يعتقد العلماء من المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة في إيطاليا أن المادة المظلمة قد تكون مادة ذاتية التفاعل.

توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بغض النظر عن وجهة النظر السائدة التي تقول إن المادة المظلمة تتكون من جسيمات باردة لا تصطدم بأي شيء أبدا ولا تتفاعل وتستجيب فقط للجاذبية، ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة "علم الفلك والفيزياء الفلكية".

 

وباستخدام المحاكاة الحاسوبية قام الباحثون بتحليل ما يحدث داخل El Gordo ("الرجل السمين" باللغة الإسبانية)، وهي مجموعة عملاقة من المجرات تبعد سبعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض.

وأظهرت الحسابات أن النموذج القياسي للفيزياء المتفق عليه عموما لا يفسر الفرق الملحوظ في هذه المجموعة بين نقاط الكثافة القصوى للمادة المظلمة ومكوناتها الضخمة الأخرى، ولكن يمكن تفسير ذلك من خلال ما يسمى بنموذج SIDM (المادة المظلمة ذاتية التفاعل)، والذي بموجبه تتبادل جزيئات المادة المظلمة الطاقة من خلال الاصطدامات.

إقرأ المزيد العلماء يكتشفون أدلة على تشكل الثقوب السوداء البدائية في الكون المبكر

أوضح ريكاردو فالدارنيني المشرف على الدراسة:" هناك اعتقاد سائد يفيد بأن المادة المظلمة تتكون من جسيمات باردة لا تصطدم بأي شيء أبدا ولا تتفاعل وتستجيب فقط للجاذبية. ومع ذلك، هناك عدد من الأرصاد والاكتشافات التي لم يتم تفسيرها بمساعدة النموذج القياسي".

إن إثبات الخصائص "التصادمية" للمادة المظلمة ونظرية SIDM أمر في غاية الصعوبة. ومع ذلك، فعلى مسافة العديد من السنوات الضوئية منا، هناك "مختبرات" فريدة من نوعها يمكن أن تكون مفيدة للغاية لهذا الغرض، وهي تراكمات ضخمة من المجرات بكتلة تبلغ حوالي قوة 10 - 15 من كتلة الشمس، ويعد El Gordo واحدا من أكبر هذه العناقيد المعروفة.

وفقا للنموذج القياسي، فعندما تندمج مجموعات من المجرات، فإن سلوك الغاز الذي يشكل جزءا من الكتلة الإجمالية سيختلف عن مكونات أخرى، وهي المادة المظلمة والهياكل الكثيفة نسبيا للمجرات نفسها. وسوف يبدد الغاز جزءا من طاقته الأولية. ولهذا السبب، فبعد الاصطدام، ستكون المناطق الأكثر كثافة في الغاز أصغر مقارنة بالمناطق الأكثر كثافة في المادة المظلمة والمجرات.

ويتكون عنقود المجرات El Gordo من مجموعتين فرعيتين ضخمتين، وهما مجموعة الشمال الغربي ومجموعة الجنوب الشرقي. واتضح أن ذروة إشعاع الأشعة السينية في مجموعة الجنوب الشرقي، والتي ترتبط في مجموعات المجرات بالغاز المجري الساخن، أكبر في الأرصاد من ذروة المادة المظلمة. وتتم إزاحة مركز كثافة المادة المظلمة في مجموعة الشمال الغربي بالنسبة إلى مركز الكتلة. وفي مجموعة الشمال الغربي، لا تتواجد الكثافة العليا للمجرات في مركز الكتلة.

وأظهرت عمليات المحاكاة الحاسوبية أن الوضع الحالي لا يمكن تفسيره إلا إذا تفاعلت المادة المظلمة مع نفسها.

ومع ذلك، هناك أيضا تناقضات حتى في نموذج SIDM حيث يكون نشاط المادة المظلمة أعلى مما تفترضه هذه النظرية.

