه ارتفاع الاحتياطى النقدى المصرى رغم أهميته طبعًا، ولكن الاهم هو تحسين أحوال الناس، وجعلها تشعر بأن ثمار صفقة مثل رأس الحكمة مثلاً عادت عليه.
الآن يا سيادة رئيس الوزراء انت مكلف بتشكيل حكومة جديدة، ويجب عليك أن تحسن الاختيار وأن تأتى إلينا بوزراء لديهم رؤية وخطة واضحة للخروج من هذا الوضع الذى يشبه «النفخ فى قربة مقطوعة» إلى أفق جديد يبدأ بحزمة مميزات تعيد الأمور إلى التوازن ما بين قدرات الدولة وتنميتها، وحق الناس فى حياة كريمة حقيقية تشمل الجميع.
أقترح ان يشمل التشكيل الجديد نائبين لرئيس الوزراء أحدهما للسياسة وآخر للاقتصاد، ولدينا فى المجالين عقول ونوابغ كبيرة تستطيع تعويض ما ليس موجودًا فى الدكتور مصطفى مدبولى ومساعدته فى إدارة الملفين، لا نريد إنتاج وزراء من المصنع القديم الذى تجاوزه الزمن، ليست الفكرة أن نشكل حكومة تكنوقراط أو سياسية وكلمة الكفاءات كلمة مطاطة.
نريد تشكيل حكومة أزمة من المبدعين فى مجالاتهم المختلفة، ويكون لديهم القدرة على التفكير من داخل الصندوق وخارجه وقبل كل ذلك لا بد من اعطائهم مساحة للحركة ولا تكون اياديهم مرتعشة ولا يعملون سكرتارية لرئيس الوزراء.
نعم هناك محاربة للفساد تمت خلال السنوات الماضية والاجهزة الرقابية استطاعت القبض على مسئولين كبار انحرفوا ولكن محاربة الفساد ليس معناها التشكيك أو تحويل الوزير إلى منفذ فقط أو مسير للأعمال،  لا بد من منح الثقة للأفكار والرؤى الجديدة.
وثيقة ملكية الدولة التى طرحها الدكتور مصطفى مدبولى فى حكومته السابقة لا بد من تفعيلها، واشراك القطاع الخاص بشكل حقيقى فى إقامة مشروعات شراكة جديدة مع الدولة وليس دخولها إلى مشروعات قائمة بالفعل، يستطيع الدكتور مصطفى مدبولى إعادة إنتاج نفسه فى مرحلته الجديدة واستغلال خبرة السنين فى التحول بحكومته إلى طريق آخر غير الطريق السابق الذى وصلنا فيه إلى نهاية النفق ولم نجد الضوء الذى وعدونا به.. نتمنى التوفيق للدكتور مدبولى أولاً فى حسن الاختيار وثانيًا فى حسن الأداء.
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور مصطفى مدبولي ساعات قطاعات كبيرة نواب البرلمان الدکتور مصطفى مدبولى

إقرأ أيضاً:

سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)

أنا واحد مَمن يُفضلون قراءة التاريخ من مسارات مُغايرة للمسار السياسى التقليدي، لذا فإن كُتب السير الذاتية للمُثقفين تُعد فى رأيى رافدا مُهما وحياديا للاطلال على تاريخنا المُعاصر. ومما كان لافتا ومشوقا فى الأيام الأخيرة، تلك السيرة العجيبة للناقد السينمائى الكبير أمير العمري، والتى صدرت مؤخرا عن دار نظر للمعارف بالقاهرة وحملت عنوان « الحياة كما عشتها».

وأمير العمرى واحد من أفضل النقاد السينمائيين العرب، إذ قضى نحو خمسة عقود مُتنقلا بين مهرجانات السينما العالمية، مُحللا، ومفككا، ومُطلعا، ومتابعا لحركات الفن العالمية، مُتخذا من العاصمة البريطانية لندن مستقرا.

وقد عرفناه صحفيا عتيدا فى كبرى وسائل الإعلام بدءا من هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سي» مرورا بالحياة اللندنية، والقدس العربي، وصحيفة العرب، وغيرها، فضلا عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.

والمثير أن سيرته تتجاوز سيرة ناقد سينمائى لترصد تحولات كبرى فى عالم الصحافة والاعلام العربي، وتقدم حكايات مشوقة وحصرية عن شخصيات سياسية، وفنية، وإعلامية معروفة، تتسم بنبرة الصراحة التامة.

