دمشق-سانا

استضاف اتحاد الكتاب العرب في سورية حواراً مفتوحاً مع الكاتب والإعلامي اللبناني الدكتور سامي كليب حول كتابه “تدمير العالم العربي من حرب الهوية إلى الإبادة _غزة نموذجاً” وذلك في مقر الاتحاد بدمشق.

وفي الكتاب استدل الكاتب من خلال وثائق إسرائيلية، إلى جانب دراسات تبيّن بالأرقام محاولات تزوير تاريخ المنطقة، ضمن مشروع متكامل، تتقاطع فيه سرقة التاريخ مع اغتيال العلماء والمستقبل.

ولا يتوقف البحث على العقد الأخير، بل يتناول الكتاب قضايا استراتيجية وأساسية في العالم العربي، مثل سوق السلاح، والحريات الدينية، وسرقة الآثار، وتجارة الأعضاء البشرية، وسباق التسلح الإلكتروني وعلى ضوء النتائج والمعطيات المعززة بالوثائق والمستندات قدم كليب ثلاثة سيناريوهات للحرب المقبلة.

وأوضح كليب خلال الحوار أن ما يحدث اليوم هو تحول مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وأن العدو أصيب بنكسة وجودية كبرى وهذا الحدث لم يبدأ من 7 تشرين الاول الماضي وإنما بدأ منذ 77 عاماً.

وأضاف: ان صورة الكيان الصهيوني قد اهتزت ليس فقط في الداخل بل في كل العالم رغم أن السردية الإسرائيلية كلفت مليارات الدولارات، فبفضل المقاومين في غزة والمحبين لفلسطين جعلت هذه الصورة منهارة تماماً، وآمل ألا نضيع هذه اللحظة التاريخية في ظل هذا الانقسام الدولي الحاصل.

وتحدث كليب عن التطورات الأخيرة في المنطقة المتمثلة بدخول الصين إلى الساحتين السياسية والاقتصادية في الوطن العربي وخصوصاً عبرَ تمهيدها ووساطتها لعودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.

كما توسع كليب في الحديث عن مشروع السكك الحديدية وآبار الغاز المكتشفة في غزة وأسباب نية الولايات المتحدة بناء مرفأ في غزة، كما قدم تفسيراً عن استهداف بعض الدول العربية والسعي لتدمير كل من سورية واليمن وليبيا والعراق والجزائر، مبيناً أسباب وتبعات ونتائج 7 تشرين الأول على مستقبل المنطقة.

وفي تصريح لمراسل سانا قال كليب: “أتشرف أن أكون مدعواً من قبل اتحاد الكتاب العرب في هذه اللحظة المفصلية للحديث بشكل أوسع من 7 تشرين الأول في حد ذاته، وأنا سعيد عندما أصل إلى هذا البلد الغالي على قلبي وإلى أقدم مدينة مأهولة في التاريخ فأنا أعجز بالتعبير عن عاطفتي تجاهها لأن حجم ما أتلقاه من حب يتخطى كل شيء”.

يشار إلى أن سامي كليب إعلامي وكاتب لبناني حاصل على دكتوراه في الإعلام وفلسفة اللغة وتحليل الخطاب من فرنسا ولبنان، مذيع ومراسل حربي لأكثر من 25 عاماً غطّى خلالها أبرز حروب وأحداث العالم، رئيس تحرير سابق في إذاعتَي فرنسا الدولية ومونت كارلو الفرنسيّتين، كما قدّم سابقاً برنامج «لعبة الأمم» على شاشة الميادين وكتب في العديد من الصحف العربية والأجنبية وله العديد من المؤلفات السياسية والأكاديمية ومؤسِّس ورئيس تحرير موقع خمس نجوم المتخصّص بالسياسة والثقافة والبيئة.

مجد عبود

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مبادرات محمد بن راشد تثمن دعوة الجامعة العربية لاعتماد "تحدي القراءة" منهجاً تعليمياً في العالم العربي

ثمنت مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" دعوة جامعة الدول العربية الوزارات المعنية بالتعليم في الدول العربية لاعتماد مبادرة تحدي القراءة العربي منهجاً تعليمياً، باعتبارها مشروعاً معرفياً وثقافياً رائداً يساهم في تعزيز اللغة العربية.

وتأتي هذه الدعوة بناء على القرار الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أحد مؤسسات جامعة الدول العربية، في دورته العادية 114 على المستوى الوزاري، والذي أعلنت عنه السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة خلال احتفالية نظمت في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة أمس الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام.
وأكد سعيد العطر الأمين العام المساعد لمؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، أن مبادرة تحدي القراءة العربي تترجم رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في نشر ثقافة القراءة باللغة العربية لدى الطلاب والطالبات، ومساعدتهم للتمكن من علومها وتذوق جمالياتها، وإدراك ثرائها غير المحدود وقدرتها على استيعاب مختلف العلوم والمعارف، وإعلاء شأنها كهوية وانتماء حضاري.
وقال إن دعوة جامعة الدول العربية لاعتماد مبادرة تحدي القراءة العربي منهجاً تعليمياً في العالم العربي تكتسب أهمية كبرى في هذا التوقيت حيث يحتفل العالم باللغة العربية، كلغة شعر وفن وإبداع، لغة فكر وعلم وابتكار، لغة هوية وثقافة وحضارة، شكلت عبر العصور جسراً معرفياً بين مختلف الشعوب والحضارات.

