تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الأربعاء الثالث من زمن العنصرة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: حين همّ المسيح بترك رُسُلِه، وحين شعر بألمهم من جراء ذلك، عزّاهم حين وعدهم بإرسال مؤيِّدٍ ومعلِّمٍ آخر يمكنهم أن يثقوا به ويكون لهم ومعهم أكثر ممّا كان الرّب يسوع بنفسه... لكن البارقليط، المعزّي الجديد الرّحوم، سوف يعطي نعمةً أكبر، غير أنّه في نفس الوقت، لا يمكنه أن يُخفي أو يعتّم على ما سبق.

.. فبكونه واحدًا مع الابن، وبكونه الرُّوح الّذي انبثق من الابن، كيف يمكنه، من خلال إظهار نفسه للعالم، أن يقوم بشيءٍ آخر غير إظهار الابن للعالم؟ كيف له ألاّ يلقي نورًا جديدًا على الذي، من خلال موته على الصليب، قد أتاح للرُّوح القدس الدخول إلى قلب الإنسان؟ كذلك، ورغم قول الربّ يسوع "إِنَّه خَيرٌ لَكم أَن أَذهَب. فَإِن لم أَذهَبْ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد"، فعلينا ألاّ نُحيد البتّة نظرنا عن الابن بحضور المعزّي.

ألم يقل الرّب يسوع المسيح نفسه للرّسل: "سيُمَجِّدُني لأَنَّه يَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه"؟ كيف يمجّد الرُّوح ابن الله؟ إنّه يكشف أنّ الذي أعطى ذاته كابن الإنسان هو ابن الله الوحيد. إنّ مخلّصنا قد أعلن بوضوحِ أنّه ابن الله... وقد أوضح لنا جيّدًا كلّ ما ينقصنا، لكنّ رسله لم يفهموه. حتّى حين اعترفوا بإيمانهم باقتناع تحت تأثير النعمة السرّي، لم يفهموا حينها كلّ ما كانوا يؤكّدونه...
إن كلام الرّب يدوم لكنّه كان بحاجة إلى وقت كي يحظى بتفسير وتوضيح؛ إنّ ما حفِظه الابن إلى وقت مجيء الرُّوح الذّي كان مزمعًا أن يُرسله هو أمرٌ جيّد. إذ إنّ الرُّوح هو الذي سيضع في ملء النور شخص المسيح وكلامه... لقد انتظر الرسل إلى ما بعد قيامة الرّب يسوع المسيح، وحتّى إلى ما بعد صعوده، وحلول الرُّوح القدس عليهم، حتّى يفهموا أخيرًا من هو الذي كان معهم. وقد كتب القدّيس يوحنّا عن ذلك قائلًا: "فلمَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات، تذكَّرَ تَلاميذُه أَنَّه قالَ ذلك، فآمنوا بِالكِتابِ وبِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها يسوع".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة المارونية عظة

إقرأ أيضاً:

الذخائر المقدسة للسيد المسيح.. بين التاريخ والإيمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في رحلة عبر الزمن، تقف الذخائر المقدسة للسيد المسيح شاهدة على آلامه وصلبه وقيامته وفق العقيده المسيحيه  وهي آثار توارثتها الكنائس والأديرة في مختلف أنحاء العالم، يحتفي بها المسيحيون بقدسيةٍ وإجلال. نستعرض هنا أبرز هذه الذخائر كما وردت في المصادر التاريخية والكنسية.


 

1. خشبة الصليب المقدس 
 

اكتُشفت على يد القديسة هيلانة في القرن الرابع، ويُعتقد أنه تم تقسيمها إلى أجزاء انتشرت في روما والقسطنطينية ومصر. الجزء الموجود حاليًا في كنيسة القديس سيدهم بشاي بدمياط هو من بقايا هذه الخشبة.


 

2. عنوان الصليب (Titulus Crucis)

 

جزء من اللوحة التي وُضعت فوق رأس المسيح أثناء صلبه، مكتوب عليها “يسوع الناصري ملك اليهود”. وُجدت عام 1492 في كنيسة الصليب المقدس بروما، وهي من أهم الذخائر الأثرية.


 

3. إكليل الشوك

الذي ضُفر ووُضع على رأس المسيح للاستهزاء به، محفوظ اليوم في كاتدرائية نوتردام بباريس. الإكليل مصنوع من خيزران، وتُضاف إليه الأشواك رمزًا للألم والمجد.


