بوابة الوفد:
2025-03-10@03:38:46 GMT

الاستثمار فى التعليم الفني

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

فى العقود الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة مدفوعة بالتقدم التكنولوجى والابتكار، وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على الكفاءات الماهرة فى المجالات التقنية والحرفية. أصبحت هذه الكفاءات العمود الفقرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعتمد نجاح الاقتصاد الحديث بشكل كبير على توافر العمالة الماهرة. فى هذا السياق، يأتى الاستثمار فى التعليم الفنى كضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية.


فى مصر، شهد التعليم الفنى والتقنى تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة. تبنت الدولة استراتيجية شاملة لتعزيز التعليم الفنى بما يتماشى مع أحدث النظم والبرامج العالمية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفنى من الطلاب المتفوقين فى المرحلة الإعدادية إلى 20% بحلول عام 2030، وكذلك رفع نسبة خريجى التعليم الفنى الذين يعملون فى مجال تخصصهم إلى 80%.
تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة فى عدد مدارس التعليم الفنى فى مصر، حيث بلغت 3114 مدرسة فى العام الدراسى 2022-2023، مقارنة بـ1995 مدرسة فى عام 2013-2014. كما تم إنشاء العديد من الجامعات التكنولوجية الحديثة فى مصر، المُجهزة بأحدث التقنيات والمعامل، والتى تركز على تقديم برامج تعليمية مُتخصصة فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية. يُعد هذا التوسع فى البنية التحتية التعليمية خطوة استراتيجية لتلبية احتياجات السوق المحلى والدولى، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 85% من وظائف المستقبل ستتطلب مهارات تقنية.
ما تؤكده الاتجاهات العالمية هو أن التعليم الفنى قد يلعب دورًا حيويًا فى دعم الاقتصاد الوطنى. على سبيل المثال، تعتمد الدول الأوروبية بشكل كبير على نظام التعليم الفنى والمهنى، لبناء قاعدة صناعية قوية ودعم الابتكار. ووفقًا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، يمكن للتعليم الفنى أن يقلل من معدلات البطالة بين الشباب بنسبة تصل إلى 30%، ويسهم فى رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى ذلك، ينوه البنك الدولى إلى أن التعليم الفنى يمكن أن يسهم فى تعزيز ريادة الأعمال، واكتساب الطلاب مهارات تمكنهم من تأسيس مشاريعهم الخاصة، ويساهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى وخلق فرص عمل جديدة.
الاستثمار فى التعليم الفنى ليس فقط حلًا لمشكلة البطالة، بل هو أيضًا محرك رئيسى للابتكار والإنتاجية. يبين تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، بأن الدول التى تستثمر فى التعليم الفنى تحقق معدلات نمو اقتصادى أعلى بنسبة 20% مقارنة بالدول التى تهمل هذا القطاع. هذه الإحصاءات تؤكد أن التعليم الفنى ليس مجرد قطاع تعليمى، بل هو أساس لتحقيق الاستقرار الاقتصادى والتنمية المستدامة.
لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا الاستثمار، يجب على صناع القرار فى مصر تطوير المناهج الدراسية لتواكب التطورات المتسارعة فى المجالات التقنية والحرفية، خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى، والروبوتات، وإنترنت الأشياء. ويجب توفير بيئة تعليمية تُشجع على الإبداع والابتكار، مع تعزيز مهارات التواصل والتفكير النقدى لدى الطلاب، إضافة إلى ذلك، يجب ربط التعليم الفنى بسوق العمل من خلال برامج التدريب والتأهيل المستمر. ولتحقيق تغيير حقيقى ومستدام فى هيكل الاقتصاد المصرى، فإن لا بد من وجود تعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص لتدعيم الاستثمار فى التعليم الفنى.
إجمالًا، التعليم الفنى هو رافد أساسى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. الاستثمار فيه لم يعد مجرد خيار، بل غدا ضرورة مُلحة لتحقيق الرخاء الاقتصادى والتنمية المستدامة فى مصر. الالتزام برؤية واضحة واستراتيجية محكمة هى مفاتيح ستُمكن مصر من قيادة قاطرة التنمية فى المنطقة، وتحقيق مستقبل زاهر لأبنائها.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهد العالم زيادة الطلب نجاح الاقتصاد العمود الفقري العمالة الماهرة الاستثمار فى التعلیم فى التعلیم الفنى فى مصر

