توزيع الأضحية.. مع الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، يتسائل الكثير ممن يرغبون في ذبح الأضاحي عن حكم توزيع الأضحية بعد انتهاء أيام العيد، «أيام التشريق».

وتستعرض «الأسبوع» خلال السطور التالية حكم توزيع الأضحية بعد العيد.

حكم توزيع الأضحية بعد الأضحية

قالت دار الإفتاء المصرية في إجابتها على سؤال هل يجوز توزيع الأضحية بعد العيد، إنَّه لم يرد في الشريعة ما يوجب تفريق لحوم الأضاحي قبل انتهاء أيام التشريق، بل أباح الشرع إمساكها لما بعد ذلك، إن كان القصد من التأخير مصلحة مرجوة، وأهم المصالح في ذلك: إطعام الفقراء، وروى عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ».

الفائدة من توزيع الأضحية بعد العيد

وأكدت دار الإفتاء أنَّه إذا كان النهي عن إمساك اللحم بعد أيام التشريق لمصلحة الفقراء، ثم جاءت الرخصة بعد ذلك بالإمساك، فإن هذا يقتضي أنه إذا كان في تأخير التوزيع مصلحة للفقراء، بزيادة أعداد المستفيدين منهم، أو بزيادة قدر اللحم الذي سيأخذونه فإن التأخير أَوْلَى، ووردت اختلافات كثيرة بين الفقهاء في تلك المسألة، ومنوط الأمر أنه إذا كان إمساك اللحوم أو تفريقها متعلق بحاجة الناس، وكانت الحاجة والمصلحة تتحقق إذا تأخر توزيعها عن أيام التشريق فإنه يجوز توزيع الأضحية بعد العيد.

حكم توزيع الأضحية بعد العيدحكم ذبح الأضحية وتوزيعها في غير بلد المضحي

من ناحية أخرى، أوضحت دار الإفتاء بشأن حكم توزيع الأضحية بعد العيد، أن الفقهاء نصوا على جواز إنابة المضحي لغيره في ذبح الأضحية إذا كان الوكيل مسلمًا، ولم يشترط أن يكون الذبح بنفس بلد المضحِّي، إذ لم يرد في الشرع ما يدل على وجوب ذلك، بل إنهم أجازو الذبح في غير بلد المضحِّي، سواء كان الذابح هو نفسه المضحِّي أو وكيله أو من ينوب عنه.

وأفادت دار الإفتاء بأنَّ المضحي إذا أناب غيره أو وكله بالأضحية في بلد غير بلده، ورغب في تفريق لحمها على فقراء بلده، فإنَّه يجوز له ذلك، ولا حرج عليه إن تأخر وصول لحمها عن أيام التشريق بسبب طول مسافة الطريق أو بسبب أمور النقل، إن كان القصد من ذلك مصلحة الفقراء، لأن أحد أهم مقاصد الأضحية الأساسية هي مصلحة الفقير، فكانت مراعاتها معتبرة.

شروط الأضحية في عيد الأضحى

والجدير بالذكر أن دار الإفتاء كانت قد أوضحت أنَّ شروط الأضحية كشروط غيرها من الذبائح مِن كون الحيوان حيًّا، وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون من صيد الحرم، وأن يبلغ سنَّ التضحية، وألا تكون الأضحية بها عيب يخل بصحتها، وأن تكون الأضحية مملوكةً للمضحِّي، وأن ينوي بها التقرب لله عز وجل، ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب شمس الثالث عشر من شهر ذي الحجة، ويستحب توزيع الأضحية أثلاثًا، ثلثٌ للمضحي، وثلثٌ للفقراء، وثلث للهدية.

اقرأ أيضاًهل تجوز الأضحية لمن عليه دين؟.. دار الإفتاء تجيب

هل يجوز تقسيم الأضحية إلى أجزاء؟.. الأزهر يجيب

هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم عيد الأضحى؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأضحية حكم الأضحية أیام التشریق دار الإفتاء إذا کان

إقرأ أيضاً:

الأعياد تُجدد فينا الأفراح

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

 

مع كل إطلالة عيد من أعياد المُسلمين تتجدد بها نفحات الإيمان في نفوس المؤمنين باللّه وتستقبلها أرواحهم بالبِشر واليُمن والبركات وتتقاسمها بالفرح والسرور، فهي نفحات من رب العباد لتجديد الطاعة له ولحمده وشكره على نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، وهي تقريبًا للمسافات بين أقطار المسلمين ليعيشوا في فرحة إيمانهم به سبحانه وتعالى في لُحمة واحدة على فضله الدائم ومنته عليهم وليفرحوا ويسعدوا بنعمة الإسلام.

