نايف اليحيائي.. فنان يستمد إلهامه من خطوط حركة النمل !
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
في بداية مشواره مع عالم الرسم الواقعي والرسم الأحادي بقلم الرصاص، استوحى الفنان نايف بن محمد بن راشد اليحيائي -ابن ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة- شغفه من مقولة الفنان الشهير بيكاسو، والتي جاء فيها: «أتقن القواعد كمحترف حتى تتمكن من كسرها كفنان»، لتكون هذه المقولة أساسًا انطلق منها نايف اليحيائي ونصيحة طوال مشواره الفني، حيث يسعى إلى التنويع في استخدام الخامات وكسب المزيد من الخبرة من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الرسم.
كل من يشاهد أعمال نايف اليحيائي، الذي يعرض عددًا منها في مواقع التواصل الاجتماعي، يشعر بمدى الموهبة التي يمتلكها، فهي أعمال متقنة جدًا وإبداعية بطريقة ملفتة، تجر الأسئلة نحو الإنجازات التي حققها وحضور اسمه في الملتقيات والمشاركات الجماعية والمسابقات، فعلى المستوى المحلي، وبالرغم من أن مشاركاته كانت معدودة؛ لأن نايف حريص على تقليلها لأجل التطوير، وتقديم ما يستحق العناء، فكانت مشاركته في مسابقة إبداعات ثقافية بارزة، حيث حصل على المركز الأول ثلاث مرات متتالية على مستوى النادي، كما شارك أيضًا في معرض مسقط الدولي للكتاب، وحاليًا هو مشارك في مسابقة «إشراقة عهد» التي خصصت لرسم السيدة الجليلة، ويعتبر إصراره على تعلم الفن أعظم فخر له، إذ يقول: «أحببت الفن قبل أن يحبني».
ولكل فن ملهموه مهما تعددت الفنون بأنواعها، وكذلك الرسم له مناهج متعددة ومدارس أسسها السابقون والمعاصرون من الفنانين، لذلك استمد نايف إلهامه من العديد من الفنانين، من بينهم أستاذه في المدرسة، الفنان المصري سعيد الشيمي، بالإضافة إلى العديد من الفنانين العمانيين، كما استمد اليحيائي من الطبيعة طرائق في الرسم، فنجد بعض رسوماته تتميز بخطوط تشبه حركة النمل، وحول هذه الميزة قال اليحيائي: «الخطوط التي تشبه في حركاتها خطوات النمل تعطي شعورًا بالحركة».
وطرحنا على الفنان نايف اليحيائي سؤالًا عن بداياته في الرسم، وكيف تطور مستواه، فأجاب نايف بأنه في عام 2018 كاد ينسى الرسم، ولكن استمراره في التعلم ومعرفة فنانين آخرين ساعده على تحقيق مستوى جيد في فترة قصيرة، ووجد نايف نفسه يميل إلى استخدام أقلام الفحم في الرسم الأحادي بسبب تدرجاتها غير اللامعة مقارنة بأقلام الرصاص.
التحديات في الرسم بالنسبة لنايف هي أمر وارد جدًّا، حاله كحال أغلب الفنانين والموهوبين، ولكنه يرى أن الحل يكمن في التعلم والممارسة، لذلك نجده يقضي وقته في الرسم خارج المنزل بعيدًا عن الضجيج، مما يساعده على تجاوز المتاعب والضغوط التي تشتت تركيزه، ويعتبر النقد جزءًا مهمًّا في تطوره كفنان، مشيرًا إلى أن أحد الفنانين العمانيين كان له دور كبير في تحسين مستواه الفني بعدما انتقد أعماله، فنايف اليحيائي متقبل للنقد البناء، النقد الذي يضع النقاط على الحروف ويصوِّب الخطأ، وليس الانتقاد الهدام الذي يزيد الطاقة السلبية عند الفنان.
وفيما يتعلق بالرسم الإلكتروني، يعتبر نايف أن الرسم الرقمي هو أحد أنواع الرسم التي يحبها، فهو إلى جانب الرسم الأحادي في الفحم وأقلام الرصاص، والرسم بالألوان بالطريقة التقليدية، بدأ تجربته مع الرسم الرقمي منذ عشر سنوات، وطوّر مهاراته مؤخرًا من خلال رسم أشخاص من الشارع وعبر إنستجرام، ولديه خطط مستقبلية عديدة، منها إنتاج عدد جيد من الأعمال والتجارب بأسلوب فني متفرد.
نايف اليحيائي رغم ما لديه من قلة المشاركات في المسابقات والفعاليات، ورغم الضغوط ولجوئه إلى الفضاء الخارج عن المنزل، يثبت نفسه على الساحة الفنية بأنه فنان قادر على العطاء، قادر على التطور، قادر على مجارات الطبيعة والمدارس الفنية المتعددة حتى يتفرد بأسلوبه الفني الخاص.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الرسم
إقرأ أيضاً:
لقجع: آليات الدعم الإجتماعي كانت مشتة و مشروع قانون المالية يستمد مرجعيته من التوجيهات الملكية
زنقة 20 ا الرباط
قال فوزي لقجع الوزير المكلف بالميزانية إن “مشروع قانون مالية 2025 ينبني أولا على التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطب جلالة الملك نصره الله والتي تتمحور حول مواصلة المسار التنموي الشامل وتحقيق العدالة الإجتماعية والنهوض بالإستثمار المنتج واستدامة الثروات الطبيعية والماء على وجه التحديد”.
