سرايا - حظي مشروع العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في الكونغرس بدعم 247 عضواً مقابل 155 معارضاً في مجلس النواب، في إشارة إلى دعم المشرعين المتواصل لإسرائيل، رغم معارضة البيت الأبيض لفرض عقوبات من هذا النوع. وقد تحدى 42 نائباً ديمقراطياً الرئيس الأميركي جو بايدن فصوتوا لصالح فرض العقوبات التي دعمها كل الجمهوريين في المجلس.



فبعد أن أوصى المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان، قبل أيام، بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، هب المشرعون للإعراب عن غضبهم مما وصفوه بـ«انحياز» المحكمة، وعملوا جاهدين لسن عقوبات يتوافق عليها الديمقراطيون والجمهوريون، لكن معارضة البيت الأبيض للعقوبات عرقلت هذه المساعي، وكلّفت الجمهوريين أصواتاً ديمقراطية حالت دون إظهار وحدة الصف التي أرادها رئيس مجلس النواب مايك جونسون في هذا الملف.

وهذا ما تحدث عنه جونسون قائلاً: «عملت طوال عطلة نهاية الأسبوع بهدف جعل المشروع يحظى بتوافق الحزبين، وأعتقد أن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ كانوا مهتمين بذلك... لكن البيت الأبيض أعطى الضوء الأحمر وقال إنه لا يدعم العقوبات، وهو أمر غير منطقي بنظرنا. ولهذا تراجع البعض عن الدعم».

وسلّط هذا التصريح الضوء على واقع الحال في الكونغرس، فرغم إقرار العقوبات في مجلس النواب الذي يتمتع فيه الجمهوريون بالأغلبية، فإن حظوظه بالإقرار في مجلس الشيوخ بأغلبيته الديمقراطية شبه معدومة. لكن جونسون عدّ أن خطوة مجلس النواب كانت ضرورية «لإرسال رسالة واضحة» للمحكمة الجنائية الدولية، رغم أن الولايات المتحدة ليست عضوة فيها، ولا تتمتع بأي سلطة عليها.

تحفظات وانتقادات:
ومع إقرار المشروع، حذّر الديمقراطيون المعارضون من تفاصيله، فأشار كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية في النواب غريغوري ميكس إلى أن بنوده ستؤدي إلى فرض عقوبات على حلفاء الولايات المتحدة الموقعين على «نظام روما الأساسي» الذي تم تأسيس المحكمة بموجبه في عام 2002. وقال ميكس: «سوف يؤدي (المشروع) إلى فرض عقوبات على حلفائنا في بريطانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان، وهذا أمر خطير». وتابع ميكس محذراً: «سوف يؤدي كذلك إلى فرض عقوبات على بعض الشركات الأميركية التي تزود المحكمة ببعض البرامج والتقنيات. إنه مشروع واسع النطاق من شأنه أن يشكل خطراً علينا».

ويحظى هذا التصريح بدعم قاعدة واسعة من الحزب الديمقراطي التي عارضت المشروع بحجة أنه «فضفاض». ودعا بعض الديمقراطيين إلى تحديد أطره ليشمل عقوبات موجهة على أفراد معينين. وفق تفاصيل المشروع، على الرئيس الأميركي فرض عقوبات على المحكمة في فترة لا تتخطى الـ60 يوماً من إقراره «في حال سعت إلى التحقيق أو اعتقال أو محاكمة أي شخص محمي من قبل الولايات المتحدة». ووفق توصيف المشروع، فإن الأشخاص المحميين يشملون «مسؤولين وعناصر عسكرية في بعض البلدان الحليفة». وتشمل العقوبات المطروحة مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية وعائلاتهم، وتتضمن رفض تأشيرات دخول للولايات المتحدة، وإلغاء أي تأشيرات صادرة، بالإضافة إلى تجميد أي أصول يملكونها في البلاد من دون تحديد أي أسماء.

لكن المعارضة لا تقتصر على بنود المشروع فحسب، فهناك بعض الديمقراطيين الذين رفضوا التصويت لصالح العقوبات بسبب معارضتهم لممارسات نتنياهو، مثل النائبة الديمقراطية ديليا راميريز التي شددت على أهمية المحكمة الجنائية الدولية، قائلة: «في الأيام الـ241 الأخيرة، سقط الآلاف ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها. إن انتهاكات نتنياهو للقوانين الدولية تهدد السلام في العالم، وأنا مصممة على وضع حد لإفلات المسؤولين عن هذه الجرائم من العقاب».

يأتي هذا فيما ينتظر المشرعون حضور نتنياهو أمام الكونغرس لإلقاء خطاب مرتقب بعد دعوة من رئيس مجلس النواب، في حدث سوف يسلط الضوء على الانقسامات الديمقراطية حيال الموقف تجاه إسرائيل مع رفض بعض الديمقراطيين حضور الخطاب.

الشرق الأوسط


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الجنائیة الدولیة فرض عقوبات على البیت الأبیض مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: بايدن ماض ٍقدما في حملته للانتخابات الرئاسية

يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، حكام الولايات الديموقراطيين بهدف محاولة طمأنتهم بشأن قدرته على مواصلة حملته الانتخابية للفوز على دونالد ترامب، الأمر الذي تُثار حوله الكثير من الشكوك منذ المناظرة الفاشلة التي خاضها مع ترامب، الخميس، الماضي.

وبعد حوالى أسبوع، لا يزال الرئيس الأميركي بعيدا من محو الانطباع المحبِط الذي تركته 90 دقيقة تلعثم خلالها في بعض الأحيان أو حملق في الفراغ، كما فقد تسلسل أفكاره في أحيان أخرى.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أحد المقربين من بايدن من دون أن يذكر اسمه قوله "إنه يعلم أنه إذا واجه حدثين آخرين من هذا النوع، فستكون الأمور مختلفة تماما".

