توعدت إيران إسرائيل (الأربعاء) بالرد على مقتل مستشار عسكري إيراني لقي حتفه في قصف في ريف حلب الشمالي بسوريا قبل يومين.

 

ونقلت «وكالة مهر» الإيرانية للأنباء عن قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي قوله إنه «على إسرائيل انتظار الرد» على مقتل المستشار العسكري سعيد آبيار في القصف الذي راح فيه أيضاً عناصر من فصائل موالية لإيران.

واستهدفت إسرائيل عسكريين إيرانيين في سوريا، الأحد الماضي، في غارة جوية غرب حلب.

 

وقال سلامي: «على الصهاينة أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن دماء الأبرياء التي سالت في هذه الجريمة، وعليهم انتظار الرد»، وفق ما نقلت الوكالة الإيرانية.

 

وأشارت الوكالة إلى أن «آبيار قتل أثناء أداء مهمة استشارية في سوريا»، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الاثنين الماضي، أن القصف الإسرائيلي الذي وقع في ريف حلب الشمالي أودى بحياة 17 شخصاً، هم إيرانيان، وثلاثة من «حزب الله» اللبناني، وثلاثة عراقيين، وتسعة سوريين.

 

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّةً وأخرى لـ«حزب الله»، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.

 

وتزايدت الضربات منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عندما شنت الحركة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل.

 

لكن وتيرة الضربات «تراجعت بشكل لافت»، وفق «المرصد»، منذ القصف الذي استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي، وأسفر عن مقتل 7 عناصر من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران.

 

ونادراً ما تعلّق إسرائيل على ضرباتها في سوريا، لكنّها تكرر الإشارة إلى أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

 

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد. كذلك، شرّد وهجّر أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيران تتوعد إسرائيل برد مقتل أحد مستشاريه سوريا الحرس الثوري فی سوریا

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إسرائيل من روسيا في سوريا؟

ازدادت وتيرة الاتصالات بين روسيا وإسرائيل، بالموازاة مع تكثيف الأخيرة هجماتها الجوية على أهداف داخل سوريا، التي شملت مناطق واسعة من دمشق وريفها، واستهدفت مواقع يقيم فيها عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بالإضافة إلى غارات على مناطق قريبة من الحدود اللبنانية، ومواقع في شمال سوريا.

وارتفع مستوى الاتصالات الإسرائيلية الروسية بشكل واضح، وخير دليل عليه الزيارة التي أجراها وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى موسكو منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ومحادثاته مع المسؤولين الروس، حسب ما أكدته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

من جهته، أوضح مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر لافرنتيف حصول اتصالات بين بلاده ومسؤولين عسكريين إسرائيليين هذا الشهر، من أجل التنسيق بخصوص التحركات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وتمتلك روسيا قاعدة جوية وأخرى بحرية على الساحل السوري، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية في القامشلي شرقا، وقامت بنصب منظومات دفاع جوي، وهذا ما يدفع مختلف الدول التي تريد التحرك عسكريا على الأراضي السورية للتنسيق مع موسكو الداعمة للنظام السوري.

وقد أسست إسرائيل خط اتصال ساخن مع روسيا بعد أن تدخلت الأخيرة عسكريا في سوريا آواخر عام 2015، وبقي التنسيق مستمرا بين الجانبين حتى في ظل التباين بالمواقف تجاه الحرب الأوكرانية، وإدانة إسرائيل الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأكدت السفارة الروسية في تل أبيب عقب اندلاع الحرب مطلع عام 2022 استمرار التنسيق مع إسرائيل في سوريا، ويبدو أن الحاجة الإسرائيلية لهذا التنسيق ازدادت بعد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان والحرب المستمرة مع حزب الله اللبناني، حيث تشير التصريحات الإسرائيلية المتكررة إلى عزمهم على قطع إمدادات الحزب عبر سوريا.