وما الأعياد الدينية التي تتجلل في الأمة العربية والإسلامية وما تحمله فيها من تباشير للفرح وعادات وممارسات إلا هي دلالات واضحة على تمسكهم بدينهم الحنيف وتعظيمهم لشعائر اللّه وامتثالًا لقوله عز وجل في سورة الحج {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ومن تقوى اللّه سبحانه هو تعظيم شعائره وما جعل به من إدخال للسرور في نفوسهم واستبشارهم بأعيادهم التي وهبها لهم وإظهار ذلك بالفعل والقول والعمل في ما يحبه اللّه ويرضاه

وننفرد نحن العُمانيين في بلادنا ببشارات العيد وتعظيم هذه الشعيرة والمناسبة بممارسات لها خصوصيتها التي تتجلى فيها روح العادات الطيبة المبنية على السمت العُماني الأصيل والمتوارث جيلٍ بعد جيل، من زيارات وتهاني وتبريكات تظهر فيها بشارات الفرح والسرور والألفة والمحبة بينهم، وما تلك العادات التي تتماشا مع العيد وأفراحه من استقبالات وفعاليات ثقافية وأهازيج تراثية أصيلة، وإعداد للمأكولات والأطعمة الخاصة بالعيد إلا هو تنوع وتفرّد متعدد النهج والتوجيه الممتد عبر دهور طويلة ومتجذّر في عمق سمت العُمانيين الأصيل والضارب في عمق التاريخ، وهو دلالة لتعظيم شعائر اللّه وجعل من شعيرة العيد مناسبة لإدخال الفرح والسرور بين أفراد المجتمع جميعًا.

الخلاصة.. كم من منتظر للعيد يرقب قدومه ليرى الغائبين عنه، وكم من مسافر يرقب العيد ليكون قريبا من أهله وذويه، وكم من محروم وفاقد يرقب العيد ليرى الناس ملتمّين حوله ومجتمعين لينسى بهم وحشة الحرمان، وكم عاجز وكبير في السن يرقب العيد بلهفة ليرى زائريه يهدوه تهاني العيد ويقبلون رأسه ويده ليفرح بهم ويفرحون به، فكم أنت أيها العيد السعيد تُجدد فينا الأفراح والليالي الملاح وتُسعد فينا الصغير قبل الكبير، فيا رب أدم علينا أعيادنا ونحن غير فاقدين عزيزين وغالين علينا، واجعل اللهم أيامنا كلها أعيادٍ ومسرات ومنشدين فيك بيوت أشعارنا:

عاد عيد الفرح لديارنا عادي

وأسفر النور فدروب الوطن كلها

عيد أضحى تهلل فينا يتهادي

وأسعد ديارنا يومٍ بها حلها.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء: لا يجوز شراء الوكيل لنفسه من مال موكله
  • ما حكم صيام رأس السنة الهجرية؟.. دار الإفتاء تجيب
  • «الإفتاء» تجيب عن سؤال: هل تجب الطهارة لترديد القرآن مع القارئ؟
  • "بارك بلادي".. أشهر ترانيم الأقباط في ذكرى 30 يونيو
  • ما هي الحالات التي يجوز فيها الصلاة بالحذاء؟.. أمين الفتوى يُجيب
  • هل يجوز الوضوء بماء البحر؟..الإفتاء تحسم الجدل 
  • هل يجوز صلاة الوتر بعد أذان الفجر؟
  • الأعياد تُجدد فينا الأفراح
  • ما حكم المال الذي يُصرف للمتبرع بالدم على سبيل المكافأة؟ الإفتاء تجيب
  • هل يجوز حجز الذهب بدفع بعض قيمته ؟ دار الإفتاء تجيب