العمال البريطاني يستبعد مرشحة مسلمة ويفرض مؤيدا لـإسرائيل على دائرة مضمونة
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
برغم أن الغضب ضد "إسرائيل" تحول من هادئ إلى درجة الغليان، إعلان معهد "ليمكين" لمنع الإبادة الجماعية أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة"، إلا أن الرد من زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر على هذا كان محيرا لأنصاره. ففي الأسبوع الماضي قام بوضع واحد من الشخصيات الرئيسية المؤيدة لـ"إسرائيل" كمرشح لواحدة من مقاعد الحزب المضمونة.
وبحسب آخر، لم يجب اللوبي النشط المؤيد لـ"إسرائيل" لوك إكهيرست على أسئلة أثناء لقاء لدائرة نورث درهام في مركز بيلتون الاجتماعي عقد يوم الأحد. وسيرى الكثيرون في هذه الخطوة المستفزة في وقت يشعر فيه الكثير من ناشطي الحزب بالرهبة مما يرونه دعم ستارمر للحرب في غزة، بحسب تقرير لموقع "ميدل إيست آي".
ولوضع الحقائق في سياقها، قام حزب العمال في الأسبوع الماضي باختيار المؤيد لـ"إسرائيل" لوك إكهيرست كمرشح في دائرة نورث درهام المضمونة. ويتناقض التحرك مع تعهد ستارمر أثناء حملته لقيادة الحزب "يجب أن ننهي فرض المرشحين من قبل اللجنة الوطنية التنفيذية، ويجب على أعضاء الحزب المحليين اختيار مرشحيهم للانتخابات".
وبحسب الصحفي في موقع "بايلاين تايمز" آدم بينكوف، حذف إكهيرست أكثر من 2,000 منشورا على حسابه في منصة "إكس"، مع أنه لم يحذفها كلها، حيث تردد كلام الحكومة الإسرائيلية.
وقبل عامين، سئل عما إن كان يعتبر الأمم المتحدة مؤسسة معادية للسامية بسبب قرار مجلس الأمن الدولي (بريطانيا هي عضو دائم فيه) بأن "إنشاء الحكومة الإسرائيلية مستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية لا أساس قانوني له" أجاب إكهيرست "نعم". وقال في تشرين الثاني/ نوفمبر إنه يجب ضم "الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية" إلى "إسرائيل" كجزء من تبادل الأراضي مع فلسطين وأن مرتفعات الجولان يجب أن "تظل جزءا من إسرائيل".
وبحسب تقرير للأممم المتحدة فإنشاء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان يصل إلى مستوى جريمة حرب.
وفي ورقة حقائق نشرتها منظمة إكهيرست "نؤمن بإسرائيل" عام 2016، وصفت تصويت مجلس الأمن الشاجب لنشاطات إسرائيل الاستيطانية والمطالبة بوقفها بأنها "إشكالية". وظهر إكهيرست وهو يرتدي قميص "زيونست شتلورد" (المؤيد للصهيونية) وهو جالس في اجتماع للجنة التنفيذية لحزب العمال التي تقوم باختيار مرشحي الحزب في الانتخابات.
وجمعت مجموعة "تمويل جماعي" على الإنترنت أقامها الناشط العمالي غاري سبيدنغ حوالي 3,000 جنيها لمعارضة اللوبي الإسرائيلي لوك إيكهيرست في نورث درهام. وكان إيكهيرست ناشطا في العمال وهو في عمر 16 عاما وعمل كعضو مجلس محلي ما بين 2002- 2014. وفي ظل قيادة جيرمي كوربن، كان أمينا عاما لحركة "العمال أولا" التي عارضت كوربن وأنصاره. ومنذ وصول ستارمر لقيادة الحزب، فهو من أشد المؤيدين له.
