ممشي لمدينة الأمير يوسف كمال.. لماذا تُهمل خطة لخلق موقع سياحي جديد؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
مُنذ الإفتتاح الجزئي لزيارة المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال أمام الزوّار المصريين والأجانب، قبل 5 سنوات، لتضاف كموقعًا سياحيًا جديدًا بشمال محافظة قنا.
طرحت الحملة الشعبية المُطالبة بإنشاء وفتح مُتحف نجع حمادي الإقليمي مشروع تحويل الشريط النيلي المواجه لمجموعة الأمير لممشي سياحي مُكمل ومُتمم لأساسات مشروع أكبر وهو وضع مدينة نجع حمادي على الخريطة السياحية.
وإستثمار المواقع الأثرية التي تذخر بها والتي تعود لحقب تاريخية مختلفة، فضلًا عن المجموعة المعمارية للأمير التي تعتبر حجر الزاوية للمشروع.
منظر علوي للشريط النيلي أمام مجموعة الأمير يوسف كمال قبل أن تستأنف القراءةنجع حمادي مدينة تقع شمال محافظة قنا بنحو 60 كيلو متر، أسس لمدينتها في مطلع القرن العشرين، الأمير يوسف كمال، الرحالة والفنان التشكيلي والأكثر ثراءًا من بين أمراء الأسرة العلوية التي حكمت مصر في الفترة من 1805 وحتي حركة الجيش فى 1952.
وقعت حصة الأمير من الأملاك، فى موقعين بصعيد مصر، فضلًا عن أملاكه الأخري فى القاهرة، أحد هذين الموقعين مركز نجع حمادي؛ والثاني مركز أرمنت بمحافظة الأقصر، وتجاوزت أملاك الأمير نحو 16 ألف فدان بنجع حمادي وحدها وكان يُدير هذا الأملاك بواسطة دوائر كبيرة من الموظفين والمباشرين.
بعد 1952، تعرضت المجموعة المعمارية للأمير لإنتكاسات خطيرة أدت إلى تفتتها كوحدة معمارية متكاملة أشرف الأمير على إنشاءها بنفسه وبنيت على مراحل، فقد إقتطعت أجزاءًا منها لتكون أندية لنقابات ومازالت تشغل أماكن داخل المجموعة إلى وقتنا هذا.
وفي تسعينيات القرن الماضي أعلن عن مشروع طموح، عقب ضم بعض أجزاءها لوزارة السياحة والاثار، لتحويل أحد قصور المجموعة وهو قصر الحرملك إلى متحف نجع حمادي الإقليمي، وأهملت المجموعة وما تضمه فى السنوات اللاحقة وتمت سرقتها أكثر من مرة كان أخرها سنة 2014.
وبعد حادث السرقة الأخير، أسست نُخبة من السكان المحليين حملة شعبية حملت اسم إفتحوا متحف الأمير يوسف كمال، تطالب بفتح متحف نجع حمادي الإقليمي.
وبذلت الحملة جهود كبير لتعريف بالقيمة المعمارية والفنية والأثرية للمجموعة، حتي تم توفير ميزانية لترميم الجزء الشمالي للمجموعة ويضم قصر السلاملك، قاعة الطعام، المطبخ، ووحدتين معماريتين، وتم إفتتاح هذا الموقع للزيارة فى 2019.
قصر السلاملكليلة سياحية
وبعد إفتتاح جزء من المجموعة السالف ذكره؛ أمام المصريين والأجانب أو السائحين، طرحت الحملة الشعبية مقترحًا غاية فى الأهمية ويعكس الرؤية المستقبلية التي تتبنها الحملة فى إستغلال الأصول التاريخية ممثلة فى المواقع الأثرية في مركز نجع حمادي.
تقول «حملة افتحوا متحف الأمير يوسف كمال فى نجع حمادي» فى مشروعها المُقترح، إن فكرة تحويل الشريط النيلي الذي تطل عليه مجموعة الأمير يوسف كمال فى المدينة، إلى ممشي سياحي، تتسق مع الرؤية المستقبلية التي تتبنها الحملة الشعبية لفتح متحف نجع حمادي الإقليمي منذ 2014.
والهادفة لإيجاد ليلة سياحية في مدينة نجع حمادي عن طريق وضع المتحف الإقليمي للمدينة على الخريطة السياحية، بعد افتتاحه من قبل وزارة الآثار، وفتحه كموقع للزيارة أمام السياحة الوافدة لزيارة المواقع الأثرية في محافظات الصعيد، فضلًا عن الجزء المُفتتح بالفعل من المجموعة فى الوقت الحالي.
بهدف إنعاش السياحة التثقيفية وفتح موقع جديد والترويج له عالميًا مما يساهم في توفير فرص عمل وإدخال السياحة كمورد للدخل للسكان المحليين فضلا عن تغيير التركيبية المعيشية للأهالي وإيجاد تنمية مستدامة ثقافية واقتصادية.
بالإضافة إلى تفريغ ضفاف النهر من العشوائيات والإشغالات وتوفير متنفس للأسر المصرية محدودة الدخل، وفتح مساحات واسعة أمام السكان لرؤية النهر كسائر بلدان العالم المُتقدمة.
وتضمن مُقترح الحملة؛ تصور مبدئي، بغلق طريق الكورنيش المار أمام المجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بدءًا من نادي المعلمين نهاية بالمباني الخاصة بالمجاورة للمجموعة للمعمارية أمام نادي الشرطة، أمام المركبات.
ويقتصر المرور فيه علي الترجل مع توفير خط سير بديل للمركبات، ويستغل مبدئيًا كممشى للتنزه لأهالي المدينة والقري لحين البدء في المشروع الحضاري وافتتاح المتحف الإقليمي، مع إمداده بالخدمات المختلفة كافيتريات متنقلة وخدمات أمنية لحفظ الأمن.
