حرب بطيئة.. نفتالي بينيت: ندفع ثمنا دوليا كبيرا بسبب الحرب
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، إن الحرب ضد حركة "حماس" استمرت لفترة طويلة، حتى باتت حربا بطيئة للغاية.
وأضاف بينيت خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية: "نحن بحاجة إلى التصرف بشكل أسرع بكثير، هذه الحرب مستمرة لفترة طويلة جدا، كان بإمكاننا القيام بالتوغل في رفح منذ 3 أو 4 أشهر مضت".
وذكر "أن مزيجا من سوء تنفيذ الحكومة الإسرائيلية والتباطؤ المستمر من جانب الإدارة الأمريكية أدى إلى حرب بطيئة وطويلة للغاية".
وأردف، "أن إطالة أمد الحرب هو ما تريده حماس، والطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق على الطاولة هي ممارسة المزيد من الضغط على حماس والضغط بقوة أكبر في رفح، إذ أن العمليات هناك لم تنته بعد".
وأشار بينيت إلى أن دولة الاحتلال تدفع ثمنا دوليا بينما تنتقد دول أخرى الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الوحشية على قطاع غزة لليوم الـ243 على التوالي، في حين تستمر المقاومة الفلسطينية بالتصدي للتوغلات الإسرائيلية على كافة محاور القتال، وذلك بالتزامن مع اجتماع مرتقب لقيادات أمنية مصرية وقطرية وأمريكية في الدوحة لبحث الهدنة.
ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، اجتياحه البري في مدينة رفح، وذلك بعد مرور قرابة الشهر على انطلاق العملية العسكرية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، تزامنا مع توغلات برية جديدة في المناطق الشرقية من وسط القطاع.
وتقدمت آليات الاحتلال العسكرية إلى عدة مناطق في غرب ووسط مدينة رفح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات ضارية مع المقاومة الفلسطينية، التي تواصل تصديها لعدوان الاحتلال رغم مرور ثمانية أشهر على الحرب الإسرائيلية المدمرة.
وذكر شهود عيان أن الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال تركزت في منطقة "الكراج الشرقي" ومحيط "مسجد العودة" ومخيم "الشابورة" وسط رفح، تزامنا مع قصف جوي ومدفعي وغطاء ناري كثيف.
وامتدت الاشتباكات المسلحة إلى غرب مدينة رفح وتحديدا على أطراف حي "تل السلطان" وقرب "دوار زعرب"، فيما تتمركز آليات الاحتلال على طول الشريط الحدودي أو ما يسمى "محور فيلادلفيا"، إلى جانب "تل زعرب" ومحيط مركز شرطة "تل السلطان".
وتدور معارك كر وفر بين جيش الاحتلال والمقاومين في أطراف حي تل السلطان، ومحيط دوار زعرب، وخاصة شارع "الزر"، إلى جانب الاشتباكات الدائرة في وسط المدينة.
وتواصل آليات الاحتلال تمركزها في المناطق الشرقية من مدينة رفح، وتحديدا في منطقة شمال مستشفى أبو يوسف النجار، ومحيط معبر رفح، وحي السلام، وحي البرازيل، وحي التنور.
وفي سياق متصل، تقدمت آليات الاحتلال العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خانيونس، تحت غطاء ناري كثيف، وشرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع.
وكثفت مدفعية الاحتلال قصفها وإطلاق النار في بلدة القرارة، فيما تعرضت منطقتا الزنة وعبسان شرق خانيونس إلى استهدافات متقطعة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن الفرقة 98 بدأت عملية عسكرية في منطقة شرق البريج وشرق دير البلح، مشيرة إلى أن العملية دقيقة فوق وتحت الأرض، وتأتي بناء على معلومات استخباراتية.
ولا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تكبد جيش الاحتلال الخسائر في الآليات وأرواح الجنود في كل محاور القتال.