إقرأ أيضاً:

قرارات جديدة لمحمد شوقي في الأهلي قبل القمة

فرض الجهاز الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادي الأهلى نظاما صارما داخل استاد مختار التتش قبل ساعات من مواجهة الزمالك المقرر لها الثلاثاء المقبل فى الجولة الأولى من منافسات الدور الفاصل لمسابقة الدورى.

وقرر محمد شوقى نائب المدير الرياضى لشئون الفريق الأول فرض الحظر الإعلامى على التدريبات وغلق استاد مختار التتش وفرض السرية محذرا من يخالف التعليمات بأنه سوف يتم توقيع عقوبة مالية كبيرة عليه .

ويعود الفريق للتدريبات اليوم استعدادا لمواجهة الزمالك بعد انتهاء الراحة السلبية التى منحها مارسيل كولر المدير الفنى للاعبيه لمدة يومين، ويدرس الجهاز الفنى الدخول فى معسكر مغلق مبكر غدا، قبل 48 ساعة من القمة وسوف يتم حسم الموقف بشكل كامل اليوم.

الفوز علي الطلائع 
حقق الفريق الأحمر الفوز بهدفين نظيفين على طلائع الجيش، في المباراة التي جمعت الفريقين على استاد القاهرة، ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة  لبطولة الدوري الممتاز.

سيطر الأهلي تمامًا على المباراة من بدايتها لنهايتها، ولاحت أمامه العديد من الفرص للتسجيل وسط غابة من السيقان للاعبي الطلائع، الذي خاض معظم فترات اللقاء في وسط ملعبه مع تضييق المساحات لمنع الأهلي من التسجيل.

سجل هدف التقدم جراديشار مع أول لمسة في الشوط الثاني، وأضاف مروان عطية الهدف الثاني من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.

بهذا الفوز رفع الأهلي رصيده للنقطة 39، وتجمد رصيد الطلائع عند النقطة 21.

مارسيل كولر 
قال مارسيل كولر ان مباريات الدور الثاني حاسمة ولدينا 8 مباريات قوية ومهمة لنا، والجميع لديه طموح الصدارة والفوز، وهدفنا في النهاية الفوز بالدوري، ولكي نصل لذلك علينا الفوز في كل المباريات القادمة.

وأشار كولر إلى أن الأهلي كان يستحق ركلة جزاء في الشوط الأول لوسام أبو علي، وكان هناك التحام قوي ضده وكان من الممكن للڤار أن يحتسبها، وفي الوقت الإضافي حصلنا على ركلة جزاء، وبشكل عام هناك الكثير من القرارات الصعبة في المباريات بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • أمسية رمضانية بصنعاء للتعريف بقانوني الاستثمار والأدوية
  • العلامة مفتاح: لا بد من التحول إلى الإنتاج المحلي للأدوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • أمسية رمضانية للتعريف بقانوني الاستثمار والدواء
  • خطة النواب: السيطرة على التضخم تتطلب زيادة الإنتاج وتحفيز الاستثمار
  • الفيومي: مساندة المشروعات الصغيرة مفتاح زيادة نمو الاقتصاد المصري
  • نظر دعوى هاني شاكر ضد طارق الشناوي بسبب الإساءة اليوم
  • نظر دعوى هاني شاكر ضد طارق الشناوي بسبب للإساءة اليوم
  • قرارات جديدة لمحمد شوقي في الأهلي قبل القمة
  • الغويل: زيادة مكاتب الصرافة تدعم الاقتصاد وتحد من الاحتكار
  • زيادة مخصصات التعليم والصحة..4 مستهدفات لمشروع الموازنة للعام المالى الجديد