منصة "دربك" تساهم في تعزيز سياحة المغامرات بالسلطنة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
مسقط- العُمانية
استطاع الإنسان العُماني منذ القدم تطويع أصعب التضاريس لصالحه، فشق الجبال الشاهقة وبنى من صخورها بيوتًا وأنشأ الطرق والمسارات التي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا وحفاظًا على هذه المسارات ومحاكاةً لمسير الأجداد أصبحت هذه الطرق الجبلية ملاذًا لمحبي المغامرة والاستكشاف.
وتُمثل منصة دربك رافدًا لسياحة المغامرات في سلطنة عُمان وهي من الشركات العُمانية الناشئة التي تركز على الترويج لسياحة المغامرات وتنتشر بشكل واسع بين العُمانيين والسياح الأجانب وجاءت نظير ما تتمتع به البيئة العُمانية من تضاريس متنوعة وخلابة.
وقال جاسم بن محمد العلوي الرئيس التنفيذي لشركة دربك لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ فكرة الشركة جاءت بهدف إيجاد منصة تسهل وصول المستخدمين لمزودي الخدمة من أفراد وشركات لتقديم العديد من الأنشطة والتجارب، أبرزها سياحة المغامرات الطبيعية مثل تسلق الجبال والغوص والرحلات البحرية، كما تشمل المنصة أنشطة رياضية وفنية وثقافية متنوعة.
وأضاف أنّ الشركة تأسست مع بدء جائحة كورونا، وعلى الرغم من أن الأزمة العالمية في ذلك الوقت قد ضيقت الحصار على العديد من الشركات والمشروعات المحلية والدولية، إلا أنّ الجائحة كانت بمثابة الفرصة للتعلم وتقييم التجربة مع ضعف المنافسة محليًّا.
وأضاف أنّ المنصة تضم حوالي 72 شركة سياحية متخصصة في مجالات متنوعة، لتوفر بذلك ما يقارب 131 تجربة وأنشطة منوعة في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وحول آلية اختيار مواقع المغامرات أشار إلى أنّ فريق عمل منصة دربك يقوم بتجربة المواقع الجديدة لتحديد مدى ملاءمتها من حيث صعوبة المسار وخطورته قبل عرضه على المنصة.
وأشار إلى أنّ المنصة حققت العديد من النجاحات على الصعيد المحلي؛ حيث حصدت المنصة في معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا بنسخته الـ 33 جائزة "Scale" التي تُمنح لأفضل للشركات التقنية الناشئة.
وأكد أنّ المنصة تحظى بدعم من قِبل الصندوق العُماني للتكنولوجيا الذي يهدف إلى الاستثمار في المشروعات التقنية الواعدة، مشيرًا إلى أن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقوم بدور محوري في دعم أعضاء فريق المنصة من حيث إمدادهم بحلقات عمل متنوعة وإشراكهم في المؤتمرات والمحافل المحلية المختلفة.
وعن الخطة المستقبلية للشركة أفاد بأن الشركة تطمح في التوسع مستقبلًا إلى خارج سلطنة عُمان وهو ما حققته بالفعل بعد توقيعها على تعاون مع شركات سعودية وشركة كويتية.
وتعدُّ شركة دربك مثالًا ناجحًا للشركات الواعدة التي تُسهم في الاستدامة المالية وإثراء القطاع السياحي لتسهم بذلك في ازدهار الاقتصاد ونموه حيث يمثل قطاع السياحة أحد أهم مصادر تنويع الدخل التي ارتكزت عليها "رؤية عُمان 2040".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الع مانیة
إقرأ أيضاً:
الإمبراطورية العُمانية.. تاريخ مُشرق
الإمبراطورية العُمانية امتدت عبر التاريخ من سواحل إفريقيا وحتى سواحل الهند، وهو ما يُؤكد قدرة الإنسان العُماني على التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب وتكوين العلاقات التجارية والاجتماعية والسياسية؛ إذ إنَّ التاريخ يسجل العلاقات العُمانية بالدول المطلّة على سواحل إفريقيا والمناطق المجاورة لها وسواحل المحيط الهندي والخليج، وصولًا إلى الصين.
ولقد كان لعُمان دور بارز سياسيًا واقتصاديًا وحضاريًا عبر العصور، كما كان لها دور في نشر الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي في أفريقيا، الأمر الذي جعل هذه الدول تتأثر بشكل كبير بالتراث العُماني.
ولقد استفادت عُمان من موقعها الجغرافي في نقطة تقاطع برية وبحرية لدول شرق أفريقيا والمحيط الهندي والخليج عبر التاريخ؛ وهو ما جعلها مركزًا اقتصاديًّا وسياسيًّا، ووطَّدَ الروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية والإنسانية مع الدول الأخرى والحضارات الأخرى، وتواصل عُمان هذا النهج عبر تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وإعلاء قيم التسامح والسلام.
إنَّ هذا الانتشار والتأثير الكبير للإمبراطورية العُمانية عبر التاريخ شرقًا وغربًا لم يكن انتشارًا أو تأثيرًا بالقوة؛ بل كان تأثيرًا نابعًا من منطلق التعامل الحسن وتوطين العلاقات مع الشعوب الأخرى، ونظيرًا لما شهدته هذه الشعوب من حُسن معاملة العُمانيين وخاصةً التُجّار والبحّارة الذين جابوا الكثير من الدول، وساهموا بشكل كبير في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية.