مع توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، رغم الغضب الإسرائيلي، والمعارضة الأمريكية، لكن ذلك لم يمنع صدور أصوات "إسرائيلية" تنادي بضرورة الإقرار بهذا الحق للفلسطينيين، ليس بالضرورة حباً فيهم، ولكن بسبب عوامل كثيرة.

وتعد التركيبة السكانية من أهم تلك العوامل، وتراجع مكانة دولة الاحتلال الدولية، والمكاسب التي سيحققها التطبيع لها، ولمواجهة عمليات المقاومة المتصاعدة، والتصدي للصعوبات الجغرافية، ورغم الانتكاسة التي مُني بها الاحتلال في السابع من أكتوبر، فقد حان الوقت لأن يعترف بهذه الدولة، من أجل مصلحته هو، وليس الفلسطينيين فقط.



وأكد، يادين كوفمان، أحد كبار المستثمرين في الشركات الناشئة الإسرائيلية، أنه "في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، أصبح قسم كبير من الإسرائيليين، وربما أغلبهم، يعارضون إقامة دولة فلسطينية، حتى ولو كجزء من صفقة شاملة، ولعله يكون ردّ فعل مفهوم على هجوم حماس.



وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، "رغم أن تأييد حل الدولتين كان في تراجع حتى قبل ذلك، وتستمر الحكومة بإنكار قيام الدولة الفلسطينية، التي تعتبرها هدية للفلسطينيين، مع أنه ليس سرا أن هذه الدولة ستكون مفيدة للفلسطينيين، لكن الجديد أن أهميتها لن تكون أقل بالنسبة لدولة الاحتلال أيضاً".

وأوضح كوفمان، "أن الدولة الفلسطينية على افتراض أن يتم تأسيسها تدريجيا، وبمعايير أمنية كافية, فهناك عدة أسباب لذلك أولها أنها وحدها ستضمن بقاء دولة الاحتلال ذات أغلبية يهودية، حيث يوجد اليوم 4.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، و2.1 مليونا هم فلسطينيو48، بجانب 7.2 مليون يهودي، وإذا استمرت اسرائيل بعدم منح الحقوق المدنية للفلسطينيين، فسنبقى دولة يهودية، لكننا في مرحلة ما سنتوقف عن استخدام وصف ديمقراطية". 

وتابع، "إذا منحنا حق التصويت في الانتخابات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمروا في النمو الديمغرافي بمعدل أسرع من اليهود، فسيفقد الكنيست في مرحلة ما أغلبيته اليهودية".

وأردف، "في كلتا الحالتين فإن هذا الوضع يقوض الطابع الأساسي لإسرائيل، لأنه لا ينبغي لها أن تحكم أمة أخرى لا تتقاسم معها التاريخ والدين والثقافة، وكما حصل اليهود على حق تقرير المصير، يستحق الفلسطينيون ذلك أيضاً انطلاقا من مبدأ العدالة، ولا ينبغي لنا أن نحكم شعبًا آخر".

وأشار كوفمان إلى أن "الفائدة الثانية لهذه الدولة أن الفلسطينيين لديهم قدر من السيطرة على شؤونهم، لكن إسرائيل يواصل ممارسة عناصر كبيرة من السيطرة، وربما الظروف الآن أصبحت ناضجة كي يستفيد الفلسطينيون من الفرص المتاحة لهم باتجاه تخصيص الموارد، لأن طاقات إسرائيل ومواردها المالية محدودة، ومن الصواب أن يتم توجيهها نحو احتياجات المتعددة داخل حدودها، وليس لمراقبة الفلسطينيين أمنيا، وتطوير المستوطنات، وحمايتها". 

واستدرك بالقول إن "الفائدة الثالثة تتمثل في وضعنا الدولي المتدهور الذي يتطلب منها إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، لأنه سيزيل عاملاً مهماً في المشاعر المعادية لنا، وسيضمن استمرار الدعم الأمني والاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة، وهو أمر حيوي لوجودنا في ضوء التهديدات المحيطة".

وبحسب كوفمان "فإن الفائدة الرابعة من إقامة الدولة الفلسطينية تحقق لدولة الاحتلال تحصيل مكاسب التطبيع مع السعودية ومعظم الدول العربية والإسلامية، وسيكون لذلك فوائد اقتصادية ونفسية وأمنية هائلة لها، بما فيها النشاط المشترك مع الفلسطينيين في مجال التكنولوجيا المتقدمة".

