منظمة الأمم المتحدة للبيئة والسعودية

* د. الفاتح يس

تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم فعاليات اليوم العالمي للبيئة لهذا العام 5 يونيو 2024م؛ بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للبيئة تحت شعار:

أرضنا مستقبلنا،

وتعتبر هذه الفعاليات فرصة عظيمة لمشاركة العديد من الدول وخبراء البيئة والمختصين والناشطين، وهذه الفعاليات تحت الإشراف الفني لوزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية التي أكدت إلتزام المملكة العربية السعودية بحماية البيئة والمياه وتطبيق المبادرات والمشروعات الخضراء.

وكما تعلمون أن البيئة (كوكب الأرض) تعرضت الي الكثير من الانتهاكات والجرائم البيئية خلال العقود الماضية؛ مثل قطع الأشجار والتصحر والتمدد العمراني وزيادة ثقب طبقة الأوزون الناتج من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النايتروجين وثاني أكسيد الكبريت وغاز الميثان ومركبات الكلورو فلورو كربون، وغازات أخرى؛ وهذه الغازات تتسبب في تغير المناخ وإرتفاع درجة حرارة الأرض (الإحتباس الحراري والإحترار العالمي) وارتفاع منسوب البحر وذوبان الجليد الذي يؤدي إلى غمر الأرض بالمياه وهذا يؤدي إلى قلة مساحة الأرض اليابسة والجفاف وقلة الرقعة الزراعية وخلل في المحاصيل الموسمية وخاصةً المحاصيل الشتوية مثل القمح الذي يعتبر الغذاء الرئيسي لبعض الشعوب والسودان من هذه الدول؛ وهذا بدوره يؤدي إلى عدم الاكتفاء من الغذاء وتظهر أمراض نقص الغذاء؛ ومن ثم تظهر شح الغذاء؛ وبعده الجوع والمجاعات وكل هذه النواقص الغذائية تؤدي إلى حدوث صراعات وحروب على الموارد والأراضي الزراعية الخصبة والأراضي الغنية بالموارد بين الدول والبلدان.

وأيضاً من القضايا والانتهاكات البيئية الرعي الجائر والتعدين العشوائي وزيادة كمية الملوثات السائلة والصلبة والغازية المنبعثة من المصانع الكيميائية الخطرة والسامة.

وأيضاً من المشاكل والانتهاكات البيئية المطر الحمضي الذي ناتج من إنبعاث غازي ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النايتروجين الناتج من حرق المحروقات والمواد العضوية الهايدروكربونية (الوقود الاحفوري).

بعد ظهور كل هذه المهددات البيئية لابد لنا من وقف حرق الوقود الاحفوري واستخدام الطاقات المتجددة النظيفة مثل طاقة الرياح والشمس والبايوديزل والبايوغاز.

لابد من استخدام تكنولوجيا معالجة الغازات المنبعثة من عوادم المصانع بإستخدام الفلاتر وكوابح الملوثات وغاسلات الغازات.

ولابد من التقليل من النفايات ووقف إنتاج اي منتج غير صديق للبيئة؛ وإنتاج منتجات صديقة للبيئة تمتاز بالديمومة والعمر الطويل والجودة العالية وصحية؛ وتتحلل حيوياً في حالة أصبحت مخلفات ونفايات؛ وفي المقابل لابد من وقف إنتاج المواد البلاستيكية التي تهدد البيئة الطبيعية والكائنات الحية ولا تتحلل حيوياً عندما تصبح نفايات؛ وهنا لابد من تكثيف البحوث العلمية لإنتاج بلاستيك حيوي ومنتجات وتكنولوجيات خضراء.

وأيضاً لابد من وقف القطع الجائر للغابات لأنها تُعتبر رئة الأرض؛ بإمتصاصها لغاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء الجوي وتنتج الاكسجين الذي نتنفس به وبدون لن نعيش.

وهنا لابد من المحافظة على البيئة الطبيعية والنظم الحيوية الطبيعية والموائل الطبيعية والتنوع الحيوي الذي يوفر لنا الأمن الغذائي (السلاسل الغذائية)؛ ولابد من وقف التعدين العشوائي وبالذات في الغابات والمراعي والمحميات وبالقرب من مصادر المياه.

