قصر ثقافة الطفل بطنطا يحتفل باليوم العالمي للبيئة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، يومًا ثقافياً وفنيًا، اليوم الأربعاء، بقصر ثقافة الطفل بمدينة طنطا، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة للاحتفال باليوم العالمي للبيئة، والذي يوافق يوم الخامس من شهر يونيو كل عام.
بدأت فعاليات اليوم الذي شهد مشاركة موسعة من جانب الأطفال، تحت إشراف منتصر الفولي مدير القصر، بإقامة معرض فني ضم العديد من اللوحات الفنية التي عبر خلالها الأطفال عن مظاهر التلوث الذي يعاني منه العالم، فيما تم عرض فيلم تسجيلي عن حرص برامج الأمم المتحدة للحديث حول هذا الموضوع الذي بات خطيراً لما يعكسه من مخاطر صحية وبيئية للعالم بأسره.
هذا وقد شهدت الفعاليات المنفذة بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، تنظيم عدد من الورش الفنية، التي قدمت للأطفال عددا من الطرق لتدوير المخلفات البيئية من الزجاج والكرتون والبلاستيك، لعمل أشكال ونماذج ليتم استخدامها في المنزل بعد تدويرها.
اختتمت فعاليات اليوم بمحاضرة توعوية، قدمها محمد أحمد، أخصائي الثقافة العامة بالقصر، أوضح خلالها أن مصر تواجه في الوقت الحاضر العديد من القضايا والمشاكل البيئية، والتي قد تمثل عقبة أمام التنمية الشاملة، وفي مقدمتها مشكلة التلوث البيئي، فيما أرجع الظاهرة لعدد من الأسباب، منها: النمو الضخم في الصناعات التعدينية والصناعات التحويلية، وما صاحب ذلك من تزايد كمية المخلفات الصناعية والأدخنة المتصاعدة من المصانع، علاوة على التوسع في استخدام مصادر الطاقة الملوثة للبيئة في العديد من نواحي الحياة.
قصر ثقافة الطفل بطنطا يحتفل باليوم العالمي للبيئةقصر ثقافة الطفل بطنطا يحتفل باليوم العالمي للبيئة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قصر ثقافة الطفل قصر ثقافة الطفل بطنطا اليوم العالمي للبيئة بالیوم العالمی للبیئة ثقافة الطفل
إقرأ أيضاً:
من أجل ثقافة نوعيّة
فـي نهاية كل عام، يراجع الجميع أوراقه، واعتادت الصفحات الثقافـية، أن تفتح صفحاتها لنشر استطلاعات تستفهم الشعراء، والأدباء والنقّاد، والمثقّفـين عن أبرز الأحداث الثقافـية الشخصية والعامة، وفـي خضمّ ذلك، وجدت فـي بريدي رسالة من أحد المشتغلين على مثل هذه الاستطلاعات يسأل فـيها عن تقييمي الشخصي للمنجز الثقافـي على المستوى العربي العام خلال 2024م، وبالطبع أبديتُ تحفّظي على صيغة السؤال، فالظواهر الثقافـية لا تتشكّل خلال عام واحد، ومن الصعب قراءة ملامحها من خلال منجز تحقّق فـي عام واحد، فلو قمنا بمثل هذه القراءة، إن أردنا الموضوعيّة والدقّة، فسنحتاج أعواما، خصوصا أن التغيّرات والتحوّلات الجذريّة فـي مجتمعاتنا العربية بطيئة، ونموّها محدود، وما يطرأ على المجتمعات البشرية ينعكس على الثقافة، وبسبب هذا التشكّل البطيء، لا تكاد تلك التغيّرات أن تكون محسوسة.
ووفقا لهذا المنظور، لو ألقينا نظرة على الوضع الثقافـي العربي خلال عام 2024م لوجدنا أن هذه النظرة لا تختلف عن العام الذي سبقه، والعام السابق يشبه الأسبق، وحين ننظر للأمام، فلا أريد أن أكون متشائما، فأقول: ربما سيستمرّ الوضع الثقافـي لدينا فـي السير على هذه الوتيرة سنوات وسنوات، رغم أننا لا ننكر أن رفوف المكتبات العربية قد رُفدت بعناوين جديدة، فـي الشعر والرواية، والترجمة، والكتابة المسرحية، والنقد والدراسات، وظهرت أسماء جديدة، وازدادت دور النشر، واتّسعت مشاركاتها، وفتحت معارض الكتب ككلّ عام أبوابها لعشّاق المعرفة، أمّا المهرجانات، فهي على قفا من يشيل! وكذلك الندوات والمحاضرات والملتقيات!
