كاتب إسرائيلي يرصد 5 فوائد تتحقق بقيام الدولة الفلسطينية رغم الكوابح الصهيونية
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
مع توالي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، رغم الغضب الإسرائيلي، والمعارضة الأمريكية، لكن ذلك لم يمنع صدور أصوات "إسرائيلية" تنادي بضرورة الإقرار بهذا الحق للفلسطينيين، ليس بالضرورة حباً فيهم، ولكن بسبب عوامل كثيرة.
وتعد التركيبة السكانية من أهم تلك العوامل، وتراجع مكانة دولة الاحتلال الدولية، والمكاسب التي سيحققها التطبيع لها، ولمواجهة عمليات المقاومة المتصاعدة، والتصدي للصعوبات الجغرافية، ورغم الانتكاسة التي مُني بها الاحتلال في السابع من أكتوبر، فقد حان الوقت لأن يعترف بهذه الدولة، من أجل مصلحته هو، وليس الفلسطينيين فقط.
وأكد، يادين كوفمان، أحد كبار المستثمرين في الشركات الناشئة الإسرائيلية، أنه "في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، أصبح قسم كبير من الإسرائيليين، وربما أغلبهم، يعارضون إقامة دولة فلسطينية، حتى ولو كجزء من صفقة شاملة، ولعله يكون ردّ فعل مفهوم على هجوم حماس.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، "رغم أن تأييد حل الدولتين كان في تراجع حتى قبل ذلك، وتستمر الحكومة بإنكار قيام الدولة الفلسطينية، التي تعتبرها هدية للفلسطينيين، مع أنه ليس سرا أن هذه الدولة ستكون مفيدة للفلسطينيين، لكن الجديد أن أهميتها لن تكون أقل بالنسبة لدولة الاحتلال أيضاً".
وأوضح كوفمان، "أن الدولة الفلسطينية على افتراض أن يتم تأسيسها تدريجيا، وبمعايير أمنية كافية, فهناك عدة أسباب لذلك أولها أنها وحدها ستضمن بقاء دولة الاحتلال ذات أغلبية يهودية، حيث يوجد اليوم 4.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، و2.1 مليونا هم فلسطينيو48، بجانب 7.2 مليون يهودي، وإذا استمرت اسرائيل بعدم منح الحقوق المدنية للفلسطينيين، فسنبقى دولة يهودية، لكننا في مرحلة ما سنتوقف عن استخدام وصف ديمقراطية".
وتابع، "إذا منحنا حق التصويت في الانتخابات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمروا في النمو الديمغرافي بمعدل أسرع من اليهود، فسيفقد الكنيست في مرحلة ما أغلبيته اليهودية".
وأردف، "في كلتا الحالتين فإن هذا الوضع يقوض الطابع الأساسي لإسرائيل، لأنه لا ينبغي لها أن تحكم أمة أخرى لا تتقاسم معها التاريخ والدين والثقافة، وكما حصل اليهود على حق تقرير المصير، يستحق الفلسطينيون ذلك أيضاً انطلاقا من مبدأ العدالة، ولا ينبغي لنا أن نحكم شعبًا آخر".
وأشار كوفمان إلى أن "الفائدة الثانية لهذه الدولة أن الفلسطينيين لديهم قدر من السيطرة على شؤونهم، لكن إسرائيل يواصل ممارسة عناصر كبيرة من السيطرة، وربما الظروف الآن أصبحت ناضجة كي يستفيد الفلسطينيون من الفرص المتاحة لهم باتجاه تخصيص الموارد، لأن طاقات إسرائيل ومواردها المالية محدودة، ومن الصواب أن يتم توجيهها نحو احتياجات المتعددة داخل حدودها، وليس لمراقبة الفلسطينيين أمنيا، وتطوير المستوطنات، وحمايتها".
واستدرك بالقول إن "الفائدة الثالثة تتمثل في وضعنا الدولي المتدهور الذي يتطلب منها إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، لأنه سيزيل عاملاً مهماً في المشاعر المعادية لنا، وسيضمن استمرار الدعم الأمني والاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة، وهو أمر حيوي لوجودنا في ضوء التهديدات المحيطة".
وبحسب كوفمان "فإن الفائدة الرابعة من إقامة الدولة الفلسطينية تحقق لدولة الاحتلال تحصيل مكاسب التطبيع مع السعودية ومعظم الدول العربية والإسلامية، وسيكون لذلك فوائد اقتصادية ونفسية وأمنية هائلة لها، بما فيها النشاط المشترك مع الفلسطينيين في مجال التكنولوجيا المتقدمة".
وأكد أن "الفائدة الخامسة ترتبط بالناحية الأمنية حيث أن إقامة الدولة الفلسطينية على مراحل، وخلال عدة سنوات، سيجعل جيش الاحتلال مسؤولاً منفردًا أو مشتركًا عن الأمن في الفترة الانتقالية؛ ومنح تلك الدولة قوة فعالة متعددة الجنسيات؛ والقيام بإصلاحات فيها".
ويمكن الخروج بجملة استنتاجات إسرائيلية حول الإقرار "المتأخر" بإقامة الدولة الفلسطينية، أهمها الاعتراف بفشل سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين، والنتيجة نشوب المزيد من الانتفاضات والمقاومة والهجمات الصاروخية.
