ارفع رأسك.. أنت فلسطيني
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
محمد رامس الرواس
في الوقت الذي يقترب فيه الحديث الجاد عن موعد صفقة تبادل الأسرى وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة يزداد عدد الكمائن والأفخاخ التي تنصبها المقاومة ويزداد معها عدد القتلى في الجيش الإسرائيلي وأصبح ميدان المعركة عند الالتحام يقول كلتمه التي أصبحت عنوان الأيام القادمة في بنود توقيع صفقة " الانسحاب أولاً"، فلا الخلافات التي تحدث بمجلس الحرب الإسرائيلي وحكومة جيش الاحتلال ولا أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تدعو لاستمرار الحرب أبواق يلتفت إليها من يعلمون بواقع حال جيش الاحتلال الإسرائيلي المصاب بالرعب، اليوم ينتظرون ويتمنون أن تقول حماس كلمتها بالموافقة على صفقة فرضتها بعون الله بصمود شعبها وببسالة كافة كتائب المقاومة.
لقد باتت هناك قناعة تامة داخل دولة الكيان الإسرائيلي بأن جيشه أصبح منهكاً ولا يستطيع مواصلة الحرب لفترة أطول خاصة في ظل دخول جبهة الشمال اللبنانية للمعركة عبر استهدافها المستوطنات الإسرائيلية على الحدود والاشتباكات التي بدأت تزداد هناك.
بينما مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الاستخباراتية بجانب الولايات المتحدة يعلمون جميعهم أن هناك عواقب وخيمة ستطال جنودهم في ظل استمرار حرب الاستنزاف هذه التي تحدث الآن في غزة فجيش الاحتلال الذي أصابه الوهن والضعف لا يستطيع أن يصمد لفترة أطول، بينما الشعب الفلسطيني بعون من الله كان ولا يزال يضرب أروع الأمثال في التضحية والصمود لقد أصبح أقوى وأرسخ ثباتا، وبإذن الله سوف يحصد نتائج صبره.
أول تباشير نتائج الفتح التي تحققت قبل الصفقة، أن القضية الفلسطينية أصبحت قضية عالمية تتداول بمشرق الأرض ومغربها وكل يوم يظهر لها مناصرون ومؤيدون، ومنظمة حركة حماس أصبحت مكونا فلسطينيا أساسيا معترفا به دوليًا وما دل على ذلك مخاطبة الرئيس الأمريكي بايدن في خطابه الأسبوع الفائت لها عندما عرض خارطة طريق الصفقة بالتفصيل طالبا من حماس المُوافقة.
المشاهد جميعها تشير إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلي إذا أراد أن ينقذ جيشه الذي بدأ يتآكل شيأ فشيئا ليس أمامه إلا طريق واحد الجلوس حول طاولة المفاوضات، ولن يتاتى له ذلك إلا بموافقه حماس التي ينتظر الجميع كلمة منها على أحر من الجمر.
عندها سيأتي المفاوض الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات محملا بدماء الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء، ومحملا بلعنات المجتمع الدولي على ماارتكبه من جرائم حرب وابادة، ومن خلفه جيش منهك وقيادة متفككة، هذا بالإضافة الى ما يحدث من انقسام بداخل الشارع الإسرائيلي، سيأتي مثقلا بانهيار في اقتصاده وعملته وأسواقه المالية وسوق العمل ومصانعه، ولن يتناسى بلا شك مقاطعة بضائعه وشركاته في الكثير من دول العالم.
بينما سيأتي مفاوض حماس ببشائر بدء الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ومساندتهم لغزة، وبنصر موزر صنعته بفضل الله كتائب المقاومة من مختلف الفصائل، سيأتي ومعه تماسك شعبي فلسطيني تحت راية العلم الفلسطيني، سيأتي ومعه صبر أسطوري شهد به العالم وأذهل الأقربين قبل الأعداء، سيأتي ومعه دعوات المؤمنين من جميع أنحاء المعمورة متضرعين للمولى عز وجل أن ينصره النصر التام.
سيجلس الجميع حول طاولة المفاوضات والفلسطيني رافع الرأس بكل فخر وعِزَّة، والإسرائيلي مطأطئ الرأس في ذل وهوان.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فلسطينيًا .. وحماس: المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال
عواصم. «د ب أ» «رويترز» اقتحمت القوات الإسرائيلية، اليوم مستشفى جنين الحكومي بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن شهود عيان قولهم إن «عددا من جنود جيش الاحتلال اقتحموا قسمي الطوارئ والتسجيل في المستشفى أثناء وجود عدد من المواطنين والمراجعين، ما أدى إلى حالة من الخوف والهلع بين صفوفهم، واعتقلوا فتى لم تعرف هويته، واحتجزوا أحد العاملين لفترة من الزمن».
ووفق الوكالة، «يتواصل لليوم الـ84، عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها، مخلفا 36 شهيدا، وعشرات الإصابات والمعتقلين».
كما شددت القوات الإسرائيلية، اليوم إغلاقها لبلدة الظاهرية وكل طرق بلدات جنوب محافظة الخليل، وفق مصادر محلية.
ونقلت وكالة «وفا» عن المصادر قولها: إن «قوات الاحتلال أغلقت الطرق المؤدية إلى بلدة الظاهرية، واقتحمت عدة أحياء فيها، بدعوى البحث عن منفذ عملية دهس قرب مستعمرة عتنيئيل المقامة على أراضي قرية كرمة جنوب الخليل».
وأشارت إلى «إغلاق قوات الاحتلال مدخل بلدة دورا الشرقي وكل الطرق المؤدية إلى الشارع الرئيسي الذي يربط بلدات الجنوب بمدينة الخليل».
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بإصابة مجندة في عملية دهس نفذها فلسطيني قرب الظاهرية جنوب الخليل قبل انسحابه من المكان.
وأكدت حركة حماس أن «عملية الدهس التي وقعت صباح اليوم في منطقة الظاهرة جنوبي الخليل، هي دلالة واضحة على أن المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال وكل محاولاته المستميتة لتحييدها في الضفة الغربية».
وقالت حماس، في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام ، إن «هذا العمل البطولي يأتي في سياق الرد الطبيعي على ما يرتكبه الاحتلال من عدوان غاشم وجرائم متواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وخاصة في محافظاتها الشمالية، ومن استمرار عمليات التهويد ومحاولة السيطرة على المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي ومقدساتنا الإسلامية».
وشددت على أن «الضفة الغربية وكل أرض فلسطين ستبقى على عهد الوفاء للشهداء والأسرى، وأن ضربات المقاومة ستبقى مستمرة حتى زوال الاحتلال ونيل شعبنا لحريته وحقوقه». ودعت الجماهير في الضفة إلى «مزيد من الصمود والثبات، وتصعيد المواجهة والتصدي للاحتلال ومستوطنيه، ومواصلة الاشتباك والتصدي لهذا الكيان الغاصب حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا».
لا انفراجة
قالت مصادر فلسطينية ومصرية اليوم: إن أحدث جولة من المحادثات في القاهرة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين انتهت دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.
وذكرت المصادر أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) متمسكة بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب على غزة.
وقالت إسرائيل التي استأنفت حملتها العسكرية على القطاع الشهر الماضي بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في يناير: إنها لن توقف الحرب قبل القضاء على حماس التي استبعدت أي مقترح ينطوي على نزع سلاحها.
لكن رغم هذا الخلاف الجوهري، قالت المصادر: إن وفد حماس بقيادة خليل الحية رئيس الحركة في غزة أبدى بعض المرونة فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين يمكن أن تطلق الحركة سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في حالة تمديد الهدنة.
وقال مصدر مصري لرويترز: إن أحدث مقترحات تمديد الهدنة ينطوي على أن تفرج حماس عن عدد أكبر من الرهائن.
وصرح الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني بحكومة بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم بأن إسرائيل تسعى لتحرير نحو عشرة رهائن بدلا من خمسة كانت حماس قد وافقت من قبل على إطلاق سراحهم.
وقال المصدر المصري: إن حماس طلبت مزيدا من الوقت للرد على أحدث مقترح.
وأضاف: «لا توجد عند حماس مشكلة لكنها تطالب بضمانات أن توافق إسرائيل على بدء التفاوض بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار» التي من شأنها إنهاء الحرب.
ضربات جوية
أطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، والتي بدأت في يناير كانون الثاني.
لكن المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ في أوائل مارس وتقود لوقف نهائي للحرب، لم تدخل حيز التنفيذ قط.
وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1500 فلسطيني منذ استئناف عملياتها العسكرية على قطاع غزة الشهر الماضي، كثير منهم من المدنيين وأصدرت أوامر إخلاء جديدة دفعت لنزوح مئات الآلاف واستولت على مساحات كبيرة من الأراضي وفرضت حصارا شاملا على الإمدادات إلى جميع مناطق قطاع غزة.
ولا يزال هناك 59 رهينة لدى حماس. وتعتقد إسرائيل أن نحو 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة. ويقول الفلسطينيون: إن موجة الهجمات الإسرائيلية منذ انهيار وقف إطلاق النار واحدة من أعنف الموجات وأكثرها دموية منذ بدء الحرب على السكان الذين صاروا يعيشون بين أنقاض القطاع.
وفي جباليا بشمال القطاع، عكف موظفو الإغاثة على تكسير الخرسانة بمطارق ثقيلة لانتشال جثث مدفونة تحت مبنى انهار جراء ضربة إسرائيلية.
وبرزت أقدام ويد أحد الأشخاص من تحت كتلة خرسانية. وحمل رجال جثة ملفوفة ببطانية. وقال عدد من العاملين في الموقع: إن ما يصل إلى 25 شخصا قتلوا.
وقال إسماعيل الرقب الذي عاد إلى المنطقة بعد فرار أسرته من الضربة قبل الفجر «كنا نعيش في منازل، ثم طالها الدمار. والآن دمرت خيامنا أيضا. لا نعرف أين نعيش».
زيادة الدعم للسلطة
قالت المفوضة الأوروبية المعنية بشؤون الشرق الأوسط لرويترز في مقابلة: إن الاتحاد الأوروبي يعتزم زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة تبلغ نحو 1.6 مليار يورو (1.8 مليار دولار) على مدى ثلاثة أعوام.
وقالت دوبرافكا سويتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط: إن الدعم المالي سيسير جنبا إلى جنب مع إصلاحات السلطة الفلسطينية التي تواجه اتهامات من منتقديها بالفساد وسوء الإدارة.
وقالت سويتشا: «نريد منهم أن يصلحوا أنفسهم، لأن بدون الإصلاح لن يكونوا أقوياء أو محل ثقة بما يكفي للحوار، ليس فقط بالنسبة لنا، بل أيضا بالنسبة لإسرائيل».
تأتي تصريحات المفوضة الأوروبية قبل أول «حوار سياسي رفيع المستوى» بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وكبار المسؤولين الفلسطينيين، ومنهم رئيس الوزراء محمد مصطفى، في لوكسمبورج.
الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للفلسطينيين، ويأمل مسؤولو التكتل أن تتولى السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية المسؤولية في قطاع غزة يوما ما بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضت حتى الآن فكرة تسليم غزة للسلطة الفلسطينية، وتجنبت هدف الاتحاد الأوروبي الأوسع المتمثل في حل الدولتين، والذي يشمل إقامة دولة فلسطينية.
وقالت سويتشا: إن 620 مليون يورو ستذهب إلى الدعم المالي وإصلاح السلطة الفلسطينية و576 مليون يورو ستخصص «للتكيف والتعافي» في الضفة الغربية وغزة و400 مليون يورو ستأتي في شكل قروض من بنك الاستثمار الأوروبي، وسيكون ذلك رهنا بموافقة مجلس إدارته.
وقالت: إن متوسط دعم الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية بلغ نحو 400 مليون يورو على مدى السنوات الاثني عشرة الماضية.
وأضافت: «نحن نستثمر الآن بطريقة موثوقة في السلطة الفلسطينية».