أثر الاحتراق الوظيفي على أداء الموظفين
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
أمل بنت سالم الجردانية
يُعد العنصر البشري من أغنى الموارد في أي مؤسسة، ويُمثل القوة الدافعة لتكوين فريق عمل ناجح؛ إذ يُسهم في تحقيق أهداف المؤسسة، وبالتالي يتحتم علينا الاهتمام بهذا العنصر من جميع الجوانب لتنميته وتطويره وتأهيله.
الموظف يمضي مُعظم وقته في العمل، وفي بعض الأوقات يحتاج لزيادة ساعات العمل حتى ينتهي من الأعمال الموكلة إليه وقد لا ينتهي وهذا قد يؤدى إلى شعوره بعدم الراحة والتوتر النفسي والضغط الذي قد يُؤثر على الإنسان سلبيًا، مُسببًا له الشعور بعدم الاتزان والفرق الكبير بين ما يبذله وما يحصل عليه من نتيجة.
ظاهرة الاحتراق الوظيفي في القطاعين العام والخاص، مصطلح أصبح واسع الانتشار وسمة من سمات بيئات العمل، إضافة إلى كونه مرضًا عصريًا شائعًا وظاهرة نفسية انعكست على أداء الفرد المهنية وسلوكه ونفسيته.
ويُعرَف الاحتراق الوظيفي بأنَّه نوع خاص من الضغط العصبي المرتبط بالعمل، وحالة من الإجهاد البدني أو النفسي، ومن أعراضه تراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، والتأخر في العمل، أو عدم الوصول على الإطلاق، مع تجاهل مكان العمل، وظهور العدوانية ضد رؤساء العمل والتعارض المُستمر مع الزملاء، وانخفاض الأداء وجودة الخدمة، علاوة على الشعور بنقص التحفيز والظلم الوظيفي وقلة الصلاحيات.
وتبرُز علاقة قوية بين الاحتراق الوظيفي ودوران الموظفين؛ إذ يترك الفرد وظيفته أو يعمل في مجال أو مهنة مختلفة أو قد يرغب في التقاعد في سن مبكر.
والباحث عن أبعاد الاحتراق الوظيفي يجد 3 أبعاد رئيسة:
الشعور بالإجهاد الانفعالي (الإرهاق النفسي الشديد والشعور باستنزاف الطاقة). ضعف العلاقات الإنسانية (زيادة الانغلاق على الذات وظهور مشاعر سلبية تجاه العمل). ضعف الإنجاز الشخصي (انخفاض الشعور بالكفاءة في العمل)، وهو ما يجعله يعيش بمعزل عن الآخرين ويُستنزف نفسيًا وعقليًا وجسديًا، ويوصل لحالة من عدم التوافق بينه والعمل.لا يحدث الاحتراق الوظيفي بين ليلة وضحاها، وإنما تنتقل المشاعر والأفكار والأفعال عبر مراحل مختلفة والتي لا تبدو ذات تأثير قوي في البداية، لكنها في النهاية تؤدي إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي التي تجعله يصعب عليه تنفيذ واجباته المهنية وتسود الحياة معه.
ولا يقتصر الاحتراق الوظيفي على الإرهاق الشديد فحسب؛ بل يُمثِّل مشكلة ليس فقط على الحياة العملية كذلك على الحياة الأسرية، وأهم أسبابه الإهمال وعدم الرضا عن كونه معهم وحاله منهك، وفي هذه الأحوال يستدعي إيجاد حل شامل.
ويتطلب التغلب على هذه المشكلة تشخيصًا دقيقًا من الموظف أولًا فيما لو كان يعاني من احتراق وظيفي من أي درجة كانت، بعدها يبذل أقصى جهده لتحقيق التغيير، وإذا وجد نفسه يفشل رغم كل الجهود التي يبذلها، فقد يكون بحاجة إلى إعادة تقييم مسار وظيفته؛ لتحديد ما إذا كان في المكان الصحيح الذي يناسب مهارته وتطلعاته.
وللاحتراق الوظيفي مصادره؛ كالسِن وسنوات الخبرة والمستوى التعليمي والتوقعات المهنية التي تُدرج تحت عوامل ومتغيرات شخصيتِهِ، أما من الناحية السلوكية المصاحبة فتتمثل في: ترك المهنة وزيادة معدل الغياب والتعب من أقل مجهود.
وثمّة دراسات عدة، أُجريت على الاحتراق الوظيفي، كان من أبرز نتائج تحليلها وجود علاقة وتأثير بين الإحساس بالاحتراق الوظيفي والأداء المهني.
