ترجيحات باقتراب الحرب الواسعة بين الاحتلال وحزب الله
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تقترب "إسرائيل" وحزب الله من حرب واسعة النطاق بعد أشهر من تصاعد جبهة لبنان مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، مما يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتأمين حدودها الشمالية.
وجاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حزب الله، فتح جبهة قتال مع "إسرائيل" في 8 تشرين الثاني/ أكتوبر، بعد يوم من انطلاق عملية "طوفان الأقصى".
ويقول حزب الله إن هجماته هي دعم للفلسطينيين، وأنها لن تتوقف حتى توقف "إسرائيل" حربها في غزة، وبسبب ترددها في فتح جبهة ثانية، ردت تل أبيب في البداية على حزب الله بهجمات انتقامية، في محاولة لمعايرة تصرفاتها لتجنب إشعال حرب واسعة النطاق.
لكن في الأسابيع الأخيرة، يقول الجانبان إن هناك ارتفاعا حادا في "الأعمال العدائية"، وزاد حزب الله من هجماته بطائرات بدون طيار وصواريخ، وأصاب منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة.
وكثفت "إسرائيل" أيضا هجماتها، واستهدفت مواقع حزب الله في عمق وادي البقاع بجنوب لبنان، بالإضافة إلى كبار المسؤولين العسكريين في الجماعة.
وبدون وقف إطلاق النار في غزة واتفاق لاحق مع حزب الله يلبي متطلبات "إسرائيل"، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن الهجوم أمر لا مفر منه، بحسب الصحيفة.
وقال الوزير الإسرائيلي في حكومة الحرب، بيني غانتس: إن "إسرائيل ستعيد السكان إلى شمال إسرائيل بحلول الأول من أيلول/ سبتمبر، -عند استئناف المدارس إما من خلال صفقة أو من خلال التصعيد".
واندلعت حرائق الغابات الناجمة عن هجمات حزب الله بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية في شمال إسرائيل ابتداء من يوم الأحد. وتم احتواء الحريق إلى حد كبير بحلول صباح الثلاثاء وتسبب في وقوع إصابات قليلة.
لكن الصور حفزت مطالبة في "إسرائيل" بأنه بعد حوالي ثمانية أشهر من الحرب المنخفضة الحدة مع حزب الله، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم، وانه يتعين على الحكومة "المضي في الهجوم".
ومن جهته، قال وزير ما يُمسى الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن جفير: "إنهم يحترقون هنا، نحن بحاجة إلى حرق جميع معاقل حزب الله وتدميرها، وذلك خلال زيارة إلى كريات شمونة، المستوطنة الإسرائيلية المتضررة من الحريق.
وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسي للصراع، من خلال رحلات مكوكية بين "إسرائيل" ولبنان منذ أشهر.
وتهدف المحادثات إلى نقل قوات حزب الله لمسافة تزيد عن ستة أميال شمال إسرائيل، عبر نهر الليطاني، ويمكن أن يؤدي تدفق الجيش اللبناني أو القوات الدولية إلى المنطقة إلى طرد المسلحين من المنطقة الحدودية، وفقًا لدبلوماسيين مطلعين على الأمر والمحادثات.
واعتبرت الصحيفة أن "سحب القوات من شأنه أن يبقي حزب الله خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات للمجتمعات الإسرائيلية ويمنع الخطر المتمثل في أن حزب الله قد ينفذ تهديده الذي طال أمده بغزو شمال إسرائيل واحتلاله".
ويقول العديد من الإسرائيليين من شمال "إسرائيل" إن وقف إطلاق النار ليس كافيا لإعادتهم إلى منازلهم.
وقال رئيس المنطقة الإقليمية الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان، جيورا زالتز: إن "التهديدين الرئيسيين اللذين يخشاهما ناخبوه هما غزو على غرار حماس لأراضيهم من قبل قوات الرضوان النخبوية التابعة لحزب الله والصواريخ المحمولة على الكتف التي لا تستطيع إسرائيل اعتراضها بسهولة".
ويتطلب التخفيف من مخاوفهم دفع قوات حزب الله وأسلحته عدة أميال إلى داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما قال زالتز إنه يتطلب إما حلا دبلوماسيا قابلا للتنفيذ أو عملا عسكريا.
وأكد زالتز أنه بدون ذلك لن يعود المواطنون إلى منازلهم، مضيفا أن "الحدود ستتحرك أبعد وأبعد جنوبا".
ويقول حزب الله، إنه لن يوافق على أي اتفاق دبلوماسي مع "إسرائيل" حتى تتوقف الحرب في غزة، وعلى الرغم من الدفعة الجديدة التي بذلها الرئيس بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة للوصول إلى هناك، وتقول "إسرائيل" إنها ستواصل القتال في غزة عند مستوى ما حتى نهاية العام.