يشير ذلك إلى أن نماذج SIDM الحالية يجب اعتبارها مجرد تقديرات تقريبية، وأن العمليات الفيزيائية الأساسية التي تصف تفاعلات المادة المظلمة في عمليات اندماج العناقيد الكبيرة هي أكثر تعقيدا مما يمكن تمثيله بشكل مناسب من خلال نهج يعتمد على تشتت جسيمات المادة المظلمة.

المصدر: naukatv.ru

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الفضاء بحوث المادة المظلمة

إقرأ أيضاً:

إيدي.. كاهنة مصرية تفاجئ علماء الآثار في أسيوط

حتى بعد سنوات عديدة من العمل الميداني والخبرة، كان الأمر بمثابة حدث بارز بالنسبة لعالم المصريات الألماني يواخيم كال. فقد اكتشف فريق من الباحثين بقيادته الصيف الماضي مقبرة لكاهنة مصرية قديمة عمرها ما يقرب من 3900 عام ومحفوظة جيدا في أسيوط بصعيد مصر.

وقال كال، وهو أستاذ بجامعة برلين الحرة، لوكالة الأنباء الألمانية: "لم تكن النية على الإطلاق العثور على إيدي.. كان ذلك مفاجئا تماما".

وتقع المقبرة في جبل من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعه حوالي 200 متر، ودُفن فيه حوالي 10 آلاف شخص في عصر الفراعنة، بحسب تقديرات كال.

وهناك كان يُجرى دفن الأثرياء على وجه الخصوص. وقد أغفل الباحثون قبر الكاهنة إيدي لعدة قرون. واعتبر كال هذا الاكتشاف ضربة حظ بحتة، حيث قال: "من النادر العثور على مقبرة في مصر اليوم بكامل محتوياتها نسبيا".

وإلى جانب التابوتين الخشبيين المتداخلين والمزينين برسومات ونصوص بالغة الدقة - وهي علامة على الرفاهية - عثر فريق البحث الدولي في حجرة الدفن على تماثيل وخنجر وأواني للأحشاء - والتي تسمى الأواني الكنوبية - من بين أشياء أخرى. وقال كال إن مومياء إيدي مزقها لصوص قبور من العصور القديمة، ولم تعد عظامها في التابوت، بل في زاوية بحجرة الدفن.

وكانت إيدي كاهنة للإلهة حتحور، وحملت لقب "سيدة البيت"، وهو ما يُثبِت أنها امرأة من عائلة ثرية. ويقدر العلماء أنها عاشت حوالي 40 عاما.

وتضمنت النصوص الطقسية المنقوشة على التابوت نصائح حول كيفية الانتقال بنجاح إلى الحياة الآخرة أو ألغاز اختبارية يتعين على إيدي اجتيازها، وفقا لمعتقد المصريين القدماء. أوضح كال قائلا: "على سبيل المثال: أنا الأمس. أنا أعرف غدا - ماذا يعني ذلك؟"، مضيفا أنه بالإضافة إلى ذلك تم رسم قائمة قرابين على الجزء الداخلي من غطاء التابوت لترافقها بشكل رمزي في طريقها إلى الآخرة، والتي شملت خبزا وجعة وزيتا وأقواسا وسهاما وألفي قيثارة، من بين أمور أخرى.

وتقع حجرة الدفن بجانب ممر رأسي بعمق 14 مترا داخل مقبرة والدها جفاي حابي الأول، والذي يعود تاريخه إلى حوالي عام 1880 قبل الميلاد.

وتم الإعلان عن الاكتشاف لأول مرة في أكتوبر الماضي. وتحتوي المقبرة على غرف يصل ارتفاعها إلى 11 مترا وعمقها إلى 28 مترا. وتم بناؤها على ارتفاع 70 مترا في الجبل. وقال كال: "هذه أكبر مقبرة غير ملكية في عصرها في مصر".

وأثناء التنقيب كان على عالم المصريات وزملائه الزحف عبر ممرات أفقية ضيقة. وتحدث كال عن عمل شاق في ظل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية وهواء رطب، مضيفا أن العمل تطلب جرأة وكثير من الشغف.