ليالي ثقافية وفنية
وقد تلاقي مترح الحملة الشعبية، مع أفكار دوائر ثقافية فى المدينة، إذ يقول المخرج المسرح، عبد الهادي النجمي، انه تقدم فى سنوات سابقة لرئاسة الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، بطلب لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية، بكورنيش نيل المدينة، من خلال إحياء عروض مسرح الشارع.
وأضاف النجمي، ان المقترح لاقى قبولا وترحابًا من المسؤولين آنذاك، غير انه لم يتم تطبيقه بسبب النزاع القائم بين الوحدة المحلية والمسطحات المائية.
وأضاف إنه يتمنى أن يتم تحويل كورنيش النيل الى ممشى سياحي، وترفيهي لخدمة أهالي شمال محافظة قنا، وقال من السهل وضع خطة شاملة لتنفيذ العروض المسرحية والفنية، بجانب إحياء المقهى الثقافي.
وأوصي بوجود بروتوكول بين الاثار وقصر ثقافة نجع حمادي، ورئاسة الوحدة المحلية للمدينة، حتى تتضافر الجهود من اجل إعادة رسم الخريطة السياحية والفنية.
هل يحتاج السكان إلى ممشي؟
مدينة نجع حمادي مدينة صغيرة تكتظ بالسكان والوافدين يوميًا، ويوجد بالشريط النيلي الواقع فيه المجموعة المعمارية 4 أندية إجتماعية، اثنين منها تقعان داخل حرم المجموعة الأثرية وهما نادي المعلمين ونادي الزراعيين!
نادي الزراعيين داخل مجموعة الأمير يوسف كمالتُعد هذه الأندية الأربعة إضافة إلى نادي التطبيقين الواقع إلى الشمال منها، هي المتنفس الوحيد لأهالي المدينة وتوابعها من القري، وبالطبع فإن هذه الأندية المُطلة على النيل تذخر يوميًا بالمئات من الرواد من المدينة وتخومها.
بجانب الرواد الوافدين إلى الأندية تُقام حفلات الزفاف فى هذه الأندية يوميا، ومع حركة المركبات فى ذلك الشريط الضيق يتحول ذلك الطريق المُسمي مجازًا بالكورنيش إلى منطقة للتعثر المروري والحوادث أحيانًا، فضلا إنعدام الإضاءة وتهمش ما تبقي من أطلال الحواجز المتبقية على النيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ممشي مدينة الأمير يوسف كمال شمال محافظة قنا ممشى سياحي الحرملك الأمير الأمیر یوسف کمال مدینة نجع حمادی الحملة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
مستشار سياحي سابق: زيادة في الحركة من بريطانيا والصين والهند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال سامح سعد مستشار وزير السياحة الأسبق، ورئيس مجلس إدارة شركة مصر للسياحة السابق، إن مشاركة القطاع المصري بمعرض wtm لندن السياحي الذي ينطلق 5 نوفمبر الجاري لها أهمية قصوى، حيث أن السوق الانجليزي كان دائما من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، كما أن التغيرات الاقتصادية الحالية جعلت مصر مقصدا مميزا من الناحية الاقتصادية للسائحين البريطانيين، حيث تعد أسعار الإقامة والخدمات بمصر رخيصة للغاية في مواجهة الجنيه الاسترليني، ما يتيح لهم ميزة الاقامة الطويلة في مصر.
وأضاف سعد، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن السوق الانجليزي يعتبر في المرتبة الثانية خلف الأماني من حيث أعداد السياحة الوافدة، علاوة على أنهم يعرفون جيدا المدن السياحية المصرية، ويزورون شرم الشيخ والغردقة باستمرار، ما يجعلنا نتوقع موسما مميزا للسياحة الانجليزية لمصر إذا ما هدأت الأوضاع السياسية على الحدود الشرقية لمصر.
وتابع سعد بأن الحركة السياحية الوافدة من الصين تشهد زيادة بنسبة 200% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتتصدر بكين قائمة الأعلى توافدا من الشرق الآسيوي لنمط السياحة الثقافية، منوها إلى أن توافر رحلات طيران مباشرة من الصين لمصر ساهم في زيادة الحركة الوافدة، وأيضا نشهد زيادة في الحركة الهندية التي ترتبط تاريخيا بمصر كثيرا، ويفضلها سائحي الهند حتى وإن تراجعت الحركة خلال سنوات الثورة والوباء العالمي.
وأكد سعد، أن تسويق مسار العائلة المقدسة للسوق الإنجليزي يجب أن يكون تحت مظلة السياحة الثقافية وليس الدينية، حيث تختلف العقيدة بين أوروبا الشرقية التي تعتنق الأرثوذكسية مثل الكنيسة المصرية الشرقية، وبين باقي القارة التي تعتنق مذاهب مختلفة قد لا تثق بقصة المسار من الأساس، لذا يجب التدقيق في اختيار لغة ومضمون الرسالة الموجهة لكل سوق.
وأشار إلى أن استضافة الأقصر للمؤتمر الدولي للسياحة الزراعية يعتبر نقلة إيجابية لصناعة السياحة في مصر، باعتبارها نمط جديد يضاف للأنماط السياحية المختلفة، خاصة وأن "الزراعية" تستقطب نوعية مرموقة من السائحين الذين يبحثون عن كل الجديد في عالم الزراعة والمحاصيل، وهي سياحة تمتاز بالإقامة الطويلة والتجول في مدن ومحافظات مختلفة ما يعظم الناتج منها، وحتى الآن يسافر نحو 55 ألف سائح في العالم لهذا النمط وهو عدد يشهد زيادة دائمة.