وأضاف لقجع في الجلسة العمومية المنعقدة اليوم الجمعة للاستماع لجواب الحكومة والتصويت على الجزء 2 وعلى مشروع قانون المالية برمته، أن ” المرجعية الثانية أي النموذج التنموي الجديد تركز على تنويع الإقتصاد المنتج للقيمة وفرص الشغل.. وحين نورد هذا التوجه نسمع من يقول أننا نغير الوجهة لأن الحكومة فشلت في اختياراتها السابقة”، مشددا على أن “مرجعية النموذج التنموي تركز بنفس الحجم على أولويات الإستثمار والحكامة والأبعاد الإجتماعية”.
أما بالنسبة للبرنامج الحكومي كمرجيعة لهذا المشروع، قول لقجع، فإنه “يركز على إنجاز مكونات الدولة الإجتماعية وعلى تطوير قدرات وتنافسية الإقتصاد الوطني مع التركيز على المقاولة والديناميات القطاعية من أجل فرص شغل لائقة ومنتجة، هذا فضلا عن الحكامة في أبعادها المجالية والإدراية”.
وقال لقجع أن “المحاور التي تحدثنا علها طيلة نقاش مشروع قانون مالية 2025 محاور ثلاث (الصحة، التعليم، الحماية الإجتماعية) تتكرر لأن أوراشها المفتوحة في هذا الصدد مازالت في طور الإنجاز وهي محاور مهيكلة لمجتمع يريده جلالة الملك نصره الله متماسكا وقادرا على ولوج الدول النامية”.
وكمثال على الترابط بين هذه المحاور الثلاث الإجتماعي والإقتصادي التنموي والحاكمة والإصلاحات المهيكلة ، يشير الوزير المكلف بالميزانية، تجدر الإشارة أنه لإنجاز البرامج الإجتماعية الطموحة يحتاج لمنظور إقتصادي تنموي ينتج القيمة المضافة، ويوفر بالتالي الإمكانات المالية الضرورية للإنجاز، فيما يتأثر كل هذا المسلسل سلبا أو إيجابا بمدى التركيز على تطوير الحكامة وتسريع الإصلاحات المهيكلة”.
وبالتالي فالحكومة، يقول لقجع، لا تؤسس لمأسسة الفقر كما جاء في مجموعة من التدخلات خلال مناقشة مشروع مالية 2025، بل لديها تصور واضح لتطوير الإستثمار المنتح الذي الذي سيوفر الموارد الضرورية لتمويل الدولة الإجتماعية”.
وفي السياق ذاته، أكد لقجع أن “ورش الحماية الإجتماعية هيمن على مناقشة هذا المحور وهذا أمر مفهوم تماما باعتبار وضول بلادنا للمرة الأولى في تاريخها إلى تحقيق الهدف بعد تدرج طويل لآليات الدعم الإجتماعي التي كانت تشكو من التشتت ومن الطباع الترقيعي في الغالب العام، وهذا يعني كون المشروع الذي يسهر عليه صاحب الجلالة قد جاء ثمرة لتطور طبيعي شهده المغرب طوال الـ25 سنة الأخيرة، وذلك في كل المجالات”.
وقال لقجع “حتى نكون منصفين فقد كان على الحكومة منذ تنصيبها أن نتخرط كليا في تنزيل ورش الحماية الإجتماعية الذي حدد له صاحب الجلالة أفقا لا يتجاوز سنة 2025، علما أن الحكومة حتى نكون دائما في الإنصاف لم تجد أمامها غير القانون الإطار”، مشيرا إلى أنه “ومع ذلك استطاعت أن تقوم بتنزيل الإطار القانوني والمؤسساتي في ظروف لم تكن دائما سهلة”.
لقجع أكد أن النجاح الفعلي على أرض الواقع يتطلب انخراط الجميع باعتباره ورشا مجتمعيا يجتاج لتتبع وتجويد وتصويب دائميين غير أن هذا الإقرار المبدئي حسب الوزير لا يعني بالتسليم بصواب بعض الإنتقادات من فبيل تضخيم أرقام المستفدين سابقا من “راميد” لدلالة على تراجع عدد المستفدين من التغطية الصحية الآن”.
وفي هذا الإطار، يضيف المسؤول الحكومي، يتم تداول رقم 18 مليون مستفيد في السابق وهو رقم لا علاقة له بالحقيقة، مؤكدا أن العدد التراكمي يمثل بين سنتي 2012 و2022 للذين إنخرطوا في نظام “راميد”، في حين أن العدد الحقيقي كان 10.7 ملايين مستفيد منهم 800 ألف مستفيد يتوفرون على تغطية صحية برسم الأنظمة الموجودة سلفا، علما أن 45 في المائة من العدد الإجمالي كانوا من الميسورين اللذين لا يستوفون شروط الإستفادة من النظام الجديد.
و أوضح لقجع أنه بعد تعميم التأمين الأساسي الإجباري عن المرض فقد بلغ عدد المستفيدين 11 مليون و800 ألف و923 مستفيد في متم شهر شتنبر، وهذا مجرد نموذج واحد من المعطيات التي وجب آخذها بحذر قصد توخي الدقة والمصداقية في تقييم الأمور.