وأكد حسن فضل الله، عضو الكتلة النيابية لحزب الله، أن الرسالة الرئيسية وراء عمليات حزب الله هي أن الجماعة مستعدة لحرب واسعة النطاق مع "إسرائيل" وستقاتل دون أي قواعد أو حدود.
وأضاف: "لقد طالبنا بوقف إطلاق النار في غزة ولا ننوي توسيع الحرب، لكن إذا قرر نتنياهو توسيع الحرب، فلن يكون الأمر مجرد نزهة في الحديقة"، في إشارة إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ويقول العديد من الإسرائيليين من الجزء الشمالي من البلاد إنهم لا يثقون في التزام حزب الله بأي اتفاق، ويريدون بدلاً من ذلك أن تقوم إسرائيل بإزالة القرى اللبنانية القريبة من الحدود، حيث يعيش مقاتلو حزب الله ويمكن أن يعودوا تحت ستار المدنيين. وإلا، كما يقولون، فإن الكثيرين لن يعودوا إلى منازلهم.
وقال نيسان زئيفي، أحد سكان المنطقة الحدودية الإسرائيلية: "لقد أعطينا فرصتنا للنهج الدبلوماسي في عام 2006". "لقد أصبح فشلا ذريعا." وقال إن الحل العسكري وحده هو الذي سيجعل أسرته تشعر بالأمان الكافي للعودة إلى ديارهم، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وكان من المفترض أن يقوم حزب الله بنزع سلاحه والابتعاد عن حدود "إسرائيل" بموجب شروط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب الصيف بين حزب الله و"إسرائيل" في عام 2006.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن حزب الله، بدلاً من الانسحاب، قام بتجميع ترسانة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة هناك، إلى جانب الآلاف من جنود المشاة المتمرسين في القتال.
وقال مسؤول في حزب الله إن "إسرائيل تنتهك بشكل مستمر قرار الأمم المتحدة رقم 1701 من خلال التوغلات الجوية والبحرية والبرية داخل الأراضي اللبنانية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إسرائيل حرب لبنان حزب الله لبنان إسرائيل حزب الله حرب الجبهة الشمالية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال إسرائیل إطلاق النار حزب الله من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل جندي إسرائيلي في لبنان ومستوطن في نهاريا.. وحزب الله يطلق سرب مسيرات نحو حيفا
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي من لواء جولاني في معارك جنوبي لبنان، ومستوطن في نهاريا إثر إصابته بشظايا صاروخية سقطت بعد محاولة لاعتراض رشقة صاروخية أطلقها حزب الله تجاه المدينة.
وأعلن الجيش مقتل الجندي في اشتباك مع حزب الله في جنوب لبنان، ومستوطن إسرائيلي، مضيفا أن "الشرطة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي تحقق في ملابسات الحادث".
وفي أعقاب سماع صفارات الإنذار في قطاع الجليل الغربي، أبلغ مسعفون في نجمة داود الحمراء عن رجل يبلغ من العمر 30 عامًا لا توجد عليه أي علامات حيوية وأعلنوا مقتله.
وقال طبيب الطوارئ في مركز دور "فاكينين" الطبي: "وصلنا إلى منطقة مفتوحة بالقرب من مدينة ملاهي ورأينا رجلاً في الثلاثينيات من عمره يرقد فاقدًا للوعي مصابًا بشظايا في جسده، أجرينا فحوصات طبية لكن لم تظهر عليه علامات الحياة واضطررنا إلى إعلان وفاته".
واستشهد عدد من اللبنانيين وأصيب العشرات، في هجمات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت وبلدات وقرى في جنوب لبنان.
وواصل جيش الاحتلال عدوانه الواسع على لبنان، وذلك لليوم الـ55 على التوالي، وذلك بالهجمات الجوية والبرية والقصف المدفعي، وسط معارك محتدمة في جنوب لبنان في محاولات من مقاتلي حزب الله التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة.
وشن الطيران الإسرائيلي، فجر الخميس، سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، في حين تتواصل المعارك الضارية بين حزب الله وقوات من الجيش الإسرائيلي على أكثر من محور في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله اللبناني في بيانات مقتضبة أنه نفذ "هجوما جويا بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأصابت أهدافها بدقّة".
وأضاف أنه نفذ "هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في جيش الاحتلال، وتضم أسطولا من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة".
وكشف أنه استهدف أيضا قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة، وذلك "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على البلاد منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 3 آلاف و558 شهيدا و15 ألفا و123 جريحا.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها حزب الله بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسعت "إسرائيل" منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.