وهذا يعني أن الاحتلال الذي لا نهاية له لن يضمن السلام والأمن، بل استمرار العزلة الدبلوماسية والعنف، لكن ذلك يتطلب بالأساس توفير شرط ضروري يتمثل بتغيير الحكومة اليمينية الحالية، وصعود قيادة جديدة قادرة على التأثير على الإسرائيليين بتقديم تنازلات، وليس التمسك بأوهام تلمودية حول أرض الميعاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الدولة الفلسطينية الضفة غزة غزة الاحتلال الضفة الدولة الفلسطينية حكومة نتنياهو صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الفلسطینیة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
«هيئة شؤون الأسرى»: التعذيب الممنهج بحق الآلاف الفلسطينيين لايزال مستمرا
يواصل الاحتلال الإسرائيلي مسلسل التعذيب الممنهج بحق الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجونه بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 في ظل صمت المجتمع الدولي الذي لايزال عاجزا أمام هذه الانتهاكات المستمرة.
وقد شكّلت الجرائم الطبيّة والحرمان من العلاج الأداة الأبرز لتنفيذ عمليات إعدام ممنهجة بحقّ العشرات من الأسرى منذ بدء الحرب، حيث استخدمت كافة الجرائم في سبيل قتل المزيد من الأسرى، أبرزها فرض ظروف احتجاز قاسية ومأساوية، وتعذيبهم وتنفيذ اعتداءات ممنهجة، والتعمد بإصابة الأسرى بأمراض من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الصحية، وتجويعهم، وتحويل حاجتهم للعلاج أداة للتعذيب.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني _ في بيان مشترك حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه اليوم _ إنّ الشهيد والأسير السابق إسماعيل طقاطقة (40 عاماً) من بيت لحم، تعرض لجريمة طبيّة ممنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، أدت إلى استشهاده صباح اليوم في الأردن بعد مرور خمسة شهور على الإفراج عنه، حيث تبين بعد الإفراج عنه في 29 أغسطس الماضي بإصابته بمرض سرطان الدم.
ووفقا للبيان، فإنّ الشهيد طقاطقة ضحية جديدة للجرائم الطبية الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون المتوحشة.. مشيرا إلى أن قضية الشهيد طقاطقة تفرض اليوم تساؤلا كبيراً ومتجدداً بشكل لحظيّ على مصير آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسرى المرضى الذين لم يعد بمقدور المؤسسات حصر أعدادهم.
ونبه البيان إلى أن ظروف الاعتقال المأساوية حوّلت كافة الأسرى إلى أسرى مرضى وبمستويات.. كاشفا عن أنّ غالبية الأسرى والمعتقلين الذين أفرج الاحتلال عنهم بعد الحرب، وحتّى اليوم، يُعانون من مشاكل صحية، استدعى نقل العديد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم.
وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يكتف بجريمته بحقّ الأسرى داخل السجون، بل يواصل ذلك بأدوات أخرى منها حرمان المواطن الفلسطيني من العلاج في المستشفيات في الأراضي المحتلة عام 1948 (لذرائع أمنية)، كما جرى مع الشهيد إسماعيل طقاطقة بعد أن تبين أنه بحاجة إلى زراعة نخاع حيث رفض الاحتلال نقله إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لاستكمال علاجه، ولاحقا عمل على عرقلة نقله إلى الأردن من أجل استكمال علاجه وقد ساهمت المماطلة إلى تفاقم وضعه الصحيّ إلى أنّ اُستشهد صباح اليوم.
وفي هذا الإطار.. حذرت الهيئة والنادي من أنّ مرور فترة زمنية أطول على الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال مع استمرار الإجراءات الانتقامية المستمرة بعد الحرب، سيؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية للأسرى، والتّسبب بأمراض حتّى للمعتقلين والأسرى الأصحاء، خاصّة أنّ العديد من الأسرى الذين لم يعانوا من مشاكل صحيّة سابقا يعانون اليوم من مشاكل صحيّة واضحة، خاصة مع انتشار الأوبئة بين صفوفهم، وأبرزها مرض (الجرب- السكايبوس) الذي شكّل نموذجاً واضحاً للجرائم الطبية ونشر الأوبئة بشكل متعمد بين صفوف الأسرى، بهدف قتلهم والتسبب لهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة لا يمكن علاجها لاحقا.
وحمّلت الهيئة والنادي إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير السابق طقاطقة، وعن مصير آلاف الأسرى الذين يواجهون إجراءات ممنهجة تهدف إلى قتلهم.
وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها لعائلات الأسرى المفرج عنهم، بأن يقوموا فور الإفراج عن أبنائهم نقلهم لأقرب مستشفى وعمل الفحوصات اللازمة لهم، وأخذ تقرير طبي أولي عن حالتهم الصحيّة والاحتفاظ بالتقرير للأهمية، في ضوء المعطيات الصحيّة الخطيرة التي تُتابعها المؤسسات عن الأوضاع الصحيّة للأسرى والمفرج عنهم.
وجددت الهيئة والنادي مطالبتها المتكررة للمنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز المرعبة أمام استمرار حرب الإبادة وأحد أوجها الجرائم التي تنفّذ بحق الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، والتي تشكل وجها آخر من أوجه الإبادة المستمرة.
اقرأ أيضاً«الأمم المتحدة»: لا يوجد بديل لتقديم خدمات الأونروا في غزة
الجارديان: مأساة غزة تتفاقم مع انهيار القطاع الصحي جراء القصف الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقصف خان يونس وجباليا البلد في قطاع غزة
300 شهيد و750 مصابًا بسبب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال 72 ساعة