خلاصة القول.. إنَّ الاحتراق الوظيفي يؤثر على حالة الموظف النفسية، ويُسبِّب له مجموعة من الاعراض؛ كالارهاق وعدم الرضا عن الذات ويكون سببه انعدام التوازن وغياب التشجيع. وطريقة التعامل في مثل هذه الظاهرة تتجلى في الحرص على خلق مناخ عمل مناسب، وإعطاء أهمية للعلاقات الانسانية؛ مما يزيد الموظف دافعيته للعمل وتقديم أفض مستويات الأداء. والاهتمام بجودة الحياة الوظيفية من خلال الاستقرار والأمان الوظيفي، وتوفير المكافآت والتوازن بين حياتهم الشخصية والوظيفية.. هذه كلها عوامل من شأنها الحد من مستوى الاحتراق الوظيفي الذي قد يشعر به الموظف، ويجب علينا العمل على ضمان جودة الحياة الوظيفية في تحسين مستوى الأداء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يترأس الاجتماع الـ 71 للمجلس الأعلى للثقافة لبحث آليات تطوير أداء اللجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، الاجتماع الـ 71 للمجلس الأعلى للثقافة والذي ناقش عددًا من الآليات التي تهدف إلى تعزيز فعالية وكفاءة أداء لجان المجلس، وتحديث أساليب العمل، بما يتناسب مع المستجدات الثقافية المحلية والدولية.
استهل الاجتماع بالتصديق على محضر الاجتماع السابق رقم 70، كما تناول الاجتماع مناقشة آليات إعادة تنظيم لجان المجلس، من خلال الاستحداث النوعي لها، أو إعادة النظر بشأن عددها حذفًا أو إضافة، ووضع آليات ومعايير لتقييم الأداء بها، وكذلك وضع معايير لاختيار أعضائها، بما يتسق مع طبيعة الأهداف المرجوة منها، مع أهمية التفعيل الأمثل لعدد من الإجراءات التي تكفل التنسيق الشامل بين مختلف لجان المجلس، بما يحقق التكاملية التي تخدم مجموعة الرؤى والأهداف والرسائل التي تنتهجها وزارة الثقافة لنشر التنوير وإرساء دعائم الوعي المجتمعي بقيمة وريادة مصر الثقافية إقليميًا ودوليًا.
كما تضمن الاجتماع التطرق لمناقشة أهمية اضطلاع لجان المجلس بدورها البناء، إزاء التعرف على المشكلات، وكذلك رصد التحديات المتعددة التي تواجهها قطاعات وزارة الثقافة في تطوير المجال الثقافي والفني، ومن بينها المساهمة الجادة في وضع حلول مبتكرة تعمل على تسويق المنتج الثقافي بشكل فعال، يعود بالنفع على مختلف مفردات منظومة العمل الثقافي ككل، وتعزيز القيمة الاقتصادية والتنويرية للمنتج الثقافي كمنتج قابل للتصدير، للمساهمة في تحقيق استدامة الريادة الثقافية المصرية.
ونوقش بالاجتماع ضرورة تحديث استراتيجيات العمل الثقافي، ورسم السياسات الثقافية التي تتوافق مع الاتجاهات التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العالم في مجال العمل الثقافي، والتي تتسق مع رؤية شاملة ومستدامة، وذلك بهدف تحقيق أكبر استفادة من الموارد المتاحة، وتطوير الأداء في مختلف المجالات الثقافية.
وتم استعراض عدد من المقترحات التي تتعلق بتطوير الأنشطة الثقافية، والمشاريع المستقبلية التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي المحلي، وتعزيز دور لجان المجلس في التنسيق بين نوعية هذه الأنشطة، بشكل يتناسب مع احتياجات وتطلعات المجتمع.
وأكد وزير الثقافة، أهمية تكامل الجهود بين طبيعة عمل اللجان ومختلف الهيئات الثقافية بالوزارة، مشددًا على ضرورة العمل الجماعي المستمر لتطوير الأداء الثقافي، مشيرًا إلى انفتاح وزارة الثقافة على توسيع دائرة المشاركة المجتمعية في الأنشطة الثقافية والفنية، من خلال دعمها ورعايتها لأية مبادرات أو أفكار ابتكارية من شأنها المساهمة في رفع الوعي وبناء الإنسان.
كما أكد وزير الثقافة، أن مصر تزخر بمقومات ومفردات ثقافية وحضارية تدعو للفخر والاعتزاز بمقدرات هذا الوطن التي يجب الحفاظ عليها وصونها، والبناء عليها لصنع مستقبل مشرق لبلادنا، مؤكدًا أن مصر زاخرة كذلك بمواهب شبابية واعدة متفردة في مختلف مجالات العلم والمعرفة، والتي يجب استثمارها ورعايتها وصقلها بما يحقق التقدم التنموي للمجتمع المصري، وهو ما تسعى إليه وزارة الثقافة في مختلف أنشطتها وفعالياتها المتنوعة والتي تحقق رواجًا جماهيريًا كبيرًا بمختلف قرى ونجوع مصر، ومنها الصعيد والمناطق الحدودية، مناشدًا وسائل الإعلام ضرورة تسليط الضوء على هذه الفعاليات وتقديمها للمجتمع المصري، للتعريف بهويتنا الثقافية، وإحداث المزيد من الترويج لما تمتلكه مصر من إرث حضاري ومواهب متجددة.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على وضع خطة عمل متكاملة مشتركة بين اللجان، لتنفيذ المقترحات المطروحة، وتحقيق أهداف الوزارة في تطوير العمل الثقافي، مع التأكيد على أهمية المتابعة المستمرة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.