قطع إمدادات حزب الله

باتت عملية قطع إمدادات حزب الله عبر سوريا هدفا إسرائيليا معلنا، ويؤكد عليه باستمرار المسؤولون الإسرائيليون، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أوضح في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن هدفهم "قطع الأكسجين" المقبل إلى حزب الله اللبناني من سوريا.

كما تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مؤخرا بوضوح عن إمكانية مساهمة روسيا الفعالة في تحقيق هذا الهدف، كما سربت وسائل إعلام إسرائيلية مطالب وجهها مسؤولون إسرائيليون إلى روسيا للعب دور بالضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحزب مرورا بالأراضي السورية.

وتخدم العديد من الغارات، التي نفذها الطيران الإسرائيلي على الأراضي السورية خلال الأسبوعين الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الهدف المعلن المتمثل بوقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله من سوريا.

واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقة البحوث العلمية ومعامل الدفاع في السفيرة جنوب حلب، التي تحوي مستودع أسلحة وذخائر يخضع لإشراف فصائل عراقية مدعومة من إيران، إلى جانب حزب الله اللبناني، ويستفيد منه الأخير بحكم قرب هذا المستودع من الحدود اللبنانية، حيث يقع على بعد أقل من 300 كيلومتر من الحدود اللبنانية.

كما شملت الغارات أيضا موقعا لفرقة الرضوان التابعة للحزب، ونقطة لإطلاق الطائرات المسيرة يشرف عليه الحرس الثوري الإيراني في منطقة سراقب جنوب شرق محافظة إدلب، وفقا لما أكدته مصادر ميدانية للجزيرة نت.

أيضا، تهاجم الطائرات الإسرائيلية بشكل متكرر منطقة القصير بريف حمص، والمحاذية لمنطقتي البقاع والهرمل، وتعتبر بمثابة قاعدة لحزب الله اللبناني داخل الأراضي السورية.

اللافت أن روسيا لم تعترض أيا من الهجمات الجوية الإسرائيلية، واكتفت فقط بالمطالبة، على لسان المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، بعدم تعريض حياة الجنود الروس في سوريا للخطر.

كما أشار الباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط والمستشرق تسفي برئيل إلى أن إسرائيل تخوض حربا ثانوية في سوريا، هدفها تقويض البنية التحتية لحزب الله، وتدمير مصانع إنتاج الصواريخ والمسيرات، وشل الطرق المستخدمة في نقل السلاح من سوريا إلى لبنان، وتستغل السماء المفتوحة أمامها في سوريا بفضل روسيا.

تأسيس منطقة أمنية

نقلت وكالة أسوشيتد برس قبل أيام صورا من الأقمار الصناعية تظهر بناء إسرائيل سورا على الحدود بين الجولان المحتل والأراضي السورية، بطول يزيد على 7 كيلومترات، متجاوزة خط وقف إطلاق النار عام 1974.

وتزامنت الإنشاءات العسكرية الإسرائيلية مع الجولة، التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي، للواء أمير برعام نائب رئيس الأركان، والتي شملت الفرقة 210، والتجول في عمق الأراضي السورية قرب الشريط الحدودي مع الجولان.

ورجّحت وكالة رويترز، في تقرير نشرته منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن إسرائيل تسعى لاستهداف حزب الله نحو الشرق على الحدود اللبنانية، كما أنها تعمل على إنشاء منطقة آمنة تتيح لها القيام بحرية بعمليات مراقبة عسكرية، مع إقامة المزيد من التحصينات.

وفي شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين أعلن الجيش الإسرائيلي عدة مرات اعتراضه طائرات مسيرة قادمة من الأراضي السورية.

ونقلت كالة رويترز عن ضابط بالجيش السوري، في تقرير نشرته منتصف الشهر الجاري، تأكيدات على أن القوات الروسية غادرت أعلى نقطة في محافظة درعا، والمتمثلة بتل الحارة بموجب تفاهمات مع إسرائيل لمنع الصدام، كما أن النظام السوري أمر قواته بالانسحاب من جنوب القنيطرة السورية خلال 24 ساعة.