هوية ثقافية

وأضاف سعيد العطر أن دولة الإمارات جعلت اللغة العربية جزءاً لا يتجزأ من هويتها الثقافية من خلال العديد من المشاريع والمبادرات المعرفية التي تخدم أبناء الضاد أينما كانوا، لعلّ أهمها “تحدي القراءة العربي”، المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لغرس ثقافة القراءة باللغة العربية لدى النشء، حيث شارك فيها على مدى ثماني دورات أكثر من 131 مليون طالب وطالبة، وهؤلاء سيكونون حرّاس اللغة العربية في المستقبل، مواصلين تكريس مكانتها العالمية كلغة علم وأدب وفن وجمال.
وأشار إلى أن مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، ستبقى ملتزمة بتطوير خططها ورؤاها لخدمة اللغة العربية، وتسخير خبراتها وإمكاناتها لنشر ثقافة القراءة لدى الأجيال العربية الصاعدة.

أهداف تحدي القراءة العربي

ويهدف تحدي القراءة العربي، والذي أطلق في دورته الأولى في العام الدراسي 2015 – 2016 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وتنظّمه مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
ويسعى التحدي إلى ترسيخ حب لغة الضاد في نفوس الأجيال الصاعدة وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتعزيز قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.
وسجل تحدي القراءة العربي معدلات نمو هائلة في حجم المشاركة بداية من الدورة الأولى التي استقطبت 3.6 مليون طالب وطالبة وصولاً إلى الدورة الثامنة التي حققت أرقاماً غير مسبوقة حيث وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة بارتفاع قدره 683% عن الدورة الأولى ليبلغ إجمالي عدد الطلبة المشاركين في ثماني دورات أكثر من 131 مليون طالبة وطالبة.
كما سجل تحدي القراءة العربي عبر ثمانية مواسم 795 ألف مشاركة للمدارس العربية، وبدأت الدورة الأولى بمشاركة 30 ألف مدرسة ليصل العدد في الدورة الثامنة، إلى أكثر من 229 ألف مدرسة، وصعد عدد المشرفين من 60 ألفاً في الدورة الأولى إلى أكثر من 154 ألفاً في الدورة الثامنة وبإجمالي 716 ألف مشرف ومشرفة عبر ثمانية مواسم من عمر تحدي القراءة العربي.

لغة عالمية

يذكر أن اليوم العالمي للغة العربية، أقرته الأمم المتحدة عام 1973، في خطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة عالمية ضمن لغات العمل الرسمية في المنظمة الدولية، حيث تعتبر من أكثر اللغات تحدثاً ضمن مجموعة اللغات السامية وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم حيث يتحدثها نحو 450 مليون نسمة يتوزعون بشكل أساسي في الوطن العربي إضافة إلى العديد من المناطق الجغرافية المجاورة.
وتكتسب اللغة العربية أهميتها من كونها لغة القرآن الكريم وقد أثر انتشار الإسلام وتأسيسه دولاً خارج الجزيرة العربية في ارتفاع مكانتها حيث أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون.
وأثرت اللغة العربية تأثيراً مباشراً على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحلية وبعض اللغات الأوروبية، خاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.
وتعتبر اللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية فعلى سبيل المثال يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف كلمة، بينما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون وهو من أوائل من وضع قاموساً إنجليزياً من القرن الثامن عشر يحتوي على 42 ألف كلمة.
 

مقالات مشابهة

  • شاهد | كليب الحلم العبري … لــ مصطفى المومري
  • عمراني: “مواجهة الأهلي صعبة وعلينا التركيز وتفادي الأخطاء”
  • فى حوار مفتوح..رؤساء النقابات يشكرون محافظ أسوان للجهود الملموسة بقطاعات العمل
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • عندما يُفكر الشيطان .. “ستارمر” نموذجا
  • بنكيران لأخنوش…ما تقوم به “حشومة وعار”
  • مبادرات محمد بن راشد تثمن دعوة الجامعة العربية لاعتماد "تحدي القراءة" منهجاً تعليمياً في العالم العربي
  • “مبادرات محمد بن راشد” تثمن دعوة الجامعة العربية لاعتماد “تحدي القراءة” منهجاً تعليمياً في العالم العربي
  • رئيس الوزراء اللبناني: “تعلمنا أن علينا التوكل على الله أولاً ومن ثم تركيا!”
  • احتفالية الإمارات بـاليوم العالمي للغة العربية ترسخ الهوية وتعزز الحضور الثقافي