ويدير منذ عام 2011، مجموعة "نؤمن بإسرائيل"، التي تصف نفسها بأنها "حركة لدعم إسرائيل" وتهدف "لدعم شبكات قاعدة شعبية مؤيدة لإسرائيل في بريطانيا". وتقول المنظمة إنها داعمة لحل الدولتين وتعارض جهود نزع الشرعية عن "إسرائيل" من خلال الحرب القانونية والمقاطعة وفرض العقوبات عليها. وفي الفيلم الوثائقي "اللوبي" الذي أعدته الجزيرة عام 2017 وصف الدبلوماسي الإسرائيلي شاي مازوت في لقطة، إيكهيرست بأنه "مناصر عظيم" و"واحد من الأفضل في الداخل"، في حزب العمال. وأخبرت المنظمة "نؤمن بإسرائيل" الجزيرة بأنها "وإن لم تدر ماليا أو بطريقة أخرى من إسرائيل، إلا أنها تعمل مع أصحاب المصالح بمن فيهم السفارة الإسرائيلية" في لندن.
ويعرض اختيار إكهيرست ستارمر لتهمة ازدواجية المعايير في التعامل مع نظام الاختيارات داخل الحزب. وهذا يتناقض بشدة مع منع المرشحة عن دائرة تشينغفورد وود غرين فايزة شاهين التي منعت من الترشح بسبب مشاركتها بمنشورات على منصات التواصل. ومثلما فرض إكهيرست على الدائرة الانتخابية بدون مشاورة، منعت شاهين من الترشح بدون استشارتها أو منحها فرصة استئناف على القرار الذي صدر في 29 أيار/ مايو.
ويبدو أنها عوقبت بسبب منشورات تعود إلى عقد من الزمان وقبل أن تنضم لحزب العمال. وأحد المنشورات من مرشح عن حزب الخضر في 2018 أعلن أنه سيرشح نفسه عن مجلس هاكني، وهناك منشور يعود إلى 2014 يعبر عن دعم لمقاطعة البضائع الإسرائيلية بسبب قصف غزة. وعبرت عن إعجاب بمنشور لوزير مالية الظل جون ماكدونال يدافع فيه عن نعومي ويمبورن إدريسي، المؤسسة المشاركة لأصوات يهودية من أجل العمال وبسبب تعليق عضويتها لأنها عبرت عن "عدم ارتياحها" لرؤية تعليق عضوية زملائها بتهم معاداة السامية.
ومع ذلك لم يظهر حزب العمال أي قلق من منشورات إكهيرست المثيرة للجدل والتي لها تاريخ طويل على منصات التواصل الاجتماعي. فمنشوراته نارية ومؤذية أكثر من منشورات شاهين التي أدبت عليها. فالمنشور الذي حظي بتغطية بعد استبعاد شاهين من الاختيار يعود إلى 12 أيار/ مايو "في كل مرة تتحدث فيها وإن بلطف منتقدا إسرائيل، فإنك تتعرض مباشرة بهجوم هستيري من الناس الذي يقولون لك إنك مخطئ ومتحيز ضد إسرائيل".
وكان المنشور كاف لقتل حياة شاهين السياسية. ولكن إكهيرست وصف مسيرة العودة، وهي حركة احتجاج سلمية في غزة ما بين 2018 – 2019 بقوله إن "الجماعات الإرهابية والمسلحة بالبنادق والسكاكين والمتفجرات حاولت وفشلت في اختراق السياج الحدودي لتنفيذ نفس المذابح التي حدثت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
ولم تطرح قيادة حزب العمال العليا أسئلة عن هذا مع أن تقييم الأمم المتحدة يقدم صورة مختلفة. فبحسب تحقيق لجنة مستقلة عن الأحداث "جرح أكثر من 6,000 متظاهر أعزل بسبب نيران القناصة وبعد أسابيع من الاحتجاج عند جدار العزل" و"وجدت اللجنة أرضية معقولة للاعتقاد أن قناصة إسرائيليين أطلقوا النار على الصحفيين وعمال الصحة والأطفال وأشخاص من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وعلى معرفة بأنهم مميزون. ورغم بعض أفعال العنف، لم تجد اللجنة أن التظاهرات تعتبر عملا عسكريا".
وطلب الموقع ردا من حزب العمال عن مواقف إكهيرست من الأمم المتحدة وأنها معادية للسامية وتوسع الاستيطان في الضفة، لكن الحزب لم يرد في الوقت المحدد له قبل النشر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب العمال بريطانيا الفلسطينية بريطانيا فلسطين الاحتلال حزب العمال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.