وبحسب بيانات كال، يعمل حوالي 20 عالما وما بين 40 إلى 80 عامل تنقيب مصري في أسيوط كل عام في الفترة من منتصف أغسطس إلى منتصف أكتوبر. وتجرى أعمال التنقيب بالتعاون مع جامعة سوهاج (مصر) وجامعة كانازاوا (اليابان) والأكاديمية البولندية للعلوم.

وقال كال: "نحن نعيد بناء تاريخ هذه المدينة القديمة، بالاستعانة بكل ما نجده على الجبل"، موضحا أن أعمال البحث مستمرة منذ 21 عاما، والتي يرافقها كال هناك منذ البداية. وذكر كال أن الأمر يتعلق بحوالي 6 آلاف عام من التاريخ، منذ 4 آلاف عام قبل الميلاد حتى اليوم، مشيرا إلى أن مدينة أسيوط نفسها مبنية بالكامل فوق أطلال، مما يجعلها عصية على التنقيب والبحث، موضحا أنه يتم لذلك التنقيب في جبل في أسيوط. وبحسب كال، فإن الجبل لم يكن مجرد مقبرة للناس فحسب، بل كان أيضا مدفنا للحيوانات، وكان مقصدا للزيارات وموقعا للأديرة، مضيفا في المقابل أنه أصبح اليوم منطقة عسكرية، وقال: "لذلك نحن نعمل طوال الوقت تحت حماية الشرطة وبتواجد جنود على الجبل".

وذكر كال أن أسيوط لعبت دورا كبيرا في الذاكرة الثقافية لمصر القديمة. وفي المدينة الجنائزية - وهو الاسم الذي يطلق على مقبرة كبيرة مبنية على شكل مدينة - تم العثور على نقوش من الفترة المصرية الانتقالية الأولى (عصر الاضمحلال الأول) (2205 إلى 2020 قبل الميلاد) والدولة الوسطى (2020 إلى 1630 قبل الميلاد).

وعن مدى إثارة الاكتشاف الأخير بالنسبة له، قال كال: "من حيث المبدأ، فإن هذا الاكتشاف ليس أكثر ولا أقل من مجرد لبنة صغيرة لفهم تاريخ أسيوط بشكل أفضل"، موضحا في المقابل أن ما أثر فيه هو الصبغة الشخصية التي منحتها إيدي للاكتشاف، حيث قدمت النقوش والرسومات الكثير من المعلومات عنها، مضيفا أن أكثر ما يبهره في عمله هو استيعاب حضارة المصريين القدماء في مجملها.

وخلال الشهور المقبلة سيُجرى فحص اكتشافات غرفة الدفن من قبل خبراء في تحليل المواد الخشبية ومرممين وعلماء آثار وعلماء أنثروبولوجيا ومصورين وفنيي تنقيب وعلماء مصريات، كما سيتم فحص الممر الأفقي عن كثب. وعن مصير إيدي بعد اكتمال الفحوص، قال كال: "ستتم إعادتها إلى الجبل".

مقالات مشابهة

  • دومينيك حوراني: "عندي مجموعة أغاني جديدة وهنبدأ بالسنجلاية حلوة" (حوار)
  • سيارات الأجرة ذاتية القيادة.. زعر بين الركاب في «سان فرانسيسكو» لهذا السبب
  • إيدي.. كاهنة مصرية تفاجئ علماء الآثار في أسيوط
  • ترامب يرشح مجموعة أسماء جديدة لإدارته «المنتظرة»
  • فيسبوك يجب فلسطين!
  • «الشيوخ» يناقش قانون المسئولية الطبية وحماية المريض .. اليوم
  • ثلاث نساء في غرفة ضيقة.. مجموعة قصصية جديدة عن بيت الحكمة
  • ثلاث نساء في غرفة ضيقة".. مجموعة قصصية جديدة للروائية هناء متولي
  • علماء يكتشفون لأول مرة أدلة مذهلة: سناجب آكلة للحوم
  • دراسة جديدة تؤكد مخاوف العلماء: الذكاء الاصطناعي قادر على خداع البشر