وأكد أن "الفائدة الخامسة ترتبط بالناحية الأمنية حيث أن إقامة الدولة الفلسطينية على مراحل، وخلال عدة سنوات، سيجعل جيش الاحتلال مسؤولاً منفردًا أو مشتركًا عن الأمن في الفترة الانتقالية؛ ومنح تلك الدولة قوة فعالة متعددة الجنسيات؛ والقيام بإصلاحات فيها".

ويمكن الخروج بجملة استنتاجات إسرائيلية حول الإقرار "المتأخر" بإقامة الدولة الفلسطينية، أهمها الاعتراف بفشل سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين، والنتيجة نشوب المزيد من الانتفاضات والمقاومة والهجمات الصاروخية.

وهذا يعني أن الاحتلال الذي لا نهاية له لن يضمن السلام والأمن، بل استمرار العزلة الدبلوماسية والعنف، لكن ذلك يتطلب بالأساس توفير شرط ضروري يتمثل بتغيير الحكومة اليمينية الحالية، وصعود قيادة جديدة قادرة على التأثير على الإسرائيليين بتقديم تنازلات، وليس التمسك بأوهام تلمودية حول أرض الميعاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الدولة الفلسطينية الضفة غزة غزة الاحتلال الضفة الدولة الفلسطينية حكومة نتنياهو صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الفلسطینیة دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تنعى مواطنين ليبيين قضيا أثناء جمع التبرعات لفلسطين

نعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المواطنين الليبيين أحمد محمد صالح حماد ومحمد علي الحراري، اللذين قضيا في حادث سير مأساوي بمدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس.

وتوفي الموطنان خلال أدائهما لواجب إنساني نبيل في إطار حملة "قوافل فلسطين قضيتنا" الهادفة لجمع التبرعات دعما للشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.

ووفق بيان صادر عن الوزارة، فقد وقع الحادث أثناء قيام الفقيدين بجمع التبرعات التضامنية لصالح الفلسطينيين، تأكيدا على المواقف المشرفة للشعب الليبي في مساندة القضية الفلسطينية ورفض حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، لا سيما في قطاع غزة.

كما أسفر الحادث المؤلم عن إصابة شقيقين ليبيين هما: عبد الرحمن محمود بلغيث وعبد العليم محمود بلغيث، اللذان كانا أيضًا يعملان ضمن الحملة التضامنية. وقد أعربت وزارة الخارجية عن تمنياتها لهما بالشفاء العاجل، مثمنة تفانيهم ومواقفهم النبيلة.

وتقدمت الوزارة بخالص التعازي والمواساة إلى دولة ليبيا الشقيقة، قيادةً وحكومة وشعبا، وإلى عائلات الفقيدين، مؤكدة عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والليبي، ووحدة المصير في وجه التحديات.

من جانبه، شارك سفير دولة فلسطين لدى ليبيا محمد رحال، إلى جانب طاقم السفارة الفلسطينية وأبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في ليبيا، في مراسم الصلاة والدفن التي أقيمت بحضور أسر الضحايا والمصابين، ناقلًا تعازي القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وتعازي الشعب الفلسطيني بهذا المصاب الأليم.

وأكدت وزارة الخارجية أن هذه الحادثة المؤلمة لن تنسى، وستبقى شاهدا على عمق التضامن العربي الشعبي مع القضية الفلسطينية، ومثالا ناصعا للفداء والإخلاص لقيم العدالة والحرية.

مقالات مشابهة

  • وفا: جرائم مرعبة ارتكبها الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين فى الربع الأول من 2025
  • كاتب إسرائيلي: الحكومة تضحي بالمختطفين في غزة من أجل بقائها السياسي
  • قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ 40 لتجدد حرب الإبادة الصهيونية على غزة
  • سوريا تغازل أمريكا: سنبحث وضع الفصائل الفلسطينية ولن نشكل تهديدا لـإسرائيل
  • الخارجية الفلسطينية تنعى مواطنين ليبيين قضيا أثناء جمع التبرعات لفلسطين
  • العرب يدعون واشنطن لإنهاء انحيازها لإسرائيل ويرفضون تهجير الفلسطينيين
  • اجتماع عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويدعو واشنطن لإنهاء انحيازها للاحتلال
  • بالصور.. مؤتمر موسع لبحث تداعيات تهجير الفلسطينيين وآليات التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • مؤتمر موسع لبحث تداعيات تهجير الفلسطينيين وآليات التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية