اهتم الصنّاع بالحج وطقوسه في وقت مبكر من تاريخ السينما المصرية، حيث أنتج استوديو مصر الذي أنشأه الاقتصادي طلعت حرب فيلمًا تسجيليًا بعنوان "رحلة الحج"، في أواخر عهد الملك فؤاد الأول، وصدر للفيلم دفتر فخم، يحمل صورة الكعبة المشرفة والملك، ووثق الفيلم تصنيع كسوة الكعبة على أيدي أمهر الفنانين المصريين، ورحلة الكسوة من مصر إلى مكة عبر الصحراء والسفن، وجموع الحجاج خلال مناسك الحج.
وقد ظهر الحج في أفلام مصرية روائية معدودة، أغلبها في الخمسينيات، "أفراح" (1950) لنيازي مصطفى، و"إلهام" للمخرج بهاء الدين شرف عام 1950، و"المصري أفندي" (1949) لحسين صدقي، وفيلما "بنت الأكابر" و"دهب" (1953) لأنور وجدي، إضافة إلى فيلم "توحة" (1958) للمخرج حسين صدقي، و"المرأة التي غلبت الشيطان" (1973) ليحيى العلمي.
فيلم بنت الأكابرفي فيلم "بنت الأكابر" بدا كأن أغنية ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي" حُشرت في الفيلم، ويقال إن ليلى مراد أرادت الذهاب للحج أثناء تصوير الفيلم، وعندما لم يتيسر الأمر، طلبت من المؤلف وضع هذه الأغنية.
وقدمت ليلى مراد الأغنية عام 1953، بعد التشكيك في اعتناقها الديانة الإسلامية، واتهامات أنها أسلمت كي تتزوج من أنور وجدي، ثم شائعات عن دعهما لإسرائيل، لكن قيادة ثورة يوليو/تموز نفت في خطاب رسمي علاقة مراد بإسرائيل.
وعن قصة للأديب توفيق الحكيم، مستوحاة من الحكاية الشعبية الألمانية "فاوست"، قدم المخرج يحيى العلمي قصة شفيقة التي تتحالف مع الشيطان، فتبيع روحها له لمدة 10 سنوات، وتتحول من الخادمة الفقيرة إلى فتاة مشهورة ثرية جميلة. وبعد أن تفشل في قصة حبها، تقرر الخلاص من اتفاقها الشيطاني بالذهاب إلى الحج، ويعرض الفيلم مشهدا تسجيليا للحجاج في الحرم المكي الشريف، بينما يعلو صوتهم "لبيك اللهم لبيك"، بدون أن نرى البطلة.
وتعود شفيقة من رحلتها الإيمانية ولا تزال ترتدي ملابس الإحرام، وترفض دعوة الشيطان (عادل أدهم) لركوب سيارته، وتعلن توبتها "سأهب قصري للبلد، ليكون ملجأ للأيتام، مستشفى، أو مدرسة"، وسرعان ما تصلي وتموت، فيكون الحج هو التوبة النصوحة ونهاية الحياة.
تحدث الكاتب محمود قاسم عن قلة الأفلام التي تناولت رحلة الحج في كتابه "الأديان على شاشة السينما المصرية"، وغياب الحج كموضوع رئيس في الأفلام، حيث اقتصر حضوره على حالات عابرة للشخصية الرئيسة في الفيلم أو لإحدى الشخصيات الثانوية، مع تأثير على مجرى الأحداث جزئيا أو كليا.
ويظهر الحج في المشاهد الختامية للأفلام، باعتباره الحل المثالي لكل الصراعات، حيث ينتهي الصراع بين الخير والشر بانتصار الخير متمثلا في توبة البطل بعد رحلة الحج.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحج رحلة الحج السينما المصرية أفراح التطهر بنت الأكابر رحلة الحج الحج فی
إقرأ أيضاً:
منى زكي.. رحلة تألق ونجاح من "صعيدي في الجامعة الأمريكية" إلى "تحت الوصاية"
تعتبر منى زكي واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر والوطن العربي، حيث استطاعت بفضل موهبتها الفريدة وأدائها التلقائي أن تحجز لنفسها مكانة مميزة في قلوب الجماهير.
بدأت رحلتها الفنية في التسعينيات من القرن الماضي بمشاركتها في عدد من الأعمال المسرحية والدرامية المهمة مثل "العائلة"، و"ليالي الحلمية" الجزء الخامس، و"خالتي صفية والدير"، و"نصف ربيع الآخر"، و"زيزينيا"، و"أهالينا".
انطلاقة سينمائية مع "صعيدي في الجامعة الأمريكية"كان فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي عرض عام 1998 نقطة تحول كبيرة في مسيرة منى زكي السينمائية، حقق الفيلم نجاحًا هائلًا وأعاد اكتشاف أبطاله، مما جعل منى تخطو بثبات نحو النجومية.
كما شاركت الفيلم في أعمال سينمائية بارزة مثل "اضحك الصورة تطلع حلوة"، و"ليه خلتني أحبك"، و"عمر 2000"، و"الحب الأول"، و"أيام السادات".
نجاحات متواصلة في السينما والدرامااستمرت منى زكي في تعزيز مكانتها الفنية عبر مشاركاتها في أفلام ناجحة، وكونت ثنائية مميزة مع الفنان أحمد السقا من خلال أفلام مثل "أفريكانو"، و"مافيا"، و"عن العشق والهوى"، و"تيمور وشفيقة"، و"العنكبوت".
إلى جانب ذلك، نجحت في تحقيق بصمة كبيرة في الدراما التليفزيونية، وكان آخر أعمالها المميزة مسلسل "تحت الوصاية" الذي عرض عام 2023 وحظي بإشادة واسعة.
حياة شخصية ملهمةبعيدًا عن أضواء الشهرة، نجحت منى زكي في بناء أسرة مستقرة ومتماسكة. تزوجت من الفنان أحمد حلمي في واحدة من أنجح الزيجات في الوسط الفني، وأنجبا ثلاثة أبناء هم لي لي، ويونس، وسليم.
تحدثت منى زكي عن دور أسرتها في دعمها المهني قائلة: "من نعم ربنا وجودهم في حياتي، هما بيحسسوني إن في دنيا تانية وأهداف تانية في الحياة غير شغلي اللي هو مهم جدًا بالنسبة ليا".
حب ودعم لا مثيل له من أحمد حلميفي تصريحاتها الإعلامية، أشادت منى زكي بزوجها أحمد حلمي قائلة: "مفيش زي أحمد حلمي في حبه لي ودعمه المتواصل من بداية المشوار ومن وقت ما اتجوزنا".
هذه العلاقة المميزة أثرت إيجابيًا على حياتها المهنية والشخصية، لتصبح مثالًا ملهمًا للنجاح والتوازن بين الحياة الأسرية والاحترافية.