لجريدة عمان:
2025-04-02@20:27:29 GMT

أبطالنا الطيبون العالقون

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

أبطالنا الطيبون العالقون

أخطأت خطأ جسيمًا كلفني ليالي طويلة في مشفى الرعاية، كنت أتهيأ لمغادرة بيت من بيوت الفنانين التابع لبلدية رام الله، حيث أمضيت ستة أشهر في أحد البيوت القديمة هذه أحاول كتابة نص طويل، (لا أسميه رواية خوفا من هذا الجنس الأدبي الخطير والكاشف)، وضعت كل أغراضي في حقيبتي وخرجت مسلما المفتاح ( لعدي) حارس المكان.

في الليل تذكرت أني نسيت أن اصطحب معي أبطال نصي الطويل، ركضت حافيا في ليل رام الله السفلية بعد أن اتصلت بعدي متوسلا إليه أن يأتي سريعا لأني نسيت أشخاصا تهمني حياتهم وسلامة عقولهم داخل غرفتي، جاء عدي راكضا، فتح لي الباب، ذاهلا من قصة الأشخاص الذين نسيتهم هناك، وقف الحارس خارج غرفتي وهو (تخيلته يتهيأ للاتصال بالشرطة لغرابة كلامي) يحدق بي من بعيد.

داخل غرفتي كان همام بطل روايتي المصاب بالجذام يجلس على كرسي متعرقا ومتعبا، بينما كانت ناي تقف أمام النافذة تنظر إلى الخارج والدموع في عينيها، فغدا ستسافر إلى لندن تاركة القدس العتيقة التي تعشقها، أما الشاعر توفيق صائغ بطلي الثالث فقد كان مستلقيا على الأرض وهو يقرأ في الإنجيل بحثا عن إلهه الطيب.

وضعت بصعوبة أبطالي الثلاثة في كيس قماشي ضخم على ظهري أمام ذهول الحارس وارتجاف عينيه، خرجت، ببطء منحني القامة، وصلت بيتي بعد نصف ساعتين، أخرجت (همام) بحذر خوفا من أن يعديني جذامه، أسقطت (ناي وتوفيق) من الكيس بهدوء، كل في زاوية، حاولت أن أجلس، لكن ظهري كان ظل منحنيا، وشعرت بألم فظيع في أسفله يشبه حرقا أو نخزا بسكين، اتصلت بالإسعاف، حملني المسعفون على حمالة، وفي مشفى الرعاية شخّص الأطباء ألمي بتشنج كبير في عضلات أسفل الظهر.

هكذا أحسست وأنا أغادر مجبورا بسبب انتهاء مدة إقامتي في بيوت الفنانين، روايتي لم تنته بعد، أبطالي لم يكتمل نموهم المعرفي والعاطفي والإنساني، ما أكتبه هو مشروع رواية أو نص طويل، عن حادث صعب حدث في القدس أواخر الأربعينيات، تتداخل مع الحادث أحداث ثقافية وشخصية. خروجي السريع من بيت الفنانين هيج داخلي هواجس الروائي الحزين واللئيم والأناني والقاتل الذي يكتب روايته ببطء ومتعة خالقا الشخصيات مع المصائر والعلاقات، ويتركهم في أوضاعهم غير المكتملة في المقاهي والبيوت، ثم يعود اليهم وقتما شاء، متجاهلا مطالبهم وحاجاتهم.

يقول الروائي المصري نجيب محفوظ بما معناه في حوار صحفي متحدثا عن كمال عبد الجواد شخصيته الرئيسية في روايته الشهيرة الثلاثية أنه صنع هذه الشخصية بحب وخوف، وأنه كلما كتب صفحة عنها تركها، لينام أو حتى ليذهب إلى الحمام، يظل قلقا على صحتها وكرامتها، وإحساسها بالوحدة، وأن أجمل لحظات حياته كانت حين يكون قرب كمال، يطوره ويغذيه ويكمل نموه ويدير علاقاته مع العالم.

أما الروائي البرتغالي ساراماغو فيقول عن بطلة روايته الشهيرة (العمى): إن زوجة الطبيب، هي الوحيدة التي قررت أن امنحها البصر وسط غابة العمى التي شلّت المدينة، وأنه شعر بالأسف لأنه ورّطها في هكذا جنون، في الليل بينما هو نائم ظل ( ساراماغو) يحلم بزوجة الطبيب وهي توبخه باكية: لماذا اخترتني أنا؟ ألا تعرف أني هشة وحساسة،؟!.