وأشار إلى أن بايدن يتساءل في المجالس الخاصة عن مستقبل ترشحه.

غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس رد على الفور على ما جاء في الصحيفة، وقال عبر منصة "إكس"، إن "هذا غير صحيح تماما. لو أعطتنا صحيفة نيويورك تايمز أكثر من سبع دقائق للتعليق لكنا أخبرناها".

ويأتي ذلك بعدما تساءل عدد من الديموقراطيين، بمن فيهم شخصيات بارزة في الحزب مثل نانسي بيلوسي، بشأن صحة بايدن العقلية فيما برزت مطالبات بانسحابه حتى لو كانت هذه الدعوات لا تزال حتى الآن مقتصرة على برلمانيين قلائل وغير معروفين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار لصحافيين، الأربعاء، لدى سؤالها عن احتمال انسحاب المرشح الديموقراطي "أبدا أبدا".

وأكدت أنه "ماضٍ قدما" في حملته الانتخابية، مضيفة "يركز الرئيس على كيفية مواصلة هذا العمل. وكل أمر آخر نسمعه أو يُقال، كاذب تماما".

ومن المقرر أن ينعقد لقاء الحكام مع الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما عند الساعة 22,30 بتوقيت غرينتش في البيت الأبيض. ويوجد في الولايات المتحدة حوالى عشرين حاكم ولاية ديموقراطيين، غير أنه لم يتم الإعلان عن القائمة المحددة للمشاركين في الاجتماع.

"نقاش صحي"

وقال جي بي بريتسكر الحاكم الديموقراطي لولاية إيلينوي على شبكة "سي إن إن" مساء الثلاثاء، "سنُجري نقاشا صحيا مع الرئيس". 

وأضاف "في الوقت الحالي، جو بايدن هو مرشحنا، أنا أؤيد ترشحه بنسبة مئة في المئة ما لم يتخذ قرارا آخر، وفي هذه الحالة سنناقش جميعا أفضل مسار نتبعه".

ويعتبر حاكم إيلينوي وحكام كاليفورنيا غافين نيوسوم وميشيغان غريتشن ويتمر وبنسلفانيا جوش شابيرو، مرشحين محتملين في المستقبل للرئاسة.

ولكن لم يشكك أحد علنا حتى الآن في ترشح جو بايدن الذي حقق فوزا في الانتخابات التمهيدية.

وفي استطلاع للآراء أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بعد المناظرة، أعرب 74 في المائة من الناخبين المستطلعين عن مخاوفهم بشأن عمر المرشح الديموقراطي، فيما توسعت فجوة التأييد بين ترامب وبايدن في السباق إلى البيت الأبيض لصالح المرشح الجمهوري.

"ليلة سيئة" 

وفي إطار حملته الانتخابية، يتوجه بايدن في الأيام المقبلة إلى ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا اللتين تعدان "ولايتين متأرجحتين" حاسمتين في السباق إلى البيت الأبيض.

وبث فريق حملته، الأربعاء، فيديو جديدا بعدما أقرت المحكمة العليا، الإثنين، تمديد الحصانة الرئاسية لترامب، في ما يشكّل انتصارا له خصوصا في مواجهة الاتهامات الجنائية التي وُجهت إليه.

ويعتزم بايدن إجراء مقابلة مع قناة "إيه بي سي"، الجمعة، وعقد مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل، بهدف إظهار قدرته على التحدث بطلاقة.

أما في ما يتعلق بالأداء الضعيف، الخميس، فقد كانت "ليلة سيئة" بالنسبة لمرشح كان يعاني من أكثر من "نزلة برد"، وفقا لمناصري جو بايدن.

غير أن الأخير قدم، الثلاثاء، توضيحا آخر. وقال للمانحين إنه "لم يكن من الذكاء السفر حول العالم عدة مرات" قبل وقت قصير من المناظرة، مضيفا أن هذا الأمر دفعه إلى "النوم تقريبا على المنصة".

وزار جو بايدن فرنسا وإيطاليا في يونيو، ثم عاد إلى الولايات المتحدة في 15 يونيو، قبل 12 يوما من المبارزة التلفزيونية ضد دونالد ترامب والتي أمضى ستة أيام في التحضير لها من دون جدول أعمال رسمي أو ظهور علني خلال هذه الفترة.
 

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: بايدن ماض ٍقدما في حملته للانتخابات الرئاسية
  • البيت الأبيض: لا توجد مناقشات حول ما إذا كان بايدن سيستقيل إذا أوقف حملته الانتخابية
  • البيت الأبيض: الرئيس جو بايدن لن ينسحب من السباق الرئاسي
  • سعيٌ صهيوني لفتح تحقيق جنائي بحق بن غفير؛ فهل هي محاولة لإرضاء “الجنائية الدولية”؟
  • البيت الأبيض يؤكد عدم ضرورة خضوع بايدن لاختبار معرفي
  • في محاولة للالتفاف على الجنائية الدولية.. تحقيق إسرائيلي محتمل مع بن غفير
  • كل ما يجب معرفته عن العقوبات البديلة التي ستدخل حيز التنفيذ قريبا
  • لإرضاء الجنائية الدولية.. المدعي الإسرائيلي يوصي بالتحقيق مع بن غفير
  • البيت الأبيض: بايدن ليس مصابا بألزهايمر أو أي شكل من أشكال الخرف
  • تصل للإعدام.. عقوبات صارمة لجريمة خطف الأطفال وتعريض حياتهم للخطر بقانون العقوبات