وتوثق كتائب الشهيد عز الدين القسام مشاهد تفجير الآليات وإعداد الكمائن المحكمة لقطعان جنود الاحتلال، وإخلاء المروحيات للقتلى والجرحى، وتشارك كذلك فصائل المقاومة الأخرى في القتال سيما إطلاق قذائف الهاون على تحشدات العدو.
من ناحية أخرى، لا ينشر جيش الاحتلال شيئا عما يدعيه من قتل للمقاومين وتدمير لمقراتهم وعتادهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة المقاومة غزة الاحتلال المقاومة حرب طويلة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة آلیات الاحتلال جیش الاحتلال مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
التسوية المقبلة
أثار الهجوم الهزلي الذي شنّه العدو الصهيوني على إيران سلسلة من ردود الأفعال الملفتة سياسياً، والهازئة من حجم الردّ وطبيعته على المستوى الشعبي داخل الشارع الصهيوني، وفي العالم، وقد وصل الأمر بأحد المعلّقين في ردّ حول احتمال قيام حرس الثورة بالردّ على العملية الصهيونية، بأن ما حدث ليس ضمن اختصاصات حرس الثورة الإيراني، لكنه قد يكون ضمن اختصاصات شرطة السير.
حتى لو صدّقنا الرواية الصهيونية (الكاذبة) حول أحداث العدوان على إيران، فإنها تبقى هزيلة جداً مقارنة بحجم عملية الوعد الصادق التي أوقفت العالم كلّه على رؤوس أصابعه. طبيعة الرد تشير إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة قد أدرك أن التهديدات الإيرانية برد مزلزل ليست للاستهلاك الإعلامي، ولكنها تعبير حقيقي عن الموقف السياسي والعسكري للجمهورية الإسلامية. لذلك جاء الهجوم برعاية الولايات المتحدة، ليكون مجرّد أداة إعلامية تساعد نتنياهو داخلياً في المرحلة المقبلة.
قبل العدوان الصهيوني، سادت أجواء في المنطقة تشير إلى جهد حثيث تبذله الولايات المتحدة، والوسطاء لانتشال “إسرائيل” من الأزمة التي وقعت بها.
من قطر كان وزير الخارجية الأمريكية يصرّح بأن الحرب في المنطقة قد حقّقت أهدافها، وأن الوقت قد حان لتوقّفها، وفي العاصمة القطرية نفسها كان الوسيط المصري يقدّم مبادرة لقيادة المقاومة بوقف إطلاق نار مؤقت؛ لمدة يومين، مقابل إطلاق سراح أربع رهائن، وهو العرض الذي رفضته المقاومة. وكانت القاهرة مسرحاً لحوار بين قيادات من حركة حماس ومسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى.
في لبنان تراجع التحالف الغربي عن المطالبة بانسحاب المقاومة إلى شمال الليطاني، واكتفى بوقف إطلاق نار يسمح بعودة مستوطني شمال فلسطين إلى مستوطناتهم، في محاولة أخرى لمنح نتنياهو هامشاً للمناورة الداخلية. حتى مؤتمر باريس الذي يظهر عنوانه المعلن “سيادة لبنان” فإنه يمثّل خضوعاً لشروط العدو، فالسيادة المطلوبة مبنية على شروط قراري مجلس الأمن 1559 و1701. فشل المؤتمر في تحقيق أيّ اختراق سياسي واكتفى بوعود بمساعدات إنسانية للبنان بلغت مليار دولار. لا يمكن في السياق نفسه التغاضي عن الأخبار التي سرّبتها بعض القنوات الصهيونية حول اقتراب انتهاء العملية العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان.
بعد العدوان، جاءت ردود الفعل، في معظمها، مدينة للعدوان وتميّزت في هذا السياق الإدانة التي صدرت عن دول الخليج، بشكل منفرد أو الإدانة التي عبّر عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على لسان أمينه العام جاسم محمد البديوي. كذلك جاءت الإدانة التركية على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، مما يشير إلى ضوء أخضر أمريكي منحته الولايات المتحدة لهذه الدول لاتخاذ مواقف تخفّف من حدّة التوتر في منطقة الخليج.
