البطالة المرتفعة تزعزع مستقبل مودي رغم فوزه في الانتخابات
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
بومباي، مهارشترا"أ ف ب": قاد رئيس الحكومة ناريندرا مودي الهند لتسجيل أكبر نمو اقتصادي في العالم لكن معدلات البطالة المرتفعة بشكل مزمن لعبت دورا رئيسيا في تراجع شعبيته رغم فوز حزبه في الانتخابات.
أشرف مودي على صعود الهند لتصبح أسرع كبرى الاقتصادات نموا في العالم وخامس أكبر اقتصاد، لكن الدولة الأكثر تعدادا للسكان تواجه أزمة وظائف.
وقال الخبير الاقتصادي آرون كومار إن "الضائقة الاقتصادية الأساسية التي يعاني منها الناس في القطاع غير المنظم أثرت على نتيجة الانتخابات"، مضيفا أن جاذبيته السياسية كونه قوميا هندوسيا لم تنجح تماما لأن الناس أكثر انشغالا بالوضع الاقتصادي وتاثيره على معيشتهم.
ويستعد مودي لبدء ولاية ثالثة. ويقود هذه المرة حكومة ائتلافية إثر إخفاقه في تأمين غالبية مطلقة للمرة الأولى منذ بلوغه السلطة قبل عقد من الزمن.
وقال كومار إن "ورقة مودي الرابحة تمثلت بخطابه المثير لمشاعر الهندوس .. سعيا للتغلب على السلبية المحيطة بقضايا البطالة وانعدام المساواة وارتفاع الأسعار".
وأضاف إن "ذلك فشل لأن الناس تفاعلوا مع وضعهم الاقتصادي، مع قضاياهم الحقيقية".
وتعد خدمات تكنولوجيا المعلومات أبرز قطاعات الاقتصاد الهندي الحديث، وتاريخيا أحد أكبر القطاعات التي تخلق وظائف ما يسهم في توسع الطبقة الوسطى.
غير أن تباطؤا شهده القطاع طرح صعوبات أمام مئات الآف الخريجين الباحثين عن وظائف. وقدرت منظمة العمل الدولية، على سبيل المثال، أن 29 بالمئة من خريجي الجامعات الشبان في الهند كانوا عاطلين عن العمل في 2022.
وعززت حكومة مودي بشكل كبير الإنفاق على البنى التحتية وأقنعت شركات عالمية عملاقة مثل أبل بتصنيع المزيد من أجهزة آيفون في الهند.
لكن تلك الخطوات لم تُترجم بما يكفي من الوظائف.وقال خبير الاقتصاد في شؤون التنمية سنتوش مهروترا "لا شك في أن الهند أمام أزمة وظائف في الداخل".
وأضاف "البلد بحاجة لاستحداث 10 ملايين إلى 12 مليون وظيفة غير زراعية لاستيعاب كل من الوافدين إلى اقتصادها وفائض عمال قطاع الزراعة".وتابع "إنها حاليا تستحدث أقل بكثير من هذا العدد".
وقال البنك الدولي هذا العام إن الهند كدول أخرى في جنوب آسيا "لا تستحدث ما يكفي من فرص العمل لمواكبة الزيادة المتسارعة لعدد من هم في سن العمل".وجاناكيرامان موثوفيل واحد منهم.
ويحلم الشاب البالغ 22 عاما بالحصول على وظيفة في إحدى شركات البرمجيات العملاقة في الهند. وأنفق والداه معظم مدخراتهما على الرسوم الدراسية في كلية هندسة من الدرجة الثانية خارج عاصمة التكنولوجيا بنغالورو.
وقال موثوفيل "الجميع خائفون ..العديد من الشركات الكبرى التي تأتي عادة لتعيين موظفين لم تختر كليتي".ومع انضمام عشرات ملايين الأشخاص لسوق العمل كل عام، تزداد الصعوبات.
دعَم موثوفيل حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي لكن مخاوفه تتزايد.
وقال "أدليت بصوتي مع عائلتي لبهاراتيا جاناتا لأننا نعتقد أن مودي في وضع أفضل من غيره لحل مشكلات البلد" مضيفا "لكننا بانتظار مستقبل أفضل. ويعاني قطاع التكنولوجيا في الهند حالة من الجمود.
ويواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يوظف أكثر من خمسة ملايين شخص صعوبات بعد التباطؤ في الأسواق الغربية.
وانخفض إجمالي عدد موظفي شركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة تي سي إس وإنفوسيس وويبرو بواقع 64 ألف شخص في السنة المنتهية في مارس وفقا لتحليل أجرته وكالة فرانس برس لنتائجها المالية السنوية.ويواصل القطاع إضافة موظفين جدد ولكن محرك التوظيف بدأ يتعثر.
وبلغ صافي الوظائف المستحدثة السنة الماضية 60 ألفا، وفق بيانات الجمعية الوطنية لشركات البرمجيات والخدمات (ناسكوم)، في انخفاض حاد عن 290 ألف وظيفة أُضيفت في السنة المالية 2022 - 2023.
وقالت كبيرة مسؤولي الإستراتيجية في ناسكوم سانجيتا غوبتا "إذا كانت الإيرادات تنمو بنسبة 2 إلى 3 بالمئة فقط، فلن تكون هناك مساحة لزيادة عدد الموظفين" معبرة عن الأمل في تحقيق "زيادة" العام القادم.