ولابد لنا أن نتبنى وننفذ سياسات إعادة تدوير النفايات وتحويلها الي وقود؛ وإتباع منهجية ضريبة الكربون وتطبيق سياسات الإقتصاد الدائري والمشروعات الخضراء والكيمياء الخضراء.

ولابد من تحويل المدن إلى مدن ذكية والمباني الي مباني خضراء وذكية وكل ذلك بإتباع وتبني تطبيق أنظمة التحول الرقمي المختلفة والمتعددة في مجالات التعليم والصحة والصناعة (الأتمتمة الصناعية) والخدمات والتجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية.

لابد لنا كمواطنين أن نتحلى ونلبس ثوب وصفات وسمات المواطنة البيئية؛ حتى نتعامل مع بيئتنا تعامل راقي أخضر؛ يحافظ على البيئة والمياه من التدهور البيئي؛ وندير حياتنا وننشئ المشروعات الخضراء ولا نقبل الا بالوظائف الخضراء التي تحافظ على البيئة والمياه من اي تدهور.

وأيضاً وجب علينا أن نُفعِّل قوانين الموارد الطبيعية والحوكمة البيئية وإنشاء وتنشيط المحاكم البيئية؛ حتى يتم ردع كل من إنتهك البيئة الطبيعية.

والآن حان الوقت لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

هذا قليل من كثير حتى نحافظ على البيئة التي تعتبر بمثابة رأس المال الطبيعي.

* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاقتصاد الأخضر

alfatihyassen@gmail.com

الوسومالتعدين العشوائي الرعي الجائر الرياض السعودية الغازات المنبعثة النفايات اليوم العالمي للبيئة د. الفاتح يس منظمة الأمم المتحدة للبيئة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الرعي الجائر الرياض السعودية النفايات اليوم العالمي للبيئة د الفاتح يس البیئة والمیاه على البیئة لابد من من وقف

إقرأ أيضاً:

لتحقيق أمن الطاقة ودعم الاستثمار| خطوات ملموسة لتحقيق الاستدامة البيئية.. تفاصيل

تتخذ الدولة المصرية خطوات كبيرة وملموسة على أرض الواقع في سبيل التحول للطاقة الخضراء والنظيفة، في ظل ما تملكه من امكانيات هائلة تؤهلها لأن تصبح رائدة في ذلك.

مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة

استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، السفير جاريث بايلي سفير المملكة المتحدة لدى القاهرة، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية ، لبحث سبل دعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة وجذب مزيد من الاستثمارات فى مختلف مجالات الكهرباء وخاصة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة ، وكذا تبادل الخبرات فى مجالات الشهادات الخضراء وشبكات النقل بالتيار المستمر للربط بين الدول.

تناول اللقاء  أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين مصر وبريطانيا لتحقيق امن الطاقة ودعم الاستثمار وطرح الفرص الاستثمارية امام الشركات البريطانية والتعاون فى تطوير سلاسل الإمداد المحلية وتوطين انتاج مهمات الطاقة المتجددة، ومشروع الهيدروجين الأخضر وغيرها من مجالات التعاون فى بناء قدرات الأفراد والتدريب.

وأشاد الدكتور محمود عصمت بالعلاقات والتعاون والشراكة بين البلدين، مرحبا بالسفير البريطاني لدى القاهرة، مشيرا إلى فرص دعم وتعزيز التعاون بين الجانبين  وزيادة مشاركة الشركات البريطانية في مشروعات القطاع في مختلف مجالات الكهرباء وخاصة الطاقة المتجددة والشبكات الذكية وتعظيم الاستفادة من الطاقات النظيفة.

أوضح الدكتور محمود عصمت الجهد المبذول لتحقيق الاستدامة البيئية من خلال استخدام الطاقات المتجددة، والتوسع فى مجالات الهيدروجين الأخضر، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الشبكة الكهربائية وذلك في إطار عملية التحول الرقمي في قطاع الكهرباء مع التركيز على أنظمة التحكم الذكية وتحسين جودة الخدمة للمواطنين، مشيرا إلى فرص التعاون المستقبلية لإقامة مشروعات جديدة تهدف إلى الاستدامة البيئية وتحقيق أهداف مصر 2030،  وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة، وأن هناك مجالا كبيرا للاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة، في اطار خطة عامة للتعاون والعمل مع الشركاء والاستفادة من التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الجديدة فى دعم وتطوير الشبكات الكهربائية.

