بوابة الوفد:
2024-06-29@15:08:30 GMT

الاستثمار فى التعليم الفني

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

فى العقود الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة مدفوعة بالتقدم التكنولوجى والابتكار، وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على الكفاءات الماهرة فى المجالات التقنية والحرفية. أصبحت هذه الكفاءات العمود الفقرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يعتمد نجاح الاقتصاد الحديث بشكل كبير على توافر العمالة الماهرة. فى هذا السياق، يأتى الاستثمار فى التعليم الفنى كضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية.


فى مصر، شهد التعليم الفنى والتقنى تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة. تبنت الدولة استراتيجية شاملة لتعزيز التعليم الفنى بما يتماشى مع أحدث النظم والبرامج العالمية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفنى من الطلاب المتفوقين فى المرحلة الإعدادية إلى 20% بحلول عام 2030، وكذلك رفع نسبة خريجى التعليم الفنى الذين يعملون فى مجال تخصصهم إلى 80%.
تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة فى عدد مدارس التعليم الفنى فى مصر، حيث بلغت 3114 مدرسة فى العام الدراسى 2022-2023، مقارنة بـ1995 مدرسة فى عام 2013-2014. كما تم إنشاء العديد من الجامعات التكنولوجية الحديثة فى مصر، المُجهزة بأحدث التقنيات والمعامل، والتى تركز على تقديم برامج تعليمية مُتخصصة فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية. يُعد هذا التوسع فى البنية التحتية التعليمية خطوة استراتيجية لتلبية احتياجات السوق المحلى والدولى، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 85% من وظائف المستقبل ستتطلب مهارات تقنية.
ما تؤكده الاتجاهات العالمية هو أن التعليم الفنى قد يلعب دورًا حيويًا فى دعم الاقتصاد الوطنى. على سبيل المثال، تعتمد الدول الأوروبية بشكل كبير على نظام التعليم الفنى والمهنى، لبناء قاعدة صناعية قوية ودعم الابتكار. ووفقًا لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، يمكن للتعليم الفنى أن يقلل من معدلات البطالة بين الشباب بنسبة تصل إلى 30%، ويسهم فى رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى ذلك، ينوه البنك الدولى إلى أن التعليم الفنى يمكن أن يسهم فى تعزيز ريادة الأعمال، واكتساب الطلاب مهارات تمكنهم من تأسيس مشاريعهم الخاصة، ويساهم فى تنمية الاقتصاد الوطنى وخلق فرص عمل جديدة.
الاستثمار فى التعليم الفنى ليس فقط حلًا لمشكلة البطالة، بل هو أيضًا محرك رئيسى للابتكار والإنتاجية. يبين تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، بأن الدول التى تستثمر فى التعليم الفنى تحقق معدلات نمو اقتصادى أعلى بنسبة 20% مقارنة بالدول التى تهمل هذا القطاع. هذه الإحصاءات تؤكد أن التعليم الفنى ليس مجرد قطاع تعليمى، بل هو أساس لتحقيق الاستقرار الاقتصادى والتنمية المستدامة.
لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا الاستثمار، يجب على صناع القرار فى مصر تطوير المناهج الدراسية لتواكب التطورات المتسارعة فى المجالات التقنية والحرفية، خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى، والروبوتات، وإنترنت الأشياء. ويجب توفير بيئة تعليمية تُشجع على الإبداع والابتكار، مع تعزيز مهارات التواصل والتفكير النقدى لدى الطلاب، إضافة إلى ذلك، يجب ربط التعليم الفنى بسوق العمل من خلال برامج التدريب والتأهيل المستمر. ولتحقيق تغيير حقيقى ومستدام فى هيكل الاقتصاد المصرى، فإن لا بد من وجود تعاون وثيق بين الحكومة والقطاع الخاص لتدعيم الاستثمار فى التعليم الفنى.
إجمالًا، التعليم الفنى هو رافد أساسى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. الاستثمار فيه لم يعد مجرد خيار، بل غدا ضرورة مُلحة لتحقيق الرخاء الاقتصادى والتنمية المستدامة فى مصر. الالتزام برؤية واضحة واستراتيجية محكمة هى مفاتيح ستُمكن مصر من قيادة قاطرة التنمية فى المنطقة، وتحقيق مستقبل زاهر لأبنائها.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شهد العالم زيادة الطلب نجاح الاقتصاد العمود الفقري العمالة الماهرة الاستثمار فى التعلیم فى التعلیم الفنى فى مصر

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية المهنية للمعلمين تنظم ندوة لاستيفاء متطلبات ملف الاعتماد من اليونسكو

عقدت الأكاديمية المهنية للمعلمين ندوة وورشة عمل اقليميتين، في إطار سعي الأكاديمية لاستيفاء متطلبات ملف التقدم لتكون مركزاً معتمداً من الفئة الثانية لمنظمة اليونسكو في مجال التنمية المهنية للمعلمين. 

جاء ذلك تحت رعاية الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إذ إن من متطلبات التقدم ضرورة عقد مجموعة من ورش العمل الإقليمية عن بعد (Online)، والتي تتم من خلال جلسات حوارية مع ممثلي الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الدولية المتعاونة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

محاور ندوة الأكاديمية المهنية للمعلمين 

وأوضحت الدكتورة زينب خليفة مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين أن الأكاديمية عقدت ندوة إقليمية بعنوان: "التعليم الذكي وتطبيقاته في ظل الأزمات العالمية"، وذلك يوم الخميس الموافق 30 من مايو 2024 عبر تطبيق "zoom"، وقد قدّم الندوة الدكتور خالد فرجون أستاذ تكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ بجامعة حلوان، ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل الكلية لشئون التعليم والقائم بالعمادة (سابقاً).