ويرخي تباطؤ قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم بظلاله أيضا على كليات الهندسة النخبوية في الهند.
وأكد رئيس مركز التطوير الوظيفي في آي آي تي خراغبور، الكلية التي تخرج منها الرئيس التنفيذي لمجموعة غوغل سوندار بيتشاي، إن "تعيينات الوظائف أقل هذا العام حتى الآن".
وقال طالب في المعهد الهندي للتكنولوجيا طلب عدم الكشف عن هويته خشية أن يعيق ذلك فرص عمله، "لم يعد الناس يحصلون على وظائف بسهولة" مضيفا "لا خيار أمامنا سوى أن نكون أكثر واقعية بشأن الرواتب".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الهند
إقرأ أيضاً:
بعد رفض موسكو التفاوض مع زيلينسكي..واشنطن ترغب انتخابات رئاسية في أوكرانيا
أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، أن الولايات المتحدة تريد انتخابات في أوكرانيا، ربما بحلول نهاية العام، خاصة إذا تمكنت كييف من الاتفاق على هدنة مع موسكو في الأشهر المقبلة.
وأضاف في مقابلة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأوكرانية التي علقت في ظل الحرب مع روسيا "يجب أن تتم".وقال: "معظم الدول الديمقراطية تجري انتخابات في أوقات الحروب فيها. أعتقد أن من المهم فعل ذلك.. أرى ذلك في صالح الديمقراطية. هذا هو جمال الديمقراطية الراسخة.. لديك أكثر من مرشح محتمل".
واشنطن تطالب كييف بإجراء انتخابات بعد الحربhttps://t.co/zEByUXnnac
— 24.ae (@20fourMedia) February 1, 2025 إبرام الهدنةويقول ترامب وكيلوغ إنهما يعملان على وضع خطة للتوسطفي إبرام اتفاق خلال الأشهر القليلة الأولى من ولاية الإدارة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب التي اندلعت بعد غزو روسيا لجارتها في فبراير (شباط ) 2022.
ولم يكشفا الكثير من تفاصيل استراتيجيتهما لإنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا موعد طرح هذه الخطة..
ولا يزال العمل جارياً على وضع خطة ترامب ولم تتخذ أي قرارات سياسية، لكن مصدرين مطلعين ومسؤولاً أمريكياً سابقاً مطلعاً على مقترح الانتخابات، قالوا إن كيلوغ، ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض بحثوا في الأيام القليلة الماضية حمل أوكرانيا على الموافقة على الانتخابات في إطار هدنة مبدئية مع روسيا.
وقال المصدران المطلعان، إن مسؤولي الإدارة يبحثون أيضاً سبل الدفع من أجل وقف مبدئي لإطلاق النار قبل محاولة التوسط في اتفاق أكثر استمرارية. وقالت المصادر إنه إذا نظمت الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، فقد يكون الفائز مسؤولاً عن التفاوض على اتفاق أطول أمداً مع موسكو. ورفضت المصادر نشر أسمائها. ومن غير الواضح كيف ستستقبل كييف اقتراح ترامب.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا ربما تنظم انتخابات هذا العام إذا انتهى القتال ووضعت ضمانات أمنية قوية لردع روسيا عن الإقدام على الأعمال القتالية من جديد.
وقال مستشار كبير في كييف ومصدر بالحكومة الأوكرانية إن إدارة ترامب لم تطلب رسمياً بعد من أوكرانيا إجراء انتخابات رئاسية بحلول نهاية العام.
AP Interview: Zelenskyy says excluding Ukraine from US-Russia talks about war is 'very dangerous' https://t.co/MO8oMKfzMd
— KSAT 12 (@ksatnews) February 2, 2025 قواعد الديمقراطيةكان يفترض أن تنتهي ولاية زيلينسكي في 2024، لكن الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 حالت دون إجرائها.
وقال مسؤولان أمريكيان سابقان إن واشنطن أثارت قضية الانتخابات مع كبار المسؤولين في مكتب زيلينسكي في 2023 و 2024 أثناء إدارة جو بايدن السابقة.
وأضافا أن مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين بضرورة إجراء الانتخابات للحفاظ على القواعد الدولية والديمقراطية.
وقال المسؤولان الأمريكيان السابقان إن مسؤولين في كييف رفضوا إجراء الانتخابات خلال محادثات مع واشنطن في الأشهر القليلة الماضية، وأخبروا مسؤولي إدارة بايدن بأن إجراء انتخابات في مثل هذه اللحظة المتقلبة في تاريخ أوكرانيا من شأنه أن يقسم القادة الأوكرانيين، وقد يشجع حملات التأثير الروسية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله في 27 يناير (كانون الثاني) إن الاتصالات المباشرة بين موسكو وإدارة ترامب لم تبدأ بعد.
وتقول وزارة الخارجية الروسية إنها لا تزال تنتظر موافقة الولايات المتحدة على مرشحها الجديد لمنصب سفير موسكو في واشنطن الذي لا يزال شاغراً.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علناً إنه لا يعتقد أن زيلينسكي زعيم شرعي في غياب تفويض انتخابي جديد، وأن الرئيس الأوكراني لا يتمتع بالحق القانوني في التوقيع على وثائق ملزمة في اتفاق سلام محتمل.