ولكن السؤال الذي يبرز أمامنا هو: كلّ هذا الحضور الكمّي للثقافة العربية، هل أفرز ثقافة نوعيّة، بمعنى ثقافة فاعلة لها دور فـي بناء المجتمع، والدفع به نحو الأمام؟
هل أعادت هذه الأنشطة للمثقف العربي هيبته بعد أن فقدها بسبب ظهور أولويات جديدة فـي حياة الإنسان العربي، غيّرت المسارات، فلم يعد الشعر (ديوان العرب) على سبيل المثال، ولم يعد الشاعر الناطق باسم قبيلته، ولم تعد الذبائح تنحر عند ولادة الشاعر، كما كان الحال فـي أيام العرب!
مشكلة الثقافة العربية أنها تعاني من أمراض مزمنة، فهي ثقافة تحكمها مقاييس بالية، والمحسوبية، والتعصّب، ومبدأ (الأصدقاء) أولى بالمعروف، وتقف خدمة المصالح الشخصية فـي المقدّمة، وقد ظلّت الوجوه التي تدير مؤسساتها تهيمن على المشهد، وحتى لو زُحزحت عن أماكنها، فالشباب الذين يُفسح لهم، يسيرون على النهج نفسه، ظنّا منهم بأنّ هذا هو النهج السليم، ومّنْ شبّ على شيء شاب عليه، أمّا المجلّات والمهرجانات، فلم تخرج عن هذا السياق، ونتج عن ذلك اختفاء وانزواء الكثير من المواهب الحقيقية نتيجة الإهمال والإحباط، وبروز ظواهر لا تمتّ بصلة للثقافة الرصينة التي اعتدنا عليها، وحين نقرأ نميل لقراءة الكتب التي تعزّز قناعاتنا، فنضع العقل النقدي جانبا، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي فـي تكريس أسماء تكتب نصوصا لا تخلو من ركاكة فـي التعبير، والأسلوب، مليئة بالأخطاء الإملائية، والنحويّة، وهذه الأسماء لها قرّاء ومتابعون بالآلاف، وحسابات مليونيّة، وإن حدث أن جمعت خواطرها فـي كتاب ستتلّقفه الأيدي، وسيكون ، فـي استبيانات الرأي، من الكتب الأكثر مبيعا فـي المعارض، ومحظوظ مَنْ يحظى بنسخة موقّعة من المؤلّف!!
أرى أن الثقافة العربية تحتاج إلى الكثير من الجهود لكي تخرج من هذه القوقعة، ويمكن ذلك لو استفاد القائمون عليها من أصحاب الخبرات المركونة جانبا، وإنزال الناس منازلهم، والخروج من دوائر الثقافة الاستهلاكية، ولا بدّ من الدعم المؤسساتي، وتعريف رجال الأعمال، وأصحاب المشاريع بدور الثقافة فـي التقدّم، وحماية المجتمعات من براثن الجهل، والتخلّف، فمن دون ذلك الدعم، يكون من الصعب تحريك عجلة العمل الثقافـي، ومن الضروري تكثيف الجهود على الأجيال الجديدة، وحثّها منذ المراحل الدراسية الأولى على القراءة، ومشاهدة العروض المسرحيّة، والسينمائيّة، وزيارة المعارض التشكيلية، وهذه الواجهات الثقافـية، تقوم بدور كبير فـي رفع سقف الوعي، ومن الضروري إدخال هذه البرامج ضمن البرامج اليومية للأسرة العربيّة، فهذه الأنشطة تمدّ الأجيال الجديدة بزاد معرفـي، سيبقى يغذّيها عندما تكبر، وكما قيل «التعلّم فـي الصغر كالنقش على الحجر»، وحين نقوم بكل ذلك يمكننا أن نشهد نقلة ثقافـية تحدث فارقا تجعلنا حين نراجع أجنداتنا الثقافـية نتكلّم بكلّ ثقة عن إنجازات ملموسة على أرض الواقع.