بوابة الوفد:
2025-03-17@17:31:15 GMT

الاستثمار فى التعليم الفني

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

فى العقود الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة مدفوعة بالتقدم التكنولوجى والابتكار، وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على الكفاءات الماهرة فى المجالات التقنية والحرفية. أصبحت هذه الكفاءات العمود الفقرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعتمد نجاح الاقتصاد الحديث بشكل كبير على توافر العمالة الماهرة. فى هذا السياق، يأتى الاستثمار فى التعليم الفنى كضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية.


فى مصر، شهد التعليم الفنى والتقنى تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة. تبنت الدولة استراتيجية شاملة لتعزيز التعليم الفنى بما يتماشى مع أحدث النظم والبرامج العالمية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفنى من الطلاب المتفوقين فى المرحلة الإعدادية إلى 20% بحلول عام 2030، وكذلك رفع نسبة خريجى التعليم الفنى الذين يعملون فى مجال تخصصهم إلى 80%.
تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة فى عدد مدارس التعليم الفنى فى مصر، حيث بلغت 3114 مدرسة فى العام الدراسى 2022-2023، مقارنة بـ1995 مدرسة فى عام 2013-2014. كما تم إنشاء العديد من الجامعات التكنولوجية الحديثة فى مصر، المُجهزة بأحدث التقنيات والمعامل، والتى تركز على تقديم برامج تعليمية مُتخصصة فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية. يُعد هذا التوسع فى البنية التحتية التعليمية خطوة استراتيجية لتلبية احتياجات السوق المحلى والدولى، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 85% من وظائف المستقبل ستتطلب مهارات تقنية.
ما تؤكده الاتجاهات العالمية هو أن التعليم الفنى قد يلعب دورًا حيويًا فى دعم الاقتصاد الوطنى. على سبيل المثال، تعتمد الدول الأوروبية بشكل كبير على نظام التعليم الفنى والمهنى، لبناء قاعدة صناعية قوية ودعم الابتكار. ووفقًا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، يمكن للتعليم الفنى أن يقلل من معدلات البطالة بين الشباب بنسبة تصل إلى 30%، ويسهم فى رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى ذلك، ينوه البنك الدولى إلى أن التعليم الفنى يمكن أن يسهم فى تعزيز ريادة الأعمال، واكتساب الطلاب مهارات تمكنهم من تأسيس مشاريعهم الخاصة، ويساهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى وخلق فرص عمل جديدة.
الاستثمار فى التعليم الفنى ليس فقط حلًا لمشكلة البطالة، بل هو أيضًا محرك رئيسى للابتكار والإنتاجية. يبين تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، بأن الدول التى تستثمر فى التعليم الفنى تحقق معدلات نمو اقتصادى أعلى بنسبة 20% مقارنة بالدول التى تهمل هذا القطاع. هذه الإحصاءات تؤكد أن التعليم الفنى ليس مجرد قطاع تعليمى، بل هو أساس لتحقيق الاستقرار الاقتصادى والتنمية المستدامة.
لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا الاستثمار، يجب على صناع القرار فى مصر تطوير المناهج الدراسية لتواكب التطورات المتسارعة فى المجالات التقنية والحرفية، خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى، والروبوتات، وإنترنت الأشياء. ويجب توفير بيئة تعليمية تُشجع على الإبداع والابتكار، مع تعزيز مهارات التواصل والتفكير النقدى لدى الطلاب، إضافة إلى ذلك، يجب ربط التعليم الفنى بسوق العمل من خلال برامج التدريب والتأهيل المستمر. ولتحقيق تغيير حقيقى ومستدام فى هيكل الاقتصاد المصرى، فإن لا بد من وجود تعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص لتدعيم الاستثمار فى التعليم الفنى.
إجمالًا، التعليم الفنى هو رافد أساسى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. الاستثمار فيه لم يعد مجرد خيار، بل غدا ضرورة مُلحة لتحقيق الرخاء الاقتصادى والتنمية المستدامة فى مصر. الالتزام برؤية واضحة واستراتيجية محكمة هى مفاتيح ستُمكن مصر من قيادة قاطرة التنمية فى المنطقة، وتحقيق مستقبل زاهر لأبنائها.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهد العالم زيادة الطلب نجاح الاقتصاد العمود الفقري العمالة الماهرة الاستثمار فى التعلیم فى التعلیم الفنى فى مصر

إقرأ أيضاً:

مدير تعليم بورسعيد يشهد انطلاق القوافل التعليمية لطلاب الدبلومات الفنية ببورفؤاد

شهد طاهر الغرباوي مدير مديرية التربية والتعليم ببورسعيد، اليوم، انطلاق القوافل التعليمية لطلاب شهادة الدبلومات الفنية بنظام ٣ و ه سنوات بإدارة بورفؤاد التعليمية بحضور أشرف البهنسى مدير عام التعليم الفنى و نيفين الحسيني مدير عام إدارة بورفؤاد التعليمية.

وقال مدير تعليم بورسعيد، أن انطلاق القوافل التعليمية ببورفؤاد يأتى لإستكمال سلسلة المحاضرات التعليمية لرفع المستوى التحصيلي لطلاب شهادة الدبلومات الفنية فى المواد الثقافية والجدارات بمختلف الشعب والتي انطلقت منتصف الشهر الماضي بحضور عدد كبير من المعلمين الاكفاء والموجهين لخدمة أبنائنا الطلاب قبل انطلاق امتحانات نهاية العام الدراسي.

وأشار مدير التعليم إلى أن القوافل انطلقت اليوم بمدرستى الشهيد مجند محمود محسن أبو جمرة الفنية الصناعية العسكرية المشتركة بحضور مديرها السيد الصواف والمدرسة البحرية الثانوية الصناعية العسكرية بنين بحضور مديرها فكري عبد الجواد وتستمر لمدة ٣ أيام حتى الخميس ٢٠ مارس الجاري.

وأشاد الغرباوي بكثافة حضور الطلاب موجها بضرورة استمرار تلك التجربة الرائدة التي تنفرد بها المحافظة والتي تخدم طلاب التعليم الفنى موجها الشكر للقائمين عليها ومتمنيا للجميع دوام التوفيق والسداد.

جاء ذلك بحضور أحمد الشربيني وكيل إدارة بورفؤاد التعليمية، ورائد شاهين مدير المكتب الفني لمدير المديرية، ومحمد رمزي مدير التعليم التجارى، و هانى الهلباوى رئيس قسم التعليم الفنى بالإدارة.

مقالات مشابهة

  • انطلاق القوافل التعليمية لطلاب الدبلومات الفنية ببورفؤاد
  • مدير تعليم بورسعيد يشهد انطلاق القوافل التعليمية لطلاب الدبلومات الفنية ببورفؤاد
  • وزير الزراعة: زيادة التبادل التجاري مع الولايات المتحدة وتشجيع الاستثمارات لتحقيق الأمن الغذائي
  • أبو حسين يجتمع مع المنتخب الوطني تحت 20 سنة
  • محافظ مطروح يبحث استغلال بحيرة السوانى في الإستزراع السمكى وتدريب الطلاب
  • وزير التعليم : مدير المدرسة الناجح يفرض القوانين لتحقيق العدالة والانضباط
  • "تعليم الشرقية" يحتفل بيوم اليتيم لطلاب التعليم الفني الزراعي
  • الوعي: جهود الدولة لتمكين القطاع الزراعي بارقة أمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • قرار عاجل بشأن تقييم مدارس التعليم الفني المطبقة لمنهجية الجدارات
  • طارق الشناوى: الإيحاءات فى مسلسل العتاولة 2 مقبولة رغم المشاكل الدرامية