 

4. المسامير

يُحتفظ بمسامير الصلب في ثلاث مواقع: كنيسة الصليب بروما، دير سان دنيس، ودير سان جيرمان. وتُصنع منها نسخ رمزية ممزوجة ببُرادة المسمار الأصلي.

5. رداء المسيح

المحفوظ في كاتدرائية “ترير” بألمانيا، ويُعرض كل 25 سنة للتبارك، وهو الرداء الذي اقترع عليه الجنود أثناء صلب المسيح.


 

6. عصابة الرأس في بيت قياف

قطعة من قماش الكتان تظهر عليها بقع دم، محفوظة في كنيسة “سان جوليان دي لونجارد” بفرنسا، وتُعتبر شاهدًا على الإهانة التي تعرض لها المسيح.


 


 


 


 

7. درجات سلم بيلاطس


 


 

نُقلت إلى روما عام 326 بأمر من القديسة هيلانة، وهي الدرجات التي صعد عليها المسيح عند مثوله أمام بيلاطس البنطي، ويصعدها الحجاج ركوعًا حتى اليوم.


 


 


 


 

8. الحجر الذي دُحرج من على باب القبر


 


 

موجود اليوم في كنيسة القيامة بالقدس، ومغلف بالرخام ومكشوف من الأعلى، وتعتني الكنيسة القبطية بإنارته يوميًا.


 


 


 


 

9. الحربة والمنديل


 


 

الحربة التي طُعن بها جنب المسيح والمنديل الذي مسح وجهه، محفوظان في الكنيسة الأرمنية. ويُعرف المنديل أيضًا بمناديل القديسة فيرونيكا.


 

10. عامود الجلد

وُجد جزء منه في روما بكنيسة “سان براكسيد”، وآخر في كنيسة القيامة، وهو العمود الذي جُلد عليه المسيح.


 

11. حجر التحنيط (المغتسل)
 

وُضع عليه جسد المسيح بعد إنزاله من الصليب لتحنيطه، موجود في مدخل كنيسة القيامة، مزين بالقناديل من طوائف الكنائس المختلفة.


 

12. الكفن المقدس

محفوظ في كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان بمدينة تورينو الإيطالية، ويُعتقد أنه لف جسد المسيح بعد موته، وعليه آثار دمه المبارك.


 

13. الجلجثة

موقع الصلب في كنيسة القيامة، وتحتها مغارة الصليب، حيث اكتُشف الصليب الحقيقي على يد القديسة هيلانة.


 

14. القبر المقدس

موجود داخل كنيسة القيامة، وهو القبر الذي دُفن فيه السيد المسيح، ويُعد من أقدس الأماكن المسيحية.


 

15. مغارة الصليب

المكان الذي اكتشفت فيه القديسة هيلانة الصلبان الثلاثة والمسامير، ويُزار اليوم في كنيسة القيامة.

 

16. سجن المسيح

 

مصلى “حبس المسيح” في كنيسة القيامة، حيث يُعتقد أن المسيح سُجن قبل صلبه، وهو مكان يحظى بتبجيل خاص.


 

17. صندوق أوفييدو المقدس

محفوظ في كاتدرائية أوفييدو بإسبانيا، يحتوي على ذخائر نادرة، منها قطعة من الصليب، إكليل الشوك، المنديل، حجر من القبر، وقطع من ملابس المسيح والقديسين.


 


 

مقالات مشابهة

  • المغرب يعتزم رفع سعة مطاراتها إلى 80 مليون مسافر بحلول 2030
  • المغرب تعتزم رفع سعة مطاراتها إلى 80 مليون مسافر بحلول 2030
  • حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري
  • المطران إبراهيم عازار ينعى البابا فرنسيس ويشيد بإرثه في خدمة المسيح
  • "رجل على خطى يسوع"... كاثوليك القاهرة يودعون البابا فرنسيس بكلمات مؤثرة
  • فيلم “الابن السيئ” عن حكم الأسدين الأب والابن على مسرح ثقافي حمص
  • الأنبا باسيليوس يترأس قداس عيد القيامة بكاتدرائية يسوع الملك بالمنيا
  • الذخائر المقدسة للسيد المسيح.. بين التاريخ والإيمان
  • بأجواء روحانية مميزة.. دير يابكا المقدس يحتفل الاحتفال بعيد قيامة المسيح
  • الأنبا باسيليوس يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية يسوع الملك