وتناولت الندوة محاور (التعريف بالتقنيات الثلاثة الحديثة "إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار المدمجة والذكاء الاصطناعي" وعناصرها، وكيف يمكن لأجهزة الاستشعار المدمجة تجهيز المعلومات والتقارير والتنبؤ المستمر عن المتعلمين؛ للمساهمة في تكيّف البيئة التعليمية مع متطلباتهم لتحسين نتائجهم بما يعود بنتائج صائبة لتحليلات التعلم).

وأضافت الدكتورة زينب خليفة أنه قد شارك في حضور الندوة ما يقرب من 300  مشارك من أعضاء هيئة التعليم بالتربية والتعليم والتعليم الفني، وعدد من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية والعربية والمراكز البحثية والمهتمين بالعملية التعليمية من مختلف الدول العربية، ومنها: (مصر – الكويت - ليبيا - عمان - السعودية- السودان - الأردن- العراق- سوريا - لبنان). 

وتابعت الدكتورة زينب خليفة أنه تم في نهاية الندوة تقديم مجموعة من التوصيات والتي تأتي انطلاقاً من جهود الدولة الحثيثة في تحقيق رؤية مصر 2030 ، وجهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتحسين العملية التعليمية بجميع عناصرها، ومن بينها  ضرورة الأخذ بالتدريس الطارئ عن بعد Emergency Remote Teaching (ERT) ونشر ثقافة الوعي بتقنيات التعليم الذكي الطارئ من خلال التعريف بإنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار المدمجة والذكاء الاصطناعي، وكيفية التعامل مع هذه التقنيات ونشر الوعي بقيمة التطبيقات الذكية وخاصة القائمة على تكنولوجيا Brien Computer Interface ذات الصلة بتعليم أصحاب الهمم، ومن أهمها تطبيق BCI المتوافر على منصة Open BCI من خلال تقنية Galea.

أوضحت الدكتورة زينب خليفة أن الأكاديمية المهنية للمعلمين عقدت ورشة عمل إقليمية بعنوان: "الدور التوعوي للإعلام المستنير في ظل التطور التكنولوجي والتغلب على الأزمات" وذلك يوم الإثنين الموافق 24 يونيو 2024، وقد تناولت الورشة محاور (صناعة الخبر وكتابة الخبر الإعلامي، والعوامل التي تساعد على تشكيل الخبر وصناعته، وكيفية التعامل مع الخبر في الحروب والأزمات، وهل يمكن الاعتماد على نظرية جبل الجليد فى ظل تكنولوجيا الاتصالات المتسارعة، وكيفية التعامل مع الإعلام التقليدي والحديث، وتعلم قراءة الخبر بطريقة علمية عن طريق فهم الأبعاد المحيطة بالخبر وتاريخه ورفض المسلمات)، مشيرة إلى أنه قد شارك في حضور الورشة ما يقرب من 300 مشارك من أعضاء هيئة التعليم بالتربية والتعليم الفني وعدد من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية والعربية والمراكز البحثية والمهتمين بالعملية التعليمية.

وفي ختام الورشة تم تقديم مجموعة من التوصيات والتي تأتي انطلاقا من جهود الدولة الحثيثة في تحقيق رؤية مصر 2030 ، وجهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتحسين العملية التعليمية بجميع عناصرها منها ضرورة تزويد المعلمين والمتعلمين بمهارات التعامل مع وسائل الإعلام (التقليدية والجديدة) عن طريق تمكينهم من الوصول إلى الرسائل الاتصالية المنشورة عبر تلك الوسائل، والمنصات، ومواقع الشبكات الاجتماعية، ومن ثم تحليلها وتقييمها والتحقق من دقة البيانات والمعلومات الواردة فيها، والرجوع إلى مصادرها للتأكد من صحتها ومصداقيتها، وزيادة الوعي بتأثير الإعلام في حياة المعلمين والمتعلمين اليومية بطرق مباشرة أو غير مباشرة وتطور مهارات استخدامه للأدوات والتطبيقات المتوفرة عبر شبكة الإنترنت وضرورة محاربة الأخبار الكاذبة والشائعات وكشف المعلومات الخاطئة، وبناء برامج تدريبية توعوية للمعلمين حول كيفية التعامل مع الخبر في الحروب والأزمات، وكيفية تعلم قراءة الخبر بطريقة علمية عن طريق فهم الأبعاد المحيطة بالخبر وتاريخه ورفض المسلمات.

وشارك في هذه الورشة بالحضور الفعلي العاملين بالمقر الرئيسى بالأكاديمية وكذلك تم البث عبر تطبيق "zoom" وقد حاضرت في الورشة الكاتبة والمفكرة الدكتورة نشوى الحوفي، عضو المركز القومي للمرأة ومدير عام النشر الثقافي بدار نهضة مصر.

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم تطمئن طلاب الثانوية العامة بشأن امتحان الفيزياء
  • «المفوضية الأوروبية»: زيادة التعاون بين مصر وأوروبا في مجال التحول الأخضر
  • تفاصيل انطلاق مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي (فيديو)
  • التعليم تتوصل لهوية ناشري امتحانات الثانوية العامة 2024 في الفيزياء والتاريخ
  • مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي.. نقل خبرات وجذب استثمارات بقيمة 7.4 مليار يورو
  • الأكاديمية المهنية للمعلمين تنظم ندوة لاستيفاء متطلبات ملف الاعتماد من اليونسكو
  • محمد الشرقي: تطوير متطلبات التعليم ومؤسساته
  • الحويج: الاستثمار في الرعاية الصحية استثمار في الاقتصاد الوطني
  • من النبطية.. ماذا قالت المديرة العامة التعليم المهني والتقني للطلاب؟
  • "الأعلى للثقافة" يُناقش التعليم الفني والتكنولوجي وتطور سوق العمل.. صور