علاقة الروائيين بشخصياتهم قد تكون مصدر متاعب عديدة متنوعة للروائي، قرأت مرة عن مرض شديد تعرض له الروائي الكولمبي ماركيز، بعد كتابته) لرواية خريف البطريق).

(مرضت مرضا شديدا بسبب الحساس بالذنب والحزن على الآلاف الذين قضوا على يد الطاغية، وأشعر بمسؤولية كبيرة عن ذلك، بل أشعر أحيانا أني طاغية من نوع ثقافي مارس تعذيبهم بطريقة أخرى..).

هو قدر الروائي إذن أن ينتج العدالة وينحاز للحق والجمال، ولكن للأسف لا سبيل إلى ذلك إلا بالتسبب بألم للآخرين.

في الليل الفائت شعرت بطفح جلدي على ظاهر يدي، إلهي هل يمكن أن يكون همام بطل روايتي قد نقل لي العدوى؟؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري: هجماتُ أمريكا لا تؤثّر فيما صواريخ اليمن تدخلنا بالملايين إلى الملاجئ في آخر الليل أَو ساعات الذروة

الجديد برس..|

أكّـد الباحثُ في معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي، يهوشع كاليسكي، أنّ إطلاق الصواريخ البالستية من اليمن على “إسرائيل” يُشكّل مصدر إزعاج كبير.

وقال كاليسكي إنّه “مع كُـلّ صاروخ يُطلق من اليمن، يدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، سواء في وقت متأخر من الليل أَو خلال ساعات الذروة”.

وَأَضَـافَ أنّه على الرغم من إمْكَانية التنبؤ بمسار الصاروخ، فإنّ هناك احتمالاً بأن تتحَرّك المرحلة الثانية من الصاروخ في اتّجاهات مختلفة.

بدورها، قالت القناة “12” الإسرائيلية إنّ “اليمنيين يتحدوننا قبل أن يتحدوا الولايات المتحدة ويعملون بشكلٍ مستقل عن إيران”.

وأشَارَت القناة إلى أنّ “إسرائيل” في تنسيق مع الولايات المتحدة لكنّ أنصار الله يطلقون الكثير من النيران على السفن الأميركية في منطقة باب المندب وأماكن أُخرى.

في نفس السياق، رأى المحلل العسكري، أوهاد حمو، في القناة “الـ 12” الإسرائيلية، بأنّه وبعد هجمات سعوديّة وأميركية على مدى 8 سنوات لا تزال يد القوات اليمنية هي العليا.

ولفت حمو إلى أنّ اليمنيين استطاعوا تحقيق مكاسب كبيرة على الصعيدين العسكري والإعلامي، مُشيراً إلى “قدرتهم على مواجهة أكبر قوة عظمى في الشرق الأوسط، وهي الولايات المتحدة”.

بدوره، قال المذيع في “القناة 12” الإسرائيلية عوفر حداد، إنه “على الرغم من تزايد الهجمات الأميركية في اليمن إلا أنها لا تؤثر في قدرة اليمنيين كما يظهر على الأقل من وتيرة الصواريخ نحو إسرائيل”.

مقالات مشابهة

  • هل يشترط في قيام الليل الاستيقاظ قبل الفجر؟.. عويضة عثمان يعلق
  • الدفاع الروسية: اعتراض 93 مسيرة أوكرانية خلال الليل منها 87 فوق مقاطعة كورسك
  • ميرفت أمين لـ "البوابة نيوز": "جوما" قدمني بشكل جديد لجمهوري في رمضان
  • الجوارب والنوم..هل من الأفضل خلعها أم الإبقاء عليها خلال الليل؟
  • الإعلام العبري: هجماتُ أمريكا لا تؤثّر فيما صواريخ اليمن تدخلنا بالملايين إلى الملاجئ في آخر الليل أَو ساعات الذروة
  • محمد همام يشيد باحتشاد الملايين عقب صلاة العيد لدعم موقف القيادة السياسية
  • تحذير صحي من تناول الحلويات في الليل
  • دهستها السيارات طوال الليل.. مشهد مرعب لجثة على طريق في بغداد
  • كيف تقضي يومك بعد نوم مضطرب أثناء الليل؟
  • فيديو.. ميرفت أمين تحتفل بنجاح "جوما" و"بنات همام" بحضور محمد النقلي