بومباي، مهارشترا"أ ف ب": قاد رئيس الحكومة ناريندرا مودي الهند لتسجيل أكبر نمو اقتصادي في العالم لكن معدلات البطالة المرتفعة بشكل مزمن لعبت دورا رئيسيا في تراجع شعبيته رغم فوز حزبه في الانتخابات.

أشرف مودي على صعود الهند لتصبح أسرع كبرى الاقتصادات نموا في العالم وخامس أكبر اقتصاد، لكن الدولة الأكثر تعدادا للسكان تواجه أزمة وظائف.

وقال الخبير الاقتصادي آرون كومار إن "الضائقة الاقتصادية الأساسية التي يعاني منها الناس في القطاع غير المنظم أثرت على نتيجة الانتخابات"، مضيفا أن جاذبيته السياسية كونه قوميا هندوسيا لم تنجح تماما لأن الناس أكثر انشغالا بالوضع الاقتصادي وتاثيره على معيشتهم.

ويستعد مودي لبدء ولاية ثالثة. ويقود هذه المرة حكومة ائتلافية إثر إخفاقه في تأمين غالبية مطلقة للمرة الأولى منذ بلوغه السلطة قبل عقد من الزمن.

وقال كومار إن "ورقة مودي الرابحة تمثلت بخطابه المثير لمشاعر الهندوس .. سعيا للتغلب على السلبية المحيطة بقضايا البطالة وانعدام المساواة وارتفاع الأسعار".

وأضاف إن "ذلك فشل لأن الناس تفاعلوا مع وضعهم الاقتصادي، مع قضاياهم الحقيقية".

وتعد خدمات تكنولوجيا المعلومات أبرز قطاعات الاقتصاد الهندي الحديث، وتاريخيا أحد أكبر القطاعات التي تخلق وظائف ما يسهم في توسع الطبقة الوسطى.

غير أن تباطؤا شهده القطاع طرح صعوبات أمام مئات الآف الخريجين الباحثين عن وظائف. وقدرت منظمة العمل الدولية، على سبيل المثال، أن 29 بالمئة من خريجي الجامعات الشبان في الهند كانوا عاطلين عن العمل في 2022.

وعززت حكومة مودي بشكل كبير الإنفاق على البنى التحتية وأقنعت شركات عالمية عملاقة مثل أبل بتصنيع المزيد من أجهزة آيفون في الهند.

لكن تلك الخطوات لم تُترجم بما يكفي من الوظائف.وقال خبير الاقتصاد في شؤون التنمية سنتوش مهروترا "لا شك في أن الهند أمام أزمة وظائف في الداخل".

وأضاف "البلد بحاجة لاستحداث 10 ملايين إلى 12 مليون وظيفة غير زراعية لاستيعاب كل من الوافدين إلى اقتصادها وفائض عمال قطاع الزراعة".وتابع "إنها حاليا تستحدث أقل بكثير من هذا العدد".

وقال البنك الدولي هذا العام إن الهند كدول أخرى في جنوب آسيا "لا تستحدث ما يكفي من فرص العمل لمواكبة الزيادة المتسارعة لعدد من هم في سن العمل".وجاناكيرامان موثوفيل واحد منهم.

ويحلم الشاب البالغ 22 عاما بالحصول على وظيفة في إحدى شركات البرمجيات العملاقة في الهند. وأنفق والداه معظم مدخراتهما على الرسوم الدراسية في كلية هندسة من الدرجة الثانية خارج عاصمة التكنولوجيا بنغالورو.

وقال موثوفيل "الجميع خائفون ..العديد من الشركات الكبرى التي تأتي عادة لتعيين موظفين لم تختر كليتي".ومع انضمام عشرات ملايين الأشخاص لسوق العمل كل عام، تزداد الصعوبات.

دعَم موثوفيل حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي لكن مخاوفه تتزايد.

وقال "أدليت بصوتي مع عائلتي لبهاراتيا جاناتا لأننا نعتقد أن مودي في وضع أفضل من غيره لحل مشكلات البلد" مضيفا "لكننا بانتظار مستقبل أفضل. ويعاني قطاع التكنولوجيا في الهند حالة من الجمود.

ويواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يوظف أكثر من خمسة ملايين شخص صعوبات بعد التباطؤ في الأسواق الغربية.

وانخفض إجمالي عدد موظفي شركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة تي سي إس وإنفوسيس وويبرو بواقع 64 ألف شخص في السنة المنتهية في مارس وفقا لتحليل أجرته وكالة فرانس برس لنتائجها المالية السنوية.ويواصل القطاع إضافة موظفين جدد ولكن محرك التوظيف بدأ يتعثر.

وبلغ صافي الوظائف المستحدثة السنة الماضية 60 ألفا، وفق بيانات الجمعية الوطنية لشركات البرمجيات والخدمات (ناسكوم)، في انخفاض حاد عن 290 ألف وظيفة أُضيفت في السنة المالية 2022 - 2023.

وقالت كبيرة مسؤولي الإستراتيجية في ناسكوم سانجيتا غوبتا "إذا كانت الإيرادات تنمو بنسبة 2 إلى 3 بالمئة فقط، فلن تكون هناك مساحة لزيادة عدد الموظفين" معبرة عن الأمل في تحقيق "زيادة" العام القادم.

ويرخي تباطؤ قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم بظلاله أيضا على كليات الهندسة النخبوية في الهند.

وأكد رئيس مركز التطوير الوظيفي في آي آي تي خراغبور، الكلية التي تخرج منها الرئيس التنفيذي لمجموعة غوغل سوندار بيتشاي، إن "تعيينات الوظائف أقل هذا العام حتى الآن".

وقال طالب في المعهد الهندي للتكنولوجيا طلب عدم الكشف عن هويته خشية أن يعيق ذلك فرص عمله، "لم يعد الناس يحصلون على وظائف بسهولة" مضيفا "لا خيار أمامنا سوى أن نكون أكثر واقعية بشأن الرواتب".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الهند

إقرأ أيضاً:

الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين

 

توعدت الإدارة الأميركية بإستهداف أي سفن إيرانية تسعى لتقديم الدعم اللوجستي للحوثيين في اليمن. 

جاء ذلك على لسان مسؤول الأمن القومي الأمريكي حيث قال" أن قوات بلاده قد تدمر أهدافا إيرانية داعمة للحوثيين بما فيها سفن طهران اللوجستية قبالة اليمن.

 

وقال مايك والتز، الأحد،في تصربحات صحفية إن الولايات المتحدة قد تضرب أهدافًا إيرانية في اليمن كجزء من حملتها العسكرية ضد الحوثيين.

 

وبين والتز أن الولايات المتحدة مستعدة لاستهداف ليس فقط الحوثيين المدعومين من إيران، بل أيضًا أهدافًا مرتبطة بإيران بشكل مباشر.

 

وقال إن الأهداف “التي ستكون مطروحة على الطاولة” تشمل السفن الإيرانية القريبة من الساحل اليمني التي تساعد الحوثيين في جمع المعلومات الاستخباراتية والمدربين العسكريين الإيرانيين، و”معدات أخرى وضعها الحوثيون لمساعدتهم على مهاجمة الاقتصاد العالمي”.

 

وكان والتز قد قال في وقت سابق لوسائل إعلام أمريكية إن الضربات الجوية “أصابت عددًا من قادة الحوثيين وقتلتهم” وهو الأمر الذي مازالت مليشيات الحوثي تتكتم بشأنه خوفا من انهيار معنويات مقاتليها في الجبهات

مقالات مشابهة

  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • وزارة الشباب تعلن عن وظائف شاغرة في شركات متعددة
  • رواتب تصل لـ37 ألف جنيه.. بيان مهم من العمل بشأن وظائف لبنان
  • النقابة العامة للسيارات تعلن عن وظائف موسمية شاغرة
  • انخفاض معدل البطالة في إيطاليا العام الماضي
  • الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
  • فرص عمل مميزة لذوي الهمم في القطاع الخاص بمرتبات مجزية
  • «المنفي» يُقيم مأدبة إفطار لعدد من مسؤولي الدولة والسفراء الأجانب
  • تخصصات متعددة مطلوبة في وظائف جامعة حلوان
  • فرص عمل في لبنان براتب 500 دولار شهريا.. التخصصات وشروط التقديم