إن أول ما يلفت نظرنا فى حكاية الناقد المولود فى 1950 بمدينة المنصورة، هو ذلك التنوع العجيب الذى شكل شخصيته، بدءا من والده مهندس المساحة الوفدي، الذى تنقل من مدينة إلى مدينة ليتعرف على محيطات مجتمعية مختلفة، ودراسته العميقة للطب وتفوقه فيه ثم تعيينه طبيبا فى أقاصى الصعيد، وانتقاله لاحقا من قرية إلى قرية، وصولا إلى صداقاته وعلاقاته الوطيدة بالمثقفين والمبدعين ومجانين الكتابة فى مصر الستينات والسبعينات.

كانت المنصورة وقتها مميزة بوجود جالية أجنبية كبيرة يغلب عليها الطليان، الذين أسسوا دور سينما عديدة واهتموا بعرض أحدث الأفلام. وهُنا أحب الفتى الصغير، السينما وارتبط بها، وسعى للالتحاق بمعهد السينما بعد إتمامه الثانوية، لكن رضخ لرغبة والده وإلحاحه بدراسة الطب. كان يشعر بأنه يُسدد دينا لوالديه، وظل طوال سنوات الدراسة متعلقا بالسينما ومديرا لنادى ثقافى أسسه مع بعض الشباب لمتابعتها. وبعد أن جرب حظه فى العمل طبيبا فى أسيوط والقاهرة، ثم عمل طبيبا فى الجزائر بمدينة بسكرة، وجد أن مهنة الطب لا تُرضى طموحه، فغادرها تماما بعد وفاة والديه حيث رحلت أمه فى 1971، ووالده فى مطلع الثمانينات، وأنهى عمله بالجزائر وسافر إلى لندن ليبدأ حياة جديدة.

فى لندن كان هناك عالم جديد للصحافة والاعلام يتشكل مع تحولات السياسة العربية فى ذلك الوقت. كان ألمع عقول العالم العربى الفكرية يعملون فى صحف ممولة من العراق وليبيا والسعودية وغيرها، وتعرف أمير بكثير من النجوم اللامعين كان منهم عماد أديب، هالة سرحان، عمرو عبد السميع، أمجد ناصر، صبرى حافظ، عثمان عمير، منى غباشي، أحمد الهوني، مجدى نصيف، وجميل مروة، وغيرهم.

وهو يقدم لنا حكايات عجيبة جدا عن هؤلاء وغيرهم ممن شهد بداياتهم وهم مفلسون، حالمون، أنقياء، ثُم تحولوا فى زحام لندن وسحرها إلى ملوك وسماسرة ومليارديرات. يتذكر أمير جيدا وجه الشاب الطموح الذى طُرد من إحدى مجلات «الحياة اللندنية» لاتهامه بمخالفات مالية، ثُم رآه بعد سنوات معروفا بالملياردير إيهاب طلعت.

كما يتذكر كيف كان هناك صحفى فلسطينى متواضع الحال، ومتخصص فى الصحافة الرياضية واسمه عبد البارى عطوان، تعرض للبطالة فجأة بعد استغناء الشرق الأوسط عنه، وظل شهورا بلا عمل حتى عرف باعتزام منظمة التحرير الفلسطينية اصدار صحيفة فى لندن، فساق كل علاقاته توسطا ليتولى إدارتها. ثم يذكر كيف قرر الناشر الفلسطينى إقالة عبد البارى عطوان بسبب موقف الصحيفة المناصر لصدام حسين خلال احتلاله الكويت، لكن «عطوان» تمكن بفضل تهديد عدد من أنصاره بالانسحاب من العودة مرة أخرى، وظل فى موقعه حنى 2013.

وللحكايات بقية..

والله أعلم

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • تامر أمين: أتفق مع جمهور الاهلي ولكن.. أرفض الهجوم على اللاعبين
  • دوبلير «الجولانى»
  • عاجل | سموتريتش: إطلاق سراح مئات الإرهابيين القتلة أصبح مفهوما ضمنا ولكن علينا إدراك أنه يعني بناء قيادة حماس من جديد
  • نعم للإصلاح الامني والعسكري ولكن
  • سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
  • على الاتحاد الأوروبي البناء على نجاحاته السابقة
  • بوتين: روسيا مستعدة لمواجهة أي تحد ولكن دون التنازل عن مصالحها
  • هالاند: نحن محبطون ولكن علينا أن نستمر في العمل الجاد للعودة للانتصارات
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • القانون للضعفاء