العمل مع الأقليات في سوريا

لوّح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعور، خلال كلمة له أمام موظفي وزارته في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، بالتحالف مع الدروز والأكراد، معتبرا أن إسرائيل أقلية في المنطقة الموجودة فيها، ولذا من الطبيعي أن تتحالف مع الأقليات الأخرى مثل الدروز في سوريا ولبنان، والأكراد في سوريا والعراق وتركيا.

ووفقا لمصادر أمنية من الجنوب السوري، فإن تل أبيب تمتلك بالفعل اتصالات مع زعماء دروز في بلدة حضر بريف القنيطرة، وقيادات تشكيلات مسلحة محلية في السويداء كانت منضوية سابقا ضمن قوة مكافحة الإرهاب المرتبط بحزب اللواء السوري، كما تجري إسرائيل حاليا محاولات لتوسيع اتصالاتها مع جهات محلية في الجنوب السوري عموما.

ومن المحتمل أن يهدف التصريح الإسرائيلي إلى إظهار امتلاك أوراق قوة وخيارات بديلة في سوريا، وبالتالي دفع روسيا للتعامل مع تل أبيب لمعالجة مخاوفها الأمنية، خاصة أن الموقف الروسي لا يبدو أنه مرضٍ لإسرائيل حتى اللحظة.

وسبق أن أكد المبعوث الروسي إلى سوريا، في تصريحه لوكالة نوفوستي، صعوبة استجابة بلاده لمطالب إسرائيل المتمثلة في وقف نقل الأسلحة إلى لبنان، معللا موقفهم بأن هذه المهمة ليست من اختصاص القوات الروسية المنتشرة في سوريا، والتي تركّز على مكافحة الإرهاب فقط، بالإضافة إلى صعوبة تطبيق الأمر من الناحية العملية.

من الواضح أن روسيا تنطلق في موقفها من حسابات معقدة، تراعي من خلالها تقديم نفسها راعيا للحل في سوريا، بما يحفظ لها نفوذها كما فعلت في السابق، حيث سبق أن ضمنت إبعاد الفصائل المدعومة من إيران مسافة 85 كيلومترا عن هضبة الجولان ضمن تسوية عام 2018 الخاصة بالجنوب السوري، مقابل وقف التعاون الأميركي والإسرائيلي مع فصائل المعارضة السورية في الجنوب.

في المقابل فإن موسكو مضطرة لمراعاة المصالح الإيرانية أيضا، والمتمثلة بضمان استمرار تدفق الإمداد إلى حزب الله اللبناني، نظرا للعلاقات التي تربط طهران وموسكو والتي ازدادت بعد الحرب الأوكرانية، ولهذا لم توافق على مطلب إسرائيل مؤخرا بعرقلة عبور الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

النفوذ الروسي في سوريا وإمكانية لعب دور في التأثير على مجريات الحرب في لبنان، من الممكن أن يوفر لموسكو موقفا تفاوضيا مع إسرائيل والولايات المتحدة الداعمة لها، بما ينعكس على الموقف الغربي عموما من الحرب في أوكرانيا، خاصة أن موسكو فيما يبدو تعول على تنشيط المفاوضات بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية.

مقالات مشابهة

  • ماذا تريد إسرائيل من روسيا في سوريا؟
  • ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على وسط سوريا إلى 100 قتيل
  • مقتل وإصابة 13 مسلحا من قوة حماية قاعدة للجيش الأمريكي شرقي سوريا
  • الأمم المتحدة: غارات إسرائيل على «تدمر» الأسوأ في سوريا
  • هل نُزع فتيل الحرب بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بعد الهجمات الأخيرة؟
  • مقتل 79 موالياً لإيران في هجمات إسرائيلية على سوريا
  • مقتل إسرائيلي في قصف صاروخي من حزب الله على نهاريا
  • سوريا تدين القصف الإسرائيلي "الوحشي" على مدينة تدمر
  • 36 شهيدا وأكثر من 50 جريحاً في قصف إسرائيلي على وسط سوريا
  • سوريا.. مقتل 36 شخص وإصابة 50 آخرين بقصف إسرائيلي على تدمر