قال الدكتور محمود عصمت ان التعاون مستمر مع الجانب البريطاني لجذب المزيد من الشركات البريطانية للاستثمار فى ضوء التعاون القائم بين البلدين في العديد من المجالات والتي من بينها ، الطاقة النظيفة ، موضحا الاهتمام بالتعاون الثنائي في العديد من القطاعات الاقتصادية التنموية والاستثمارية لاسيما في المجالات المتعلقة بالهيدروجين الأخضر والطاقات الجديدة والمتجددة  في اطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة وخطة العمل للتحول الطاقى والاعتماد على الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة فى اطار استراتيجية العمل للتحول الي مركز إقليمي للطاقة النظيفة ، داعيا الشركات البريطانية الى زيادة استثماراتها في مجال الطاقات المتجددة في مصر سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.

ومن جانبه، اشاد السفير البريطاني بالإنجازات والعمل السريع والمتطور في قطاع الكهرباء، مشيرا إلى استمرار العمل والتعاون، موضحا قوة العلاقات الاقتصادية بين مصر وبريطانيا، والحرص على تشجيع مزيد من المستثمرين البريطانيين على ضخ استثمارات جديدة فى مصر فى ظل الخطوات والإجراءات لتشجيع الاستثمار الأجنبي.

تلبية مختلف الاحتياجات من الطاقة

بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتوسع في مشروعات الاقتصاد الأخضر، وتنمية وتنويع مصادر الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها، باعتبارها مصادر آمنة أكثر من مصادر الطاقة التقليدية، ما يؤهلها لأن تصبح واحدة من أكبر منتجي الطاقة النظيفة.

كما أن الدولة المصرية لديها خطة طموحة لتعزيز قدراتها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع جهود الدولة في التحول للاقتصاد الأخضر وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية.

وحسب توصيات الأمم المتحدة يجب خفض الانبعاثات بمقدار النصف تقريبًا بحلول عام 2030 والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولتحقيق ذلك، يجب التخلص من الاعتماد على الوقود الأحفوري والاستثمار في مصادر بديلة للطاقة تكون نظيفة ومتاحة وفي المتناول ومستدامة وموثوقة.

وتدعم الدول الأوروبية توسعات مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، بهدف تأمين إنتاج تصمن إعادة تصديره لدول القارة العجوز.

في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي إن رؤية مصر ٢٠٤٠ المتعلقة بالطاقة الجديدة والمتجددة ستمكن مصر من اعتمادها على الطاقة المتجددة غير التقليدية وتلبية احتياجات المواطنين المتعلقة بالطاقة والوصول للاكتفاء الذاتي من الطاقة المتجددة. 

وأضاف “الشافعي”، خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن هذا سيجعل مصر محط أنظار العالم أجمع والوصول للعالمية بالاقتصاد الأخضر وبالتالي يكون لها الريادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولديها القدرات الكاملة والكامنة لعمل نقلة نوعية وحضارية.

مقالات مشابهة

  • لتحقيق أمن الطاقة ودعم الاستثمار| خطوات ملموسة لتحقيق الاستدامة البيئية.. تفاصيل
  • الاقتصاد والاستدامة.. كيف تؤثر أنماط الإنتاج والاستهلاك على البيئة؟
  • كيف هيمنت الصين بمجال الطاقة الخضراء والمتجددة؟
  • وزيرة البيئة تشارك بمؤتمر إعلان المشروعات الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية
  • البنك الأهلي المصري يوقع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
  • وزيرة البيئة: أطلقنا أول منصة إلكترونية تضم 40 فرصة استثمارية
  • التعاون الإسلامي” تدين محاولات العدو “لشرعنة” مستوطنات في الضفة
  • مبعوث الأمم المتحدة: المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية جمعت بين التطور والاستدامة
  • البعثة الأممية تشارك دول العالم بإحياء «ساعة الأرض»
  • منظمة التعاون الإسلامي تُدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في النيجر