ترافق الحديث عن التسوية المقبلة، بتصعيد همجي صهيوني تجاه غزة ولبنان، فكانت مجزرة مخيم جباليا، واستهداف المؤسسات المدنية اللبنانية كالمستشفيات، ومراكز الدفاع المدني، والقنوات الإعلامية بما في ذلك جريمة استهداف مركز تجمّع الصحافيين في بلدة حاصبيا التي أدت إلى استشهاد ثلاثة إعلاميين. ترافق التصعيد العسكري، بتصعيد الحصار الإنساني الذي يكاد يصل حدّ المجاعة في مناطق من قطاع غزّة وبشكل خاص مناطق الشمال، وكذلك الغياب شبه الكامل للمنظمات “الإنسانية” عن تقديم المساعدات للاجئين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم 1.3 مليون نازح. الهدف الإسرائيلي الواضح، هو توظيف الضغط العسكري والإنساني لدفع المقاومة إلى تقديم تنازلات مهمة في أيّ محادثات أو مبادرات قادمة.
الحديث عن تسوية، لا يعني أن هذه التسوية على الأبواب، فأكثر التوقّعات تفاؤلاً تشير إلى أن أي جهد للوصول إلى تسوية حقيقية لن يبدأ إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا يتعلّق الأمر بمن يفوز فقط، فحجم الأزمة في المنطقة يتجاوز شخصية الرئيس المقبل. الحديث عن مراهنة نتنياهو على فوز دونالد ترامب للحصول على الدعم للاستمرار في المجزرة، ينزع عن الحرب طبيعتها الاستعمارية، بمعنى أنها حرب يقودها الغرب الرأسمالي لتصفية المقاومة التي تعترض سبيل مشاريعه في المنطقة. الأزمة التي خلقتها للمقاومة لا تتعلق بالكيان إلا بصفته أداة للمشروع الاستعماري الغربي، لكنها في عمقها أزمة للنظام الرأسمالي برمّته، لعجزه عن تحقيق أي هدف من أهدافه وخاصة القضاء على المقاومة وفرض مشاريعه على المنطقة.
الحديث عن إنجاز أهداف الحرب «إسرائيلياً»، ليس سوى عملية استدارة بعيداً عن الأهداف الحقيقية التي طرحت في بداية الحرب. «إسرائيلياً» يقوم نتنياهو بتصدير عمليات اغتيال قادة المقاومة على أنها الهدف الرئيسي الذي استطاع «جيش» العدو تحقيقه، يضاف إليها خطاب الضحية والتضحيات التي تقدّم في سبيل بقائها في مواجهة الحرب الوجودية التي تشنّ عليها. غربياً هناك محاولات لنقل الحرب من الزاوية السياسية والعسكرية إلى الزاوية الإنسانية، حيث يؤدّي الغرب، وبشكل خاص أوروبا، دور الملاك الإنساني وهو ما حاولت تصديره قمة باريس التي غابت عنها الولايات المتحدة، صاحبة مشروع الميناء العائم مقابل غزّة، بعد أن ثبت ضلوعها الكامل في العمليات العسكرية الصهيونية.
التسوية مقبلة بغض النظر عن اسم الرئيس الفائز في الولايات المتحدة، لكن الطريق نحو هذه التسوية مرتبطة بمجموع التحرّكات والأحداث السياسية في المنطقة، وبشكل خاص في ميدان المعركة. في مستوطنة غاليلوت، شمال «تل أبيب»، قام فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 1948 بعملية أدّت إلى مقتل ستة صهاينة، في رسالة تقول بأن المقاومة موجودة في كلّ مكان داخل فلسطين وخارجها، وأنّ أيّ تسوية لا تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار، سيكون مصيرها الفشل.
كاتب سياسي أردني